المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمص بلا رتوش بعد هجوم الوحوش - عام من الثورة: ترجمة Homs: Journey into Hell



فيصل كريم
17/03/2012, 01:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هكذا أرادها النظام السوري، قمع وقتل وانتهاك محارم ودمار وخراب. وظهرت هذه النوازع الشريرة جلية في حمص ثالث أكبر المدن السورية. فما هي حقيقة ما جرى داخل هذه المدينة، وحيها الشهير "بابا عمرو"، وما تعرضت إليه من حصار شديد ثم إلى قصف واقتحام عسكري كامل واستباحة ما بها؟ ورغم أن النظام يعيش بعقلية التعتيم والكذب السافر وتشويه الحقائق وخلط الأوراق كما بالعصور الغابرة، إلا إنه لم يتمكن إغلاق جميع منافذ الحصول على جوانب مؤلمة من الحقيقة التي أراد ذلك النظام سترها وحجبها عن أعين العالم. وتحقق ذلك على أيدي هؤلاء المراسلين الذين يعملون لصالح قناة بي بي سي والذين قدموا هذا التقرير الإخباري الموسع، وهو ما نقدمه لحضراتكم مترجما على أيدي مجموعة مخلصة من ابناء الشعب السوري العظيم.


http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/ykocltxn3dDGrsw8K5aoow--/YXBwaWQ9bWtihttp://i32.fastpic.ru/big/2012/0315/6e/e07c160c5044c4f4d21c3f0bf471876e.jpg


حمص: رحلة نحو الجحيم


ويعرض هذا التقرير حقائق صارخة عما جرى في حمص وبابا عمرو تحديدا، وكيف أقدم النظام على استخدام آلته العسكرية الكاملة وكأنه يخوض حربا شرسة مع قوة عسكرية عاتية، ولكنه لا يواجه بحقيقة الأمر سوى شعب طالب بالحرية والكرامة بطريقة سلمية. ولعل من يتذكر بداية الأحداث التي اندلعت في مدينة درعا، سيرى أن أحدا لم يتحدث يومها عن إسقاط النظام. فكل ما طالبوا به هو الحرية والتخلص من قيود هذه المؤسسات الأمنية المتكالبة على الشعب والتي تعاملهم كالتلاميذ المشاغبين لا ينفكون عن تلقينهم الدروس القاسية والمذلة. لكن الناس أدركوا مع تطور الأحداث أنه نظام غير قابل للإصلاح إطلاقا ولا يمكن التعايش مع أو إئتمانه على حياة السوريين ومستقبلهم، فطـرح شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" نفسه بقوة، وجعله النظام ماثلا بعيون الناس عبر إمعانه بسفك الدماء وقتل الأطفال واغتصاب النساء، فالعربي والمسلم الشريف قد يتغاضى عن أي شيء إلا انتهاك الأعراض والمحارم، فهي من الكبائر التي لا تمحى إلا بالدم.

http://images.alwatanvoice.com/news/large/9998319528.jpg

ومن يشاهد التقرير سيرى بأم عينه كيف أن حرائر سوريا هن من يطالبن بتسليح الجيش السوري الحر، لكي يعمل على حمايتهم من الجنون الذي أطلقه النظام عليهم بلا وازع أو رادع. وهذا مؤشر على أن الأمور قد تصل إلى حد الحرب الأهلية، ولكن هناك من يقول أن الحرب الأهلية قد وقعت بالفعل لحظة استخدام النظام للعنف منذ بداية الأحداث في درعا. ولا يمكن الجزم بهذا الأمر بشكل قاطع، فالنظام توفرت له أكثر من فرصة طوال الأشهر الخمسة الأولى لوضع حل معقول يتفق عليه الجميع، ولم يكن يوجد بتلك الفترة أي تدخلات أو ضغوط خارجية تجعله يتخذ موقف المساومة أو التشدد بالموقف. لكن النظام لجأ لإقامة المسرحيات المزيفة كمسألة إجراء الإصلاحات وإلغاء حالة الطوارئ ووضع الدستور الجديد، وهو ما يتهكم عليه معظم السوريون حاليا، ولجأ بذات الوقت لإظهار وجهه الحقيقي على السوريين من خلال تجييش جيشهم (الذي يفترَض أنه وطني) على الشعب المدني الأعزل، وعمل النظام كذلك على تشغيل ماكينته الإعلامية بما تضمه من كتاب وإعلاميين مأجورين باعوا ضمائرهم بثمن بخس من دماء وأشلاء هذا الشعب الذي يريد التحرر من قيود وكيلٍ من وكلاء المستعمر يرتدي عباءة القضية الفلسطينية زورا وبهتانا.

