المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن المليونير



قنديل
22/10/2006, 04:51 PM
ابن المليونير
المال إما نعمة أو نقمة ,فابن المليونير أراد أن ينال من فتاة فقيرة لكنها بذكائها استطاعت أن تدخله عش الزوجية الشرعي رغم معارضة والديه وحققت ما أرادت 0
عاشت طفولتها وسط الحارة الشعبية الضيقة ..مشاكل والديها كانت تنتقل للجيران بسرعة البرق فكان الدم يغلي في عروقها00 تبدو هادئة باردة كالثلج ..استطاع والدها أن يكافح حتي التحقت بالجامعة ، تقمصت دور فتاة أرستقراطية، وبعد الجامعة عملت في محل ملابس00 واستطاعت استغلال أنوثتها الصارخة 00أقامت علاقة عاطفية مع ابن صاحب المصنع الذي حاول بكل الطرق أن ينال منها لكنها حافظت على نفسها حتى فرضت عليه الزواج العرفي..أقامت في شقة فاخرة.. تنصلت من أسرتها وماضيها، عندما تحرك الجنين في أحشائها واجهت موقفا صعبا 0
هجر الأب قريته بصعيد مصر بعد أن ضاقت به سبل الرزق هناك، لم ينل قسطا كافيا من التعليم .. اكتفى بالعمل اليومي في قاهرة المعز.. تزوج من إحدى قريباته وعاشا في حجرة ضيقة بمنطقة شعبية مشهورة، وبعد سنوات وفق في الحصول على وظيفة عامل بأحد المصالح الحكومية وعاش حياته يكافح مع زوجته ورزقه الله بفتاة حسناء وولد.. لكن الفتاة منذ صغرها تمردت على بيئتها فلم يكن يفصل بين المنطقة الشعبية والأرستقراطية سوى أمتار قليلة، ظل الأب يكافح وسط غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة حتي حصلت ابنته -المتكبرة -علي مجموع متوسط بالثانوية العامة 00حمدالله أنها وصلت للجامعة وأراد أن يلحقها بأحد المعاهد المجاورة لسكنهم ورفضت، أرادت أن تهجر حياة الفقر والحرمان التي تعيشها وصممت علي أن تلتحق بإحدي كليات الأقاليم، ووقع الأب في حيرة من أمره، وذات مساء استدعي ابنته بعد يوم عمل شاق وقال لها: يا ابنتي إن ( العين بصيرة والأيد قصيرة) ولا داعي للغربة التي سوف تكلفنا الكثيرمن المال0
_ ردت الفتاة بوجه عبوس وهي تقول لوالدها في غضب: أنا مصممة علي الجامعة الإقليمية
- تتدخل الأم في الحوار فهي دائما تنتصر لرأي ابنتها وقالت لزوجها : اترك البنت تعيش حياتها كما تريد ، وإذا قصرت في المصاريف سوف أقوم باقتراض مبلغ من شقيقي المسافر للخارج وعندما تتخرج وتعمل تقوم بسداده له 0
لم يجد الأب مفرا سوي الخضوع لرغبة ابنته التي ذهبت لاحدي كليات الأقاليم واستطاع الأب أن يدخلها المدينة الجامعية، وقبل أن يتركها أوصاها علي نفسها والاهتمام بدراستها فقط وتحاول أن تحصل علي تقدير مرتفع حتي يتسنى لها أن تنتقل لجامعة القاهرة في بداية العام الدراسي الثاني00 وفرحت الفتاة بالإقامة بالمدينة الجامعية 00أحست أنها انطلقت لطبقة أولاد الأثرياء، فهي تذاكر في حجرة بمفردها، وتتمشي وسط حدائق المدينة 00شيء لم تألفه في حياتها ،ونفذت الطالبة نصيحة والدها ونجحت بتقدير جيد جدا، وبعده عادت للحجرة الضيقة والحي الشعبي مرة أخرى وهي تندب حظها،ورغم هذا كانت تتقمص أدوارا مختلفة وسط زميلاتها بالجامعة00 حاولت أن تبدل ثيابها وانكشف أمرها بعد عدة محاولات، لم تعرف اليأس مطلقا ، واستمرت تتقرب للأثرياء من زميلاتها لعلها تحقق ضالتها وتصبح يوما ما مثلهم، ولسوء حظها كان زملاؤها الشباب الذين يحاولون التقرب منها من نفس طبقتها بعد أن فشلت في البحث عن زميل لها من الطبقة الاسنقراطية ، وفي النهاية استسلمت للقدر واستمرت في دراستها حتى تخرجت في الجامعة 0
