المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومات الحب ...



سميرة رعبوب
14/12/2011, 10:03 PM
http://www.wata.cc/forums/attachment.php?attachmentid=3579&d=1323889342

يحكى أن الصدق والوفاء تزوجا ،
وأنجبا طفلا صغيرا جميل المحيّا ، فأسمياه الحب .
غارت الخيانة ،
فأصرت أن تتزوج !
فبحثت بين المعاني من يناسبها ،
فلم تجد غير الكذب ، خير من ترتبط به !
فتزوجا في عرس لم يحضره إلا إبليس !
فأنجبا طفلا دميم المنظر ، كريه الرائحة ، فأسمياهـ الكره .

===

في مدرسة الحياة ،
تفوّق الحب وأصبح ناجحا يشار له بالبنان .
احرقت الغيرة قلب الكره ،
فذهب غاضبا إلى أمه ، شاكيا باكيا ،
فأشارت إليه بالتودد إلى الحب ، ثم إذا اطمئن له ،
غرس في سويداء قلبه خنجر الغدر ، فهو قاتله بلا رحمة !
هنا تولدت لدى الكره فكرة شيطانية ،
فعززها بالتخطيط ،
ووثقها بالفعل .
فكان يتودد للحب ، ويتقرب منه ،
والحب سريع النبض ، فهو وليد الصدق والوفاء..
مرت الأيام ربيعية بينهما ،
وبعد مضي الزمان ..
تجاهل الكره الحب ، وكان الحب يشعر بالألم ، وزادت حالته سوءا ، وشارف على الموت.
كان الكره سعيدا بذلك ، وكلما تأوه الحب سرت نشوة انتصار في روح الكره ، يتراقص لها طربا ..
هنا ضاقت الخيانة ذرعا ،
واستلت خنجر الغدر وغرسته في سويداء الحب.
فتفجرت منه دماء الفضيلة ، ومات مقتولا ..
وابتلعته أرض الجحود !!
فذبلت النفوس ،
وتاهت العقول ، ولزم الصدق والوفاء صوامع العدل والإنصاف .
وعند ميزان العدالة
استعان الكذب بالمال ، فأُخرست الألسن وعُميت الأبصار ،
وتحطم الميزان !!

شذا عمر
15/12/2011, 06:42 AM
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQVxQwBQ_SQnXvIBIQ6OwhHyWXNQdAtu IYMIJgIBDIvnOj00FpJ

سميرة رعبوب
15/12/2011, 08:51 AM
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQVxQwBQ_SQnXvIBIQ6OwhHyWXNQdAtu IYMIJgIBDIvnOj00FpJ

وبارك الله فيك ياغالية ، شكرا على جمال المرور والتشجيع ،،

محرز شلبي
15/12/2011, 11:00 AM
الكره..ذميم المنظر..كريه الرائحة..خبيث السلوك..
ما هو الحب ؟

قديما كانت العرب في الجاهلية اذا احب رجل امرأة وعشقها فانه لا يتزوجها في الغالب حتى لا يتناقص ذلك الحب او يزول وعندما جاء الإسلام عكس هذا المفهوم تماما فحثّ كل متحابين بضرورة الزواج حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام - لم نر للمتحابين مثل النكاح - فماذا يعني هذا ؟ وابن القيم يرحمه الله فيما يفسره عن هذه العلاقة المعقدة يتوصل الى سر خطير يبيّن لنا ما هو الفرق بين حب الأفلام والروايات وحب الرجل الأجنبي للمرأة الأجنبية وبين حب الزوجين لبعضهما فأجمل وأختصر كلامه الى محصلة نهائية مفادها . ان شعور الحب والعشق انما هو شعور ناتج عن أبخرة متصاعدة الى الجسم من سوائل الرجل والمرأة الجنسية يتشبع بها القلب والعقل فتحدث هذا الأثر والشعور العجيبين وبالتالي كلما زاد الحرمان الجنسي بين المتحابين كلما زاد الأثر على مشاعرهما ..
الحب الصادق لن يموت ..الحب الصادق يفتح له القلب الصادق دون استئذان..
مودتي وتقديري

محرز شلبي
15/12/2011, 11:09 AM
ما هي العلاقة الزوجية الصحيحة
لنقف مع وصف الله سبحانه وتعالى للعلاقة الزوجية في القرآن وذلك يقوله تعالى في الآية 21 من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ‏
يفسرها بن كثير بقوله " وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة والرحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو رحمة بها أو للألفة بينهما وغير ذلك " وذلك بلا شك معنى أشمل وأرقى وأسمى بكثير من حب تلك الصور الخيالية التي تصورها لنا الأفلام والروايات .

