المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فكرة آن أوانها جيوش لا توقفها..سورية وعلم نفس النصر..زاوية تحليلية لمتابعة الشأن السوري



نايف ذوابه
07/01/2012, 08:29 PM
فكرة آن أوانها جيوش لا توقفها..
فيكتور هوجو..

فيكتور هوجو الكاتب والروائي الفرنسي صاحب البؤساء، وهي من أشهر روايات القرن التاسع عشر.

يقول في مقدمته للرواية: "تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفًا اجتماعيًّا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر على الأرض، كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائما".

أما في سوريا فنظام مستهتر بكل شيء .. بقدسيّة الحياة الإنسانيّة ..بكرامة البشر.. بحقهم في الحياة الكريمة في وطن حر عزيز .. رفع شعارات مستوحاة من عبارة الروائي البريطاني: اكذبْ اكذبْ حتى تُصدَّق.. في روايته

(مزرعةُ الحيوانات)

تتحدّث الرواية وهي روايةٌ قصيرةٌ كتبها أورويل عام 1943 عن مزرعةٍ يديرها السيد (جونز). والحيوانات في هذه المزرعة تشعر أنّ أسلوبه في التعامل معها فيه الكثير من الظلم والقسوة والاستغلال.. ولقد عملت جملةٌ من الظروف على تصعيد مشاعر النقمة في نفوس الحيوانات..

ومع أوّل فرصةٍ تعلن الحيوانات في المزرعة الثورة على السيد جونز، وتتمكّن من طرده، لتصبح المزرعة تحت سيطرتها.. تتولّى مجموعةٌ من الخنازير لاسيّما (سنوبول) و(نابليون) إدارة العمل في المزرعة، وتنظيمه، رافعةً خلال ذلك شعاراتٍ أو وصايا تدعو إلى الإخلاص في العمل والتفاني فيه لإقامة المجتمع الحيوانيّ الجديد الذي تنتفي فيه كلّ أشكال الظلم والاستغلال، ويسوده الرخاء والعدل، وتربط بين أفراده أواصرُ المحبّة والإخاء..

ولكن ماذا لو تحوّلت هذه الشعارات البرّاقة إلى سكاكين مسلّطةٍ على رقاب الحيوانات؟.. هذا ما حدث فعلاً، فباسم الحرية استُعبِدت هذه الحيوانات، وباسم المساواة استُلبت حقوقها، وباسم الرخاء جُوّعت، وباسم الحياة سُفِكت دماؤها، وباسم المستقبل كُمّت أفواهها..

يتمكّن الخنزير (نابليون) من طرد رفيق دربه (سنوبول)، والاستئثار بالسلطة، مستعيناً بمجموعةٍ من الكلاب التي درّبها منذ كانت جراءً صغيرةً لتكون جهاز أمنه الخاصّ، إضافةً إلى الخنزير (سكويلير) الذي أنيطت به مهامّ الإعلامي القادر على تبرير سياسات (نابليون)، وإقناع الحيوانات بحكمة ما يصدر عنه من قراراتٍ أيّاً كانت طبيعةُ هذه القرارات، أو الدوافعُ وراءها، ومهما كان الثمنُ الذي ستدفعه الحيوانات جرّاء تنفيذها..

الروايةُ لا تتضمّن إدانةً لنظام الحكم الشموليّ هذا فحسب، بل إنّها تدين إلى جانب ذلك ـ بل ربّما قبله ـ حالةَ الاستسلام الكليّ التي يبديها مجتمع الحيوانات تجاه كلّ ما يُمارَس ضدّه من صنوف القهر والظلم..

هل يحلم النظام السوري أن يستعيد زمام المبادرة كما حصل في رواية المزرعة: باسم الحرية يئد الحرية .. وباسم الكرامة يقتل الكرامة وباسم إرادة الشعب يقهر الشعب ..

هل يلوح بالأفق نظام كالنظام العراقي الذي جاء مخلصا فإذا به مستبد ولص محترف يسرق قوت الشعب ويكرس بقاء الاستعمار وسيادته على أرضه وهوائه ومائه وثرواته ..؟

هل تتكرر التجربة العراقية في سوريا استشرافا للأفق السياسي فيها ..؟! ويظل النفس الطائفي هو المتصرف وسيد الموقف ..


