المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة تحت الصفر...!



سعيد نويضي
21/01/2012, 12:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

قراءة تحت الصفر...!

تعبت من الانتظار على حافة الحياة...
حملت ما استطاعت من هموم الآخر...
لما بحثوا في همومها ما وجدوا غير بعضة حروف تراكمت في كلمات...
قالوا: و ما يجدي الكلام...
و درجات المعاني متفاوتة صوتا و همسا...
قال لهم شهود:كانت لها ينابيع...

سميرة رعبوب
21/01/2012, 05:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الأستاذ المكرم / سعيد نويضي
تحية وتقدير ..

يا ترى ؛ متى تكون قراءتنا تحت الصفر ؟
برأي المتواضع إنها القراءة التشاومية ، والنظرة السوداوية تجاه الآخر ..
فشتان بين من يلعن الظلام ، وبين من يوقد شمعة وسط الظلام !
الكثير يجيد أن يقول للآخر : أنت مخطيء ، ولكن هل يمكنه أن يخرجه من الخطأ ويقدم له المساعدة ؟
إلا من رحم ربي ، وبرأي هم المبدعون لا غيرهم
الكثير قد يرأى الجانب الضعيف أو السلبي في الآخر ، لكنه لا ينظر إلا جوانب القوة والإبداع والإيجابية فيه
وهذه الثقافة للأسف السائدة في مجتمعاتنا العربية ، حتى أن بعض الأكاديميين للأسف لم يتحرروا من النظرة السوداوية تجاه الآخر ..
نجد الأم لو رأت طفلها الصغير قام بـالكتابة أو الرسم على الجدران ، ولولت وربما عاملته بقسوة وعنف
وكان الأولى لها أن تسعد بأن طفلها الصغير لديه موهبه !
فعليها أن تأخذ بيديه نحو القوة والإبداع ..
ودائما أرى أن كل منا كالقمر له جانب مظلم
وآخر منير .. وهذا لا يعني أن النفع محصور فقط بالنور فكذلك لظلمة فوائد لمن يجيد أن يخرج من أعماقها النفع والفائدة !
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة لمن يريد حقا أن يقتدي به محبة وطاعة لله جل وعلا ..
أستاذي الفاضل ..
كما تعلم الناس مختلفون في المواهب والقدرات والثقافات والبيئات ، والانسان الناجح والماهر من يستطيع أن يوظف الطاقات توظيفا جيدا
فيعزز النجاح ، ويعالج الفشل بمهارة وذكاء عاطفي ..
ومن يفشل في ذلك فلديه خلل ما .. عفوا هذه قراءتي لقصتك الجميلة
وأرجو أن لا تراها قراءة تحت الصفر

دمت سامقا ..

سعيد نويضي
22/01/2012, 02:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الأستاذ المكرم / سعيد نويضي
تحية وتقدير ..

يا ترى ؛ متى تكون قراءتنا تحت الصفر ؟
برأي المتواضع إنها القراءة التشاومية ، والنظرة السوداوية تجاه الآخر ..
فشتان بين من يلعن الظلام ، وبين من يوقد شمعة وسط الظلام !
الكثير يجيد أن يقول للآخر : أنت مخطيء ، ولكن هل يمكنه أن يخرجه من الخطأ ويقدم له المساعدة ؟
إلا من رحم ربي ، وبرأي هم المبدعون لا غيرهم
الكثير قد يرأى الجانب الضعيف أو السلبي في الآخر ، لكنه لا ينظر إلا جوانب القوة والإبداع والإيجابية فيه
وهذه الثقافة للأسف السائدة في مجتمعاتنا العربية ، حتى أن بعض الأكاديميين للأسف لم يتحرروا من النظرة السوداوية تجاه الآخر ..
نجد الأم لو رأت طفلها الصغير قام بـالكتابة أو الرسم على الجدران ، ولولت وربما عاملته بقسوة وعنف
وكان الأولى لها أن تسعد بأن طفلها الصغير لديه موهبه !
فعليها أن تأخذ بيديه نحو القوة والإبداع ..
ودائما أرى أن كل منا كالقمر له جانب مظلم
وآخر منير .. وهذا لا يعني أن النفع محصور فقط بالنور فكذلك لظلمة فوائد لمن يجيد أن يخرج من أعماقها النفع والفائدة !
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة لمن يريد حقا أن يقتدي به محبة وطاعة لله جل وعلا ..
أستاذي الفاضل ..
كما تعلم الناس مختلفون في المواهب والقدرات والثقافات والبيئات ، والانسان الناجح والماهر من يستطيع أن يوظف الطاقات توظيفا جيدا
فيعزز النجاح ، ويعالج الفشل بمهارة وذكاء عاطفي ..
ومن يفشل في ذلك فلديه خلل ما .. عفوا هذه قراءتي لقصتك الجميلة
وأرجو أن لا تراها قراءة تحت الصفر

دمت سامقا ..