وجاءت سيرة الرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام تؤكد لنا ان الحب الدنيوي ليس كل شئ بل ان هناك ما هو اعظم منه وهو الحب في الله وحب الله ورسوله وهذا الذي ما يجب ان نملأ به القلب لا حب العشق والهيام ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى كان التعدد في الزوجات رغم حبه الشديد عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ولو كانت العلاقة بينهما هي حب وعشق الشعراء والأفلام لما استقام الأمر على عشق اكثر من عشيق ولا يمكن تحقيق ذلك ، ولكن هو حب معتدل تستقيم به الفطرة ويحقق التكاثر والتزاوج وقضاء الوطر والتلاطف بين عشيرين يفترض ان علاقتهما باقية حتى الممات بمنتهى الانسجام والتفاهم والود يؤديان فيها رسالة عظيمة تبدأ ببذرة سرعان ما تكون نواة لمجتمع اسلامي قوي .

كرم زعرور
15/12/2011, 11:54 AM
وعند ميزان العدالة
استعان الكذب بالمال ، فأُخرست الألسن وعُميت الأبصار ،
وتحطم الميزان !!


.. وهذا ميزانُ الدُّنيا ،

يستعينُ الكذبُ بأسلحتِه ِ، فينتصرُ !

لأنَّها تَعمى الأبصارُ ، وتَخرسُ الألسنةُ ، فيتحطَّمُ ميزانُ العدالة ِ.

ولكنَّ ميزانَ الآخرة ِبيد ِالواحد ِالعادل ِ.

جميلٌ ما قرأتُهُ هنا ، أستاذة سميرة .

تحيّاتي .

سميرة رعبوب
15/12/2011, 12:10 PM
الأستاذ محرز شلبي الفاضل

أشكرك على التلطف بالمرور ، وعلى الإضافات القيمة
جزاك الله خيرا ،،

ولكن ....

هل يفهم من الحب فقط العلاقة بين الرجل والمرأة ؟!!
ولماذا عندما نتحدث عن الحب ، تتجه بعض الأذهان للعلاقة بين رجل وامرأة ؟!!

أليس الاسلام هو دين الحب ؟!!

قال صلى الله عليه وسلم " ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )

شكرا على القراءة التي هي حق لك ، ولكن أحببت التوضيح ، ليس إلا ...

عبدالواسع السقاف
15/12/2011, 12:29 PM
عذراً فأنا لا أؤمن بأن الشَّر هو الذي ينتصر في الأخير، فهذا مالم نتعلمه لا في ديننا ولا في حياتنا..
نظرتنا التشاؤمية هي التي تصور لنا ذلك، ومع ذلك فقد أعجبني النص بما فيه من تعابير بلاغية
وكلمات وضعت في موضعها عدا أن الخيانة ضاقت ذرعاً في موضع لم تكن لتضيق فيه، فقد نجحت
خطتها وصار الحب يتألم وأوشك أن يموت فلماذا العجلة ؟؟ كان الآلم الذي يعانية أشد وطئة من الطعنة
التي أراحت الحب من عذابه!! هناك أشياء أشد إيلاماً من أن نطعن قلب، فمجرد الصَّد والتعالي والنظرة
الدونية والشفقة تقتل آلاف المرات!!
تحياتي للقلم الذي كتب

سميرة رعبوب
15/12/2011, 12:37 PM
وعند ميزان العدالة
استعان الكذب بالمال ، فأُخرست الألسن وعُميت الأبصار ،
وتحطم الميزان !!


.. وهذا ميزانُ الدُّنيا ،

يستعينُ الكذبُ بأسلحتِه ِ، فينتصرُ !

لأنَّها تَعمى الأبصارُ ، وتَخرسُ الألسنةُ ، فيتحطَّمُ ميزانُ العدالة ِ.

ولكنَّ ميزانَ الآخرة ِبيد ِالواحد ِالعادل ِ.