معكم في تطورات الشأن السوري .. رؤية وتحليلات .. نرجو الالتزام بروح الحوار كما أسلفت أعلاه ..

نايف ذوابه
07/01/2012, 08:33 PM
سورية: علم نفس النّصر
د. عبد الكريم بكار

يواجه أحرار سورية نظامًا قمعيًّا لا يتورّع عن ارتكاب أكبر الموبقات، وفي حالة كهذه فإنّ من الطّبيعي أنْ يشعر بعض النّاس باليأس أو طول الطّريق، وأنْ يعيد آخرون حساباتِهم ليتحوّلوا من ناشطين في نصرة الثّورة المباركة إلى متفرّجين بل مخذِّلين، والحقيقة أنّ هناك ما يشبه الإجماع على أنّ سقوط النّظام السّوري هو مسألة وقت ليس أكثر، وأنّ التّشبّع باليقين بزوال الطّغمة الفاسدة مع التّشبع بمعاني النّصر وروحه ممّا يساعد على التّعجيل بذلك.
ولعلي أوجز ما أريد قوله في هذا الشّأن في المفردات الآتية:
1- الثّوار في حاجة ماسّة إلى الاعتقاد بأنّهم على الحقّ البيِّن؛ فالنّظام بكلّ المعايير الشّرعيّة والدّوليّة والإنسانيّة نظام فاشل وسيّئ، ولا يملك شيئًا من مقوّمات الشّرعيّة الأخلاقيّة أو الدّستوريّة، ولهذا فإنّ من يسعى إلى التخلّص منه يقوم بعمل من أفضل الأعمال، بل هو جهاد من أعظم الجهاد؛ لأنّ فيه إحياءً للدّين والعباد والبلاد، وليس هناك دليلٌ أو منطق صحيح لمن يقول: إنّ ما تمرّ به البلاد عبارة عن فتنة، والقعود في الفتن خيرٌ من الحركة؛ إذ إنّ الفتنة تعني اختلاط الحقّ بالباطل إلى حدّ عجز النّاس عن اتّخاذ قرار بتحديد موقف معيّن. وإذا كان النّظام السّوري الظالم والفاسد لا يستحقّ العمل لإسقاطه فأيّ النّظم إذن يستحقّ ذلك؟
2- إن الثّائرين في الشّام قد وضعوا أنفسهم قي سياق عالميّ يبعث النّاس على التحرّر من الطّغيان والفساد، وإنّ أفكار استرداد الحقوق والحرّيات والكرامات هي الأفكار التي يموج بها العالم الآن، ولهذا فإنّ النّظام السّوري يبحر ضدّ تيّار عاتٍ بمجاديف متآكلة، وقد كان (فيكتور هوجو) يقول: فكرة آنَ أوانُها جيوشٌ لا توقفها.
3- يدّعي النّظام أنّ أغلبيّة الشّعب معه، بدليل المظاهرات الحاشدة التي تخرج لتأييده، وهذا الادّعاء يهدف إلى توليد شعور لدى الثّوار بأنّهم قلّة شاذّة عن التّيار العام. والحقيقة أن الثّوار ليسوا قلّة؛ ففي آخر جمعة قُدّر عدد المتظاهرين بأربعة ملايين؛ أي أكثر من 50% من الذّكور البالغين، ثم إنّ الرّاشدين في كلّ مجتمع هم دائمًا قلّة والأكثريّة في أيّ مجتمع ليست هي الأكثر استقامة أو غيرة أو وعيًا أو تضحية، ولهذا فالثّوار الأحرار هم الفئة المنصورة بإذن الله التي يفاخر بها البلد.
4- الثّورة حتى تستمرّ في حاجة إلى طاقة متجدّدة، وهذه الطّاقة ضروريّة للثّبات والصّمود وتقديم التّضحيّات الجسام، وإنّ مصدر هذه الطّاقة هو الإيمان بأنّنا على الحقّ، واليقين بعظم ثواب الله ـ تعالى ـ لمن يُستشهد، ولمن كُتبت له النّجاة من بطش النّظام المتجبّر؛ إذ إنّ الثّوار يعملون على إحياء نفوس شعب بأكمله واسترداد وطن مخطوف طال انتظار أهله لعودته، كما أنّ الوفاء لدماء الشّهداء ودموع الأمّهات والزّوجات الثّكالى يشكّل حافزًا إضافيًّا للاستمرار حتى يأذن الله ـ تعالى ـ بنصر مبين.
5- نحن على ثقة بأنّنا سائرون في طريق النّصر، ويجب أن نحتفظ بهذه الثّقة مهما طال الطّريق. وأعتقد أنّ ثوّار سوريّة يدركون هذا على نحو جيّد، ولهذا فإنّهم قد حوّلوا احتجاجاتهم إلى مهرجانات احتفاليّة مشهودة، وأضفَوْا روح الطّرفة على شعاراتهم كي يُظهروا للنّظام الغاشم لونًا واضحًا من ألوان الثّقة بالنّفس، إنّهم قد قدّموا للعالم نموذجًا رفيعًا في الثّبات والبذل غير المشروط.
6- يحتاج استمرار الثّورة إلى الإبداع والتجديد في وسائل ومظاهر التّعبير عن السّخط على النّظام وعن الإصرار على زواله، وهذا التّجديد يجب أنْ يشمل الشّعارات المرفوعة والهتافات وأشكال الحركة في الشّارع وأشكال التّضامن بين الأهالي في مواجهة محنهم وكروبهم وأمورًا أخرى من هذا القبيل، وينبغي على السّوريين المغتربين أن يساعدوا إخوانهم في هذا.
7- إشاعة روح التّغافر والتّسامح إحدى سمات صنّاع النّصر العظيم. إنّ الانتقام من المخالفين والتّضايق من القاعدين والمتخاذلين مما لا يليق بالمنتصرين، وكلّنا يعرف موقف نبينا -صلى الله عليه وسلم- من كفّار مكّة حين قال لهم: )اذهبوا فأنتُمُ الطُّلقاء).
إنّ من المهم أن نستوعب أسباب كلّ أولئك الذين لم يقفوا إلى جانب الثّورة، وأنْ نلتمس لهم شيئًا من العذر، مع اليقين بأنّهم سيلتحقون بها في يوم من الأيّام، أو سيستفيدون منها في صورة من الصّور وهم من قبلُ ومن بعدُ مواطنون، وسيكون لهم دورٌ فاعل -إنْ شاء الله- في بناء الوطن والنّهوض به، ولكن لا بدّ من الصّبر وسعة الأفق والصّدر.
والله غالبٌ على أمره.

