المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فارس الشمس



عبدالوهاب محمد الجبوري
04/02/2012, 11:34 AM
فارس الشمس

***

خُطى ظلّه تناسلَ فَيْؤها .. ولّى وجههُ شطرَ الشمس ..

ثم آوى إلى جسدٍ لا تعصرهُ الريح ..

مسلك ميمون
11/02/2012, 06:16 PM
فارس الشمس

***

خُطى ظلّه تناسلَ فَيْؤها .. ولّى وجههُ شطرَ الشمس ..

ثم آوى إلى جسدٍ لا تعصرهُ الريح ..


بسم الله
الأستاذعبد الوهاب محمد الجبوري
السلام عليكم

صعب أن نكتب بصدق فني ، و الأصعب أن نأخذ من حياتنا و ابتلائها لنكتب ما يعبر عنا....و وجه الصعوبة أننا لا نملك الألفاظ المعبرة بوضوح ، فنلجأ إلى الرمز نتوسل به عساه ينطق الكلمات ، و يفجر مخبوء الذات .. ليظهر عن طريق التأويل بعضُ أغوار المعاناة ...

لا أدري حينما قرأت هذا النص الرمزي ،كيف أبرقت في ذهني عبارة قديمة مفادها : (من أعطى ظهره للشمس ، فلن يرى إلا ظله)
القصة الومضةFlash Story من خمسة عشر كلمة ، جاء ثلثها رمزا ،و بدت قراءة ملفوفة بعتمة و غلالة شفافة، و كأنها تأبى أن تكشف مكنونها ككل عمل رمزي ، إلا بقراءة متأنية فاحصة تأملية،و بذلك تستوقف القارئ رموز :[ خطى ظله ، فيؤها، الشمس، جسد، الريح ] و أهمها الشمس.لأنها صانعة الظل، و فيئه،و الداعمة للجسد،و المسؤولة عن الظواهر الجوية و توالي الفصول و المواسم.... ) و لهذا كان لها الأثر الأكبر في الديانات القديمة عند البدائيين بل في الحضارات البائدة، كحضارة السوماريين، و البابليين، و الكلدانيين، و الأكاديين ،و المصريين، و الفنقيين ..
و لكن شمس القصة هنا لا علاقة لها بالعبادة و التعبد، و لكن في علاقة وطيدة بالحرية والحقيقة الغائبة في العراق.
إن القاص يستلهم من شهادة ابنه رؤية لا ترضى بالظل و أفيائه الممتدة، و لكن تأبى إلا الشمس ( الحرية/ الحقيقة ) ( ولّى وجههُ شطرَ الشمس ) و بذلك كان فارسها ،في الوقت الذي يهبها الأخرون، و يتفادونها..و يرضون أن يُعصروا، لكن بطل القصة(آوى إلى جسدٍ لا تعصرهُ الريح .. ) لأن الحرية/الحقيقة لا تنال منهارياح الاستبداد و الظلم ..لأن قدرها أن تبقى ما بقيت الحياة.

ومضة لطيفة معبرة ، رمزية لمّاحة ... تنفتح على قراءات متعددة ..فقط أجهدت من جراء الحذف والاضمار.... فيصعب على القارئ العادي فتح مغالقها، أو الاستئناس بها. حقا، ندعو دائماإلى أن تحترم كلمة ( جـــداً ) و أن خير الكلام ما قلّ و دل، Brevity is the soul of wit و رحم الله من أوجز و أوفى . و لكن لا بد من السرد و الحكي في دائرة الإيجاز ..
و هنا يطرح إشكال الكتابة ،قصة أو شعرا.
هل نكتب لنفهم و تصل رسالتنا، أم نكتب ليفهمنا البعض وقد يفهمنا و قد يشط فهمه بعيدا؟
لا شك أن الأستاذ عبدالوهاب محمد الجبوري من عشاق الكتابة الملغومة، المتخفية، الرمزية... و هي سمة طاغية في الكتابات القصصية العراقية .. و لا غرو في ذلك...إنما الذي ينبغي الحرص عليه ألا تسقط الكتابةُ في النّخبوية، تخص ّالخاصّة وأحياناكثيرة ..خاصّة الخاصّة .. فهذا ما يجعل الكتابة تبقى إشكالا عسيرا، في حاجة إلى نقاش مستديم...

باركك الله أستاذ عبدالوهاب محمد الجبوري و الرحمة لابنيك الشهيدين ، و لكافة شهداء الحرية و الحقيقة بعراقنا الطيب ...


