المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاء ... وبراثن الذئب ( قصة من ثلاثة أجزاء )



أحمد مليجي
23/12/2011, 06:43 PM
وفاء ... وبراثن الذئب

( الجزء الأول )

بقلم: أحمد محمد أحمد مليجي

مع مساء ليلة الأربعاء عاد خالد من رحلته الشاقة إلى بيته .. بعد أن نال منه التعب والإرهاق ، لكنه عندما اجتمع مع أفراد عائلته : زوجته وفاء وابنه عمرو وطفلته المدللة زهرة نسى همومه و مشقة سفره .. ثلاثة أيام هي مجمل إجازته الشهرية مرت عليه سريعاً ، بعدها وجد نفسه يجهز حقيبة سفره ، ليعود من جديد إلى صراعه مع الوحدة والملل من أجل أن يحافظ على مصدر رزقه و لقمة العيش التي تمكنه من توفير بعضٍ من رفاهيات ومتطلبات الحياة القاسية له و لأسرته ، و بها يرى السعادة و ابتسامة الرضا على شفاههم التي تهون عليه ضنك العمل ومشقة الترحال ... بعد مرور أسبوعين على استلامه العمل قرر خالد أن يقدم طلباً إلى مديره ، يطلب فيه إجازة شهر كامل ، يستمتع به مع أسرته وأبنائه
كان خالد في سعادة تغمر قلبه بعد موافقة مديره على طلبه ، ولكنه أراد أن يفاجئ عائلته بيوم سفره ، فقال لزوجته أن وصوله سيكون مساء الأربعاء بينما كان عازماً على السفر يوم الثلاثاء.. في ليلة سفره ذهب إلى السوق وأشتري بعض الأشياء التي يرى أنها تسعد عائلته ، اشترى روائح جميلة لزوجته وقميصي نوم .. أحدهما أحمر والآخر أبيض بلون حبه لها ، أما عمرو ابنه البكر ، فقد اشترى له ( بلاي استيشن ) مع بعض شرائط الألعاب ( سي دي ) خاصة بالمصارعة التي كان يحرص على متابعتها في التلفاز و في مقاهي الانترنت ... أما مدللته زهرة .. فقد اشترى لها الفستان الذي وعدها به قبل سفره ، ومجموعة من ألعاب العرائس (باربي) ... وهو في طريقه إلى بيته كان قلبه يسبق خطاه شوقاً ولهفة لأبنائه وزوجته. فتح الباب بعد أن كلّ من قرع الجرس ، دخل ينادي على أفراد أسرته : وفاء ..عمرو .. زوزي .. لا أحد يجيب ! ظل يبحث عنهم لم يجد لهم أثراً ، لكن لفت نظره أن الحاسوب مفتوح ، ذهب ليغلقه ولكن هاله ما رأى! رسالة من زوجتي؟؟ رباه ماذا أرى؟؟!!
وفاء بئس الأسم ...وفاء تخونني ..ومع منْ مع صعلوك على النت ... هذه التقنية الحديثة التي أتيتُ بها لدمار بيتي ؟! ... لا لم أكن أنا السبب!! ..بل هي الخائنة لشرفي ..!! .. لا ما عساني أفعل؟! رباه : الهمني الصواب من عندك ... أرجوك يا الله لا تدع الشيطان يتمكن مني ويسيطر على تفكيري .. اللهم الهمني الرشد في تفكيري... فكر خالد ملياً ثم اتصل بزوجته.. أين أنتِ يا وفاء ؟؟؟ .. لم ينادِ عليها بأم عمرو كعادته حتى لا يدنس اسم ابنه بألفاظ الشتم والسب - كما يعتقد – بل طلب منها العودة مسرعةً وأن تبقي الأولاد عند أهلها حتى لا يسمعون نقاشه الحاد معها في هذه المسألة ، و بالتالي لا يتأثرون بأحداث المشكلة ... عادت الزوجة والضحكة على شفتيها إلى أن رأت زوجها يقف إلى جانب جهاز الحاسوب ، فأدركت أن أمراً مريباً قد حدث ... تكدر وجهها واكفهر من المفاجأة ، خاصة عندما علمت أن اليوم الثلاثاء وليس الأربعاء كما قال لها.. لذا تركت الحاسوب مفتوحاً..
