الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
27/09/2006, 11:12 PM
المستشرقون ...
وتراثنا العربيّ والإسلاميّ الحبيب !!!
1- مدخل إلى القضية :
ربما كان المدخل الصحيح لتقييم عمل المستشرقين ، ودورهم في مجال تراثنا ، هو الإجابة على هذه الأسئلة :
- كم كان حجم تراثنا !!؟؟ كم كان يقدر عدد الكتب التي تصلنا .
لو لم يقدر له أن يلقى ما لقي من تحريق وتغريق ، وسطو وابتزاز ، وإهمال وتهاون !!؟؟
- ثم كم بقي لنا بعد ذلك كله !!؟؟
- ثم كم منه في أيدينا الآن !!؟؟
- وكم في أيدي المستشرقين !!؟؟
- وماذا صنعنا بما في أيدينا !!؟؟
- وماذا صنع المستشرقون بما في أيديهم !!؟؟
- وكم حُقق ونـُشر منه !!؟؟
- وكم حققنا !!؟؟
- وكم حقق المسترقون !!؟؟
أعتقد أن الإجابة الدقيقة المحددة عن هذه الأسئلة هي التي تعطي الصورة الصادقة ، والحكم الصائب على عمل المستشرقين ، ما دمنا بصدد تقييمه ووضعه في مكانه ، وإعطائه قدره .
ومع أن هذه الأسئلة في جملتها تبدأ بـ (كم) أي تحتاج إلى إجابة رقمية محددة ، فإننا لا نملك إلا إجابة تقريبية عن بعضها ، وعن بعضها الآخر لا نملك إجابة أصلا ، وعن بعض ثالث يستحيل أن نملك إجابة .
فمن يستطيع أن يُـقـدر لنا حجم تراثنا كله ، لو لم يصبه ما أصابه !!؟؟
إن ذلك فوق كل حَدس ، وأبعد من كل تخمين .
إن ما ضاع من تراثنا لا يمكن بحال أن يخضع لتقدير ، فمن يستطيع أن يقدِّر عدد المجلدات التي صنعت الجسر ، بل السّدّ الذي عبرت عليه خيول هولاكو وجنوده بين شاطئي دجلة ، ومن الذي يستطيع أن يحصي ما حرقه الصليبيون في حملاتهم التي جاءت في موجات متتالية مثل موجات التتار ، وأشد فتكا ، وظلت نحو مائتي سنة تتشبث بمواطئ أقدامها ، وبالإمارات التي اتخذتها رؤوس جسور ؛ لاجتياح بلاد الإسلام جملة ، وكانت الكتب والمكتبات طوال هذه المعارك هدفا مقصودا للصليبين حينا ، ووقوداً للنيران الطائشة حينا آخر ، وإن ما أصاب القدس ، وطرابلس ، وعسقلان ، وغزة ، والمعرة ، وغيرها من المدن تدميرا وإهلاكا ، وإحراقا ، كيف يبقي على مكتباتها !!؟؟
وبحسبنا أن نذكر أن (( بعض المؤرخين قدَّر ما أتلفه الصليبيون في (طرابلس) وحدها بثلاثة ملايين مجلد )) [الدكتور مصطفى السباعي : من روائع حضارتنا : 162] .
ويحدثنا التاريخ (أن أحد الأطباء رفض دعوة سلطان بخارى ، للإقامة في بلاطه ، لأنه يحتاج إلى أربعمائة بعير لنقل مكتبته )[جلال مظهر : حضارة الإسلام ، وأثرها في الترقي العالمي : 384] .
فإذا كانت الكتب في مدينة واحدة (طرابلس) نحو ثلاثة ملايين ، والكتب التي في مكتبة خاصة لواحد من الأطباء ، تبلغ حمل أربعمائة بعير ، فكم يبلغ ما كان في المدن الإسلامية كلها !!؟؟
وما كان في المكتبات الخاصة كلها !!؟؟
فإذا كان هو حجم التراث ، وكان الباقي منه نحو ثلاثة ملايين مخطوطة فقط ، فإذا عرفنا ما بقي بأيدينا ، وما بقي بأيدي المستشرقين ، وما نشرناه ، وما نشره المستشرقون من التراث !!؟؟
ولماذا نشروه !!؟؟
وكيف نشروه !!؟؟
إذا عرفنا ذلك ، نستطيع أن نفصل في القضية ، وأن نقدِّر للقوم عملهم حق قدره ، لا ننقـُصُهم ، ولا نبخسهم ، ولا نـُزيدهم ، ولا نمجدهم ، بدعوى (الاعتدال) و (الإنصاف) أو تغطية لشعور العجز والهوان .
وسنحاول في الصفحات القادمة أن نقدم نموذجاً لهذه الدراسة ، عـلـَّها تكون خطوة على الطريق ن نحو الحكم (المنهجي) (العلمي) (الموضوعي) على عمل المستشرقين ، ودورهم في التراث .
