المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (قَصيدَةُ) عُذراً رَسولَ اللهِ..!



محمود بن كابر الشنقيطي
07/02/2012, 10:31 PM
أيُّ قَلبٍ لم يمزِّقهُ كلامُ الكشغَريِّ – هداه الله – وفي سَوْرةِ فَوَران الألَم من وَقعِ تَطَاوُلهِ على الجَنَاب النَّبويِّ الكَريمِ , تقحَّمتُ حياضَ الشُّعراء وتسوَّرتُ نواديهم , وما أنا أهلٌ لذلكَ , ولعلَّ ما أجدُهُ من ألمٍ يكُونُ شافعاً لي.!





رصَّعتُ جيـدَ قصيدَتي بالجَـوهَر
وكَـسوتُها أنشودةَ المُتذَ كِّرِ

وخضَبتُ كفَّيْـها بمدحكَ فارتَمى
بكلَيْهما وجهُ الصَّباح المُسفرِ

ونقَشتُ حبَّكَ صورةً في تاجهَا
فجَرَى عليها الحُسنُ جَرْيَ الكوثرِ

وتضمَّختْ بخِلال طُهرك أحرُفي
حتَّى تملَّقها ذكاءُ العنبرِ

فرأيتُ غَانيَتي تجُرُّ ذيُولها
فَخراً وتأسرُني بِوَجْهٍ أقمَرِ

عيناءُ ؛ مبسمُها النَّدَى ؛ وبأَمرهَا
تختالُ أنسامُ الربيع الممطرِ

وبوَجنتَيها للحيَـاء معاقدٌ
صانتْ بها لي ذمَّةً لم تُخْفَرِ

بدَمي مُخدَّرةٌ خمائلُ حُبِّها
لفَّت هَوايَ بحُسنها المُتَخَيَّرِ

لمْ يُسلني عنها سواكَ , ولم أكُن
يا سَيِّدي من قبلُ بالمُتَصَبّرِ

لكنْ هواكَ مَحَى الَّتي , ومَحَى الأُلى
ومَحَى الَّذي ما كُنتُ فيه بممتري

يا سَيِّدي عُذراً إذا لم يُقضَ لي
في وصفكُم صدرُ المقام الأكبَرِ

عُذراً إذا ما الشعرُ لفَّ حياؤُهُ
وجهَ القصيدة ثم لم تَتَستَّرِ

وأبَتْ مقاماً في اليَراع حبيسةً
فتوشَّحت في العَالمين بأسطُري

عُذراً فدَاكَ اليومَ زيدُ ؛ ومُهجتي
وأبي ؛ وأمي ؛ ذاتُ حٌبِّي المُثمِرِ

حُبِّيكَ حطَّ رحالَهُ بقصيدتي
حتَّى افتَخَرتُ ؛ ويا لهُ من مفخَرِ

فكَتبتُ للدُّنيا وأصغَى الكَونُ لي
وقصيدتي ترنو بطرف أحورِ

عُذراً رسولَ الله زاغَ الكَشغَري
وأتَى بهُجر الأخسَرينَ المُنكَرِ

يا سيِّدي عُذراً فإنَّ زمانَنا
جُمعتْ لهُ سَوْءاتُ كُلِّ الأدهُرِ

زَمَنٌ بهِ الإسفافُ راجتْ سوقُهُ
وبُلِي المُقدَّمُ فيه بالمُتأخِّـرِ

مَعنَى الثَّقَافةِ فيهِ أنَّ عُقولنا
تُلقَى بجَدباء الأديبِ المُصحرِ

ليبُثَّ فيها ما يَشاءُ من القذَى
ومن الأذى , ومن الجُشاءِ الأقذرِ

رُكنا الحضارةِ فيهِ فُحشٌ كامنٌ
مع لوثةِ الإلحَادِ تحتَ الأسطُرِ

عُذراً رسولَ اللهِ إنَّ زمانَنا
حَلْقُ الدِّيانةِ فيه سهلُ المَصدَرِ

العُرفُ فيهِ نكارةٌ ؛ وتخلُّفٌ
وتعجرُفٌ ؛ يُودَى بسبعَةِ أقبُرِ

أمَّا الرَّذيلةُ والمُسُوخُ فإنَّهم
يُبنَى بهم مجدُ الأنامِ الأزهَرِ

وبِهم يُنادَى في المَجامعِ بُكرةً
وعشيَّةً , فيُرَونَ أكرمَ معشَرِ!