طلب منها خالد أن تجلس وتقص عليه الحكاية ... فبدأت دموعها تنهمر منها دون أن تجيب بكلمة واحدة ، لأنها أدركت أنها أوقعت نفسها في مأذق ! فما كان من خالد إلا أن أرسلها إلى بيت أبيها حتى يجتمع مع ذويها ويعرف بما قصر هذا الزوج معها ... ويعلم ما الذنب الذي اقترفه لتجزيه بالخيانة ... ابتلع خالد ريقه وهو يقول : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم مراراً وتكراراً.. وهما في الطريق إلى بيت أبيها لم تلفظ بكلمة ، لأنها خجولة مما اقترفته بحق نفسها وزوجها وأولادها.... نزلت من السيارة ثم اتجهت مهرولة إلى غرفتها تساورها مشاعر الندم.. أجهشت بالبكاء وعلا صوتها من النحيب ، فاستيقظ طفلاها وهربا إلى حضنها يمسحان دموعهما ، ثم سألها أحدهما : هل أبي بخير يا أمي ؟؟؟ ..ضمته إلى صدرها وحاولت أن تتماسك أمامهما ...وقالت: لا تخافا والدكما بخير لكني متعبة قليلاً هيا عودا لفراشكما ...عندئذ سمعت رنين الهاتف استرقت السمع فرد أبوها ...وسمعته يقول حاضر عزيزي عساه خيراً أنا سأتيك حالاً... وخرج والدها بصحبة ثلاثة من أبنائه متجهين إلى بيت زوجها... خالد فتح لهم الباب... ولولا أن دموع الرجال قاسيةً لبكى ضعف ما به...لكنه تماسك أمامهم.. وبدأ في سرد ما رأى من ابنتهم وفاء دون زيادة أو نقصان... ثم قال : بالله عليك يا عمي العزيز وأنتم أصهاري هل رأيتموني مقصراً في بيتي يوما ؟؟ هل جاءت إليكم ابنتكم يوماً تشتكي العوز أو الفقر؟؟ هل أبخل عليها أو على أولادي بشء.؟؟ انها تعيش حياة الرفاهية في بيتها .. موفراً لها كل سبل العيش الكريم ..أعاملها بما علمني ربي ورسوله بحسن المعشر كما قال تعالى : ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ سورة [النساء:19 .. فأنا حسن المعشر ولم أخنها يوماً ، بل العكس أُسافر وأتحمل من أجل بيتي وأسرتي، وهي بالمقابل تخونني مع صعالكة الهوى على النت ؟!!.. والله إني لأخجل من أن أنطق هذا الكلام أمامكم !! فكيف سمحت لنفسها بذلك ؟؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل .
تقدم والد وفاء و ربت على كتفه وقال له توكل على الله يا بني وإن شاء الله ما لك إلا أن تكون راضياً ... لا ديني ولا تربيتنا ولا عاداتنا تسمح بهذه الأمور ، سأؤدبها وأُعلمها درساً لن تنساه مدى حياتها ، حتى تعترف بخطئها .. لا عليك بني فأنت ابني .. بارك الله فيك ، أأذن لنا بالانصراف.