http://www.awda-dawa.com/UserFiles/Image/907497215724%5B1%5D.jpg

توقع الكثير أن أعواما صعبة وعسيرة ستواجه الأمة العربية إذا أرادت التخلص فعلا من "حقبة الاستعمار الثاني"، ولكننا لم نتوقع أن نشهد مثل هذا الإنحدار والدناءة من نظام يدعي الممانعة والدفاع عن قضية فلسطين. إلا أن ما يخيب الآمال هو هذا الضعف العربي الشديد الذي لم يمنع هذا النظام من ارتكاب الكبائر والموبقات بحق شعبه. ولعل ما تقوم به بعض الدول العربية ومنها الخليجية هو أقرب للشيء الهزيل والمهين، فالشعب السوري المطحون لم تسعفه الجعجعة بلا طحين والمبارزات الهوائية، فهو يريد حدا لجنون هذا النظام وتنكيله بهم، ويريد هذا بسرعة شديدة. وللأسف الشديد فإن العرب وقفوا بلا حول ولا قوة ولا نفوذ ولا تأثير، فبعضهم ينتظر الضوء الأخضر من أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وهؤلاء أوقفوا ضخ "الحنفية" التي فتحوها بليبيا لأن سورية ليس لديها ثروات نفطية كالتي في السابقة، وهذا يجعلنا لا نملك سوى الاشمئزاز من الغرب وما يطلـَق عليه "المجتمع الدولي"، فهو مجتمع لا يرى سوى المصالح والمنفعة المادية، والمكيافيلية والنفاق من أهم أدواته. أما دول الخليج، فبعد أن أطلقت البالونات الكلامية والتصاريح المتفجرة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، لجأت إلى ما يطلق عليه "الحَوَل السياسي". فرغم أنها تؤيد الثورة السورية وتطالب النظام بعدم سفك الدماء، إلا إن بعضها لجأ لتسفير بعض السوريين ممن تملكتهم حرقة القلب مما يجري في بلادهم فتظاهروا سلميا للتعبير عن غضبهم واستنكارهم. وهذا لا يمكنني وصفه إلا على أنه انعدام للرؤية وغياب للاستراتيجية السليمة، فدول الخليج إما أن تقف على الحياد التام ولا تتدخل بالشأن السوري إطلاقا لكي تبرر لنفسها عدم السماح لقيام مظاهرات مؤيدة للثورة السورية، أو أنها تؤيد الثورة بكل ما يتطلبه ذلك من زخم شعبي حسب الحدود التي تقرها القوانين الدولية المحترمة والتي تكفل حق التظاهر السلمي المنظم. أما التمسك بنصف هذا ونصف ذاك، فلا أملك تسميته سوى بـ"الحول السياسي".

http://www.doualia.com/wp-content/uploads/2012/03/homs1.jpg

هذا عام قد انقضى على الأحداث في سورية، وحق للجميع أن يسميها "ثورة"، ونحن الآن نشهد المرحلة الأولى من هذه الثورة، وقد أراد النظام تطويل عمر هذه المرحلة عبر اللجوء لإحياء الذكريات المغولية البربرية والهمجية. أما من يريد التفذلك والقول أن ما يجري في سورية ليس ثورة على الإطلاق، فنرد عليه بأن عليه أن يعيد دراسة مراحل الثورة الثلاث بكل ما تحتويه من تغييرات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وعليه كذلك أن يعيد مراجعة الثورات الناجحة الأخرى في العالم، لكي يرى أن معالم بواكير الثورة جارية حاليا في سورية، كما جرت في تونس ومصر وليبيا واليمن.

