المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما ذنب "فعل الأمر"؟



سامي خمو
15/12/2011, 03:54 AM
إنني من المتحمسين لفعل الأمر الصحيح بعكس المركب. ولدى إجراء بحث عن فعل الأمر عثرت على الحوار المفيد التالي بين أحد زملائي المترجمين الفطاحل علاء زين الدين والدكتور منذر أبو هواش، أحد أعمدة واتا الذي نفتقده كثيرا. وأنقل هنا نص الحوار. وأقول للدكتور منذر نحن تعلمنا منك الكثير عندما كنت ناشطاً في واتا ولا أنسي رأيك الخاص بأستعمال "أي" و "أية" حيث رأيتَ بعدم جواز استعمال "أية" لأنها كلمة غريبة ولم ترد في القرآن الكريم. ومنذ ذلك الحين لم استعمل كلمة "أية" إطلاقاً. وأقول للدكتور منذر هل ورد في الكتاب المقدس تعبير "قم + مصدر" كبديل لفعل الأمر الأصلي مثلاً "قـُم بتركيب" بدلا من "ركـّب" أو "قم بنقل" بدلاً من "انقل"؟. فما هو رأيكم أيها الأعزاء الكرام؟

نص الحوار - منقول

المترجم علاء زين الدين

ماذا جنى فعل الأمر؟
________________________________________

السلام عليكم،

أفيدوني أيها الأخوة اللغويون، فما أنا إلا مهندس.

أجد المترجم في كثير من النصوص يتجنب ترجمة الأمر إلى فعل أمر فيلجأ إلى استخدام فعل "قم" مع مصدر الفعل المراد ترجمته مثل:
install قم بتركيب
mount قم بتحميل
move قم بنقل

وحيث أنني في معظم الأحيان أستخدم فعل الأمر مباشرة مع وضع علامات التشكيل الضرورية لتمييزه عن الماض، فكثيرا ما أجد المراجع قد بدل كل أفعال الأمر في النص الذي ترجمته كما يلي:
ركِّب - قم بتركيب
حمَِّل - قم بتحميل
انقُل - قم بنقل

فهل يوجد مبرر وجيه لتجنب الأمر بداية؟
وهل الأفضل إن احتوى النص على فعل أمر أن يترك كما هو أم يعدَّل إلى فعل مركب -إذا صح التعبير- كما يفعل المراجعون؟

ثم هل كل ذلك مجرد موروث من عهد كان يصعب فيه استخدام علامات التشكيل والواجب الآن شن حملة لإنقاذ فعل الأمر قبل تشويه العربية؟

وهل انتبه أحدهم إلى أن فعل "قم" هو أيضا فعل أمر، فما هو فضل "قم" على سائر الأفعال؟

وطبتم جميعاً.. و"فضلـ..ـكم" محفوظ.

منذر أبو هواش

الأخ الفاضل علاء زين الدين،

إن قولنا "يركب" معناه يفعل التركيب أو يقوم بالتركيب، وقولنا "يحمل" معناه يفعل التحميل أو يقوم بالتحميل، وقولنا "ينقل" معناه يفعل النقل أو يقوم بالنقل. وكذلك أفعال الأمر "ركب" و "حمل" و"انقل" تكون معانيها على التوالي "قم بالتركيب" و "قم بالتحميل" و "قم بالنقل".

وليس هذا "الأمر" مختصا بأفعال الأمر تحديدا، إذ يمكن حدوثه مع صيغ الأفعال الزمنية المواكبة لحركة الفاعل في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل أيضا، وأنا كمترجم أقوم – مثلي مثل المراجع الذي لديكم – باللجوء (لاحظ استخدامي لعبارة "أقوم باللجوء" هذه بدلا من الفعل ألجأ) إلى هذا الأسلوب اللغوي السليم، ليس لصعوبة استخدام علامات التشكيل، ولكن من أجل زيادة التوضيح، وخفض احتمالات إساءة قراءة النص من قبل غير المتمكنين (وما أكثرهم في زماننا هذا)، وبالتالي من أجل خفض إساءة فهمهم إلى الحد الأدنى، وهذا في اعتقادي هو المبرر الوحيد لفعل ذلك.