المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى من يرمون الشعر العربي القديم والحديث بالقصور والتقصير: قصيدة من عيون الشعر العربي



الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
22/10/2006, 09:38 PM
إلى من يرمون الشعر العربي القديم والحديث بالقصور والتقصير

وأنه شعر بعيد عن أحداث المجتمع

ولا يستطيع هذا الشعر أن يواكب الأحداث

ويصور مشاعر الناس

وعندنا في الشعر العربي قصائد متناثرة

لشعراء مغمورين ، بالكاد يعرفهم العامة

بل الخاصة ..........

فهذا شاعر جاهلي قديم ، لأنه من أهل القرن السادس الميلادي ،

وهو مغمور ، من الأغفال والمجاهيل

هو الشاعر جران العود النمري

ويبدو أنه قد تزوج مرارا

وأنه قد جمع بين امرأتين .

ولكنه لم يكن سعيدا في زواجه قط

فقال هذه القصيدة الحائية ، التي تصور خلجات النفس

وتتحدث عما لقيه في زواجه من المتاعب

فقصيدة جران العود هذه قصيدة رائعة

وهو يصور فيها ما لقيه في زواجه من المتاعب

بعد أن كان قد أغرم بامرأة لجمالها ، وحسن سمتها ، وجمال مخبرها

ودفع لأهلها مهرا كبيرا ، ثم تزوجها على امرأة كانت عنده.

وموضوع القصيدة من الموضوعات النادرة في شعرنا العربي .

كما أن فيها شيئا من المرح ، وكثيرا من حسن التصوير ، وصحة التعبير

وهذه القصيدة هي أول قصيدة في ديوانه المطبوع

باسم :

ديوان جران العود النمري ، القاهرة – دار الكتب المصرية / 1350هـ = 1931م :