لكنَّ فينا رغمَ ذلكَ أمَّـةً
يُغري بهم طرفُ الصَّباح الأشقَرِ

ما رامَ رعديدٌ مقامكَ بالأذَى
إلاَّ رَمَوهُ بصَـارمٍ وبأعقرِ

يا سيِّدَ السَّاداتِ لو أنَّ الوَرَى
ركبُوا إليكَ على العَجَاجِ الأَغبَرِ

لكَفاكَ ربُّ العالَمينَ مسيرَهُم
وسقاهُمُ نقعَ الأُجَاجِ الأكدَرِ

صَلَّى عليكَ اللهُ ما طَالَ السُّرَى
شَوقاً إليكَ بخافقي وبأسطُرِي

وعليكَ صلَّى اللهُ ما هبَّتْ علَى
قلْبي نسائمُ هديكَ المُستَأْثرِ

بمُنايَ ؛ بل بهَوايَ ؛ بل بأزمَّـتي
يقتادُني صوبَ الأعزِّ الأفخَرِ

وعليكَ صلَّى اللهُ ما افترَّ المَدَى
لأذانِ كُلِّ مثوِّبٍ ومُكبِّرِ

وعليكَ صلَّى اللهُ ما دَارتْ عَلَى
شانيكَ دائرةُ البَوارِ الأسعَرِ

يا سيِّدي لو أنَّ سبعةَ أبحُرٍ
كانتْ مِدادَ قصيدَةِ المُتعثِّرِ

والطَّيرُ منطقُها يُترجمُ منطقي
ما صاغَ حبيكُم غمارُ الأبحُرِ

ولو استعنتُ الغابرينَ فَأرفَدو
بالآخرينَ وكلُّهم لم يُقصِرِ

لبَقيتَ أنتَ هُوَ العُلى ؛ وعَلى العُلى
وإلى العُلى؛ بمكانَةٍ لم تُنكَرِ

يا سيِّدي قلمي يجفُّ ؛ وأحرُفي
فيها جوابُ السَّائلِ المُستَخبرِ

فصَلاةُ ربي والملائكَـةِ الكِرا-
- مِ ؛ سلامُهم مُتفتِّقاً بالعَنبَرِ

يغشَاكَ ؛ والآلَ الكرامَ ؛ وعصبةً
حمَلتْ لنا الإسلامَ غيرَ مُكدَّرِ

من كُلِّ ريَّانٍ بشرعتِكَ احتَوى
سُبُل السَّلامِ ؛ وشِربُهُ من كوثَرِ

والتَّابعينَ ؛ ووالديَّ ؛ ومن عَلى
دربِ المحجَّةِ نالَ طيبَ العُنصُرِ

وعَلَى المُسَيْكِينِ الذي غنَّى لكُم
(رصَّعتُ جيدَ قصيدَتي بالجَـوهَر)

بقلم: محمُود بن كابر الشنقيطي
الرياض 15/ 3/ 1433هـ

عبدالوهاب القطب
08/02/2012, 07:43 AM
اخي محمود
جزاك الله عنا كل خير
ما أجمله من دفاع عن خير البشرية
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

أنت شاعر تحاذي السحائب فكرا وشعرا وإبداعا

تحياتي القلبية ودعائي

عبدالوهاب القطب
ابن بيسان

منى حسن محمد الحاج
08/02/2012, 10:35 AM
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال تعالى " مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ" البقرة ( 98)، صدق الله العظيم..
اللهم إنني أبرأ إليك مما قاله المدعو حمزة كشغري، وتطاول به على ذاتك، وعلى نبيك، اللهم انصر من نصر نبيك، وعاد من عاداه، اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك، اللهم شُلَّ كل يمين باتت تسهر على معصيتك أو رُفعت لتتطاول عليك أو على أنبيائك، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتِّباعه..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الشاعر المبدع محمود الشنقيطي، سلمت يمينك، ودمت مبدعا متميزا، ولا كنا إن لم يهب مدادنا دفاعا عن سيد الخلق أجمعين..
إن تطاول الكشغري لم يكن على النبي عليه الصلاة والسلام فحسب، بل وصل للذات الإلهية، وحتى في اعتذاره الذي أعلنه لم يعتذر عن تطاوله على الذت الإلهية، بل على تطاوله على النبي عليه الصلاة والسلام فقط، نسأل الله أن يهديه أو يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
جزاك الله خيرا وأثابك صحبة المصطفى وشفاعته..
تُثبت، وحق لها..
مع فائض مودتي وكبير تقديري

محمود بن كابر الشنقيطي
08/02/2012, 01:00 PM
أخي البلبل الصدَّاح والشاعرُ الأغنُّ الفياح/ عبد الوهاب شُكراً لنسائم مروروك التي تركتْ أثرَرها على القصيدة.
الأخت الشاعرة المبدعة / منى الحاج , شُكراً لهذا المرور والتأييد والتثبيت , وأرجو - كَرَماً - أن تُعيدي تنسيق القصيدة لتكون ينفس حجم ونوعية خطي الذي أكتُب به هذا الرد.