وفاء ... وبراثن الذئب ( الجزء الثاني )

بقلم:أحمد محمد أحمد مليجي

في طريق عودتهم إلى بيتهم طالب الأب من أولاده حل المشكلة من جذورها، حتى يعود لاختهم رشدها وصوابها... وأوصاهم أن يتبعوا معها أساليب الشدة والحزم في إعادة تكوين ما نقصها من أدب المعشر لزوجها... في لحظة دخولهم إلى البيت نادى الوالد على وفاء بصوت عال ... جاءت إليه مسرعةً و جلست أمامه .. سألها بضيق وألم : ما الذي سمعته من زوجك عنك يا ابنة الأصول والحسب والنسب ؟!!
والله لولا أن زوجك أبن حلال لطلقكِ في الحين واللحظة ، وهذا أبسط حقوقه ...أسمعي ما سأمليه عليكِ أولاً: لا انترنت لكِ بعد اليوم ... علا صوتها معربداً أنا لا اقبل بهذا.. فلقد تعودتُ على الانترنت وحياتي كلها به ... غضب والدها من وقاحتها ، ومن ردها على كلامه بهذه الجرأة ، وبيده اليمنى صفعها على وجهها بكل قوة ، لعلها تفوق من غفوتها وسباتها.... وقال لها : أنت فاجرة ... تسعيني لدمار بيتك وأولادك وزوجك ..اتقى الله في نفسك.. ما ربيتك يوماً إلا على الفضيلة والتقوى والإيمان...لكن هذه تعاليم الانترنت قاتل الله التكنولوجيا المدمرة ، وقاتل الله أمثالك ... قسماً بالله يا وفاء لن تخرجي من بيتي إلا على القبر إن لم تعودي إلى صوابك وبيتك.. خافت وفاء من غضب والدها ...وأخذت تفكر؟؟!!
خالد كان رجل شهماً .. يفهم في الأصول ...لذا كان منه كل التقدير لعمه، لأنه دخل بيته ونفذ ما طلبه منه، و وافق على عودة زوجته مع أطفالها إلى بيته .... ذهبت وفاء إلى المطبخ وصنعت لزوجها عصيراً، لتشعره بأنها عادت إلى صوابها وأصبحت زوجة مطيعة له... لكن خالد كان أذكى منها ، ومن ومكرها ،قام بعمل رمز سري للحاسوب، حتى يضمن الاستقرار والهدوء النفسي له قبلها... أمضى خالد الأجازة بصحبة أولاده وزوجته، وعاد إدراجه لمشقة العمل ......دخلت وفاء مكتب زوجها وحاولت مراراً وتكراراً أن تهتدي إلى الرقم السري، وجربت أرقام تواريخ الميلاد، والزواج لكن دون جدوى ..فاعتلاها الغضب .... سألت نفسها ماذا تفعل؟ وكيف تمضي الساعات الثقيلة عليها؟!! فكرت وفكرت وأخيراً توقفت عند فكرة جهنمية وعليها... ذهبت إلى البنك وسحبت مبلغاً من المال،اشترت منه ( حاسوب محمول ) ...عاد إليها شيطانها وأخذت تراسل عشيقها ، وأخبرته بما حدث مفصلا...فأخذ يشد على يدها ،ويخطط معها في كيفية الخلاص من زوجها ،بعد ان تمده بكل ما تستطع من أموال ليوفر لها ما لا يستطع هو توفيره ...وغبائها جعلها تمشي في ظلام ما خطط لها ..سحبت مبلغا من المال مرة آخرى، واشترت ملابس ثمينة وذهبت للمزين وغيرت حتى مظهرها ... أستلم خالد كشف حسابها في البنك الذي وصله عن طريق البريد ... فكر خالد ملياً في المبالغ التي سحبتها ، وأراد ان يرتاح من عناء التفكير ...فقرر أن يحيك لعبة عليها ، عله يجد الإجابة على كل سؤال يطرح بفكره .. فأخبرها أنه سيتغيب عن البيت في مأمورية عمل تابعة للشركة التي يعمل بها ... وأخذ شيطانها يراقصها على أنغام الخبر...وودعته بكلمات الشوق والحب... ثم ذهبت إلى غرفتها وتزينت ولبست قميص نومها الأحمر هدية زوجها، وفتحت الحاسوب، وأخذت تتحدث بأريحية مع عشيقها... عاد خالد واختبأ في ركن مخفي في البيت .. ثم تسلل خلسة ونظر من ثقب الباب ..!! لم يصدق ما رأته عينه ...!! قال في حزن يملؤه الدهشة والاستغراب : ربي ماذا أرى ؟؟؟
كاد الغضب ينهي ويشل تفكيره... إلا انه لجأ إلى رب العالمين ، يبسمل ويحوقل ثم توكل على الله ...فتح باب الغرفة وأخذ منها الحاسوب وستر عورتها ، ثم ذهب بها دون أولاده إلى منزل ذويها... وطلب من والدها أن يكون الانفصال التام بينهما ..لأنه تحمل وصبر دون فائدة ... عاد خالد إلى بيته ؛ نام متوسطاً أولاده يحتضنهما والدموع تنساب وتصب بقلبه المجروح من زوجته الخائنة ...والحزن على أولاده فلذة كبده وما ألم بهم ... و يفكر ماذا سيخبرهم عندما يسألون عن أمهم؟؟ ألف سؤال يطرح في باله...ومتاهات تئن بأوصاله!!
في الصباح الباكر اصطحب أولاده ليوصلهم إلى سيارة المدرسة والدموع تلهب فؤاده ... قرر الاتصال بإدارة المدرسة لنقل أبنائه إلى مدرسة قريبة من محل عمله، وبواسطة الفاكس حصل على الموافقة لنقلهم إلى جانبه ليرعاهم ...وبدأ بعد ذلك يسأل نفسه من سيحتضن أولاده وهو في ساعات عمله .؟ ومن سيرعاهم ؟.. لكنه تذكر أخته التي تسكن في منطقة تبعد عنه ربع ساعة بالسيارة وعلى الفور أتصل بها و قص عليها ما حدث معه.