جميلٌ ما قرأتُهُ هنا ، أستاذة سميرة .

تحيّاتي .

أشكرك دكتور كرم زعرور الفاضل
على المرور الجميل والقراءة الواعية ...
ربما في الدنيا الموازين تختلف ، يكذب الصادق ويصدق الكاذب
ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ، ويجافى القريب ، ويوصل البعيد
لكن ميزان العدالة الإلهية كامل لا يتخلله النقص فهو بيد العادل الرحيم
الله جل وعلا ..
تقديري ...

سميرة رعبوب
15/12/2011, 12:56 PM
عذراً فأنا لا أؤمن بأن الشَّر هو الذي ينتصر في الأخير، فهذا مالم نتعلمه لا في ديننا ولا في حياتنا..
نظرتنا التشاؤمية هي التي تصور لنا ذلك، ومع ذلك فقد أعجبني النص بما فيه من تعابير بلاغية
وكلمات وضعت في موضعها عدا أن الخيانة ضاقت ذرعاً في موضع لم تكن لتضيق فيه، فقد نجحت
خطتها وصار الحب يتألم وأوشك أن يموت فلماذا العجلة ؟؟ كان الآلم الذي يعانية أشد وطئة من الطعنة
التي أراحت الحب من عذابه!! هناك أشياء أشد إيلاماً من أن نطعن قلب، فمجرد الصَّد والتعالي والنظرة
الدونية والشفقة تقتل آلاف المرات!!
تحياتي للقلم الذي كتب

مؤكد لن ينتصر الشر ..
نصي المتواضع فقط يريد أن يحيل القاريء للمتناقضات التي توجد في الحياة ..

فالخيانة تقتل الحب بطعنات الغدر ، لأنها حمقاء متعجلة ..
هل تتوقع أن يستمر حب بين طرف مخلص وآخر خائن ... ؟
بدون إرادة وبلا شعور لايمكن أن يحبه ،ولو كان بينهما الحب فإنه سيذبل ثم يموت ..
والحياة الواقعية توضح ذلك ..

شكرا على المرور والقراءة ...

سميرة سلمان عبد الرسول
15/12/2011, 09:23 PM
الغاليه سميره رعبوب
ماأروع ما أ ختطه قلمك ,فقد لخصت معاني ومواقف كبيره بكلمات قليله نسبيا
دمت ودام اليراع

محمود عباس مسعود
15/12/2011, 10:00 PM
الأستاذة الأديبة سميرة رعبوب
كالعادة، نصوصك إبداعية تنطوي على مغازٍ ومعانٍ عميقة. بالنسبة للحب، لا أعتقد أنه يموت لأنه عنصر لطيف ودائم الحضور في قلوب كثيرة. ما يحدث هو أنه يهرب من القلوب التي لا تقدّر قيمته ولا تهتم ببذل المجهود اللازم لتهيئة الظروف المناسب لازدهاره. الظروف أو القوى المغايرة لطبيعته تجعل من الصعب عليه البقاء في غياب النقاء. للحب خيوط شفافة، متناهية الدقة تربط قلوب الناس ببعضها فيشعرون بلذة معنوية تظهر بصورة انسجام وجداني وتآلف روحي بين الأشخاص. ولأن هذه الخيوط رفيعة فقد تتعرض لرضوض ورجّات عنيفة من الغضب والغيرة والحسد والإستغلال وحب التملك، بل قد تتقطع أحياناً، أو في كثير من الأحيان، فيصبح من الصعب إعادة ربطها من جديد بين القلوب نظراً لدقتها، وإذ لا تعود هذه الخيوط أسلاكاً موصلة، يتعذر بل يستحيل الإحساس بالحب بعد ذلك وتكون الخسارة كبيرة ومريرة كفقدان عزيز بالموت.
تحياتي وأطيب تمنياتي


.

سميرة رعبوب
15/12/2011, 10:57 PM
الغاليه سميره رعبوب
ماأروع ما أ ختطه قلمك ,فقد لخصت معاني ومواقف كبيره بكلمات قليله نسبيا
دمت ودام اليراع

العزيزة سميرة سلمان
سرني جميل تواجدك ، وروعة قراءتك
دمت في حفظ الله ورعايته ياغالية

سعيد نويضي
17/12/2011, 11:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأدية الفاضلة سميرة رعبوب...