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

قديما كان أحد المهووسين بالحق و الحقيقة و كان يسمى "ديوجين" يمسك بمصباح و يخرج في واضحة النهار و الشمس مشرقة باحثا عن الحقيقة وسط الأزقة و وسط الناس...

فمستوى المعرفة ينطلق من لحظة "الصفر" الصفر المعجزة التي اهتدى إليها الفكر الإسلامي ليفك معضلة و إشكالية يسرت العديد العديد من العمليات و المعادلات التي تيسر حياة الناس...

ففي القراءة لا أعتقد أن قضية التفاؤل أو التشاؤم لديها دور كبير...اللهم إلا إذا كان القارئ ينطلق بخلفيات و أحكام مسبقة على القضية موضوع القراءة...
الحياة قضية متعددة الأبعاد متشابكة الخيوط...الحياة تجربة تنطلق من الصفر لتكون أعدادا في جميع الاتجاهات و منها اتجاه "فوق" و آخر "تحت"...و لتقريب الفكرة أكثر حتى لا أنهج طريقة شرح كلماتي البسيطة...فما فوق يعتبر الظاهر و ما تحت يعتبر الباطن...فما من شيء خلقه الحق جل و علا إلا و لديه ظاهر و لديه كذلك باطن...من هذين المستويين تتشكل الحقيقة...الحقيقة التي تعتبر هاجس كل باحث عن الصواب عن الحق عن اليقين في كل شيء...
و من قال قد وصل للحقيقة...فهو ما زال لم يدرك بعد أنه لا زال في عالم الشهادة...و أن عالم الغيب هو النصف الثاني من الحقيقة التي جعلها الحق جل و علا حجابا مستورا لا يدركه الإنسان العادي إلا بعدما يتخطى عتبة الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة [بعد عمر طويل فيما يرضي الله بفضله و رحمته]...

لذلك فالقراءة تحت الصفر لا تعني أنها تزيد الظلام ظلاما...فالقراءة أصلا حين اختراق لظلمة الجهل...و من يخترق الظلام غير النور و نور الحق دون غيره من الأنوار...فالأنوار قد تكون مشعة لكنها قد لا تعكس طريقة الحق بقدر ما تعكس نورا سرعان ما يأفل و يغيب كما غابت نظريات اعتقد البعض في صحتها و في أحقيتها على باقي النظريات المنافسة...لكن بعد حين تبين عدم ارتكازها على الحق بقدر ما ارتكزت على وهم الحق فانهارت من أسسها و أفلت كما أفلت نظريات من قبلها...و شتان بين الوهم و الظن و اليقين...

فالشمعة التي يشعلها الباحث عن الحقيقة يشعلها وسط الظلام...لأن الظلام هو الذي يحتاج لنور الشمعة حتى يرى نفسه على ما هو عليه من ضلال بلغة الوحي و على ما هو خطأ و صواب بلغة الرياضيات و على ما هو صدق و كذب بلغة المنطق و على ما هو حق و باطل بلغة الوعي...

فإذا كان الوعي هو ذاك البصيص الذي ينطلق من إشارة أو خاطرة أو ومضة فيضيء تدريجيا فضاء شاسعا بضم جزيئات من الظلام يفتتها بشكل تصاعدي... باستبدال مكوناتها السالبة و جعلها مكونات إيجابية حتى تصبح بدورها بلورات يشع منها نور الحق...

فنور الوحي على نور الوعي يجعل ممن استتخلفه الله في الأرض يؤدي رسالته و يبلغه أمانته دون النظر إلى ما قد يستفيده من كل ذلك الجهد...لأنه في الأصل يبذله بغية رضا الله جل و علا...لأن يعلم علم اليقين أن دور العبادة التي حددها الحق جل و علا أنه خلق من أجلها تبتدأ من أبسط شيء حتى أعقد شيء في الوجود من نشاطات متعددة و متنوعة تصدر من الإنسان الكائن الذي تميز بالعقل...و العقل الذي أمده الله جل و علا بميزات فضلته على باقي المخلوقات ممن خلق تفضيلا...

أسعدتني كلماتك و ما أثارت في وجداني و عقلي من تساؤلات...أتمنى أن تكون قد اقتربت من حقيقة الفكرة التي حملتها القصيصتين ما "فوق" و ما " تحت " القراءة...

و بكل تأكيد لدينا في الرسول الكريم المبعوث رحمة للعالمين سيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم القدوة و الأسوة و المثال النموذجي الذي يجب أن يتشكل منه "المخيال الاجتماعي للشخصية المثالية" التي يجب ان يقتدى بها...


تحيتي و تقديري...