وفاء ... وبراثن الذئب

( الجزء الثالث والأخير )

بقلم: أحمد محمد أحمد مليجي

اتفق خالد مع أخته أن تقوم برعاية أولاده في فترة عمله ، ورحبت بذلك... لكن إلى متى ؟؟ وهل سيتحمل زوجها ذلك ؟؟ رغم أن زوج أخته ابن عمه وصديقه... لكن خالد كان لا يحب التطفل ومضايقة من يعزهم - خاصة أقربائه ... لذا طلب من أخته أن تبحث له عن بنت الحلال التي تصونه وتحافظ على شرفه أولاً وترعى أولاده.. وأراد الله أن يعوضه خيراً ، نعم أنها صديقة أخته التي تثق بها ، وبأخلاقها الحميدة.
لم يضِع خالد وقتاً...وطلب من أخته تحديد موعد مع ذويها لتحديد موعد عقد القران. أما وفاء فكانت تتخبط كوحش مفترس لا تعرف أين المصير ؟! ولا المجهول الذي يخفيه لها القدر... وفاء منذ أن عرفت صعلوكها على الانترنت ، لم تكن تعلم أنها وقعت في براثن اخطبوط لا يرحم ولا يعرف الضمير له عنوان .... الاسم : شريف ... لكن الحرفة : لص ومزور ..اشتهر بالنصب... مسجل خطر ومعروف لدى الجهات الأمنية بالذئب..!!
السيد الذئب كان قد درس شخصية وفاء وعرف مكامن ضعفها، قبل أن يوقعها في غرامه...وبالتالي صنع منها لعبة خشبية ...يحركها كيفما يشاء !! ووقتما يشاء. كان يحلق بتفكيرها بأحلام و وعود كاذبة.
ولكن كان يفكر ويفكر في طريقة يصطادها بها ، ويوقعها بقوقعته أكثر وأكثر.. ؟!! وعلى هذا الأساس خطط ودبر ، وبدأت خطته بإرسال رسالة إلى هاتفها المحمول ، وبعدها يوهمها أن الرسالة أرسلها لها بطريق الخطأ ..عندما تتصل به وتخبره بمحتواها،وإنما كانت لصديقه تاجر الذهب .. جاء بالرسالة:-( عزيزي أرجو أن تخبرني: هل وصلت شحنة المعلوم ؟؟!!... لأنني وجدت من يشتري كل الصفقة ...أرجو أن تسرع بالرد..!!)
اضطربت وفاء من الرسالة فقررت أن تتصل بهذا الذئب .. لتعرف منه فحواها ، و على التو واللحظة سألته عن ما جاء بالرسالة؟؟ فرح الثعلب الماكر.. وعلم أن سمومه بدأت بالانتشار بوفاء، فبدأ أسلوب المكر معها فقال لها:- حبيبتي أحمد الله أن الرسالة وقعت بيدك ولم تذهب إلى صديقي كما أردت..!! .لأن بها صفقة تغنيني أنا وأنت مدى الحياة ، هي صفقة ذهب ..أريد مشترياً والذهب في حوزتي وإن بإمكانك مقابلتي سأريك إياه فهل يمكنك مساعدتي بإيجاد مشترٍ للذهب..؟؟!! عندها سأخطفك ونعيش أنا وأنتِ في جزر القمر نبني أحلامنا ونعيشها... هامت وحلمت وفاء بمعسول الكلام ووعدته بإيجاد المشتري وبأقرب وقت... وفي لحظة فكرت أن تخبر أختها التي تكبرها سنا لعدة أسباب أولها :-أن أختها لها دراية بالذهب وذات شخصية قوية ثانياً :- أن زوجها ( عادل ) يعمل في مجال البحث عنه في كافة الأماكن التي يتواجد فيها... لم تكذب خبراً .. وطلبت من أختها و زوجها مقابلته ، واتفقوا على مكان يلتقون فيه،.. وصلوا جميعاً إلى المكان الذي يبعد مسافات طويلة عن أطراف المدينة، ويحيطه الكثير من الأشجار والمستنقعات..هاهو البيت المهجور أمامهم( المكان المتفق عليه )، أفصح الذئب عن الذهب، وصعقوا من أطماعهم في الحصول على ثروة العمر وخرج كلاً منهم يبحث عن المشتري إلى أن وقع عبد الله بشباك الذئب بكل سذاجة ؟؟ ذلك هو مشتري الذهب الذي اتصل به عادل وشرح له كافة تفاصيل الصفقة، فطلب منه معاينة الخامة وفحصها عند خبير الذهب ... قال الذئب : نعم هذا حقه و أعطاه عينة من برادة الذهب وعندما قام بفحصها وجدها ذهب صافٍ عيار ( 24) .