http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-53.gif

أَلا يَغُرَّنَ اِمرَأً نَوفَلِيَّةٌ=عَلى الرَأسِ بَعدي أَو تَرائِبُ وُضَّحُ
وَلا فاحِمٌ يُسقى الدِهانَ كَأَنَّهُ=أَساوِدُ يَزهاها لِعَينَيكَ أَبطَحُ
وَأَذنابُ خَيلٍ عُلِّقَت في عَقيصَةٍ=تَرى قُرطَها مِن تَحتِها يَتَطَوَّحُ
فَإِنَّ الفَتى المَغرورَ يُعطي تِلادَهُ=وَيُعطى الثَنا مِن مالِهِ ثُمَّ يُفضَحُ
وَيَغدو بِمِسحاحٍ كَأَنَّ عِظامَها=مَحاجِنُ أَعراها اللِحاءَ المُشَبِّحُ
إِذا اِبتُزَّ عَنها الدِرعُ قيلَ مُطَرَّدٌ=أَحَصُّ الذُنابى وَالذِراعَينِ أَرسَحُ
فَتِلكَ الَّتي حَكَّمتُ في المالِ أَهلَها=وَما كُلُّ مُبتاعٍ مِنَ الناسِ يَربَحُ
تَكونُ بِلَوذِ القِرنِ ثُمَّ شِمالُها=أَحُثُّ كَثيراً مِن يَميني وَأَسرَحُ
جَرَت يَومَ رُحنا بِالرِكابِ نَزُفُّها=عُقابٌ وَشَحّاجٌ مِنَ الطَيرِ مِتيَحُ
فَأَمّا العُقابُ فَهيَ مِنها عُقوبَةٌ=وَأَمّا الغُرابُ فَالغَريبُ المُطَوَّحُ
عُقابٌ عَقَنباةٌ تَرى مِن حِذارِها=ثَعالِبٌ أَهوى أَو أَشاقِرَ تَضبَحُ
عُقابٌ عَقَنباةٌ كَأَنَّ وَظيفَها=وَخُرطومَها الأَعلى بِنارٍ مُلَوَّحُ
لَقَد كانَ لي عَن ضَرَّتَينِ عَدِمتُني=وَعَمّا أُلاقي مِنهُما مُتَزَحزَحُ
هُما الغُولُ وَالسِعلاةُ حَلقي مِنهُما=مُخَدَّشُ ما بَينَ التَراقي مُجَرَّحُ
لَقَد عاجَلَتني بِالنِصاءِ وَبَيتُها=جَديدٌ وَمِن أَثوابِها المِسكُ يَنفَحُ
إِذا ما اِنتَصَينا فَاِنتَزَعتُ خِمارَها=بَدا كاهِلٌ مِنها وَرَأسٌ صَمَحمَحُ
تُداوِرُني في البَيتِ حَتّى تَكُبَّني=وَعَينِيَ مِن نَحوِ الهِراوَةِ تَلمَحُ
وَقَد عَلَّمَتني الوَقذَ ثُمَّ تَجُرُّني=إِلى الماءِ مَغشِيّاً عَلَيَّ أُرَنَّحُ
وَلَم أَرَ كَالمَوقوذِ تُرجى حَياتُهُ=إِذا لَم يَرُعهُ الماءُ ساعَةَ يَنضَحُ
أَقولُ لِنَفسي أَينَ كُنتِ وَقَد أَرى=رِجالاً قِياماً وَالنِساءُ تُسَبِّحُ
أَبِالغَورِ أَم بِالجَلسِ أَم حَيثُ تَلتَقي=أَماعِزُ مِن وادي بُرَيكٍ وَأَبطَحُ
خُذا نِصفَ مالي وَاِترُكا ليَ نِصفَهُ=وَبينا بِذَمٍّ فَالتَعَزُّبُ أَروَحُ
فَيا رَبِّ قَد صانَعتُ عاماً مُجَرَّما=وَخادَعتُ حَتّى كادَتِ العَينُ تُمصَحُ
وَراشَيتُ حَتّى لَو تَكَلَّفَ رِشوَتي=خَليجٌ مِن المُرّانِ قَد كادَ يُنزَحُ
أَقولُ لِأَصحابي أُسِرُّ إِلَيهِمُ=لِيَ الوَيلُ إِن لَم تَجمَحا كَيفَ أَجمَحُ
أَأَترُكُ صِبياني وَأَهلي وَأَبتَغي=مَعاشاً سَواهِمُ أَم أَقِرُّ فَأُذبَحُ
أُلاقي الخَنا وَالبَرحَ مِن أَمِّ حازِم ٍ=وَما كُنتُ أَلقى مِن رُزَينَةَ أَبرَحُ
تُصَبِّرُ عَينَيها وَتَعصِبُ رَأسَها=وَتَغدو غُدُوَّ الذِئبِ وَالبومُ يَضبَحُ
تَرى رَأسَها في كُلِّ مَبدىً وَمَحضَر ٍ=شَعاليلَ لَم يُمشَط وَلا هُوَ يُسرَحُ
وَإِن سَرَّحَتهُ كانَ مِثلَ عَقارِبٍ=تَشولُ بِأَذنابٍ قِصارٍ وَتَرمَحُ
تَخَطّى إِلَيَّ الحاجِزينَ مُدِلَّةً=يِكادُ الحَصى مِن وَطئِها يَتَرَضَّحُ
كِنازٌ عِفِرناةٌ إِذا لَحِقَت بِهِ=هَوى حَيثُ تُهويهِ العَصا يَتَطَوَّحُ
لَها مِثلُ أَظفارِالعُقابِ وَمَنسِمٌ=أَزُجُّ كَظُنوبِ النَعامَةِ أَروَحُ
إِذا اِنفَلَتَت مِن حاجِزٍ لَحِقَت بِهِ=وَجَبهَتُها مِن شِدَّةِ الغَيظِ تَرشَحُ
وَقالَت تَبَصَّر بِالعَصا أَصلَ أُذنِهِ=لَقَد كُنتُ أَعفو عَن جِرانٍ وَأَصفَحُ
فَخَرَّ وَقيذاً مُسلَحِبّاً كَأَنَّهُ=عَلى الكِسرِ ضِبعانٌ تَقَعَّرَ أَملَحُ
وَلَمّا اِلتَقَينا غُدوَةً طالَ بَينَنا=سِبابٌ وَقَذفٌ بِالحِجارَةِ مِطرَحُ
أَجَلّي إِلَيها مِن بَعيدٍ وَأَتَّقي=حِجارَتَها حَقّاً وَلا أَتَمَزَّحُ
تَشُجُّ ظَنابيبي إِذا ما اِتَّقيتُها=بِهِنَّ وَأُخرى في الذُؤابَةِ تَنفَحُ
أَتانا اِبنُ رَوقٍ يَبتَغي اللَهوَ عِندَنا=فَكادَ اِبنُ رَوقٍ بَينَ ثَوبَيهِ يَسلَحُ
وَأَنقَذَني مِنها اِبنُ رَوقٍ وَصَوتُها=كَصَوتِ عَلاةِ القَينِ صُلبٌ صَمَيدَحُ
وَوَلّى بِهِ رادُ اليَدَينِ عِظامُهُ=عَلى دَفَقٍ مِنها مَوائِرُ جُنَّحُ
وَلَسنَ بِأَسواءٍ فَمِنهُنَّ رَوضَةٌ=تَهيجُ الرِياضُ غَيرَها لا تَصَوَّحُ
جُمادِيَّةٌ أَحمى حَدائِقَها النَدى=وَمُزنٌ تُدَلّيهِ الجَنائِبُ دُلَّحُ
وَمِنهُنَّ غُلٌّ مٌقمِلٌ لا يَفُكُّهُ=مِنَ القَومِ إِلّا الشَحشَحانُ الصَرَنقَحُ
عَمَدتُ لِعَودٍ فَاِلتَحَيتُ جِرانَهُ=وَلَلكَيسُ أَمضى في الأُمورِ وَأَنجَحُ
وَصَلتُ بِهِ مِن خَشيَةٍ أَن تَذَكَّلا=يَميني سَريعاً كَرُّها حينَ تَمرَحُ
خَذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ فَإِنَّني=رَأَيتُ جِرانَ العَودِ قَد كانَ يَصلُحُ