أرقى مراتب الحب هو حب الله جل و علا و من أجله جل في علاه يحب الإنسان من هو أهل للحب...فيكون الحب لله أولا و لرسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثانيا و للوالدين...و هكذا...حتى تحب كل شيء خلقه الله عز و جل فيه خير للإنسان...كذلك ألا يحب الإنسان العلم و المعرفة ...ألا يحب الزهرة و الوردة و النحلة و النملة و الطير و السحاب و المطر و الرحمة و الرأفة و الهداية و الصدق و العطف و المغفرة و كل ما فيه الخير و يعين الإنسان و يؤدي إلى الجنة و في المقابل تمقت و تكره كل ما يناقض ما سبق...ألا يحب الإنسان الوفاء فالبضرورة سيكره الخيانة...تلك هي حقيقة من حقائق الإنسان المتعددة و المتنوعة...

فحوارك الجميل بين الصدق و الوفاء لما تزوجا نتيجة الحب أنجبا كائنا يحبه الله عز و جل تتوفر فيه صفات الفضلية...لكن صفات الرذيلة لم يرق لها ذلك فشمرت على ساعديها لتحبط كل ما هو جميل...فماذا أنجبا الصدق و الوفاء و اعذرني على تطفلي على نصيصك الرائع الحبكة من حيث البناء اللغوي البلاغي كما أشار إلى ذلك الأحبة الكرام من أهل واتا...و ممن قرءوا النصيص ...أقول أنجبا كائنا فريدا اسمه "التقوى"...فقمة الصدق أن يصل الكائن بها إلى التقوى ،و قمة الوفاء أن يصل بها الكائن إلى التقوى...لأن سقف الفضيلة هو التقوى...

و أعتقد لذلك قرأ الأديب الفاضل محرز شلبي النصيص قراءة من خلال الفكر الإسلامي لقيمة الحب كعلاقة تكون نتيجة لأسباب إذا ما توفرت أنجبت الصلاح و الفلاح و بالتالي أنجبت التقوى و هي ما كان عليها سيد الخلق و المرسلين النبي الأمي صلى الله عليه و سلم...

قد يكون الحب غاية لكنه في الغالب الأعم وسيلة لبلوغ غاية...فالغاية في كل فعل أو قول هي رضا الله عز و جل...هذه الغاية تحتاج إلى وسيلة و من تم فالحب من شروط الإيمان كما ذكرت و ذكرتنا به الحديث للرسول عليه الصلاة والسلام..."لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فما يحب الإنسان لنفسه يشكل "غاية" يريد تحقيقها ،هذه الغاية تحتاج إلى وسيلة و من تم فالوسيلة المشروعة هي الحب...فالإيمان كغاية يتطلب شروط من بينها وسيلة الحب الصادق ،لأن الإنسان لا يؤذي نفسه و لا يريد الضرر لنفسه لذلك كان من شروط الإيمان أن تحب لنقفسك ما تحبه لغيرك...

فالقيم الفاضلة لا يستقيم لها وجود إلا إذا تجاوزت القيم الرذيلة...هذا التجاوز و الانتقال من الرديء للجيد من القبح إلى الجمال هو لب و جوهر النصيص و هو في نفس الوقت ابتلاء الحياة...

الفلتة التي وقعت هي مسحة التشاؤم التي ابتدأت مع موت الحب و انتهت بتحطم الميزان...من أحب الله فقد أحب الحي الذي لا يموت و من أحب الله جل في علاه أدرك أن ميزان الحق لا ينكسر و لا يتحطم ...فليس المقياس هو ما هو كائن في الدنيا لأن الدنيا لا تستقر على حال فالعبرة بما سيأتي يوم الفصل يوم يوضع الميزان الحق...لذلك لو تشاءم الإنسان فقد دب الياس في وجدانه و إذا ما استوطن قلبه فقد يئس و من يئس فقد أضاع فرصة البحث عن طريق الإيمان طريق الحق طريق الهداية...

فحتى مع وجود اليأس في الواقع المعاش للذين ختم الله على قلوبهم فالمفروض أن يكون الأدب منارة تنوير شمعة تضيء ظلام اليأس...