إذن الأمور تبدو أمام عبد الله تمام التمام...!! ومن هنا بدأت المفاوضات ومن ثم الاتفاق على بيع عشر سبائك من الذهب الخالص وزن السبيكة 800 جرام المبلغ المطلوب 300 ألف دولار .. وهذا يعتبر سعر زهيد جداً بالنسبة للسعر الحقيقي للسبيكة.من هذا النوع .. تم الاتفاق على مكان التسليم والتسلم وأن يكون الدفع نقداً... قام الذئب بتبديل السبيكة الحقيقية التي قام عبد الله بفحصها بأخرى مصنوعة من الرصاص ومطلية بالذهب ، وعندما استلم المبلغ سلمهم السبائك المطلية بالذهب وبعدها اختفى.. اكتشف عبد الله أنه كان ضحية مؤامرة قذرة وعصابة شريرة وقرر البحث عنهم والانتقام منهم .. وبدأ بمطاردة وفاء وأختها وعادل ،وضيق الخناق عليهم، وتوعد بالانتقام منهم لتآمرهم عليه. لكن دون جدوى ترتجى باسترجاع المبلغ من براثن وشباك الذئب الماكر...!! وأخذ يتخبط وكأن جناً تلبسه... مقسماً أن يعيد ما سرق منه، وبالفعل أمسك بعادل وأشبعه ضرباً وهو يقول : أين فلوسي يا نصابين يا أولاد الـ ..... حاول عادل أن يفهمه أنه كان ضحية مثله ، وأن الذئب هو اللص الحقيقي الذي غدر بهم .. لكن عبد الله لم يصدقه وأعتقد أنه يكذب عليه ويخدعه ، فأخرج مطواة من جيبه ، و وضعها على رقبته و قال : لن تفلت من يدي .. لن أتركك إلا بعد الحصول على فلوسي كاملة.. قل وإلا قتلتك ... أين فلوسي ؟؟!! .. لم يجد عادل طريقة للإفلات إلا خداعه ومقاومته للهروب منه وكان قريباً من ذلك ، عندما أوهمه أنه سوف يدله على طريق الذئب ومن ثم يساعده في الحصول على ماله ، وفي اللحظة التي أبعد فيها عبد الله المطواة عن رقبته ، لكمه عادل في وجهه وطرحه أرضاً ، واصبح مستعداً للفرار منه ، لكن عبد الله مَـدِّ رجله أمامه فعرقله وقبض عليه ثم طعنه بالمطواة طعنة نافذة في صدره فأرداه قتيلاً ، في اليوم التالي بعد هروبه تم القبض على عبد الله الذي أعترف بجريمته ، وحكي لضابط التحقيقات عن الأسباب التي دفعته إلى قتله عادل ، فقال : أنه كان ضحية لعملية نصب قامت بها عصابة ضده كان بطلها عادل وزوجته وأختها ، فأمر الضابط بالقبض على وفاء وأختها ، ومعهم المدعو شريف الشهير بالذئب بعد أن قام عبد الله بالتعرف على صورته من صور المسجلين خطر التي عرضها عليه الضابط بعد سماعه لأوصافه.
أما خالد فعقد قرانه على ابنة الحسب والنسب الدكتورة شيماء،فكانت احتواء للعائلة الجميلة التي حضنتهم بحبها وعطفها لتكون الأم الصالحة لهم ، لكن بعد مرور فترة على زواجه ، سأله أولاده عن أمهم، وعن أسباب انفصاله عنها.. لم يجد خالد أي رد على تساؤلاتهم المستمرة إلا الهروب منها.. وذات ليلة جلس وحيداً في خلوة مع نفسه يسترجع ذكرياته مع وفاء ، خاصة السنوات الأولى الجميلة التي أمضاها معها قبل سفره وانتقاله إلى هذا المكان البعيد عنها ،، وسأل نفسه : هل ظلمت وفاء ؟؟ هل كنت سبباً في خيانتها لي، بابتعادي عنها أياماً طويلة ؟؟ هل إهمالي لها كان مبررا لهذه الخيانة؟! ولماذا لم أحاول من البداية توفير سكن قريب من محل عملي الجديد لنعيش سويا معا وكان من الممكن نقل أبنائي إلى مدرسة قريبة من عملي أيضاً ؟؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهن خالد دون أن يجيب عليها... أما وفاء فقد وقعت بشرك غدرها مع ثعلبها الماكر الذي غدر بها وأوهمها بحبه الكذوب ، فأضاعت جنة تتمناها كل فتاة .. زوج خلوق وأولاد كالورود ، فكان جزاؤها الحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، وبقيت داخل محبسها تعض أصابعها ندماً .