المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (صراع الماضى والمضارع والأمر)



أحمدالحارون
14/01/2012, 05:59 PM
(صراع الماضى والمضارع والأمر)
.......
وأراد العمُّ كانون أنْ يغادرَأوراقَ التقويم
ِلأخية يتردد فى الأسماع،
الكلُْ جداً مشغولٌ، حفلاتُ ميلادٍعلى أعتابٍ،
وخليجى لاأعرف كم؟
يأخذنا، يخطفنا،
ونجهزُراياتِِ الاستسلامِ،
بتعصب غفن ٍبالخيبة.
امتحاناتُ الأولادِ تدقُّ البابَ
لنعلمَهم كيف الغشُّ؟
فينشأ كلُّ مثلُ أبيه.
فجأة... سمعنا.....صرخات.... آهات.
الحق اجرى لغة ُالضادِ.
تبكى تنادى
بنتى هنادى
سألنا...قالت:
صبأ الأولاد، جحدوا الأعداء.
يريدون توزيعى على البنتين.
يا أتشق اثنين.
يـ أروح يا أخواتى دارأيتام وألا مسنات.
وربتُّ على أكتافها...هدأتْ،
أخذتها النشوة، هات هات.
نظرتُ إليها أغازلها،
مؤنثةٌهى.
وقلتُ لها:
أنتِ أم اللغات لغةُ القرآن لغةُ الجنات.
ردَّتْ بتأفف:
أنتم ياغجر...قصدى (ياعرب) ليس لكم إلا فى الغزلِ ِوالنساءِ.
أخذتُ بنقطتها حتى لا يلمس إصبعٌ منى نهْد يْهَا.
فأنا مازلتُ على وضوءٍ.
أردتُ معاتبةَالأولادِِ:
هذه أمكم التى.. ولم أكمل،
وانفجرالكلُّ يندبون حظوظاً.
ما لنا وسجن النحوِوالبلاغةِ والإملاءِ؟
هل كُتبَ علينا أن نحيا فى أصمعى وعنترة والزجاج؟
كفانا معلقات، وكفانا المربد، فالكلُّ يعربد.
فقد تُهنا فى الخليل ويافا والمقفع والحجاج.
نريد أن نغادرَ ابن جنى ونذهب للجنيات.
طرقتُ بيدى
لابد من عاجلةٍ قمة.
نتصالحُ نتشاورُ،
ننقذ (غزةَ) لغة الضاد. وبسرعةٍ طارالخبرفى كلِّ الأوساطِ.
ووسطنا أفضلُ من يهتز.
وهناك فى جزيرةٍ وراءَ الأفق،
لا يُرى مكانُهاعلى خريطةٍ إلا بالكاد.
الكلُّ يهرول، حركاتٍ ومواقفَ تصورها العدسات
وقفتْ همزة توحى بلمزة.
أنا أنا أصلُ الأخطاءِ،
والكل يبحثُ عن كرسيٍّ يتسع لسمنةِ أوداجه،
ويغطُّ فيه بسباته.
والحالُ غيرُ بعيدٍ منصوباً، بل مشنوقاً، يتأوه ينزف فلا احدٌ يأبه.
_ (وبغزةَ) نسينا مفعولاً لأجلِ الأمةِمحصوراً،
يجوع ينادى،علَّ صيحاته قد تُسمع.
وعلى مكثٍ وتدانى، أصوات ُشعوبٍ تمييزاً، وقفت تمثالاً منصوباً،
تستجدى عطف الذلِّ مزيداً، فهى فيه ومنه لا تشبع،
تتنفسُ مراحيضَ هواء.
وقبل انعقادالقمة نسمعُ طرقاتٍ على مِنضدةِ الكذب،
تسترعوراتٍ ظاهرةً وتقول: سكون.
تنتبه المسكينةُ سكونٌ مذعورة، فهى دوماً على الأفواهِ دائرةٌ،
بل خاتمةٌ، أوتقرضُ ألسنةً كالدودة،
فى الأمر تراها تستفحل،
بل تستعجل قانون َطوارئ ممدودا.
وعلى بابِ خيمةٍفى برارى، تنطقُ بجهلٍ وجوارى،
وقفت حروفٌ ناسخةٌ، لا لا بل منسوخة،
لاتسمع من فِيها فتفهم.
وتصدرَبعد سكون ِالمجلس ِأصلُ الحركاتِ:
الضمةُ قالت:
من منكم يحظى بمكانتى، أنا أم الدنيا،
أدلُّ على الفاعل، والفاعلُ من يكدحُ... يتعبُ.... يحررُ ويحارب،
وله السبقُ فى الغزواتِ، حتى فى الفعلِ ظاهرةٌ،
لا أحتاجُ مساعدةً من حرفٍ أو نفطٍ أو ريالات.
من منكم غيرى يجرؤ أن يدخلَ على نستنكرُوندينُ ونشجبُ؟
وقف نائبها ألفٌ ونظيف ٌٌمنتصباً منتشياً،
ووراءه واوّ ٌبسرورٍ متورمة الوجنات.
الفتحةُ قالت: وأنا للنصبِ علامةٌ، وبدونى لا سلطةٌ ولا رؤساءُ ولا أمراء،
وتنوب عنى ياءٌّ معوجة توحى بنتائج انتخابات،
وكذلك حذف النون يدل على حذفِ العامةِمن أذهان ِالأمراء.