سعيد نويضي
07/01/2012, 10:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل نايف ذوابه و على أالأحبة الكرام من أهل واتا...

فكرة آن أوانها جيوش لا توقفها..
فيكتور هوجو..

زمن البؤساء الذي أنتج فيه فيكتور هيجو روايته الشهيرة التي عبرت عن بؤس لا مثي له نتيجة شطف العيش و القهر الذي لقاه شعب من قبل حكامه...يتكرر عبر التاريخ ليس بنفس الصورة و لكن بنفس السنن مع اختلاف في درجات و حدة الواقع الذي انقلبت فيه القيم من أسوإ إلى أسوإ أكثر...فهكذا تطور الوضع في فرنسا قبل قيام الثورة الفرنسية التي أطاحت بالعروش و حلت محلها أنظمة تبنت و المساواة و الحرية و الإخاء...لكن رغم ذلك عاش البؤس و كتب الرواية تعبيرا عن كون الثورة لم تحقق الأهداف التي وجدت من اجلها على امتداد نصف قرن من الزمان...
الثورة الفرنسية قامت في سنة 1789
ولد فكتور هيجو في سنة 1802
و كتب البؤساء في سنة 1862
قامت الثورة و لديه 13سنة من العمر مرت من بعدها خمسون أو تسعة و أربعون سنة و أصدر روايته المدمية للقلب "البؤساء" المفروض و المنطقي أن تكون روايته "السعداء" لأن الثورة القائمة على مبادئ الحرية التي يرغب فيها الجميع و المساواة التي هي قمة العدل بين البشر في كل شيء و الأخوة المبدأ الذي يجعل من الإنسان أكثر إنسانية في علاقته بالآخر...
لكن رغم قيام الثورة بهذه المبادئ على المستوى النظري كانت لم تطبق بعد على المستوى الواقعي كما شكلتها مخيلة الثورة...الشيء الذي أنتج رواية" البؤساء"

فهل يعيد التاريخ سننه أم الإنسان هو الذي يكرر نفسه دون الارتقاء من السيء إلى الجيد و من القبيح إلى الجميل أو من الفاضل إلى الأفضل...؟

في الرواية الثانية التي انطلق منها الأستاذ الكريم نايف ذوابه لتحليل وضع من الأوضاع التي تعيشها إحدى الدول الشقيقة و هي رواية الكاتب أورويل و هي رواية لخص مضمونها في قضية الثورة من أجل الحرية أو من أجل استبداد و ظلم أكبر من ذي قبل...

