المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللوبي الصهيوني ومبررات الدعم لإسرائيل



أبوبكر خلاف
17/04/2007, 11:51 PM
اللوبي الصهيوني ومبررات الدعم لإسرائيل

يشير مصطلح اللوبي الصهيوني إلى مجموعة كبيرة من المنظمات اليهودية التي يزيد عددها عن 200 جمعية والتي تعتبر نفسها مجندة في خدمة إسرائيل ومن أجل تأمين الدعم الأمريكي لها.
وتعتبر"لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية-الأمريكية" أو "إيباك AIPAC"، الجمعية الأهم والأكثر نشاطا والتزاما بالعمل الدؤوب على تأمين الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري للدولة اليهودية. وبالرغم من حداثة تكوين اللوبي الصهيوني نسبيا، إلا أن الدعم الامريكي لإسرائيل بدأ في عام 1922 حين أقر الكونجرس الامريكي قانونا بتأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

ويمكن اعتبار ذلك القرار بمثابة وعد بلفور ثان للحركة الصهيونية، بعد الوعد البريطاني الذي صدر في عام 1917.تقوم مقولات اللوبي الصهيوني التي تعمل على تبرير الدعم الامريكي لإسرائيل على مرتكزات عدة موجهة للشعب الامريكي والإدارة السياسية ورجال الكونغرس ويهود أمريكا على السواء.

وتحاول تلك المقولات الحصول على تعاطف الشعب الامريكي، وعلى تأمين قيام الحكومة الأمريكية بتقديم كافة أنواع الدعم للكيان الصهيوني، وعلى التزام يهود أمريكا بالوقوف إلى جانب إسرائيل وخلق المخاوف لديهم من احتمالات تكرار ما حدث لهم في أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين من اضطهاد ومعاناة.

وفي مقدمة المقولات التي تروج لها قوى اللوبي الصهيوني على الساحة الأمريكية الادعاء بان إسرائيل هي دولة ضعيفة ومحاطة بالأعداء من كل جانب، وأنها لذلك بحاجة لدعم أمريكا ووقوف قوى السلام في العالم في الصف المؤيد لها والداعم لمطالبها السياسية. ولكن حين ننظر إلى هذه المقولة من منظار تاريخي وواقعي فإننا سنجد أن إسرائيل هي الدولة الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، وان قواتها العسكرية هي واحدة من أكثر القوات عددا وعتادا في العالم.
وفي الواقع، كان عدد الجنود اليهود الذين قاموا بالعدوان على البلاد العربية وخاضوا الحروب ضدها في الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973 أكبر من أعداد القوات العربية التي قامت بمواجهة العدوان الإسرائيلي. إلى جانب ذلك، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تملك السلاح النووي وغير النووي من أسلحة الدمار الشامل، وأنها لم تتورع عن استخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين العزل في فلسطين ولبنان، وأنها الدولة الأكثر عدوانية في عالم اليوم.

وإذا كان حقا على أمريكا أن تدعم الطرف الأضعف والمضطهد في العلاقة العربية الإسرائيلية فإنه يصبح على أمريكا أن تدعم الفلسطينيين الذين هجروا قسرا من بلادهم وحرموا من حريتهم واجبروا على العيش تحت الاحتلال الصهيوني.تقوم المقولة الثانية على الادعاء بأن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنها لذلك تلتقي مع أمريكا حول مبادئ وقيم ديمقراطية مشتركة. لكن الواقع السياسي يشير، ومنذ قيام الدولة اليهودية إلى أن إسرائيل لم تكن دولة ديمقراطية في أي يوم من الأيام. إذ اتجهت ومنذ اليوم الأول لميلادها غير الشرعي وغير الديمقراطي إلى تطبيق قوانين التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين الذين استمروا في العيش في المناطق التي احتلتها العصابات الصهيونية في عام 1948 وأقامت عليها دولة إسرائيل.

كما قامت تلك الدولة بمصادرة معظم الأراضي العربية في فلسطين وحرمان مالكيها من حق زراعتها والتمتع بثمارها وحتى حق الإقامة عليها. ومما لا يجوز التغاضي عنه أيضا أن قيام إسرائيل باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وإقامة مستعمرات يهودية عليها ورفض الانصياع للقرارات الدولية وإعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير يتنافى مع كل مبادئ العدالة والديمقراطية.

