المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسامير وأزاهير 273 ... أسباب وقاحة تصريحات "نيوت جينجريتش"!!.



سماك العبوشي
13/12/2011, 08:17 PM
مسامير وأزاهير 273

أسباب وقاحة تصريحات "نيوت جينجريتش"!!.

كلما أطل علينا أحد قادة الغرب بتصريحات أو مواقف تستهزئ بنا وبقدراتنا وبتاريخنا وتحط من قدرنا وتستهين بردات فعلنا نحن العربَ، فإننا نسارع بالثأر لكرامتنا التي هدرت فنسارع دوماً لإشباعه... استنكاراً وشجباً وصراخاً وعويلاً!!.
وأمجاد يا عرب أمجاد!!.

بالأمس أطل علينا عضو الكونغرس الأمريكي، المرشح الأمريكي الجمهوري، "نيوت جينجريتش" وراح يشبع شعبنا المرابط الصامد المحتسب في فلسطين السليبة الجريحة المغتصبة سباً وقذفاً واتهاماً، فتارة وصفهم بالإرهابيين، وأخرى نعتهم بأنهم شعب تم اختراعه، في خطوة منه ليست بالجديدة، بل هي في واقع أمرها ممارسة أمريكية قديمة تتجدد كل أربع سنوات في كرنفال السباق المحموم نحو البيت الأبيض الأمريكي!!.

لقد ذقنا مرارة تلك الممارسات والتصريحات من قبل، ولم يكن "نيوت جينجريتش" أول من أطلق تلك التصريحات، ولن يكون بالقطع آخرهم، فلقد حاكى بتصريحاته القبيحة تلك غيره من المرشحين السابقين الساعين للرئاسة الأمريكية ومارس حقه بسبنا وإيذاء مشاعرنا وذلك من أجل كسب أصوات اللوبي الصهيوني، وللحقيقة نقول، بأن تجرؤ المرشح الأمريكي الجمهوري "نيوت جينجريتش" واستخفافه بنا حين نطق بمثل تلك التصريحات ما كان ليحصل لولا يقينه التام بأنها ستمر مر الكرام دون رد مناسب يقتص منه أو يقطع له لسانه ليعيد حساباته من جديد، وليقينه التام بأن جـُلّ ما سيلاقيه من ردة أفعال رسمية عربية إزاء تصريحاته تلك سيتمثل في حده الأعلى بالصراخ والعويل والتنديد والاستنكار والشجب، ليُنسَى بعد أيام صنيعه المقرف ذاك، ولا نستبعد – إن فاز بالانتخابات- أن تكون العلاقات بيننا وبينه "سمناً على عسل وحليب ياقشطة" كما يقال بالأمثال المصرية الدارجة!!، هذا كما وليس بالأمر المستغرب والبعيد أن يحل الرئيس الأمريكي "نيوت جينجريتش" القادم ضيفاً عزيزاً كريماً بين ظهراني وربوع دول ومشايخ الخليج العربي، فيفرش له هناك السجاد الأحمر من لحظة نزوله من طائرة الرئاسة الأمريكية التي أقلته من بلاد "العم والخال سام" حتى امتطائه سيارة فارهة مكشوفة برفقة الحاكم العربي المضيف، ويقيناً مني بأنه سيقلد أرفع الأوسمة الخليجية آنذاك، كما وستمد له الموائد العامرة تعبيرا عن كرم شيوخ وأمراء وحكام خليجنا العربي عرفانا منهم لدولته الصديقة، وقد تقام حفلات الرقص والدبكة الخليجية على شرفه فيرقص معه الأمراء والشيوخ رقصة الفرسان والفاتحين على وقع رنة وهز السيوف العربية جذلاً وفرحاً وابتهاجاً بمقدمه وزيارته الميمونة، وإننا تالله لا نقول ذاك اعتباطاً، فصور الاحتفاء ببوش الصغير الذي غزى أرض العراق واستباح حرماتها وسلب حق أبناء فلسطين بحياة حرة كريمة ليست ببعيدة عن أذهاننا!!.
وأمجاد ياعرب الخليج أمجاد!!.

وأتساءل...
مَنْ منا مَنْ لم يستعر قلبه وفكره بنار التدليس الأمريكي!!؟، ومَنْ منا مَنْ لم يتذوق مرارة الكيل الأمريكي المزدوج فناصبنا العداء وصب دائما لصالح الكيان الصهيوني!؟، وهل كانت تلك التصريحات المتشنجة الوقحة أمراً جديداً لم نألفه من قبل في حُمـّى السباق المستعر نحو الفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية!؟، أم أنها باتت عرفاً دارجاً ونهجا ثابتا يتبعه مرشحو سباق الرئاسة الأمريكية ويتكرر كل أربع سنوات ثمناً للفوز بمنصب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية والدخول إلى البيت الأبيض!!؟.