أرادت أن تتخلص من كابوس الفقر، عملت في محل ملابس شهير بوسط القاهرة وفيه تعرفت على ابن صاحب المصنع والمحل معا، انتقلت من العمل بالمحل إلى إدارة المصانع واستطاعت بذكائها وجمالها أن تزيح كل من وقف أمامها وتصبح مديرة مكتب صاحب المصنع.. وبدأ ابنه ينسج خيوطه عليها مرة بكلامه المعسول ومرة بتوصيلها بسيارته الفاخرة، ولأنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب فهو يعشق النساء، بعد شهور قليلة من الشد والجذب بين قلب الفتاة وقلب ابن المليونير فازت به، بعد أن أوقعته في حبها، تزوجته عرفيا، ظلت تعمل بالمصنع كما هي، وفي نهاية اليوم يلتقي الاثنان وسط أكواب الخمور في شقة مفروشة بمدينة نصر، وظل الزوجان علي هذه الحالة ، ودائما كان ابن المليونير يذكرها بوعده لها ، وهي عدم الإنجاب حتى يسوى أموره مع والده00 لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن00 وذات يوم كانا في شقتهما المفروشة وهما سعيدان وسط الأحضان الدافئة أحست الزوجة بدوار في رأسها وأصابتها أعراض الحمل، خاف زوجها عليها وأسرع بها إلي أقرب طبيب وبعد الكشف ابتسم الطبيب في وجهه وقال له مهنئا : ألف مبروك بقيت أب، لم يبادله الزوج نفس الابتسامة بل ظهرت عليه أعراض الضجر والضيق وعاد مع زوجته لشقتهما وهو يقسم لها بأغلظ الأيمان أن ما فعلته خطأ كبير، فماذا سيفعل مع والده العصامي وماذا يقول لأمه وأشقائه ؟ 0
لم تستطع الزوجة أن ترد عليه سوي أن هذا قضاء الله وقدره ، ورفضت فكرة الإجهاض نهائيا، فقد حققت أمنيتها في أن تصبح يوما ما زوجة ابن المليونير ،وقفت في وجه والديها رفضت نصائحهما بالزواج العرفي ، اعتقدت أن خطتها المحكمة نجحت حني الآن، ولم تجد الزوجة وسيلة لتهدئة زوجها سوي دموع التماسيح ،ورغم محاولة احتوائها له إلا أنه ألقي في وجهها بقنبلة وهي عدم الاعتراف بهذا الطفل خوفا من ضياع نصيبه في ثروة والده المليونير00 وترك الشقة غاضبا وهجر زوجته بلا موعد ،وفشلت الزوجة بجميع وسائلها أن تعيده لأحضانها، وخاصة بعد أن وصلا طفلهما للحياة ،ولم تجد مفرا سوى اللجوء لمحكمة الأحوال الشخصية ، رفعت دعوى إثبات نسب00 وقفت أمام القضاة تحكي قصتها وكيف أنه غرر بها واستغل فقرها لكي يوقعها في حبه ، ولم يجد ابن المليونير مفرا سوي أن ينحني لتقبيل ابنه في المحكمة،بينما تراجع والده للخلف وترك قاعة المحكمة غاضبا ،وفي ردهة المحكمة كان المأذون في الانتظار بعد أن قررت المحكمة شطب الدعوى، وعاد الزوجان لشقتهما التي شهدت أحلي أيام عمرهما ونشوة الانتصار علي وجه الزوجة فقط !
جمال قنديل

عبلة محمد زقزوق
25/12/2006, 10:47 AM
قصة من واقع الحياة بكل حذافيرها أتت مسلسلة مترابطة تشي لنا كيف يكون الوقوع فيما يغضب الله والأبوين نتيجة طموح زائد وإنكاراً لحق المعيشة مع أبوين يستحقان تقبيل أيديهما ليل وصباح ... وكنت أتمنى ان لا تنال ما كانت تسعى إليه بل تظل في احضان والديها بأبنها الصغير ... ولكن نهاية القصة تأتي بما لا يشتهي القراء أحيان :)
شكرا لجميل السرد لواقع الفكرة
تقديري أخي الفاضل / جمال قنديل