فتغيير الأوضاع أساسا يكون إلى الأحسن...؟ و هذا هو المفترض نظريا لكن واقعيا قد يكون التغيير إلى الأسوأ...
و من هنا يمكن القول أن التصورات التي تحكم نظرية التغيير هي التي تجعل من الواقع يسير إلى الأحسن أو إلى الأسوأ في ظل تبات العوامل الخارجية التي قد تحول مسار التغيير من الجيد إلى الأسوأ أو العكس...

لكن في الرواية تشهد المزرعة ثورة حتى إذا ما حققت المبتغى و زال الطاغيةاستبدل بطاغية أخرى و هنا بيت القصيد...فإذا كان الكاتب أورويل من خلال روايته يريد أن يقول للقراء بأن الإنسان هو الإنسان يتغير بحسب المواقع لا بحسب الأفكار و المبادئ...
فقبل الثورة في المزرعة كان هناك طغيان و ظلم و استبداد و لما قامت الثورة و تحقق النصر عاد الظلم و الطغيان والاستبداد...و كأن العالم لا يستطيع أن يحقق تغييرا إلا من خلال قلب الأوضاع راسا على عقب لتعود من جديد كما طكانت في ثوب اشد شراسة أو اقلها لكنها لا تحيد عن الظلم و الطغيان و الاستبداد...فإذا كانت المرجعية التي يستند إليها كل من كان قبل الثورة أو أولائك الذين قاموا بها يستندون في مرجعيتهم لأهوائهم فالحقيقة لا تتغير بتغير الأهواء بل قد تزيد أكثر...إذا ما ستمرت على الهوى دون أن تعود إلى منابع الهدى لتصحح التصورات و المبادئ التي تقوم عليها فكرتها...

و كاستنتاج للروايتين :الفكرة تنمو و تكبر كالشجرة و تنتج ثمارا فلا يمكن بترها لأنه غير ملموسة...إنها تسري كهبة نسيم في الأثير...فهل يستطيع إنسان ايا كان أن يمسك بهبة نسينم و يضعها حيث يشاء...المشيئة مشيئة الله و كما قال الاستاذ الدكتور عبد الكريم بكار و بما ختم به المقال..

.الله غالب على أمره...

تحيتي و تقديري المتواصل و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

نايف ذوابه
08/01/2012, 10:17 PM
أهلا بك أخي الأستاذ سعيد في هذا الحوار حول الشأن السوري الذي يدمي قلوبنا ونحن نرى بأم أعيننا الدماء المهراقة على أرض سوريا بين الأهل والجيران ورفاق السلاح ..

من المؤسف أن تسود بين أبناء الوطن لغة الثأر ومحاولة الاستئساد من طائفة على طائفة واستقواء من عائلات على شعب .. خدمة لبقاء عائلة واستهتارا بمصير أسود قد ينتظر طائفة جعلها النظام رغم أنفها في خدمته وربط مصيرها بمصيره ..

أبشع ما يلغم الوضع السوري هو انعدام أي أفق للحل .. لا سياسي ولا حتى عسكري قد تقوم به ثلة من الضباط الغيورين على بلدهم والمخلصين لأمتهم حقنا لدماء شعبهم

عسكرة الثورة أمر خطير حيث تحول رفاق السلاح إلى أعداء لدودين .. وكل ما جرى ويجري طبعا يتحمل مسؤوليته النظام الذي تسيد فيه الفاسدون وسلط الضباط الفاسدين المرتشين على الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية التي تتعامل مع شعبها وكأنها تتعامل مع ألد أعدائها التاريخيين... سوريا أصبحت مسرحا للمعارك والجيش السوري يذرع سوريا طولا وعرضا يطفئ هنا حريقا ثم ينتقل إلى هناك .. ولم تعد رواية النظام مقنعة ولا لجاهل في أبجديات السياسة بحقيقة الوضع السوري ..

