المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاذبية الموت



ابراهيم ابويه
26/12/2011, 11:59 PM
جاذبية الموت . ق ق ج((ابراهيم ابويه)).


انتفض من فراشه البارد ، شحن جوفه بدخان سيجارة "ماركيز" ، احتسى ما تبقى من قهوة قضت ليلها على المائدة التي تتوسط الحجرة الصغيرة أعلى العمارة...
سحب ألبوم الصور والقى بجسده على كرسي خشبي .لأول مرة شدته صور الوجوه المبتسمة التي تحمل معها ذكريات من الصعب أن تنسى...أمعن النظر مليا في الصورة الممزقة ...تأوه ، أو هكذا تخيل نفسه وهو يمزق جدار الصمت بصرخات مدفونة...
فجأة ! أقفل كل ما فتحه الالبوم من أحداث وامتطى الشارع الطويل ...توقف وأشعل سيجارة . رفع عينيه الغائرتين الى السماء ،حدق مليا في سرب طيور يتجه نحو الشمس...
داس بقوة على ما تبقى من سيجارته ثم تابع الخطو...دقات قلبه ترتفع بشكل غريب ...
رآها قادمة ، توقف...فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير ...لم يكن يفصله عنها سوى ذلك الرصيف الاسمنتي البارد . تأمل جسمها اللامع ، حدق في عينيها الساطعتين رغم هذا الضباب الكثيف...لم يتردد في الركض لمعانقتها ...لم تنتبه اليه ، أشاحت بجسدها عنه ،تجنبت ملاقاته...لكنها في النهاية استسلمت لرغبته وعانقته بقوة وعنف...

شريف عابدين
27/12/2011, 04:45 AM
قصة محزنة ذات نهاية مأساوية، تصور حالة من الاكتئاب يمر بها إنسان صورها الكاتب ببراعة يتقنية اللقطات السينيمائية.
أحييك أستاذ ابراهيم ابويه على هذا الإبداع والتصوير المبهر لمعاناة النفس البشرية في أجواء الوحدة.
أعجبتني كثيرا هذه اللقطة:
"رفع عينيه الغائرتين الى السماء ،حدق مليا في سرب طيور يتجه نحو الشمس...
داس بقوة على ما تبقى من سيجارته ثم تابع الخطو..."
يا لها من لحظة مصيرية!

كرم زعرور
27/12/2011, 03:23 PM
.. في العادة ِيكونُ الموتُ مُخيفا ، وبلا جاذبيَّة ٍ،

وعندما يكونُ القصُّ إبداعاً ، تكونُ قراءَةُ الموت ِجَذّابةً !

سيناريو مُحكمٌ ، صَوَّرَ النَّهايةَ بِتَمَكُّن ٍ.

تحيّاتي ، أستاذ إبراهيم .

ابراهيم ابويه
28/12/2011, 06:42 PM
قصة محزنة ذات نهاية مأساوية، تصور حالة من الاكتئاب يمر بها إنسان صورها الكاتب ببراعة يتقنية اللقطات السينيمائية.
أحييك أستاذ ابراهيم ابويه على هذا الإبداع والتصوير المبهر لمعاناة النفس البشرية في أجواء الوحدة.
أعجبتني كثيرا هذه اللقطة:
"رفع عينيه الغائرتين الى السماء ،حدق مليا في سرب طيور يتجه نحو الشمس...
داس بقوة على ما تبقى من سيجارته ثم تابع الخطو..."
يا لها من لحظة مصيرية!

الأستاذ الجليل شريف عابدين ، تحية طيبة.
شرف لنا أن نقرأ تعليقكم الجميل ، وأ تستمتعوا بحذه اللحظات الحكائية المليئة بالألم.
تقديري وتحيتي.

ابراهيم ابويه
28/12/2011, 06:45 PM
.. في العادة ِيكونُ الموتُ مُخيفا ، وبلا جاذبيَّة ٍ،

وعندما يكونُ القصُّ إبداعاً ، تكونُ قراءَةُ الموت ِجَذّابةً !

سيناريو مُحكمٌ ، صَوَّرَ النَّهايةَ بِتَمَكُّن ٍ.

تحيّاتي ، أستاذ إبراهيم .

القاص الجميل كرم زعرور، تحية طيبة.
شكرا لكم على هذا الوصف الجميل للقصيصة وكذا ما أشرتم اليه من ملاحظات حول قفلة القصة.
يسعدني أنكم هنا.
محبتي الوارفة.

