المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاهقات الغرام



بغداد سايح
13/03/2012, 06:17 PM
أرفعها إلى كل امرأة ملهمة.

*1*
على شاهقاتِ الغرامِ
أخبّئُ صوتي
أبرعمُ صمتي
و أغمضُ عينَ الكلامِ
أراكِ بقلبي
ضفافاً لأنهارِ حُبّي
دمي يشتهيكِ
فأمتدُّ فيكِ
ضياءً شهيَّ النّوايا
و ماءً غزيرَ الحكايا
فيخضرُّ بوحي
و تعزفُ جرحي أصابعُ عُشبِ.
أراكِ بقلبي
تصُبّينَ ألحانَ ربّي
تعُدّينَ شوقي
كأغصانِ عِشقي
تُزقزقُ فيها الحياةُ
تُصافحُها المفرداتُ
فيَبيَضُّ حِبري
و يُثلجُ شِعري بخافقِ دربي
و أسمعُ نبضَ الغمامِ
فأهربُ منّي
لألقاكِ بيني
و بينَ انسكابِ الهُيامِ.
*2*
على شاهقاتِ الغرامِ
أخبّئُ صوتي
أبرعمُ صمتي
و أغمضُ عينَ الكلامِ
أراكِ بلُبّي
حروفاً ترفرفُ صوبي
فأحرثُ نفسي
و أزرعُ حِسّي
و يجري الخيالُ الزّلالُ
و ينمو القصيدُ الجمالُ
و ينبتُ فوكِ
كحبِّ الملوكِ البريءِ الأحبِّ.
أراكِ بلُبّي
مواعيدَ تُمطرُ قُربي
فأُزهرُ نُوراً لظلّي
و يقطفُني منكِ قَوْلي
يسيلُ مداهُ
و تغزو الشّفاهُ رُبى المُتنبّي
تفوحينَ صُبحاً أمامي
و أخدشُ سِرّي
بأظفارِ فِكْري
فكُوني نزيفَ الظلامِ.
*3*
على شاهقاتِ الغرامِ
أخبّئُ صوتي
أبرعمُ صمتي
و أغمضُ عينَ الكلامِ
أراكِ بأُذْني
غناءً و بُستانَ لحْني
أناشيدَ جذلى
من الحُلْمِ أحْلى
ويُصغي إليكِ اشتهائي
تُغنّيكِ أرضُ الوفاءِ
فيهتزُّ شكّي
يُغادرُ شوكي ورودَ التمنّي.
أراكِ بأُذْني
ينابيعَ طُهْرٍ تُغنّي
و تسقي شَغافي
بماءِ العفافِ
فيُثمرُ فيَّ الكفاحُ
و يُعصَرُ فيكِ الصّباحُ
وينسابُ ضوئي
يُحَدِّثُ دِفئي عنِ الشمسِ..عنّي
و عنْ وشوشاتِ الرُّخامِ
و همْسِ اليديْنِ
لتُفّاحَتيْنِ
تُكهْرِبُ طينَ السّلامِ.
*4*
على شاهقاتِ الغرامِ
أخبّئُ صوتي
أبرعمُ صمتي
و أغمضُ عينَ الكلامِ
أراكِ بذِهْني
بياضاً يُطاردُ لوْني
فيصفرُّ كبْتي
و يحمرُّ وقْتي
وتخجلُ منكِ الثواني
إذا أثملَتْكِ المعاني
جمالاً تدلّى
لهُ النّورُ يُتْلى فيسجدُ ظنّي.
أراكِ بذِهْني
عصافيرَ تسْتلُّ حُزْني
و تسْكُبُ عُمْري
أغاريدَ تجْري
تُبَلِّلُ خوفَ التُّرابِ
تُنرْجِسُ حُلْمَ الرّوابي
تُمشهِدُ ذاتي
بدوْحِ اللُّغاتِ ظلالاً لفنِّي
فيا رعشةَ الحُسْنِ نامي
بشرْقِ خُطايَ
و سِيلي رؤايَ
يُمَوْسَقْ عناقُ الخَزامِ.
*5*
على شاهقاتِ الغرامِ
أخبّئُ صوتي
أبرعمُ صمتي
و أغمضُ عينَ الكلامِ
أراكِ بأنْفي
شذاً للْهوى المُسْتَخِفِّ
بِدمْعِ الفُؤادِ
و غابِ السُّهادِ
و عِطْراً شفيفَ العُبورِ
إلى شامخاتِ الشُّعورِ
يُهزْهزُ عُمْقي
يُجدْوِلُ صِدْقي لأُطفِئَ خَوْفي.
أراكِ بأنْفي
مشاعرَ كالمِسْكِ تُغْفي
على جِلْدِ لفْظي
فيَنْسى التَّشَظِّي
بياناً شذِيَّ البعيدِ
و سِحْراً ندِيَّ القصيدِ
و يعْوي الرّحيقُ
فيُرخي الطّريقُ فراشاتِ حرْفي
و يُبْحِرُ فِيَّ ابْتِسامي
طويلَ النِّداءِ
يُخَنْجرُ مائي
لأبتُرَ موجَ الحِمامِ.
*6*
على شاهقاتِ الغرامِ
أخبّئُ صوتي
أبرعمُ صمتي
و أغمضُ عينَ الكلامِ
أراكِ بِكَفِّي
نُعومةَ سطْري الأشَفِّ
ترى الضّادُ فيهِ
خرائطَ تِيهِي
و زنبقةُ الكبْرياءِ
و طِفلاً عميقَ الدُّعاءِ
يُحوْقِلُ وَمْضِي
يُبسْمِلُ نبْضِي بجُدرانِ عطْفي.
أراكِ بِكَفِّي
طراوةَ صوْتيْنِ خلْفي
يرُشَّانِ سَهْوي
ببارودِ لَهْوي
فتنْفَجِرُ القهْقهاتُ
و يطرَحُ صمْتي النّباتُ
ثِمارَ التّجلّي
فيَقطفُ عقْلي بواكيرَ لُطْفي
و يحصدُ منّي مَنامي
لتعْجنَ حُلْمي
أنوثةُ يوْمي
و تخْبِزَ كُلَّ الوِئامِ.
في 18/12/2011
بمغنية 18.22

عادل سلطاني
14/03/2012, 01:45 PM
نص ممتع آسر بعيد العمق والغور ينضح معينا زلالا سائغا وها تطل شاهقات الغرام على الإبداع من عل تزف الشعر الشعرلتحملنا مراكب شاهقاتك الزخمية لنعانق أجنحة الغيم بعيدا عن طين الناسوت .

تحياتي شاعرنا المبدع بغداد سايح

عبدالوهاب القطب
14/03/2012, 07:55 PM
أخي بغداد
قطعة جميلة عميقة
استمتعت بها ايما استمتاع


تحياتي القلبية

عبدالوهاب القطب
ابن بيسان