دراسة في حياة الشاعر ، وأخباره ، وشعره :

1- هو جران العود الحارث بن عامر (1) ، لقب عامر جران العود (2)

لأنه كان قد اتخذ جلدا من جران (عنق) العود ( الجمل المسن)

ليضرب به امرأتيه (3) .

كان جران العود خِدنا(4) وتِبعا لعروة بن عتبة

المعروف بعروة الرحال ، فعلى هذا يكون جران العود

من أهل النص الثاني من القرن السادس الميلادي

ولعله أدرك السنوات الأولى من القرن السابع .

وإذا نحن اعتبرنا أسماء الأماكن ، التي وردت في

أشعار جران العود ، وجدنا أنه كان من أهل العالية

في الشمال الغربي من نجد ، قريبا من الحجاز .

يبدو أن جران العود قد تزوج مرارا ، وأنه قد جمع بين امرأتين .

ولكنه لم يكن سعيدا في زواجه قط

ومع ذلك فقد جرب حظه مرة أخرى ، وكانت قد تقدمت به السن

إذ قال (ديوانه 48) :

لَولا حُمَيدَةُ ما هامَ الفـُؤادُ ، وَلا=رَجَّيتُ وَصَلَ الغَواني آخِرَ العُمُر ِ !

وفي خزانة الأدب ، ولب لباب لسان العرب ، لعبد القادر البغدادي

ولأهميته أنقله لكم :


وجران العود لقب شاعر من بني ضنة بن نمير بن عامر بن صعصعة.