ابراهيم ابويه
28/12/2011, 06:46 PM
إكليل ورد لكل من مر من هنا...
أحمد المدهون منى حسن محمد الحاج* ابراهيم ابويه حكيمة جمانة جريبيع روز زياد شريف عابدين عبدالله بن بريك نضال الخليل كرم زعرور

عبدالستار زيدان
01/01/2012, 10:26 AM
اكتشف زيف الحياة .. وسعادة الذكريات صارت ممله ..
أراد ملاحقة الطيور التى تسعى نحو شمس الحق والحقيقة ..
داس على سيجارته الراقية .. تاركا حياة اليسر والكذب .. والثراء والنفاق ..
وفضل الموت على كل ذلك ...
عندما جذبه الموت بكل ما فيه من صدق . وحقيقة .
تحياتى أستاذ/ ابراهيم ابويه ..

د. نزيه بريك
02/01/2012, 11:09 PM
جاذبية الموت . ق ق ج((ابراهيم ابويه)).


انتفض من فراشه البارد ، شحن جوفه بدخان سيجارة "ماركيز" ، احتسى ما تبقى من قهوة قضت ليلها على المائدة التي تتوسط الحجرة الصغيرة أعلى العمارة...
سحب ألبوم الصور والقى بجسده على كرسي خشبي .لأول مرة شدته صور الوجوه المبتسمة التي تحمل معها ذكريات من الصعب أن تنسى...أمعن النظر مليا في الصورة الممزقة ...تأوه ، أو هكذا تخيل نفسه وهو يمزق جدار الصمت بصرخات مدفونة...
فجأة ! أقفل كل ما فتحه الالبوم من أحداث وامتطى الشارع الطويل ...توقف وأشعل سيجارة . رفع عينيه الغائرتين الى السماء ،حدق مليا في سرب طيور يتجه نحو الشمس...
داس بقوة على ما تبقى من سيجارته ثم تابع الخطو...دقات قلبه ترتفع بشكل غريب ...
رآها قادمة ، توقف...فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير ...لم يكن يفصله عنها سوى ذلك الرصيف الاسمنتي البارد . تأمل جسمها اللامع ، حدق في عينيها الساطعتين رغم هذا الضباب الكثيف...لم يتردد في الركض لمعانقتها ...لم تنتبه اليه ، أشاحت بجسدها عنه ،تجنبت ملاقاته...لكنها في النهاية استسلمت لرغبته وعانقته بقوة وعنف...


أخي الكريم إبراهيم أبويه
هي الذكرى المضرجة بالوجع تُوَلّدُ عند صاحبها طاقة تأخذه إلى دائرة جاذبية الموت.
إن عبارة "أمعن النظر مليا في الصورة الممزقة " صورت مشهداً سابقا من الذكرى مشبعاً بوجع الفراق، وعلى ما يبدو فإن هذا الوجع في تورم دائم، مما جعل صاحبه يقرر استئصاله بالموت. قد أبدعت في تصوير حالته النفسية، بقولك:" حدق في عينيها الساطعتين رغم هذا الضباب الكثيف". في الحقيقة لم يكن هناك ضباب يسود المكان، بل ساد الضباب في عينيه، وهي الحالة التي يصل اليها الإنسان عندما يفقد كل الأمل ويتربع على كرسي اليـأس.
ينتهي المشهد بمفارقة جميلة، حيث أن من وضعته على طريق الموت، ظهرت في اللحظة الحاسمة وأنقذت حياته.
إنه انتصار للحياة على الموت حتى عندما يكون في مرحلة المخاض.
تقبل مودتي
نزيه بريك

ابراهيم ابويه
12/01/2012, 12:57 AM
اكتشف زيف الحياة .. وسعادة الذكريات صارت ممله ..
أراد ملاحقة الطيور التى تسعى نحو شمس الحق والحقيقة ..
داس على سيجارته الراقية .. تاركا حياة اليسر والكذب .. والثراء والنفاق ..
وفضل الموت على كل ذلك ...
عندما جذبه الموت بكل ما فيه من صدق . وحقيقة .
تحياتى أستاذ/ ابراهيم ابويه ..

الأستاذ الكريم عبدالستار زيدان ، تحية طيبة.
مرور مثمر...كلما قرأت النص من خلالكم كلما اكتشفت أشياء أخرى لم افكر فيها من قبل، بل هي التي خرجت بين ثنايا النص.
مودتي الوارفة.