أما صورة القلب كشاهد على موت الحب فقد زكيت أعتقد دون علم دعاة موت التاريخ موت الإيديولوجيا موت المؤلف موت الإنسان في زمن الآلة موت القيم الروحية في زمن استعمار القيم المادية...فهناك فلسفة ادعت بموت كل شيء مند قولة نيتشه ...

فمن أحب الله فالله حي لا يموت و من أحب رسوله فالصلاة عليه دائمة ما دامت السماوات و الأرض و من أحب إفرازات الحب فهي ميتة لا محالة...

تحيتي و تقديري...

سميرة رعبوب
18/12/2011, 05:49 PM
الأستاذة الأديبة سميرة رعبوب
كالعادة، نصوصك إبداعية تنطوي على مغازٍ ومعانٍ عميقة. بالنسبة للحب، لا أعتقد أنه يموت لأنه عنصر لطيف ودائم الحضور في قلوب كثيرة. ما يحدث هو أنه يهرب من القلوب التي لا تقدّر قيمته ولا تهتم ببذل المجهود اللازم لتهيئة الظروف المناسب لازدهاره. الظروف أو القوى المغايرة لطبيعته تجعل من الصعب عليه البقاء في غياب النقاء. للحب خيوط شفافة، متناهية الدقة تربط قلوب الناس ببعضها فيشعرون بلذة معنوية تظهر بصورة انسجام وجداني وتآلف روحي بين الأشخاص. ولأن هذه الخيوط رفيعة فقد تتعرض لرضوض ورجّات عنيفة من الغضب والغيرة والحسد والإستغلال وحب التملك، بل قد تتقطع أحياناً، أو في كثير من الأحيان، فيصبح من الصعب إعادة ربطها من جديد بين القلوب نظراً لدقتها، وإذ لا تعود هذه الخيوط أسلاكاً موصلة، يتعذر بل يستحيل الإحساس بالحب بعد ذلك وتكون الخسارة كبيرة ومريرة كفقدان عزيز بالموت.
تحياتي وأطيب تمنياتي


.

الأستاذ الأديب الفاضل / محمود عباس مسعود
أسعدني تواجدك البهي ، والقراءة الجميلة التي نهلت منها أعذب المعاني ..
الحب شعور بنظري مقدس ، ويحتاج لمن يقدرهـ ويحافظ عليه ..
يقول الشاعر صالح عبدالقدوس
واحرص على حفظ القلوب من الأذى --- فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القـلوب إذا تنـافر ودهـا --- مثل الزجاحة كسرها لا يشعب .

احترامي ...

سميرة رعبوب
18/12/2011, 06:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأدية الفاضلة سميرة رعبوب...

أرقى مراتب الحب هو حب الله جل و علا و من أجله جل في علاه يحب الإنسان من هو أهل للحب...فيكون الحب لله أولا و لرسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثانيا و للوالدين...و هكذا...حتى تحب كل شيء خلقه الله عز و جل فيه خير للإنسان...كذلك ألا يحب الإنسان العلم و المعرفة ...ألا يحب الزهرة و الوردة و النحلة و النملة و الطير و السحاب و المطر و الرحمة و الرأفة و الهداية و الصدق و العطف و المغفرة و كل ما فيه الخير و يعين الإنسان و يؤدي إلى الجنة و في المقابل تمقت و تكره كل ما يناقض ما سبق...ألا يحب الإنسان الوفاء فالبضرورة سيكره الخيانة...تلك هي حقيقة من حقائق الإنسان المتعددة و المتنوعة...

فحوارك الجميل بين الصدق و الوفاء لما تزوجا نتيجة الحب أنجبا كائنا يحبه الله عز و جل تتوفر فيه صفات الفضلية...لكن صفات الرذيلة لم يرق لها ذلك فشمرت على ساعديها لتحبط كل ما هو جميل...فماذا أنجبا الصدق و الوفاء و اعذرني على تطفلي على نصيصك الرائع الحبكة من حيث البناء اللغوي البلاغي كما أشار إلى ذلك الأحبة الكرام من أهل واتا...و ممن قرءوا النصيص ...أقول أنجبا كائنا فريدا اسمه "التقوى"...فقمة الصدق أن يصل الكائن بها إلى التقوى ،و قمة الوفاء أن يصل بها الكائن إلى التقوى...لأن سقف الفضيلة هو التقوى...