والجران، بكسر الجيم.

والعود بفتح العين المهملة ، وسكون الواو ، وآخره دال مهملة :

هو المسن من الإبل.

كتب ياقوت بن عبد الله الحموي في :

حاشية مختصر جمهرة ابن الكلبي :

ومن بني ضنة بن نمير:

جران العود الشاعر ، واسمه عامر بن الحارث بن كلفة ، وقيل: كلدة.

وإنما سمي جران العود لقوله يخاطب امرأتيه:

عمدت لعود فالتحيت جرانه=وللكيس أمضى في الأمور وأنجح
خذ حذراً يا ضرتي فإنني=رأيت جران العود قد كاد يصلح

والجران: باطن العنق الذي يضعه البعير على الأرض

إذا مد عنقه لينام ، وكان يعمل منه الأسواط .

فهو يهددهما. انتهى.

وكتب أيضاً في الهامش الداخل:

ومن بني ضنة بن نمير جران العود ، صاحب

الضرتين اللتين ضربتاه ، وخنقتاه ، فعمد إلى جمل

فنحره ، وسلخ جرانه ، وهو جلد ما بين اللبة إلى اللحيين من باطن

ثم مرنه وجعل منه سوطاً ، وهو يقول:

عمدت لعود فالتحيت جرانه .............البيتين

فسمي جران العود ، وذهب اسمه فلا يعرف.

وضنة بكسر المعجمة ، وتشديد النون.

قال ابن قتيبة في كتاب الشعراء :

كان جران العود ، والرحال خدنين ، فتزوج كل واحد منهما امرأتين

فلقيا منهما مكروهاً ، فقال جران العود قصيدةً يذمهما

ويشكو منهما ، تقدم منها بيتان.

ومنها:

ألا لا تغرن امرأ نوفلية=على الرأس بعدي أو ترائب وضح
ولا فاحم يسقى الدهان كأنه=أساود يزهيها لعينك أبطح
وأذناب خيل علقت في عقيصة=ترى قرطها من تحتها يتطوح

وفيها يقول:

جرت يوم جئنا بالركاب نزفها=عقاب وتشحاج من الطير متيح
فأما العقاب فهي منا عقوبة=وأما الغراب فالغريب المطوح
هي الغول والسعلاة حلقي منهما=مكدح ما بين التراقي مجرح
خذا نصف مالي واتركا لي نصفه=وبينا بذم فالتعزب أروح

وقال الرحال:

فلا بارك الرحمن في عود أهلها=عشية زفوها ولا فيك من بكر
ولا الزعفران حين مسحنها به=ولا الحلي منها حين نيط إلى النحر
ولا فرش ظوهرن من كل جانب=كأني أطوى فوقهن من الجمر
فيل ليت أن الذئب خلل درعها=وأن كان ذا ناب حديد وذا ظفر
وجاؤوا بها قبل المحاق بليلة=وكان محاقاً كله ذلك الشهر
لقد أصبح الرحال عنهن صادفاً=إلى يوم يلقى الله في آخر العمر

وقوله: وكان محاقاً كله ذلك الشهر فيه إقواء.

وروى: وكان محاقاً كله آخر الشهر (5) .

2- جران العود شاعر جاهلي ، جيد الشعر ، حسن التشبيه

فصيح العبارة ، لطيف المعاني ، ألفاظه في الأكثر فصيحة

وشعره سهل عذب ، والغريب من ألفاظه يأتي عادة في القوافي .

وهو شاعر وجداني ، مرح ، خفيف الروح ، يمزج الجد بالهزل .

وفنونه الغزل والوصف .

وغزله صريح بريء الألفاظ ، غير بريء الإشارة .