ابراهيم ابويه
12/01/2012, 12:59 AM
أخي الكريم إبراهيم أبويه
هي الذكرى المضرجة بالوجع تُوَلّدُ عند صاحبها طاقة تأخذه إلى دائرة جاذبية الموت.
إن عبارة "أمعن النظر مليا في الصورة الممزقة " صورت مشهداً سابقا من الذكرى مشبعاً بوجع الفراق، وعلى ما يبدو فإن هذا الوجع في تورم دائم، مما جعل صاحبه يقرر استئصاله بالموت. قد أبدعت في تصوير حالته النفسية، بقولك:" حدق في عينيها الساطعتين رغم هذا الضباب الكثيف". في الحقيقة لم يكن هناك ضباب يسود المكان، بل ساد الضباب في عينيه، وهي الحالة التي يصل اليها الإنسان عندما يفقد كل الأمل ويتربع على كرسي اليـأس.
ينتهي المشهد بمفارقة جميلة، حيث أن من وضعته على طريق الموت، ظهرت في اللحظة الحاسمة وأنقذت حياته.
إنه انتصار للحياة على الموت حتى عندما يكون في مرحلة المخاض.
تقبل مودتي
نزيه بريك
الدكتور المتمكن نزيه بريك ، تحية طيبة.
تحليل جميل لما ورد في النص...
لكن دعني أطرح عليك سؤالا : كيف يمكن لذات العينين الللامعتين أن تكون منقذة ؟
لكم مني خالص المحبة والتقدير والشكر.

أحمد المدهون
12/01/2012, 11:02 AM
أستاذ ابراهيم ابويه،

لاحظت في النص مستويين من الأفعال:

الأول أفعال حركية خارجية: (انتفض، شحن، احتسى، سحب، ألقى، أقفل، امتطى، توقف، أشعل، داس، تابع الخطو، توقف، ركض، أشاحت بجسدها، عانقته بقوة وعنف...).

والثاني هي مزيج من الأفعال النفسية الداخلية ولغة الجسد: (الوجوه المبتسمة، أمعن، تأوه، تخيّل، يمزق جدار الصمت، رفع عينيه، حدّق، دقات قلبه ترتفع، فكر، تأمل، حدّق، يتردد، تنتبه، تجنبت ملاقاته، استسلمت...).

فنحن أمام نص سردي مليء بالحركة والإنفعالات الداخلية، بشكل متدرّج، حتى يصل بنا إلى الذروة: (لكنها في النهاية استسلمت لرغبته وعانقته بقوة وعنف)، ثم يتركنا في تخيّل بقية القصة [ من خلال نقط الإسترسال]، كلّ وفق رؤيته وتأويله.

بالنسبة لي أراها قاتلته، وهذا ما عبّرت عنه اللفظتان بـ "قوة" و "عنف"، وأومأت له عتبة الولوج للنص "جاذبية الموت". هو سار إلى حتفه مدفوعاً بحنين الذكريات، وما آل إليه أمره من يأس في الحياة، وفقدان معناها بدونها، وهي عانقته مدفوعةً بالإنتقام.

نص بهيّ، مصوغ ببراعة، غنيّ بالصور، والإشارات، والإيماءات.

أبدعت وأمتعت.

تحياتي.

د. نزيه بريك
12/01/2012, 11:09 AM
الدكتور المتمكن نزيه بريك ، تحية طيبة.
تحليل جميل لما ورد في النص...
لكن دعني أطرح عليك سؤالا : كيف يمكن لذات العينين الللامعتين أن تكون منقذة ؟
لكم مني خالص المحبة والتقدير والشكر.


أخي الكريم ابراهيم ابويه
بما أن هناك نساء تملك عيون ساطعه تشع نوراً، وكما نقول بالعامية "عيون تسطح"، فقد قرأت نهاية القصة، على أنه في طريقه إلى الانتحار، التقى صدفة حبيبته (ذات العيون الساطعة) التي فارقته، وعانقته. ولذلك قلت أن من وضعته على طريق الموت، أنقذته من الموت في اللحظة الحاسمة. لكن سؤالك جعلني اعيد قراءتي، لأكتشف أن العينان الساطعتان ليس إلا عيون السيارة التي داسته
وعانق الموت. هكذا جاءت قرائتي الثانية وارجوا أني أصبت في قراءتي.

شكراً أخي ابراهيم ، تقبل تحيتي ومودتي
نزيه بريك

ابراهيم ابويه
12/01/2012, 05:10 PM
أستاذ ابراهيم ابويه،

لاحظت في النص مستويين من الأفعال:

الأول أفعال حركية خارجية: (انتفض، شحن، احتسى، سحب، ألقى، أقفل، امتطى، توقف، أشعل، داس، تابع الخطو، توقف، ركض، أشاحت بجسدها، عانقته بقوة وعنف...).

والثاني هي مزيج من الأفعال النفسية الداخلية ولغة الجسد: (الوجوه المبتسمة، أمعن، تأوه، تخيّل، يمزق جدار الصمت، رفع عينيه، حدّق، دقات قلبه ترتفع، فكر، تأمل، حدّق، يتردد، تنتبه، تجنبت ملاقاته، استسلمت...).