أما المقولة الثالثة بين المقولات المهمة للوبي الصهيوني فتقول بأن إسرائيل هي دولة اليهود الذين عانوا الكثير من التفرقة العنصرية والاضطهاد في أوروبا، وأن من حقهم أن يكون لهم كيان يحميهم ويوفر لهم الأمن والطمأنينة. لكن المنطق لا يمكن أن يقبل أن يتحول المظلوم إلى ظالم، وأن يكون من حقه أن يطلب من العالم المتحضر أن ينتصر لقضيته الظالمة لمجرد أن أجداده تعرضوا للظلم في الماضي.

إن جرائم الهولوكست على الرغم من بشاعتها لا يجوز أن تستخدم مبررا لقيام إسرائيل بارتكاب جرائم مماثلة بحق الشعب الفلسطيني الذي لم يرتكب أية جرائم بحق اليهود. إن إسرائيل لم تستولِ على الأراضي العربية الفلسطينية في عام 1948 من خلال التفاوض مع الفلسطينيين وبعد تعويضهم، بل عمدت إلى استخدام الإرهاب والقتل والعنف وذبح الرجال والأطفال والاعتداء على النساء لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها قبل الاستيلاء عليها.أما أكثر المقولات اهانة للعقل وذكاء الإنسان فهو الادعاء بأن إسرائيل هي الدولة النموذجية، وأن مسلكياتها هي الأفضل بين جميع دول المنطقة. لكن بالنظر لمسلكيات الدولة اليهودية نكتشف ودون عناء أن سجلها الإجرامي ربما كان الأبشع منذ عهود ألمانيا النازية.

فلقد قامت إسرائيل بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في عام 1948 من خلال ارتكاب المذابح بحق الأبرياء، وهي مذابح اعترف بها زعماء الإرهابيين اليهود، وعلى رأسهم إسحاق شامير ومناحيم بيجن وديفيد بن جوريون وغيرهم. إلى جانب ذلك، قامت القوات الإسرائيلية خلال الفترة 1949-1956 بقتل ما لا يقل عن 2700-5000 فلسطيني حاولوا التسلل إلى الأراضي المحتلة التي كانت قد استولت عليها العصابات اليهودية وذلك في محاولة للعودة إلى أراضيهم وقراهم التي شردوا منها، مما يجعلها كيانا غير شرعي وغير ديمقراطي بل وغير انساني أيضا.
وتشير سجلات إسرائيل الناصعة أيضا إلى أن قواتها قامت بقتل آلاف الأسرى المصريين في حرب 1956 وحرب 1967 وحرب 1973 وذلك خلافا للمواثيق الدولية ومعاهدة جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب. كما قامت في عام 1967 بتشريد حوالي 250 ألف فلسطيني من الضفة الغربية، وحوالي 80 ألف سوري من الجولان، وذلك بعد تشريد حوالي 800 ألف فلسطيني في عام 1948 أي ما يعادل نصف الشعب الفلسطيني. وأثناء الفترة 1987-1989 من عمر الانتفاضة الأولى قامت إسرائيل بتكسير أيدي وأرجل حوالي 24 -29 ألف طفل من أطفال فلسطين، وذلك إضافة إلى آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين قتلتهم إسرائيل خلال بقية سنوات الانتفاضة الأولى والثانية.

وفي تعليق على قدرات الجيش الإسرائيلي، خاصة قدراته على اغتيال القيادات الفلسطينية، قالت جريدة هآرتس الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أصبح أداة قتل ذات كفاءة وقدرات رهيبة ومخيفة. وفي احد تعليقاته المشهورة على النقد الموجه لممارسات إسرائيل الإرهابية قال شامير قبل سنوات "إن الأخلاقيات اليهودية والتقاليد اليهودية تسمح باستخدام الإرهاب كوسيلة للحرب":fight: .


_______________
بقلم: د. محمد عبد العزيز ربيع
المصدر: الدستور الاردنية

بنت الشهباء
18/04/2007, 11:11 AM
قال شامير قبل سنوات "إن الأخلاقيات اليهودية والتقاليد اليهودية تسمح باستخدام الإرهاب كوسيلة للحرب"

ومع هذا كله يا أخي الكريم
أبو بكر خلاف
نجد بأن هؤلاء ما يزالون يضعون أيديهم ليصافحوا أهل الإهاب
بحجة السلام
بل بهدف الاستسلام لقتلة الأنبياء , وأهل الفساد والشر والفتن على وجه الأرض

موضوع رائع أخي أبو بكر
جزاكَ الله خيرًا , وبارك بكَ