وفى الماضى أنا أظهر،ألا يكفى أن تنطقَ.... انتصرَصلاحُ الدين فى حطين؟
كانت عين جالوت... ونسيتْ.
قالتْ:
لا بأس فأنا لم أتعلم من التاريخ،
وفى الحديث النبوى قالَ رسولُ الله.... من منكم يا حركات حظىَ بمكانةٍ كهذه؟
أنا رمزُ الزمن الجميل، كان وكنا والنعرات.
_ والكسرةُ جاءت مكسورةُ الخاطرِعلى استحياءٍ قائلةٌ:
قاتلكم الله ألستُ منكم غير أنى أسفلُ الخريطةِ،
أقصد أسفلُ الكلمات، أيعيبنى أنى اتخذتُ رايةبنى العباس لجلدىشعاراً؟
وأنا أتعب وأجرُّ كل الأشياء،
وأنا صنوالفتحةِ ينوبُ عنى السحل، أسفةٌالحذفُ والياء.
أنارمزُ الفقراءِ مكسورى الإرادةِ مسلوبى الجنان.
أنا الكسرةُ يشتهينى كلُّ الرؤساء،
ومعاولُ الهدم ِوالتحرروالتبعية فى أيديهم من اختراعى متى أشاء.
_ فتحينتْ الأسماءُ الخمسةُ الفرصةَ وقالتْ فى خبثٍ ودهاء:
ولماذا لم يُكسَرُ لغزةَ حصارٌ حتى الأن؟
ردتْ كسرةٌ من الكسرات:
غزة ممنوعة من الصرف،
قصدى من الكسروفيها (حماسٌ) زائدٌ جاء بشرعيةٍ،
لاغشٌ ولا تزويرولا إرثيات،
فلابد من استئصاله إما بالتجويع أو بالمعونات،
وصناديقَ ريالاتٍ مختومةبعدم الصرف.
ونحن ننتظرحتى تُهدمُ ثم نعقدُ للإعمارِ مؤتمرات.
_ وفجاة دوى فى القاعةِ صوتٌ مبنىٌّ للمجهولِ، بلغةٍ غيرالضادِ يقول:
اللغةُ فى تركيب الأمةِِكعصير الشجرةِ وعقلها الخفى،
لا يُرى ولكنَّ الشجرةَ كل عمله، تخلقُ فى الوطنِ معنى الأهلِ والدارِ.
ويا أيها الماضى لا تمنن تستكثرأنت وفتحتك على أخواتك الحركات،
بأن كنتَ فى حديث رسول الله، فاعلم يا هذا بأنه قال وجسد وفعل؛
فينشأُ للأمةِ كيانها الروحى الذى يستمدُ قوته من ذاته،
لا من غيره ....لا من معونات.
فعمق اللغةِ يعنى عمق الروحِ،
والخُلقُ يجعل الأمةَ طبقةً واحدةً على اختلاف مظاهرها،
يخلق فيها ضمير الشعب الذى يحكمه.
خلقُ الأمة ِهو بنيانها فإذا اختلَّ ـــ اختلتْ هندستها الاجتماعية،
وتصبح مفعولةآيلة للسقوط معتلة.
فأفسحوا المجالَ لذوى الضميرالأبيض بــ (حماسهم) الملتحى بالصدقِ،
ومعهم ألف الاثنين وواو الجماعة.
_ فدوى المجلس الله الله!
هذه والله خلاصة بـ (حماسٍ) صارتْ رصاصات.
وتناثرتْ قبلاتُ النفاقِ وأحضانُ المصالح وتعانق المختلفون،
وجاءت بحورالشعرغيرالموزونة وتفعيلاتها المكسورة، لتدق الأوتاد والأسباب، وتصور بالعدسات كلماتها المنتفخة كانتفاخ من يصورونهم.
وانفض المجلس وتركوا أمة الضادِ فى سباتها العميق،
تسمع لشخيرها زفير وشهيق،
وبيدها تتثاءب ـ لتذب ذبابةً وقفتْ ـ
على فِيها .
ـــــــــــ
(أحمدالحارون)
تلبانة_المنصورة

أحمد المدهون
14/01/2012, 09:55 PM
خلقُ الأمة ِهو بنيانها فإذا اختلَّ ـــ اختلتْ هندستها الاجتماعية،
وتصبح مفعولة آيلة للسقوط معتلة.




أستاذ أحمدالحارون،

أنفاس طيّبة.
أحييك.

ميساء البشيتي
15/01/2012, 09:33 PM
رائع جدا ما قرأته هنا أخي أحمد
فكرة جميلة ومضمون أجمل
وأينها أمة الضاد من كل هذا الإبداع
أتمنى لك مزيداً من التقدم والنجاح
سرني جداً أنني كنت هنا
أخي أحمد الحارون ألف شكر .

ميساء البشيتي
15/01/2012, 09:35 PM
رائع جدا ما قرأته هنا أخي أحمد
فكرة جميلة ومضمون أجمل
وأينها أمة الضاد من كل هذا الإبداع
أتمنى لك مزيداً من التقدم والنجاح
سرني جداً أنني كنت هنا
أخي أحمد الحارون ألف شكر .