سميرة رعبوب
22/01/2012, 05:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أستاذنا الأديب / سعيد نويضي
على الرد المستفيض ، والذي اقتطفت منه العديد من الفوائد جعلها الله في موازين حسناتك .. آمين

أستاذي الفاضل
تفضلت بقول : [ ففي القراءة لا أعتقد أن قضية التفاؤل أو التشاؤم لديها دور كبير...اللهم إلا إذا كان القارئ ينطلق بخلفيات و أحكام مسبقة على القضية موضوع القراءة... ]
أستاذي الفاضل : أنت جعلت عنوان قصتك " القراءة تحت الصفر " والأخرى " القراءة فوق الصفر "
عفوا : فالمعنى الدارج لدينا في اللغة لـ " تحت الصفر " = أقل من المستوى و " فوق الصفر " = أعلى من المستوى
فأنا نظرت للعنوان من ناحية المعنى اللغوي المرادف لكلمة : تحت و فوق
وكما تعلم أن " تحت " و " فوق " لا ترادف ظاهر وباطن ..
وقضية التفاؤل والتشاؤم هي التي تقودنا إلى فهم بعضا من جوانب الحياة المتعددة ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ماحوله ومن حوله قراءة تفاؤلية ، عززت جانب الحق وقضت على جانب الباطل ودحضته .
فالكون خلقه الله تعالى في ظلمة ، وأصل الانسان الجهل ، ومنشأ الانسان في أول مراحل تكوينه الظلمات
فخلق الله النجوم فأضاءت ظلمة الكون ، وأرسل الله الرسل وأنزل الكتب فقشع ظلمة الجهل .. وخرج الجنين إلى الحياة ليرى النور ..
صحيح أن الظلمات تحتاج إلى النور والضياء ، ولكن لا غنى عن الظلام فهو الأصل في الكائنات ..
فلولاه لما تجلى جمال النور ..

فلولا صدق الإيمان بالله لما حسن الظن به ولما تحقق الإيمان بالغيبيات ..
فالتفاؤل يجعلنا نقرأ الأمور وننظر لها نظرة تساعد على فهم الحياة بما يرضي الله جل وعلا ..

هذه رؤيتي لدور التفاؤل والتشاؤم في القراءة ، التي أقصد بها قراءة بعض جوانب وأحداث الحياة ..
أما القراءة لبواطن الحياة وظواهرها فهي نسبية بين الناس ولا يمكن إخضاعهم لقراءة واحدة ..
فالقراءة ونفعها نسبي من حيث المقروء ومادته والقاريء وامكانياته وما يملك من مهارة ومدى نفع وفائدة المادة المقروءة ..
أرجو أن تتقبل رؤيتي رغم تواضعها أستاذنا الفاضل ، وإن أخطأت الرؤية فبارك الله لمن يسددني للحق ..

تحيتي واحترامي ..

سعيد نويضي
22/01/2012, 07:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

لغة الأدب أعتقد أنها تختلف عن اللغة الدارجة من حيث المعنى...

"عفوا : فالمعنى الدارج لدينا في اللغة لـ " تحت الصفر " = أقل من المستوى و " فوق الصفر " = أعلى من المستوى"

و إذا لم يكن هناك اختلاف فلماذا قام علم سموه القدماء و المحدثون بعلم البلاغة بمباحثه المعاني و البيان....إلى آخره...

فالكلمة في المعنى الدارج إذا أفرغها المتعاطي للكلمة "كتابة و قراءة" من المحتوى المتداول العادي و شحنتها بدلالة تحيل القارئ إلى أشياء تعيد تركيب الواقع بنظرة جديدة أعتقد أنه يكون قد قدم مادة أدبية...لذلك استعملت كلمات من قبيل ظرف مكان..."تحت"و "فوق" دون الإشارة إلى مكان معين بالذات بقدر ما أشرت بهما إلى الحياة في شموليتها و ما تقدمه لنا من مواقف من أحداث من نتاج أدبي أو غيره...و من تم كل ما ينتج فوق التراب فوق الفكر له جذور هي في واقع الأمر تحت في العمق سواء كان العمق القريب إلى السطح أو العمق البعيد المتجدر في الأعماق...
و من تم يختلف القول كتقييم أو حكم يصدر من الآخر لعمل أو لإنتاج بأنه تحت الصفر أو فوقه و قراءة تحت أو فوق الصفر لأعمال قد تعتبر سطحية بالنسبة للبعض و قد تعتبر عميقة بالنسبة للبعض الآخر...هذا من جهة و من جهة أخرى...اعتقدت أن المسلم /المؤمن لا ينطلق من التفاؤل أو التشاؤم بقدر ما ينطلق من حسن الظن بالله في كل شيء...فمن امتلأ قلبه بالخير لا ينتظر إلا خيرا...و حتى إن حدث ما يظنه شرا فقد يكون خيرا دون أن يصل إلى معرفة حقيقته على مراد الله جل و علا...
التفاؤل موقف من الحياة هذا لا شك فيه بالنسبة للمؤمن...و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا فالله يزكي من يشاء...

و هذا ما أردت قوله :

"فلولا صدق الإيمان بالله لما حسن الظن به ولما تحقق الإيمان بالغيبيات ..
فالتفاؤل يجعلنا نقرأ الأمور وننظر لها نظرة تساعد على فهم الحياة بما يرضي الله جل وعلا .. "

تحيتي و تقديري...