ماذا ينتظر سوريا ..؟ لسنا مع أي تدخل دولي لأن التدخل الدولي يجعل سوريا رهينة للغرب وأكثر ضعفا وإفلاسا ويجعلها لقمة سائغة في فم إسرائيل التي تنتظر سقوط سوريا وانهيار جيشها وإن تيسر تقسيمها إلى كيانات طائفية تتبارى بالاحتماء بإسرائيل وخطب ودها والتطبيع معها ..

الحل بيد الجيش السوري .. بدل أن نستغيث بالقوى الدولية المجرمة وهي التي استعمرت المنطقة وذاقت منها الويلات وهي التي سرقت ثرواتها وهي التي صنعت إسرائيل وتقوم على تحقيق تفوقها الإستراتيجي مع كل الدول العربية .. هذا الغرب يذرف دموع التماسيح على سوريا والسوريين .. وكذبا وادعاء تنديده بالموقف الروسي لأن مصالح الغرب مع تطويل معاناة الشعب السوري حتى يقبل بأي حل وحتى يرى تدخل الغرب نعيما وخلاصا .. أما الروس فإنهم يستغلون انشغال الغرب بأزماته وصمت إسرائيل ليظهروا بطولة في المواقف بأنهم لن يسمحوا بالتدخل الدولي وأنهم مع سوريا شعبا وقيادة فيجمعون بين الماء والنار .. الروس جبناء وأجبن من أن ثيقفوا في وجه الغرب لكن خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري قد غاب عنك الصياد فاصفري ..

نقول إن الحل بيد الجيش السوري بكافة طوائفه .. وكافة أطيافه ويجب أن يتنازلوا لبعض ويشيعوا أجواء الثقة بين بعض ليحموا الأقليات من مجازر قادمة قد يستحر فيها القتل ولا ينفع فيها لغة السلاح وتدجيجه لأن الدم حينئذ يستسقي الدم والثأر يستدعي الثأر وسيتعرض أبرياء كثيرون للقتل على الهوية الطائفية ..

ضباط الجيش السوري بيدهم الحل وإغلاق بوابة التدخل الدولي والصراع الدولي على سوريا .. عليهم المبادرة لإنقاذ وطنهم وشعبهم .. وقد تنتقل النار من الهشيم السوري إلى بقية المنطقة .. .. والفتنة نائمة لعن الله من يوقظها .. وينفخ في جمرها ..

معكم مع تطورات الشأن السوري في هذه الزاوية التحليلية التي ترصد الوضع في سوريا ..

رشا مالك آل قاسم
09/01/2012, 05:16 AM
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الموضوعي والملتزم

كما أحب أن أشارككم - في هذا الموضوع - بما قرأت في جريدة السفير من حوار

أجري مع ابن سوريا ؛ بل ابن حمص (قرية مرمريتا الوادعة الجميلة ) ، الشاعر القدير ( نزيه أبو عفش)

الذي يعبر عن صوت سوري .. من داخل سوريا !! .. معايشا كل ما يجري فيها من أحداث .. ومستقرئا إياها برؤيته

و فلسفته و ثقافته .. وهو الذي لم ينطق يوما إلا بصوته الحر المجلجل بقناعاته هو مهما كلفه أو سيكلفه ذلك ..

على الرابط :

http://www.assafir.com/WeeklyArticle.aspx?EditionId=2044&WeeklyArticleId=86532&ChannelId=11453&Author=%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1+%D9%85%D8%AD%D9%85 %D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84

نايف ذوابه
10/01/2012, 11:58 PM
أهلا بك يا أستاذة رشا في هذه الزاوية التحليلية للوضع السوري وشكرا لتقييمك للزاوية وأرجو أن تستمر بهذا الإيقاع متوازنة في الرؤية والمتابعة .. ولكن لا نستطيع أن نكون محايدين بين النظام السوري وشعبه .. شعب مستباح لمدة أربعة عقود .. وكأن ليس في سوريا كفاءات ولا رجال دولة ولا سياسيين غير عائلة الأسد للأسف ومخلوف وشاليش ومن لف لفهم ..