فنحن أمام نص سردي مليء بالحركة والإنفعالات الداخلية، بشكل متدرّج، حتى يصل بنا إلى الذروة: (لكنها في النهاية استسلمت لرغبته وعانقته بقوة وعنف)، ثم يتركنا في تخيّل بقية القصة [ من خلال نقط الإسترسال]، كلّ وفق رؤيته وتأويله.

بالنسبة لي أراها قاتلته، وهذا ما عبّرت عنه اللفظتان بـ "قوة" و "عنف"، وأومأت له عتبة الولوج للنص "جاذبية الموت". هو سار إلى حتفه مدفوعاً بحنين الذكريات، وما آل إليه أمره من يأس في الحياة، وفقدان معناها بدونها، وهي عانقته مدفوعةً بالإنتقام.

نص بهيّ، مصوغ ببراعة، غنيّ بالصور، والإشارات، والإيماءات.

أبدعت وأمتعت.

تحياتي.

الأستاذ الجليل أحمد المدهون;تحية طيبة.
شكرا لأنك أعطيت النص حقه من القراءة والبحث ، وهذا عمل أسعدني كثيرا خصوصا عملية انتقاء الأفعال وترتيبها وجعل ذلك تفسيرا لحركية النص واانفعالاته المباشرة داخل الزمان والمكان.
لك مني كثير من التقدير.

ابراهيم ابويه
12/01/2012, 05:13 PM
أخي الكريم ابراهيم ابويه
بما أن هناك نساء تملك عيون ساطعه تشع نوراً، وكما نقول بالعامية "عيون تسطح"، فقد قرأت نهاية القصة، على أنه في طريقه إلى الانتحار، التقى صدفة حبيبته (ذات العيون الساطعة) التي فارقته، وعانقته. ولذلك قلت أن من وضعته على طريق الموت، أنقذته من الموت في اللحظة الحاسمة. لكن سؤالك جعلني اعيد قراءتي، لأكتشف أن العينان الساطعتان ليس إلا عيون السيارة التي داسته
وعانق الموت. هكذا جاءت قرائتي الثانية وارجوا أني أصبت في قراءتي.

شكراً أخي ابراهيم ، تقبل تحيتي ومودتي
نزيه بريك

تحية كبيرة أخي د. نزيه بريك.
ليس للي حق التأويل كما تعلم ، لكني هذه المرة سأرفع لك القبعة بعد أن أعدت قراءة النص وخرجت بما ينبغي...
تقديري ومحبتي لكم.

أحمد المدهون
12/01/2012, 05:54 PM
لكن سؤالك جعلني اعيد قراءتي، لأكتشف أن "العينان الساطعتان" ليس إلا عيون السيارة التي داسته
وعانق الموت. هكذا جاءت قرائتي الثانية وارجوا أني أصبت في قراءتي.
أخي د. نزيه بريك،

ربما كان الفارق الزمني بين مشاركتك هذه ومشاركتي التي سبقتها قليلاً جداً.
وبرغم أنني لمحت استنتاجك هذا وأعجبني، لكنّني آثرت أن أبقي قراءتي كما هي، لإعطاء فسحة في تعدد التأويل. خاصة أن عبارة "فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير" تصرف النظر عن كونها مركبةً، وإن كانت عبارة "تأمل جسمها اللامع، حدق في عينيها الساطعتين" تقود إلى الإستنتاج الذي ذكرته وهو ما أكده الأستاذ إبراهيم أبويه.

إذاً، هي لعبة التمويه، أجادها باحتراف أستاذنا إبراهيم أبويه، فمررها، حتى عالجها ببراعة النطاسي الأديب البارع نزيه بريك.

تحياتي لكما.

د. نزيه بريك
12/01/2012, 07:45 PM
أخي د. نزيه بريك،

ربما كان الفارق الزمني بين مشاركتك هذه ومشاركتي التي سبقتها قليلاً جداً.
وبرغم أنني لمحت استنتاجك هذا وأعجبني، لكنّني آثرت أن أبقي قراءتي كما هي، لإعطاء فسحة في تعدد التأويل. خاصة أن عبارة "فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير" تصرف النظر عن كونها مركبةً، وإن كانت عبارة "تأمل جسمها اللامع، حدق في عينيها الساطعتين" تقود إلى الإستنتاج الذي ذكرته وهو ما أكده الأستاذ إبراهيم أبويه.

إذاً، هي لعبة التمويه، أجادها باحتراف أستاذنا إبراهيم أبويه، فمررها، حتى عالجها ببراعة النطاسي الأديب البارع نزيه بريك.

تحياتي لكما.