وأتساءل من جديد والعبرة تخنقني...
1. لـِمَ الاستغراب من صنيع المرشح الأمريكي نيوت جينجريتش فيما تتناقل الأنباء تقارير تتحدث عن استعداد قطري لتمرير مخطط بقتل قضية فلسطين من خلال تحويل الأردن الشقيق ليكون وطناً بديلاً للفلسطينيين!؟، وأن اجتماعات واتصالات ولقاءات محاطة بالسرية والكتمان قد عقدت بين مسئولين صهاينة وقطريين بعلم ومباركة أميركية سعودية لمناقشة سبل تنفيذ هذا المخطط الخبيث!!؟.
2. ولـِمَ الاستغراب بعدم اكتراث واهتمام ذاك المرشح الأمريكي بردات الفعل الرسمي العربي إزاء تصريحاته العنصرية السمجة تلك إذا كانت اللجنة الاولمبية القطرية قد أقدمت قبل أيام قلائل فقط في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية العربية في الدوحة على عرض خارطة منقوصة لفلسطين التاريخية بشكل وأسلوب لم تقدم عليه حتى دول الاستكبار العالمي على فعلها، والأنكى من هذا كله أننا لم نسمع ردة فعل رسمية من جامعتنا العربية تستنكر تلك الخطوة القطرية؟!!.
3. ثم كيف لا يستخف الغرب بنا ويستصغرون شأننا ويتلاعبون بمصائرنا فيما الرئيس "المصري العربي" المخلوع اللامبارك قد ناصب أبناء جلدته في فلسطين العداء وحمى ظهر "إسرائيل" لسنوات طوال وساهم بحصار أبناء غزة ومنع عنهم قوافل الدواء والغذاء!!؟.
4. وكيف لا يكترث قادة الغرب وساستهم بشعب فلسطين فيما تركت جامعة "القمم!!" العربية أبناء فلسطين في غزة يقاسون ويلات الحصار والجوع والمرض حتى يومنا هذا!!؟.
5. وكيف نريد من أمريكي يسعى لنيل جائزة الرئاسة الأمريكية أن لا يمارس التضليل والنفاق، فيما تركت أنظمتنا العربية وجامعتها العربية جهود الرئيس الفلسطيني أبي مازن تذهب سدى وأدراج الرياح لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية "ولو كانت مجتزأة!!" جراء عدم وجود استراتيجية عربية محكمة للتصدي لأمريكا أولاً ولسد النقص المادي المترتب عن تهديدها وتلويحها بقطع المعونات المالية عن السلطة الوطنية الفلسطينية ثانياً!!؟.
6. وكيف نريد موقفاً أمريكياً نزيهاً وشفافاً، فيما جهود المصالحة الفلسطينية الفلسطينية تمضي كالسلحفاة بل وأبطأ منها!!؟.