ممالك خوف ليس للإنسان فيها قيمة حتى ولو بوزن ذبابة .. مازالوا يتحدثون عن الإصلاح والجيش الوطني السوري يذرع سوريا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا كأنما هو يخوض معركة مع ألد الأعداء وكأن محور الأزمة أكون أولا يكون الشعب السوري .. كما قالها شلقم عن القذافي يوما: يا أحكمكم يا أقتلكم..!! وهكذا للأسف الأسد ..

يا عمي خلينا نعتبر الأسد أسد وإن هذا الشبل من ذاك الأسد .. فرضا فرضا .. خليه يعطي فرصة لغيره حتى يحكم سوريا

الإنجليز كما قلتها يوما لسورية لم ينتخبوا تشرتشل بعد الحرب العالمية الثانية مع أنه قادهم للنصر في الحرب .. قدموا عليه إتلي ..

خلي الشعب السوري مثل الشعب البريطاني يأخذ فرصة بشخص من غير حزب البعث ولا آل الأسد .. وخلينا نعتبر بشار هو ونستون تشرشل ..!!

مساء الخير

نايف ذوابه
11/01/2012, 12:42 AM
تسعا وتسعين دقيقة استغرق خطاب الدكتور بشار الأسد الرئيس السوري المنتخب في أقصر مدة لتعديل دستوري في التاريخ يمكنه من وراثة حكم أبيه ليصبح ملكا متوجا على سوريا باسم رئيس جمهورية .. بدا الأسد شاحبا ومتوترا ومصرا على عدم التنحي عن السلطة .. لأن الشعب يريده كما يقول وهو ينتظر من الشعب أن يقول كلمته فيما إذا دعاه للتنحي ..

كأن هناك إرادة شعبية في سوريا، وكأن هناك شعبا له كلمة وله قرار .. على هامان يا فرعون .. !!

في مطلع تسعينيات القرن الماضي كنت أدرس في مدارس العروبة الثانوية في عمان قرب مسجد الزميلي وقرب مكاتب وكالة الغوث .. حينها جدد السوريون على رأي النظام البعثي ثقتهم بالقائد السوري حافظ الأسد وانتخبوه بنسبة 99% حد علمي .. وقد غاب طالب سوري يوما من الأيام .. فلما عاد في اليوم التالي سألته عن سبب غيابه فأخبرني بأنه ذهب إلى السفارة وانتخب سيادة الرئيس وجدد ثقته به.. الطالب في المرحلة الثانوية طبعا.. وهذا الطالب الذي جدد ثقته بالرئيس المناضل حافظ الأسد كان أبوه يقبع حينها في السجون السورية بتهمة الانتماء إلى تنظيم الإخوان المسلمين .. الذين صدر في سوريا قانون يعاقب كل من ينتمي إلى هذا التنظيم ويعاقب كل من له صلة قرابة به إلى الدرجة الرابعة ..!!

لا أدري كيف سيثبت لنا الرئيس السوري أن الشعب ما زال يحبه وعلى الولاء له مع تذكر هذه القصة .. يبدو ومن الحب ما قتل ..!!

يبدو من الضروي أن نتذكر في هذا المجال قول جميل بثينة:

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما قتيلاً بكى من حب قاتله مثلي؟

سوري ذهبت بسيارتي من أجل أن أدهنها استعداد لترخيصها في عمان .. تحدثت معه بحرارة عن الوضع السوري كعادتي أثرثر مع الناس في شؤونهم وفي قضايا ساعتهم.. ولم يزد على التعليق .. الله يعين .. الله يجيب اللي فيه الخير .. بعين الله ..
شبح الخوف من الأجهزة الأمنية السورية يلاحق السوريين من الرعب الذي ذاقوه من أجهزة أمنهم الوطنية أينما حلوا ..

أقول إن الرئيس الأسد يبدو في خطابه وبقدر ما هو متمسك بالحكم كبرا وعنادا وهكذا هم كلهم بعد أن تصنموا وتألهوا ... لكنه أيضا يبدو محاصرا ومنهارا ويقاتل في الخندق الأخير بعد أن أطبقت عليه من جميع أقطارها ونواحيها عزلة وتنديدا ..