أخي وصديقي أحمد تحياتي لك
حقاً أخي وكما قلتَ، فعبارة "فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير" تدفع القارئ السير في إتجاه واحد من التأويل، وهذه العبارة
استوقفتني في التأويل، فحددت قراءتي الأولى، لأني لم أجد أي علاقة بين السيارة (كما قصد الأخ ابراهيم) وعبارة "الغياب الكبير"، فهذه العبارة تتضمن دلالة على معرفة وعلاقة بين طرفين، ومن المنطق أن يذهب القارئ من خلال النص إلى إعتبار هذه الدلالة على
أنها ترتبط بالبطل وحبيبته. وحقيقة لولا السؤآل الذي طرحه الأخ ابراهيم، لما جاءت قرائتي الثانية وكشفت الخمار عن "العيون الساطعة". وهنا بودي أن أعيد النقاش إلى الأخ الكريم ابراهيم أبويه ليدلي برأيه حول هذه العبارة ، وفي رأيي لو يتم حذفها، كي
لا يرتبك القارئ في تأويل النص.

دمت صديقي أحمد ولك أطيب الأماني
نزيه بريك

ابراهيم ابويه
13/01/2012, 12:45 AM
أخي وصديقي أحمد تحياتي لك
حقاً أخي وكما قلتَ، فعبارة "فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير" تدفع القارئ السير في إتجاه واحد من التأويل، وهذه العبارة
استوقفتني في التأويل، فحددت قراءتي الأولى، لأني لم أجد أي علاقة بين السيارة (كما قصد الأخ ابراهيم) وعبارة "الغياب الكبير"، فهذه العبارة تتضمن دلالة على معرفة وعلاقة بين طرفين، ومن المنطق أن يذهب القارئ من خلال النص إلى إعتبار هذه الدلالة على
أنها ترتبط بالبطل وحبيبته. وحقيقة لولا السؤآل الذي طرحه الأخ ابراهيم، لما جاءت قرائتي الثانية وكشفت الخمار عن "العيون الساطعة". وهنا بودي أن أعيد النقاش إلى الأخ الكريم ابراهيم أبويه ليدلي برأيه حول هذه العبارة ، وفي رأيي لو يتم حذفها، كي
لا يرتبك القارئ في تأويل النص.

دمت صديقي أحمد ولك أطيب الأماني
نزيه بريك

سأعتذر للأستاذ أحمد حتى أعود لمشاركته الجيدة لأجيب عما طرحه صديقنا د.نزيه...
هذه أول مرة أجدني سعيدا وأنا أفتح هذا النقاش الجميل حول فن كتابة ق ق ج .عبارة "الغياب الكبير" ، تجعلنا نفكر في كيفية تنظيم الجمل داخل ق ق ج بما في ذلك أدوات الربط والعائد الصرفي والنحوي وعلامات الترقيم واختيار الأفعال والصفات والتقديم والتأخير واعتماد الجمل الاسمية وما الى غير ذلك...هي لعبة الساحر عندما يخفي قطعة نقدية ويطلب منك التركيز عليها وهو يخفي كأسا أو شيئا آخر هو المقصود تماما من لعبته ، فالمركب الوصفي "الغياب الكبير"لا يرتبط بالجملة التي أدرج فيها ارتباطا منطقيا مباشرا ، فهو مركب يكسر المعنى المعجمي لما قبله ليصبح مركبا وصفيا لحالة الغياب التي يعيشها البطل بعد أن فتح الألبوم وراعته الصور التي غابت أيضا وتلاشت...هو غياب كبير في الزمان والمكان ، غياب بمعنى الموت ، نحن لا تهمنا دلالات الصور أو ما تركت في نفسه من تأثير مباشر ، إن ما يدفعنا لتقمص حالته هو ذلك الخيط المشترك في حالة الغياب ، وهو مشترك انساني يمكن الباسه معاني شتى..
نخلص الى أن الغياب الكبير لا علاقة له بالاحتضان إلا لأنه علة وسبب ..
لك مني كل التقدير.

ابراهيم ابويه
13/01/2012, 12:49 AM
أخي د. نزيه بريك،

ربما كان الفارق الزمني بين مشاركتك هذه ومشاركتي التي سبقتها قليلاً جداً.
وبرغم أنني لمحت استنتاجك هذا وأعجبني، لكنّني آثرت أن أبقي قراءتي كما هي، لإعطاء فسحة في تعدد التأويل. خاصة أن عبارة "فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير" تصرف النظر عن كونها مركبةً، وإن كانت عبارة "تأمل جسمها اللامع، حدق في عينيها الساطعتين" تقود إلى الإستنتاج الذي ذكرته وهو ما أكده الأستاذ إبراهيم أبويه.

إذاً، هي لعبة التمويه، أجادها باحتراف أستاذنا إبراهيم أبويه، فمررها، حتى عالجها ببراعة النطاسي الأديب البارع نزيه بريك.