يتبع بمشيئة الله
وتراثنا العربيّ والإسلاميّ الحبيب !!!
1- مدخل إلى القضية :
ربما كان المدخل الصحيح لتقييم عمل المستشرقين ، ودورهم في مجال تراثنا ، هو الإجابة على هذه الأسئلة :
- كم كان حجم تراثنا !!؟؟ كم كان يقدر عدد الكتب التي تصلنا .
لو لم يقدر له أن يلقى ما لقي من تحريق وتغريق ، وسطو وابتزاز ، وإهمال وتهاون !!؟؟
- ثم كم بقي لنا بعد ذلك كله !!؟؟
- ثم كم منه في أيدينا الآن !!؟؟
- وكم في أيدي المستشرقين !!؟؟
- وماذا صنعنا بما في أيدينا !!؟؟
- وماذا صنع المستشرقون بما في أيديهم !!؟؟
- وكم حُقق ونـُشر منه !!؟؟
- وكم حققنا !!؟؟
- وكم حقق المسترقون !!؟؟
أعتقد أن الإجابة الدقيقة المحددة عن هذه الأسئلة هي التي تعطي الصورة الصادقة ، والحكم الصائب على عمل المستشرقين ، ما دمنا بصدد تقييمه ووضعه في مكانه ، وإعطائه قدره .
ومع أن هذه الأسئلة في جملتها تبدأ بـ (كم) أي تحتاج إلى إجابة رقمية محددة ، فإننا لا نملك إلا إجابة تقريبية عن بعضها ، وعن بعضها الآخر لا نملك إجابة أصلا ، وعن بعض ثالث يستحيل أن نملك إجابة .
فمن يستطيع أن يُـقـدر لنا حجم تراثنا كله ، لو لم يصبه ما أصابه !!؟؟
إن ذلك فوق كل حَدس ، وأبعد من كل تخمين .
إن ما ضاع من تراثنا لا يمكن بحال أن يخضع لتقدير ، فمن يستطيع أن يقدِّر عدد المجلدات التي صنعت الجسر ، بل السّدّ الذي عبرت عليه خيول هولاكو وجنوده بين شاطئي دجلة ، ومن الذي يستطيع أن يحصي ما حرقه الصليبيون في حملاتهم التي جاءت في موجات متتالية مثل موجات التتار ، وأشد فتكا ، وظلت نحو مائتي سنة تتشبث بمواطئ أقدامها ، وبالإمارات التي اتخذتها رؤوس جسور ؛ لاجتياح بلاد الإسلام جملة ، وكانت الكتب والمكتبات طوال هذه المعارك هدفا مقصودا للصليبين حينا ، ووقوداً للنيران الطائشة حينا آخر ، وإن ما أصاب القدس ، وطرابلس ، وعسقلان ، وغزة ، والمعرة ، وغيرها من المدن تدميرا وإهلاكا ، وإحراقا ، كيف يبقي على مكتباتها !!؟؟
وبحسبنا أن نذكر أن (( بعض المؤرخين قدَّر ما أتلفه الصليبيون في (طرابلس) وحدها بثلاثة ملايين مجلد )) [الدكتور مصطفى السباعي : من روائع حضارتنا : 162] .
ويحدثنا التاريخ (أن أحد الأطباء رفض دعوة سلطان بخارى ، للإقامة في بلاطه ، لأنه يحتاج إلى أربعمائة بعير لنقل مكتبته )[جلال مظهر : حضارة الإسلام ، وأثرها في الترقي العالمي : 384] .
فإذا كانت الكتب في مدينة واحدة (طرابلس) نحو ثلاثة ملايين ، والكتب التي في مكتبة خاصة لواحد من الأطباء ، تبلغ حمل أربعمائة بعير ، فكم يبلغ ما كان في المدن الإسلامية كلها !!؟؟
وما كان في المكتبات الخاصة كلها !!؟؟
فإذا كان هو حجم التراث ، وكان الباقي منه نحو ثلاثة ملايين مخطوطة فقط ، فإذا عرفنا ما بقي بأيدينا ، وما بقي بأيدي المستشرقين ، وما نشرناه ، وما نشره المستشرقون من التراث !!؟؟
ولماذا نشروه !!؟؟
وكيف نشروه !!؟؟
إذا عرفنا ذلك ، نستطيع أن نفصل في القضية ، وأن نقدِّر للقوم عملهم حق قدره ، لا ننقـُصُهم ، ولا نبخسهم ، ولا نـُزيدهم ، ولا نمجدهم ، بدعوى (الاعتدال) و (الإنصاف) أو تغطية لشعور العجز والهوان .
وسنحاول في الصفحات القادمة أن نقدم نموذجاً لهذه الدراسة ، عـلـَّها تكون خطوة على الطريق ن نحو الحكم (المنهجي) (العلمي) (الموضوعي) على عمل المستشرقين ، ودورهم في التراث .
يتبع بمشيئة الله