وأعود كرة ثالثة للتساؤل من جديد...
أولاً ... أنكتفي بالتنديد والصراخ والعويل كما اعتدنا دوماً، تماماً كما فعل - على سبيل المثال لا الحصر - السيد محمد صبيح - الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين- حين انتفض من على كرسيه الوفير وراح يمارس ما يتقنه من فن التنديد وعلم الاستنكار، تلك التي أطلقها في وسائل الإعلام العربي لا الغربي، أكرر في وسائل الإعلام العربي لا الغربي!!.
ثانياً ... أم أننا سنكتفي بقيام قادة أنظمتنا ومسئولي الجامعة العربية بإلقاء المحاضرات على مسامعنا في ردة فعل لتلك التصريحات التي تحدثت عن تاريخية شعب فلسطين وإنكار حقه بأرضه، تماماً كما فعل السيد محمد صبيح – على سبيل المثال لا الحصر- قبل أيام حين راح "يبيع الماء في حارة السقايين" فألقى على مسامعنا نحن العربَ محاضرة في التاريخ الفلسطيني أكد فيها بأن شعب فلسطين قد عاشوا على هذه الأرض السليبة قبل الأديان بثلاثة آلاف عام وأن له تراثاً وتاريخاً عريقاً لا يمكن تجاهله!!، شارحاً فيها لنا تلك الحقيقة التي نعلمها مذ كنا صغاراً، ولا نعلم حقاً إن كان استنكاره ذاك وشرحه لتاريخية شعب فلسطين على أرضه قد وصل أسماع نيوت جينجريتش أو نشر مترجماً للانكليزية بوسائل إعلام غربية كي يقرأها الغربي ويتفقه بها!!.
ثالثاً... أم أن أبناء شعب فلسطين سيكتفون بسماع قادتهم العرب ومسئولي جامعة الدول العربية وهم يلقون على مسامعهم خطب النصح والموعظة والتوجيه بضرورة الصمود والمرابطة رداً على ممارسات الغرب الممالئة للكيان الصهيوني، تماماً كما فعل –وعلى سبيل المثال لا الحصر- السيد محمد صبيح حين راح يشد من عضد أبناء فلسطين بتنويهه بأن تصريحات نيوت جينجريتش تلك لن تؤثر بشعب فلسطين ولا بكل أبناء العروبة!!، وكأن أبناء فلسطين قد انتظروا طويلاً السيد محمد صبيح كي يشد بعضدهم بكلماته تلك وبإشادته بهم كي يصمدوا ويرابطوا على أرضهم!؟.
رابعاً ... أم أن قادة الأنظمة العربية ومسئولي الجامعة العربية سيكتفون ككل مرة بتذكير الولايات المتحدة الأمريكية حقيقة أن مصالحها في منطقتنا العربية ستتهدد، وأن على الناخبين الأمريكان أن يعوا تلك الحقيقة الخطيرة، كما جاء على لسان السيد محمد صبيح – على سبيل المثال لا الحصر –، فيما الحقيقة المرة والأليمة أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا الغربية في حرز مكين وأمان واستقرار وأنها تتسع وتتجذر يوماً بعد يوم، في ظل وجود أنظمة عربية مهزومة منبطحة خانعة لا تعير بالاً لكرامتها ولا تقيم وزناً لكرامة شعوبها!!؟.

ختاماً ...
أقول للسيد محمد صبيح - الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين -، ومن خلاله لجميع قادتنا ومسئولينا العرب، إن أبناء العروبة عموماً وأبناء شعب فلسطين خاصة ليسوا بحاجة لتنديدكم واستنكاركم وشجبكم!!، كما وأنهم ليسوا بحاجة لخطابات شد الأزر والصمود والوعظ، فإن أحسستم بوجع تلك التصريحات والمواقف الأمريكية، فما عليكم والحالة هذه إلا الإسراع برد اعتبار لكرامتكم وثأراً لكرامة أبناء شعبكم العربي يتمثل بضرورة وضع استراتيجية واضحة المعالم تتصدى لأي مرشح للرئاسة الأمريكية يسعى للوصول للبيت الأبيض الأمريكي من خلال كسب ود "إسرائيل" وعلى حساب قضايانا المصيرية، ولجم كل الأصوات العنصرية الغربية من خلال البدء بتدشين مرحلة جديدة من الإسناد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، لتكون موازية مجابهة لحالة الإسناد الأمريكي الصهيوني الداعمة لاستئصال الشعب الفلسطيني، وبالتالي التلويح بالتهديد والوعيد وحرمان الغرب من مصالحه في منطقتنا العربية إن لم تتغير سياساته تجاه قضايانا أولاً!!، وبمخاطبة الرأي العام الغربي رسمياً وإيصال رسائل تحذيرية إليهم مفادها بأن مصالح بلدانهم في منطقتنا العربية رهن بمواقف حكوماتهم وقادتهم!!، وأن السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص ثانياً!!، والعمل الدؤوب من أجل تحشيد جهد المثقفين الغربيين المواليين والمتعاطفين مع قضايانا العربية، والزج بهم في مناظرات وأنشطة ثقافية توعوية تهدف لتغيير قناعة الشارع الغربي وإفهامه حقيقة قضايانا العربية عموماً وقضية فلسطين خاصة ثالثاً وأخيراً!!.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
13/12/2011

أحمد المدهون
27/09/2012, 11:25 AM
مقال يهزّ الوجدان، ويستفزّ العقل، ويستنهض الهمّة. ويدعو للتأمل والتفكر في أحوال الأنظمة العربية ومصائرها في ظل هذا الإنبطاح والضعف والخنوع أمام غطرسة الأمريكيين وتجرؤهم على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، ودعمهم الإستراتيجي للكيان الغاصب لأرض فلسطين.

يتكلّم هذا الجمهوري عن اختراع الشعب الفلسطيني ضارباً بعرض الحائط حقائق التاريخ والجغرافيا أن "الأشباح" و "الغربان" الذين يقيمون على أرض فلسطين ما هم إلا عصابات تم تجهيزهم في المطبخ الغربي، وتصديرهم إلى أرض فلسطين على مرأى ومسمع من دول الغرب.

وفي القلب غصة.

ولك يا أستاذ سماك العبوشي تحيتي وتقديري.