تحياتي لكما.

العزيز أحمد المدهون ، تحية طيبة.
أتفق معك على كل ما أوردت هنا من كلام جيد ، (الغياب الكبير هو حالة تسكن البطل )، والتأويل هو مفتاح نجاح ق ق ج ، فهي بطبيعتها لا تقبل الانغلاق.
محبتي وكثير من التقدير.

نايف ذوابه
13/01/2012, 01:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مساء الخير للكرام والإخوة الأفاضل

سعدت بقراءة النص وما أسعدني أكثر هو تحليل النص وقراءته من زوايا متعددة وكذا النصوص الإبداعية المتميزة .. رؤى مختلفة وزوايا مختلفة وقد تكون كما أشار أخي الأستاذ إبراهيم لم تخطر على باله ولكن النص يستوعبها ويسعده أن القراء لفتوا انتباهه إلى ما لم يكن يخطر بباله .. إنه الفن المغلف بغلالة من الغموض غير المستغلق ولكنه شفاف يتيح للناقد والقارئ أن يقرأ النص بوجوه مختلفة ومن زوايا مختلفة..

للموت جاذبية عنوان جذاب ومثير ويتوافق مع مضمون النص وقفلته.. أنا قرأت فيما قرأت لأحد الشعراء الإنجليز أن الموت هو الحقيقة الكبرى في الحياة .. قد تكون هذه الرؤية لها نصيب من العنوان الذي يلفت الانتباه ويجعل القارئ في ترقب كيف يكون للموت جاذبية .. النص أراه ينتقل بسرعة .. سريع التطور وهذا يعكس حالة نفسية ووجدانية قلقة ومتوترة لكنها في تقديري ما زالت واعية بما تريد وتبحث عنه عن سبق إصرار .. لم تفقد الوعي وطريق الخلاص ... أحيانا وتبعا للرؤية يكون في الموت خلاص ويكون اختيارا بملء الإرادة .. كما أسلفت ووفق ما قال الشاعر بأن الموت هو الحقيقة الكبرى في الحياة .. لذلك لا بأس بالموت وقد يستدني الإنسان موته إذا شعر أن الحياة لا تستحق أن تعاش وأن الخلود في السماء لا في الأرض وقد لا يكون الخيار انتحارا .. قد يكون استشهادا باقتحام الاخطار وركوب أهوالها في سبيل قضية أو مبدأ ..

لذلك هو حلق في أسراب الطيور التي تتجه نحو الشمس كأنه ينشد حريته في السماء بعد أن ضاقت بها الأرض ..

النص مفتوح لقراءات كثيرة .. وهذا ما يجعله يحقق للقارئ متعة فنية ونفسية أكثر مع قراءته أيضا لقراءات الآخرين ورؤاهم له ..

شكرا يا أستاذ إبراهيم وأرجو أن أكون قد قرأت النص بما ينصفه ويحلق به ..

سميرة رعبوب
13/01/2012, 03:57 PM
قصة مميزة جدا بداية من العنوان " جاذبية الموت " ، وانتهاءا بالخاتمة المأساوية " وعانقته بقوة وعنف "

جذبني فيها قوة الصياغة وحسنها وجمالها ورصانة اختيار الألفاظ التي تؤدي للمعنى وتجسد الصورة النفسية لبطلها
وما تحمل في طياتها من فكرة ورسالة عميقة معبرة ..

وجذبني بعد ذلك تعدد القراءات والتأويلات التي تفضّل بها الأساتذة الكبار ..

القصة جعلتني أتسأل : هل مرارة الواقع ومايحمله من زيف مركب ، وألم الذكريات ، والحنين للماضي الجميل
تجعل اليأس يبنى قلاعا محصنة ويستوطن الروح ليجعلها تزهد الحياة التي اختارها الله تعالى لنا ، وتجعله يسعى للتحرر من قيود الجسد والاندفاع نحو الموت بمحض إرادة واختيار ليعانقه بشوق ولهفة ؟ هل هو يعلم الطريق الذي سيسلكه بعد الموت ؟ هل هو طريق الخلاص ؟ أم طريق يؤدي به إلى أبواب الجحيم ؟ أم أن السعي وراء المثل والقيم العالية والدفاع عنها حتى الموت تجعل الانسان ينجذب في رحلته الفانية إلى سحر الموت وعيونه الساطعة بالحقيقة الأزلية الخالية من الزيف وتجعله يحتضن تلك الرحلة الخالدة بكل قوة وعنف ؟

قصة بلغ تأثيرها فيني كثيرا حتى أشعر بعجزي عن التعبير عنها خاصة وأنا قلم مبتديء أمام قلم أديب متمرس مثلك أستاذنا الفاضل إبراهيم

لك تقديري واحترامي ..