يحسن صنعا الرئيس السوري لو تنحى وليس فقط يتنحي بل يسلم نفسه لمجلس عسكري انتقالي ممن يؤتمنون على نقل السلطة وما أعز وجودهم في سورية .. يسلم نفسه للعدالة ولو على حد المقصلة هو وأخوه وبني عمومتهم وكل من شاركوا في جريمة اغتيال الشعب السوري وذبحه وانتهاك محارمه .. يسلمون أنفسهم مختارين ولو إلى حبل المشنقة .. يبدو كلامي غريبا ..
أقول لو يسلمون أنفسهم ولو إلى حبل المشنقة ليس رأفة بالشعب السوري الذي لم يعرف الرأفة في ظل هكذا نظام أمني فاسد مستبد منتهك للحرمات ولكل المقدسات .. ليس لكل هذا كله بل من أجل والدته وأخواته وزوجته وأبنائه وأبناء عائلته ممن ليس لهم ذنب فيما يجري حتى لا تجري إبادتهم وإهانتهم وخاصة النساء منهم فيما لو انقلبت الموازين وهي لا بد منقلبة .. فيما لو أجهز على النظام بحركة انقلابية أو باتساع رقعة المواجهات والانشقاقات في الجيش وهي سائرة في هذا الاتجاه .. والأفق الدولي للحل أيضا سينتهي بهذا الاتجاه إن عاجلا أم آجلا ..حتى إسرائيل لا تريد هكذا نظاما أصبح مستهلكا وأصبح محاصرا من العالم كله لأن هذا يضعف قدرته على حماية إسرائيل المهمة المقدسة التي نجح فيه هذا النظام .. من يحمي الطائفة العلوية من عمليات ثأرية فيما لو انقلب السحر على الساحر وانهار نظام الأسد والمعروف أن عامة الطائفة العلوية ارتبط مصيرها بمصير هذا النظام البائس باختيارها أو رغما عنها..

يحسن صنعا الأسد لو تنحى لكن لمن يتنحى .. الأمور تحتاج إلى وصفة سحرية فيمن يستلم نظام الحكم لفترة انتقالية، وهذا من أسرار تعقيد الوضع السوري وانعدام أفق الحل فيه بل وأيضا خطورة أي حل على سوريا وعلى الطائفة العلوية أيضا .. كلام عبد الحليم خدام بأن الأسد أخبر وزيرا لبنانيا بأنه سيقيم دولة الساحل يعني دولة علوية ..هذا الكلام ليس من فراغ وندق ناقوس الخطر ..هناك أفكار تقسيم تنتظر سوريا .. وهناك تسليح لطوائف معينة وأقليات والنظام السوري يقوم بتسليح طائفته للأسف ولقد تحدثت الصحف الأجنبية قبل نحو شهر ونصف أو شهرين عن أن إجدى الأقليات المحسوبة على النظام السوري لا تكتفي بالتسلح بل بحفر ملاجئ وخنادق ..!!

علاج المسألة السورية ليس بمزيد من التأزيم والاقتتال والتحدي لو كان هناك عقلاء في الجيش السوري لكن من أين يأتي العقلاء وقد سلط النظام الأجهزة الأمنية لمراقبة أنفاس الضباط حتى لا ينسقوا مع بعض أو يتفقوا على حسم الأمور ..

التهديد من برهان غليون بإحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن أيضا انتحار سياسي .. أي مجلس أمن هذا وكأن برهان غليون يتحدث عن مجلس عدل له سوابق كبيرة في إنصاف الشعوب ورفع الظلم عنها وكأن مجلس الأمن ليس هو مجلس الظلم والقهر المرتبط بوزارة الخارجية الأمريكية؟!
البحث عن الحل وآفاقة يجب أن يكون في سوريا نفسها .. وإلا فإن معاناة السوريين ستطول في ظل صمت عربي مخجل ومهين .. وكأن ما يحدث للشعب السوري يحصل لشعب في المريخ وكأن سوريا ليست قلب الشام الذي كان قلب العالم يوما ما ومنه انطلقت حركة التغيير والتحرير إلى مصر وفلسطين بتحرير الأقصى وسائر المنطقة فضلا عن جيوش أجدادنا الأمويين التي انطلقت من حاضرة الشام إلى مختلف أرجاء الدنيا ..

نايف ذوابه