ثم هو أمين على جاراته ، إنه يقول (ديوانه 28) :

فَما أَنا لِلمَطِيَّةِ بِاِبنِ عَمٍّ ،=وَلا لِلجارَةِ الدُنيا بِزير ِ (6)

ويلفت النظر في ديوان جران العود كثرة وصفه للنجوم

وصحة وصفه لها ، قال مثلا (ديوانه 43- 44) :

وَيَمَّمنَ الرِكابَ بَناتِ نَعش ٍ=وَفيها عَن مَغارِبِها اِزوِرارُ (7)
نُجومٌ يَرعَوينَ إِلى نُجوم ٍ=كَما فاءَت إِلى الرُبَعِ الظُؤارُ (8)

ومن المستغرب جداً أن يكون في شعره ألفاظ ، وتراكيب ، ومدارك

تشبه أن تكون إسلامية ، مثل :

النشور ، وموعدك الحشر (ديوانه 25 – 30 )

بإذن الله (ديوانه 57) ، أو كقوله مثلاً (ديوانه 46) :

إِذا نادى المُنادي باتَ يَبكي=حِذارَ الصُبحِ لَو نَفَعَ الحِذارُ

أو كقوله (ديوانه 22) :

وَلَمّا رَأَينَ الصُبحَ بادَرَ ضَوءَهُ=دَبيبُ قَطا البَطحاءِ أَو هُنَّ أَقطَفُ (9)
وَأَدرَكنَ أَعجازاً مِنَ اللَيلِ بَعدَ ما=أَقامَ الصَلاةَ العابِدُ المُتَحَنِّفُ (10)
وَما أُبنَ حَتّى قُلنَ : يا لَيتَ أَنَّنا=تُرابٌ ، وَلَيتَ الأَرضَ بِالناس ِ تُخسَفُ !

فكأن جران العود ينظر هنا إلى قوله تعالى ، في سورة النبأ :

{ وَيَقُولُ الْكَافِرُ : يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا } [النبأ : 40]

وإلى قوله تعالى :

{ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ } [ سبأ : 9 ]

راجع أيضا :

( القصص / 81 ، والعنكبوت / 40 ، والملك / 16 ).

أترى أن ألفاظ جران العود ، وتراكيبه

وافقت ما جاء في القرآن الكريم !!؟؟

أم ترى أن جران العود عاش حتى نزل القرآن ، فتأثر بآياته !!؟؟

أم ترى أن الرواة نسبوا شيئا من شعر

المستورد جران العود العقيلي الإسلامي

إلى الحارث جران العود النمري الجاهلي !!؟؟


http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-54.gif

الهوامش والتعليقات :

1- اسمه الحارث لا المستورد ، كما ذكر الفيروز آبادي

في القاموس المحيط (جرن)

وجران العود المستورد :

شاعر آخر ، من بني عقيل ، عاش في الإسلام ..........

وفي تاج العروس (عود) :

( جِرَانُ العَوْدِ: شاعرٌ عُقَيْلِيٌّ ، سميَ بقوله:

فإِنَّ جِرانَ العَوْدِ قد كادَ يَصلُح

أَو لقوله:

عَمَدْتُ لِعَوْدٍ فالتْحَيْتُ جِرَانَه

كما في المزهر.

واختلِف في اسمه ، فقيل : المستورِد ، وقيل : غيرُ ذلك.

والصحيحُ أَن اسمه عامِر بن الحارث) .

وفي المزهر للسيوطي :

ومنهم جِِرَان العَوْد العقيلي، سُمي بقوله:

عَمدتُ لعَوْدٍ فانْتَحَـيْتُ جِـرَانَـه=وَلَلْكَيْسُ أمْضَى في الأَمورِ وأَنجَحُ

وبهذا خلط السيوطي في مزهره ، والزبيدي في تاجه

بين جران العود النمري الجاهلي ، وجران العود العقيلي الإسلامي

وعند الزركلي في الأعلام :

عامر بن الحارث النميري

شاعر وصاف أدرك الإسلام ، وسمع القرآن

واقتبس منه كلمات وردت في شعره.