ابراهيم ابويه
13/01/2012, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مساء الخير للكرام والإخوة الأفاضل

سعدت بقراءة النص وما أسعدني أكثر هو تحليل النص وقراءته من زوايا متعددة وكذا النصوص الإبداعية المتميزة .. رؤى مختلفة وزوايا مختلفة وقد تكون كما أشار أخي الأستاذ إبراهيم لم تخطر على باله ولكن النص يستوعبها ويسعده أن القراء لفتوا انتباهه إلى ما لم يكن يخطر بباله .. إنه الفن المغلف بغلالة من الغموض غير المستغلق ولكنه شفاف يتيح للناقد والقارئ أن يقرأ النص بوجوه مختلفة ومن زوايا مختلفة..

للموت جاذبية عنوان جذاب ومثير ويتوافق مع مضمون النص وقفلته.. أنا قرأت فيما قرأت لأحد الشعراء الإنجليز أن الموت هو الحقيقة الكبرى في الحياة .. قد تكون هذه الرؤية لها نصيب من العنوان الذي يلفت الانتباه ويجعل القارئ في ترقب كيف يكون للموت جاذبية .. النص أراه ينتقل بسرعة .. سريع التطور وهذا يعكس حالة نفسية ووجدانية قلقة ومتوترة لكنها في تقديري ما زالت واعية بما تريد وتبحث عنه عن سبق إصرار .. لم تفقد الوعي وطريق الخلاص ... أحيانا وتبعا للرؤية يكون في الموت خلاص ويكون اختيارا بملء الإرادة .. كما أسلفت ووفق ما قال الشاعر بأن الموت هو الحقيقة الكبرى في الحياة .. لذلك لا بأس بالموت وقد يستدني الإنسان موته إذا شعر أن الحياة لا تستحق أن تعاش وأن الخلود في السماء لا في الأرض وقد لا يكون الخيار انتحارا .. قد يكون استشهادا باقتحام الاخطار وركوب أهوالها في سبيل قضية أو مبدأ ..

لذلك هو حلق في أسراب الطيور التي تتجه نحو الشمس كأنه ينشد حريته في السماء بعد أن ضاقت بها الأرض ..

النص مفتوح لقراءات كثيرة .. وهذا ما يجعله يحقق للقارئ متعة فنية ونفسية أكثر مع قراءته أيضا لقراءات الآخرين ورؤاهم له ..

شكرا يا أستاذ إبراهيم وأرجو أن أكون قد قرأت النص بما ينصفه ويحلق به ..

الأستاذ المحترم نايف ذوابه ، تحية طيبة.
لا تعليق لي أمام جمال تصورك وطريقة تقديمك للنص. هذا فخر للكتابة وتمجيد لجودة العطاء.
لكم مني كل أسباب التقدير.

ابراهيم ابويه
14/01/2012, 12:02 AM
قصة مميزة جدا بداية من العنوان " جاذبية الموت " ، وانتهاءا بالخاتمة المأساوية " وعانقته بقوة وعنف "

جذبني فيها قوة الصياغة وحسنها وجمالها ورصانة اختيار الألفاظ التي تؤدي للمعنى وتجسد الصورة النفسية لبطلها
وما تحمل في طياتها من فكرة ورسالة عميقة معبرة ..

وجذبني بعد ذلك تعدد القراءات والتأويلات التي تفضّل بها الأساتذة الكبار ..

القصة جعلتني أتسأل : هل مرارة الواقع ومايحمله من زيف مركب ، وألم الذكريات ، والحنين للماضي الجميل
تجعل اليأس يبنى قلاعا محصنة ويستوطن الروح ليجعلها تزهد الحياة التي اختارها الله تعالى لنا ، وتجعله يسعى للتحرر من قيود الجسد والاندفاع نحو الموت بمحض إرادة واختيار ليعانقه بشوق ولهفة ؟ هل هو يعلم الطريق الذي سيسلكه بعد الموت ؟ هل هو طريق الخلاص ؟ أم طريق يؤدي به إلى أبواب الجحيم ؟ أم أن السعي وراء المثل والقيم العالية والدفاع عنها حتى الموت تجعل الانسان ينجذب في رحلته الفانية إلى سحر الموت وعيونه الساطعة بالحقيقة الأزلية الخالية من الزيف وتجعله يحتضن تلك الرحلة الخالدة بكل قوة وعنف ؟

قصة بلغ تأثيرها فيني كثيرا حتى أشعر بعجزي عن التعبير عنها خاصة وأنا قلم مبتديء أمام قلم أديب متمرس مثلك أستاذنا الفاضل إبراهيم

لك تقديري واحترامي ..