و أعتقد لذلك قرأ الأديب الفاضل محرز شلبي النصيص قراءة من خلال الفكر الإسلامي لقيمة الحب كعلاقة تكون نتيجة لأسباب إذا ما توفرت أنجبت الصلاح و الفلاح و بالتالي أنجبت التقوى و هي ما كان عليها سيد الخلق و المرسلين النبي الأمي صلى الله عليه و سلم...

قد يكون الحب غاية لكنه في الغالب الأعم وسيلة لبلوغ غاية...فالغاية في كل فعل أو قول هي رضا الله عز و جل...هذه الغاية تحتاج إلى وسيلة و من تم فالحب من شروط الإيمان كما ذكرت و ذكرتنا به الحديث للرسول عليه الصلاة والسلام..."لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فما يحب الإنسان لنفسه يشكل "غاية" يريد تحقيقها ،هذه الغاية تحتاج إلى وسيلة و من تم فالوسيلة المشروعة هي الحب...فالإيمان كغاية يتطلب شروط من بينها وسيلة الحب الصادق ،لأن الإنسان لا يؤذي نفسه و لا يريد الضرر لنفسه لذلك كان من شروط الإيمان أن تحب لنقفسك ما تحبه لغيرك...

فالقيم الفاضلة لا يستقيم لها وجود إلا إذا تجاوزت القيم الرذيلة...هذا التجاوز و الانتقال من الرديء للجيد من القبح إلى الجمال هو لب و جوهر النصيص و هو في نفس الوقت ابتلاء الحياة...

الفلتة التي وقعت هي مسحة التشاؤم التي ابتدأت مع موت الحب و انتهت بتحطم الميزان...من أحب الله فقد أحب الحي الذي لا يموت و من أحب الله جل في علاه أدرك أن ميزان الحق لا ينكسر و لا يتحطم ...فليس المقياس هو ما هو كائن في الدنيا لأن الدنيا لا تستقر على حال فالعبرة بما سيأتي يوم الفصل يوم يوضع الميزان الحق...لذلك لو تشاءم الإنسان فقد دب الياس في وجدانه و إذا ما استوطن قلبه فقد يئس و من يئس فقد أضاع فرصة البحث عن طريق الإيمان طريق الحق طريق الهداية...

فحتى مع وجود اليأس في الواقع المعاش للذين ختم الله على قلوبهم فالمفروض أن يكون الأدب منارة تنوير شمعة تضيء ظلام اليأس...

أما صورة القلب كشاهد على موت الحب فقد زكيت أعتقد دون علم دعاة موت التاريخ موت الإيديولوجيا موت المؤلف موت الإنسان في زمن الآلة موت القيم الروحية في زمن استعمار القيم المادية...فهناك فلسفة ادعت بموت كل شيء مند قولة نيتشه ...

فمن أحب الله فالله حي لا يموت و من أحب رسوله فالصلاة عليه دائمة ما دامت السماوات و الأرض و من أحب إفرازات الحب فهي ميتة لا محالة...

تحيتي و تقديري...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الكاتب الأديب / سعيد نويضي
أسعدني تحليلك لنص ، والإضافات القيمة التي أتعلم منها الكثير
نعم الحب ليس لونا واحدا ، ولا نوعا واحدا ، بل هو ألوان وأنواع
منها الخالد ومنها غير ذلك ..
فالنص ليس تشاؤمي إنما واقعي يسلط الضوء على فئة تستبدل الطيب
بالخبيث ..
وتستبدل الأدنى بالذي هو خير ...
وهذه فئة عاصرت التاريخ ، ونظائرها تعاصر الحاضر المرير ..
فربما تدوم دول وهي على الكفر لأنها عادلة غير ظالمة ، تعمل بحب وصدق ووفاء ..
وربما تهلك أمم مسلمة كونها ظالمة ، ساد فيها البغض والتفرقة بسبب الكذب والخيانة وأكل حقوق الناس ..
فالتقي المحب لربه يدرك أن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة - هذه عقيدتي وعقيدة كل مسلم -
.. وتشرق شمس فجر يوم جديد
و تقود الفضيلة ثورة ضد الرذيلة ، والأيام دول ...
لك كل الاحترام والله يرعاك ..