2- جران العَود ، معناه :

(مقدم عنق البعير المسن)

وكان يلقب نفسه به في شعره.

وفي الصحاح للجوهري (جرن) :

(جِرانُ البعيرِ: مقدّم عنقه من مَذبَحه إلى منحره

والجمع جُرُنٌ ، وكذلك من الفرس) .


3- وإنما لقِّب بذلك لقوله يخاطب امرأَتيه:

خُذا حَذَراً، يا جارَتَيَّ، فإنَّني=رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كاد يَصْلَحُ

أَراد بِجران العَوْد سوطاً قدَّه من جِران عَوْدٍ نَحَره وهو أَصلب ما يكون.

الأَزهري:

ورأَيت العرب تسوَّي سياطها من جُرُن الجِمال البُزْل لصَلابتِها، وإنما حذَّر امرأَتيه سوطَه

لنُشوزهما عليه، وكان قد اتخذ من جلد البعير سوْطاً ليضرب به نساءَه.

4- الخِدن : الصديق .

والتبع : الذي لا يفارق صاحبه .

5- إلى هنا ينتهي ما نقلناه من خزانة الأدب ، لعبد القادر البغدادي .

6- أي : لا أشفق على المطية ، بل أذبحها للضيوف ؛ لأنني كريم

ولا أقوم بزيارات عاطفية لجاراتي القريبات من مكان سكني .

بالله عليكم هل هناك أكثر عفة من ذلك !!؟؟

7- في الديوان : وفينا ، ولا معنى له .

ومعنى البيت :

إن بنات نعش الكبرى ، المعروفة أيضا باسم :

الدب الأكبر ، من الخسّان ؛

أي : النجوم التي لا تغيب ، وهي تدور حول الجدي ، نجم القطب الشمالي ، من الشرق إلى الغرب ، وكلما وصلت بنات نعش الكبرى إلى أقصى مجراها ، في الغرب ، وظن الرائي أنها ستغيب وراء الأفق الغربي ، كسائر النجوم ، ازورت ومالت عن الغرب ، راجعة في الدوران نحو الشرق .

8- يرعوين : يرجعن ، ويعدن.

فاء : رجع ، وانقلب وعاد .

الربع : الفصيل ، الجمل الصغير ، الذي يُنتج ، أي يولد في أول الربيع .

والظؤار ، جمع ظئر : المرضع ؛ يتفق في حياة الحيوان

أن تعطف ناقتان ، أو أكثر ، على ولد واحد ، يسرعن بين الحين والحين

إليه مرة واحدة .

وقد شبه الشاعر دوران الخسّان حول الجدي ،

نجم القطب الشمالي ، بتراكض النوق نحو فصيل واحد .

والتشبيه هنا دقيق جدا ، وبارع أيضا .

9- لما رأين أن ضوء الصبح قد أسرع ، وبادر ، وعجل ،

كدبيب القطا ( وهو طائر معروف) ، أي قليلا قليلا

أو هنّ ، أي : القطا ، أقطف ، أي : أقصر خطا .

يقصد أن ضوء الصبح كان ينتشر بسرعة .

10- أعجازا من الليل : الأقسام الأخيرة من الليل .

ملحوظة هامة :

إن أحب أحد الأخوة والأخوات أن أشرح له هذه الأبيات

من قصيدة جران العود الحائية ، فليذكرني بذلك مشكورا

لأنني أجد أن معانيها واضحة ، وسهلة .

والحمد لله رب العالمين

زاهية بنت البحر
20/03/2007, 02:19 PM
ولمن يحب الشعر العربي القديم ويود الاستفادة من الكلمات العربية الأصيلة ,أرفع هذا الموضوع داعية للدكتور مروان بالسعادة في الدارين والعودة إلى الواتا التي اشتاقته ..
أختكم
بنت البحر