سعيد نويضي
14/01/2012, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
نفس عميق...
كالآخرين اتخذ مكانه في البرج المشرف على المدينة العتيقة...
كان يجتمع فيه من ليس لديه إلا الله و الأرض التي خلقها للأنام...
جمع روحه في نفس عميق ركب دخانه المنفلت من لفافته و سافر إلى أبعد نقطة في الماضي ليلتحق في بعض ثواني بأول يوم جديد...
ظلت الثواني تسري في عروقه حتى بلغت ما شاء الله لها البلوغ...كان رأسه يدور مع عقارب الساعة كما يدور الفراش المحلق حول شمعة تنهي ما تبقى من عمرها تحت سقف السماء...و النجوم المتلألئة تنعم في ملكوت الله بكل ما هو جميل و تنظر للقبح بمرارة...كانت ترسل بعضا من شعاعها...من حين لآخر كان يمر شهاب كالبرق...
كان يقضي ما كان عليه القضاء...
أعلن العالم ابتهاجه بالجديد حيث ملأت الأضواء فضاء المدينة القابعة عادة في عتمة السنين التي مرت...
و كأن كل الأراضي قد تحررت من الظلم و الجهل...
فأخرج من بوابة شفتيه...ماسكا لفافته التي أوشكت على الأفول...ما تبقى من حياته دوائر تتراقص كفراشات ليلية حلقت حولت بريق الآمال التي يعقدها المتعبون من الحياة...
كان يصنع دوائر من الفراغ ببراعة فائقة و مهارة قل نظيرها...
دقت الساعة دقات عديدة و كانت نبضات قلبه تعد ما تبقى ما عمره...
في لحظة نشوة عامرة انطلقت فرقعات هنا و هناك...
قال الربيع العربي قد حل بنا :يا مرحبا يا مرحبا...
التفت بعدما فرك عينيه جيدا فوجد هراوات تنزل من حيث لم يحتسب...الحق أنها لم تكن تنزل على الأجسام بقدر ما كانت تنهش في الأرض و كأن الحضور كان من خراف قد ضلت السبيل...
كان السيد يردد على مسامعهم بصوت جهور :كفاكم من قتل الوقت...ازرعوا الحياة في الوقت يحيكم الحي الذي لا يموت...و كفى من الجري وراء الفراغ املئوه بشيء ينفعكم و ينفع هذه الأرض الطيبة...
أحس و كأنه يولد من جديد...
لما حركوه وجدوه قد غاب عن الوجود...و في حلقه ما زال شيء من الحياة...
سعيد نويضي 24 يناير 2012.
نفس عميق...
كالآخرين اتخذ مكانه في البرج المشرف على المدينة العتيقة...
كان يجتمع فيه من ليس لديه إلا الله و الأرض التي خلقها للأنام...
جمع روحه في نفس عميق ركب دخانه المنفلت من لفافته و سافر إلى أبعد نقطة في الماضي ليلتحق في بعض ثواني بأول يوم جديد...
ظلت الثواني تسري في عروقه حتى بلغت ما شاء الله لها البلوغ...كان رأسه يدور مع عقارب الساعة كما يدور الفراش المحلق حول شمعة تنهي ما تبقى من عمرها تحت سقف السماء...و النجوم المتلألئة تنعم في ملكوت الله بكل ما هو جميل و تنظر للقبح بمرارة...كانت ترسل بعضا من شعاعها...من حين لآخر كان يمر شهاب كالبرق...
كان يقضي ما كان عليه القضاء...
أعلن العالم ابتهاجه بالجديد حيث ملأت الأضواء فضاء المدينة القابعة عادة في عتمة السنين التي مرت...
و كأن كل الأراضي قد تحررت من الظلم و الجهل...
فأخرج من بوابة شفتيه...ماسكا لفافته التي أوشكت على الأفول...ما تبقى من حياته دوائر تتراقص كفراشات ليلية حلقت حولت بريق الآمال التي يعقدها المتعبون من الحياة...
كان يصنع دوائر من الفراغ ببراعة فائقة و مهارة قل نظيرها...
دقت الساعة دقات عديدة و كانت نبضات قلبه تعد ما تبقى ما عمره...
في لحظة نشوة عامرة انطلقت فرقعات هنا و هناك...
قال الربيع العربي قد حل بنا :يا مرحبا يا مرحبا...
التفت بعدما فرك عينيه جيدا فوجد هراوات تنزل من حيث لم يحتسب...الحق أنها لم تكن تنزل على الأجسام بقدر ما كانت تنهش في الأرض و كأن الحضور كان من خراف قد ضلت السبيل...
كان السيد يردد على مسامعهم بصوت جهور :كفاكم من قتل الوقت...ازرعوا الحياة في الوقت يحيكم الحي الذي لا يموت...و كفى من الجري وراء الفراغ املئوه بشيء ينفعكم و ينفع هذه الأرض الطيبة...
أحس و كأنه يولد من جديد...
لما حركوه وجدوه قد غاب عن الوجود...و في حلقه ما زال شيء من الحياة...
سعيد نويضي 24 يناير 2012.