الفاضلة سميرة رعبوب ، تحية طيبة.

في رأيي المتواضع ، رسالة الأدب هي رسالة انسانية بحثة ، هذا يجردها من أي ثوب ديني أو أخلاقي قد نجعله معيارا لتأويله وتفسيره وتبريره...الموت أختي سميررة ، ذلك الكائن الذي نخشاه ونحترمه وقد نحبه أحيانا عندما لا نجد أمامنا غيره لنحبه.
تحيتي وكثير من الاحترام لما تسطره أناملك الواعدة.

الهام بدوي
15/01/2012, 06:26 AM
جاذبية الموت . ق ق ج((ابراهيم ابويه)).


انتفض من فراشه البارد ، شحن جوفه بدخان سيجارة "ماركيز" ، احتسى ما تبقى من قهوة قضت ليلها على المائدة التي تتوسط الحجرة الصغيرة أعلى العمارة...
سحب ألبوم الصور والقى بجسده على كرسي خشبي .لأول مرة شدته صور الوجوه المبتسمة التي تحمل معها ذكريات من الصعب أن تنسى...أمعن النظر مليا في الصورة الممزقة ...تأوه ، أو هكذا تخيل نفسه وهو يمزق جدار الصمت بصرخات مدفونة...
فجأة ! أقفل كل ما فتحه الالبوم من أحداث وامتطى الشارع الطويل ...توقف وأشعل سيجارة . رفع عينيه الغائرتين الى السماء ،حدق مليا في سرب طيور يتجه نحو الشمس...
داس بقوة على ما تبقى من سيجارته ثم تابع الخطو...دقات قلبه ترتفع بشكل غريب ...
رآها قادمة ، توقف...فكر في احتضانها بعد هذا الغياب الكبير ...لم يكن يفصله عنها سوى ذلك الرصيف الاسمنتي البارد . تأمل جسمها اللامع ، حدق في عينيها الساطعتين رغم هذا الضباب الكثيف...لم يتردد في الركض لمعانقتها ...لم تنتبه اليه ، أشاحت بجسدها عنه ،تجنبت ملاقاته...لكنها في النهاية استسلمت لرغبته وعانقته بقوة وعنف...

سيدي الفاضل شدني نصك بقوة ، حتى بت أني أشاركه الغرفة البائسة ودخان السجائر ..... بصراحة اعتقدت أنه يقابل حبيبة قديمة .. أو عشيقة .. من خلال ما أوحت لي به القصة من صور .. صدقني .. اعتقدت أنها حبيبة !! هل يصبح الموت عشيقة قديمة عندما يدب اليأس في فلوبنا فنعانفه بشوق كبير ... أهذا ما أردت قوله سيدي .؟. إن كان كذلك... فيا لها من جاذبية ..... دمت بخير وألق سيدي .

ابراهيم ابويه
15/01/2012, 06:47 PM
سيدي الفاضل شدني نصك بقوة ، حتى بت أني أشاركه الغرفة البائسة ودخان السجائر ..... بصراحة اعتقدت أنه يقابل حبيبة قديمة .. أو عشيقة .. من خلال ما أوحت لي به القصة من صور .. صدقني .. اعتقدت أنها حبيبة !! هل يصبح الموت عشيقة قديمة عندما يدب اليأس في فلوبنا فنعانفه بشوق كبير ... أهذا ما أردت قوله سيدي .؟. إن كان كذلك... فيا لها من جاذبية ..... دمت بخير وألق سيدي .

الفاضلة الهام بدوي ، تحية طيبة.
لكم سحر اللحظة ولي سواد الليل كما قال شاعرنا محمد منير...عندما يحجب الضباب الرؤية ، يصبح للذة ألف عنوان ...
نامي مع القصة حيثما تريدين ، أنها لك ولا حق لأحد أن يفسر الأشياء مكانك.
تقديري واحترامي.

عبدالله بن بريك
15/01/2012, 06:58 PM
تعبيرٌ فنّيّ جميلٌ عن فكرة اشتهاء الموت ..

راقتني كثيراً صياغتك الاستعارية للحظة اللقاء بين البطل و السيارة .

تحياتي و تقديري ،لك ايها المبدع ابراهيم أبويه.

ابراهيم ابويه
16/01/2012, 06:47 PM
تعبيرٌ فنّيّ جميلٌ عن فكرة اشتهاء الموت ..

راقتني كثيراً صياغتك الاستعارية للحظة اللقاء بين البطل و السيارة .

تحياتي و تقديري ،لك ايها المبدع ابراهيم أبويه.
المبدع عبدالله بن بريك ،، تحية طيبة.
سعيد بمرورك الجميل على مدلولات النص.دام لك الألق.
تحيتي وتقديري.