المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشوق و الحنين في "لحاء الصمت" لصابرين الصباغ



بشير الشعيبي
18/04/2007, 11:10 AM
الشوق و الحنين في "لحاء الصمت" لصابرين الصباغ

نسجت القاصة المبدعة صابرين الصباغ قصتها "لحاء الصمت" (المنشورة في منتدى القصة القصيرة) نسيجاً دقيقاً محكماً، عملت فيه على تكثيف المشاهد و التعبيرات بقدرة فائقة، حيث تنقل القارئ بسرعة من جو سعيد و حالم إلى آخر حزين و قاتم و بينهما تتناوب حالات شوق و حنين و صراع نفسي مرير، يستمر حتى يبلغ ذروته مع نهاية القصة.

إن قصة الحب التي يشير إليها النص، ارتبطت مكانيا و رمزيا بالشجرة التي شهدت لقاءاتهما و تعودا أن ينقشا على جذعها حروف أسميهما و تواريخ لقاءاتهما التي تنتهي "بالبعد المحتوم" الذي فرض عليهما حياة جديدة يملأها الحزن و الألم.

و رغم شروط و قيم الحياة الجديدة التي تعيشها شخصية القصة كامرأة متزوجة و لها أبناء، فإن الحنين إلى الماضي الذي "يؤرق مضاجع قلبها" يعيش معها و يحاول العودة بها إلى الماضي. و مع احتدام الصراع في نفسها تتخذ من المكان حلا مناسبا فتزوره و تقف على أطلال الحب القديم و ما جرى بعد الفراق للشجرة، و ما نقش على جذعها من تواريخ زيارات الحبيب الفردية، فتحفر تاريخ الزيارة و تعود لبيتها لتنسى أحلامها القديمة، لكن لا تنسى أشواقها و حنينها و ذكرياتها، لتعود مرة أخرى، لتجد رسالة يملأها الشوق و الحنين "أفتقدك بشده" ثم في زيارة أخرى "أتمنى أن أراك". تزيد حدة الصراع في ذاتها، كيف لها أن تراه و هي التي تحترم "من قيدها بعمره"، حاولت أن تتجاهل رغبتها في الذهاب إلى الشجرة، فكرت كثيرا، لكن الحنين هو من يقرر في نهاية المطاف. و تعود للشجرة تنقش عيها تواريخ زياراتها مرة و أخرى، لكن تاريخه القديم لم يتبعه آخر. التوقف المفاجئ لرسائل اللحاء و "صمته الرهيب" المُصاحب باللوعة و الشوق و الحنين و الحزن تتصاعد بشكل درامي مكثف في نفسها، و من ثم في نفس القارئ، لتحث الصدمة ثم التأثير النفسي المقصود الذي ينتج عنه أسئلة كثيرة، إجاباتها هي الوعي و الإدراك و الحقيقة.


بشير الشعيبي