تحياتي/ مسلك

عبدالوهاب محمد الجبوري
08/03/2012, 02:47 PM
بسم الله
الأستاذعبد الوهاب محمد الجبوري
السلام عليكم

صعب أن نكتب بصدق فني ، و الأصعب أن نأخذ من حياتنا و ابتلائها لنكتب ما يعبر عنا....و وجه الصعوبة أننا لا نملك الألفاظ المعبرة بوضوح ، فنلجأ إلى الرمز نتوسل به عساه ينطق الكلمات ، و يفجر مخبوء الذات .. ليظهر عن طريق التأويل بعضُ أغوار المعاناة ...

لا أدري حينما قرأت هذا النص الرمزي ،كيف أبرقت في ذهني عبارة قديمة مفادها : (من أعطى ظهره للشمس ، فلن يرى إلا ظله)
القصة الومضةFlash Story من خمسة عشر كلمة ، جاء ثلثها رمزا ،و بدت قراءة ملفوفة بعتمة و غلالة شفافة، و كأنها تأبى أن تكشف مكنونها ككل عمل رمزي ، إلا بقراءة متأنية فاحصة تأملية،و بذلك تستوقف القارئ رموز :[ خطى ظله ، فيؤها، الشمس، جسد، الريح ] و أهمها الشمس.لأنها صانعة الظل، و فيئه،و الداعمة للجسد،و المسؤولة عن الظواهر الجوية و توالي الفصول و المواسم.... ) و لهذا كان لها الأثر الأكبر في الديانات القديمة عند البدائيين بل في الحضارات البائدة، كحضارة السوماريين، و البابليين، و الكلدانيين، و الأكاديين ،و المصريين، و الفنقيين ..
و لكن شمس القصة هنا لا علاقة لها بالعبادة و التعبد، و لكن في علاقة وطيدة بالحرية والحقيقةالغائبة في العراق.
إن القاص يستلهم من شهادة ابنه رؤية لا ترضى بالظل و أفيائه الممتدة، و لكن تأبى إلا الشمس ( الحرية/ الحقيقة ) ( ولّى وجههُ شطرَ الشمس ) و بذلك كان فارسها ،في الوقت الذي يهبها الأخرون، و يتفادونها..و يرضون أن يعصروا، لكن بطل القصة(آوى إلى جسدٍ لا تعصرهُ الريح .. ) لأن الحرية/الحقيقة لا تنال منهارياح الاستبداد و الظلم ..لأن قدرها أن تبقى ما بقيت الحياة.

ومضة لطيفة معبرة ، رمزية لماحة ... تنفتح على قراءات متعددة ..فقط أجهدت من جراء الحذف والاضمار.... فيصعب على القارئ العادي فتح مغالقها، أو الاستئناس بها. حقا، ندعو دائماإلى أن تحترم كامة ( جــداً ) و أن خير الكلام ما قلّ و دل، Brevity is the soul of wit و رحم الله من أوجز و أوفى . و لكن لا بد من السرد و الحكي في دائرة الإيجاز ..
و هنا يطرح إشكال الكتابة قصة أو شعرا.
هل نكتب لنفهم و تصل رسالتنا، أم نكتب ليفهمنا البعض وقد يفهمنا و قد يشط فهمه بعيدا؟
لا شك أن الأستاذ عبدالوهاب محمد الجبوري من عشاق الكتابة الملغومة، المتخفية، الرمزية... و هي سمة طاغية في الكتابات القصصية العراقية و لا غرو في ذلك...إنماالذي ينبغي الحرص عليه ألا تسقط الكتابة في النخبوية، تخص الخاصة وأحياناكثيرة ..خاصة الخاصة .. فهذا ما يجعل الكتابة تبقى اشكالا عسيرا، في حاجة إلى نقاش مستديم...

باركك الله أستاذ عبدالوهاب محمد الجبوري و الرحمة للشهيد ابنك و لكافة شهداء الحرية و الحقيقة بعراقناالطيب ...


تحياتي/ مسلك


اخي واستاذي الفاضل الدكتور مسلك ميمون المحترم
قرات التحليل بتمعن واحسست بقامة فكرية ناقدة وامينة
ودقيقة ، اذ تشخص الحالة وتغوص في اعماقها لحد الكلمة الواحدة وربما الحرف الواحد .. ولعمري هذا ما نحن بحاجة اليه في تقويم نصوصنا من اهلها .. الف شكر وانا الممتن حضورك ورؤيتك التي افادتني كثيرا
مني ومن اهلك في العراق خالص الود والمحبة والشكر

اخوك ابو الشهيدين