المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ربيعُ الدمِ العربيِّ



هشام مصطفى هجرس
11/01/2012, 12:21 PM
ربيعُ الدمِ العربيِّ

هُزّي أليْكِ
كَتائبَ الشُهداءِ تسقطْ
مِنْ حصادِ الْعُمْرِ
أياما جَنيةْ
وَكُلي
وَقرِّي عَيْنَكِ الْحَرّى
فذاكَ وَليدُكِ الآتي على
ظهرِ الْحيا
مِنْ ساقياتٍ لمْ تَكُنْ
تَسْقي الشِّفاهَ فأصْبحَتْ
ديما هَنيةْ
هُزِّيهِ أيَّتُها الْبَتولُ فقد
صَبَرْتِ على شتاءِ الْجوعِ
حيْثُ مَسيحُكِ الْمَصْلوبُ في
جِذْعِ الْمَنافي عاد
يَحْمِلُ حُلْمَهُ الْعاري لنا
دامي الْيدَيْنِ
يُعانِقُ الْآلامَ كيْ
يَهْديكِ مُعْجِزَةً نَديةْ
ودعي الْحروفَ فلم تَعُدْ
تُجْدي هنا
صومي عنِ الْكلماتِ في الزمنِ الْموشى
بالدمِ الْمَسْفوحِ مِنْ
صَمْتِ الْخنا
فلقدْ هَرَمْنا حيْنَ
نامتْ أَعْيُنُ الْكلماتِ عَنْ
سُقْي الْحقيقةِ مِنْ سنا نبعِ الأنا
ها قدْ أتى
طفلا ليصَنْعَ مِنْ
بقايا الطِّيْنِ نَوْرَسَكِ الْمُحَلِّقَ في
فَضاءِ الْمَوْتِ حَتَّى يَمْتطي
حُلْما فَيَنْفُخَ فيه مِنْ
روحِ الْمُنى
فَيَكونُ أوطانا عَفيةْ
ودعيهِ يَبْعَثُ ريشَهُ
مِنْ تَحْتِ أَزْمِنَةِ الرَّمادِ وَجَمْرِها
إذْ خانَهُ الْأصْحابُ حيثُ
موائدُ الْكُبراءِ تَبْحَثُ عنْ
( يهوذا ) ثانيا
يَهْفو إلى
ذهبَ الْقياصرةِ الرديءَ ويرْتَجي
لِعَبَاءَةِ التَّقوى
تَطَرِّزها الْأكاذيبُ الّتي
فَطَمَتْ حروْفَ الْخوْفِ منْ
ثَدْي الْرياءِ ومنْ إلهِ السَّوْطِ
أَسْطُرُها الَّدنيةْ
عُذْرا إذا
سقطَ الْكلامُ كما
سقَطْنا في غياهِبِ خَوْفِنا
زمنا فلم
نَعْرِفْ سوى
سُكْنى الْكُهوفِ تُحاصِرُ الْمَعْنى المسافرَ
في التَّراتيلِ الشَّجيةْ
عذرا إذا
فَضَّتْ بَكارتَكِ الجنودُ وهمْ
سُكارى بالدِّماء
يُسبِّحونَ بِحَمْدِ آلهةِ الْخُنوعِ
وفي ومعابدِها القّصيةْ
فمسيخُنا الدّجالُ مازالتْ يداهُ
تَخُطُّ تاريخَ الْعروبةِ في
خَطاويهِ الخَفيةْ
لا تَنْظري
خلفَ المساءِ فليس مِنْ
نَجْمٍ سوى
عَزْمِ الشَّبابِ ضياؤه
آتِ بأحلامٍ عصيةْ
فدمُ الشّعوبِ على مذابحِ حُلْمنا
صلواتُ طُهْرٍ في
زمانِ العُهْرِ للِنَفْسِ الْأبيةْ
هُزِّي فَكُلُّ حُروفِنا خشبٌ
تقاذفها الرِّياءُ ولمْ تَعُدْ
إلا أناشيدا غبيةْ
هُزِّي ضمائرَنا الّتي
قُبِرَتْ كما
قُبِرَتْ عَزَائمُ مَجْدِنا
خَلْفَ انْتشاءِ الذّاتِ
بالْنَصْرِ الْمُزَيَّفِ في
قصائدنا لأمْجادِ الطواحينَ الْعَتيةْ
هُزِّي فعلَّ دماءَنا
تأتيكِ يوما بالصَّباحِ ونورِهِ
ما دام حَرْفي لمْ يَعُدْ
رطبا دنيةْ

شعر / هشام مصطفى