http://www.syrrevnews.com/wp-content/uploads/2012/02/%D9%85%D9%86-%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D8%B5-17-550x412.jpg

إن مسالك الخروج من الكهف المظلم الذي تعيشون به أيها العرب شاخصة أمامكم، فأيها ستختارون؟

http://www.alraimedia.com/Resources/ArticlesPictures/2011/12/26/02.45.01_main.jpg


-

لمشاهدة التقرير كاملا عبر اليوتيوب


http://www.youtube.com/watch?v=3cl7hrkg1qA&feature=youtu.be


-

ولمشاهدة التقرير بنسخة فائقة الجودة مع الترجمة،
يرجى تنزيل التورنت والترجمة من المرفقات

-

هذا وتقبلوا مني ومن مترجمي العمل أطيب تحية

وعاشت سورية حرة أبية

عباس مشالي
17/03/2012, 10:27 PM
تحية للأخ الحبيب فيصل كريم وتحية من القلب للمجموعة المخلصة


التي أقدمت على ترجمة هذا العمل من ابناء الشعب السوري العظيم



اولاً اشكرك على كلماتك وما تقدمت به من شرح عن أبناء سوريا الأعزاء، فما اروع التلاقى اخى بك وما أفضل الصدف التى جعلتنا نكون معا نتناقش ونتحدث ونحكي عن منطقة تخوض صراعاً يومياً من أجل «البقاء فحسب»، وإذا رغب البعض في إصباغ صفة البطولة على ذلك فلا بأس، لكن عليه في المقابل أن يبدي استعداداً ليشاطر هذه اللحظة مع أبطاله المفترضين.



فما يحدث اليوم بالضبط هو توهّم البعض (غالباً في مستعمرات الخليج وبعض الرأسماليات الغربية) ولو ادعوا عن تعفّف كاذب عكس ذلك. فهم يعلمون بأنّ ليس لديهم تاريخا نضالياً، كلّ ما في الأمر نقول لهم أنّنا نحاول جاهدين الحفاظ على ما تبقى من أنماط عيشنا التي تسبق التصدعات الحالية.

وأنّهم يستخدمون معاناة السوريين من بطش النظام كوسيلة للتكسّب والظهور الاستهلاكي السهل، ومع ذلك يستمر في المنافحة عن معاناة شعب لا يعرف على الأغلب كيف يعيش، وكيف يقاوم فناءه اليومي المستمر. وهذه حكاية تستحق أن تروى فعلاً.

لقد جرّبت أمم كثيرة أمراً مماثلاً من دون إدعاءات كبيرة، ومن غير أن يهيئ لها الغرب حياة دعائية موازية. فما تقوله الوقائع مفارق تماماً لما يقوله الفضاء الرمزي. لذلك تحديداً يتوهمون أنّ من يتملك الفضاء يتملك الأرض أيضاً. أملته شروط الهيمنة الرمزية على فضائنا الإعلامي، ومقاومة هذا النسق من الهيمنة ممكنة إذا ما عاد المرء إلى الوقائع العنيدة على الأرض. والوقائع تقول بأنّ في سوريا اليوم شرائح شعبية تعيش حياتها بشكل مستحيل، بمعزل عن صياغة هذه الحياة على الشاشات، ولكنهم صامدون.

فما يعنيهم حقاً اليوم هو أن «يعيشوا بكرامة»، وأن لا يتسبب خيارهم في هذا العيش بمزيد من الإنهاك لهم ولبيئتهم الاجتماعية المحيطة، ولآخرين يشاركونهم «العيش ذاته» من دون أن تكون خيارات هؤلاء السياسية متطابقة بالضرورة مع ما يعتقدون هم أنّها الكرامة والحرية.

والمشكلة الفعلية أنّ هذا العرض الموجز لرؤية المنتفضين لكرامتهم لا يناسب كثيراً السردية الدعائية التي لا تريد لسوريا أن تحيا خارج «نظرية الجحيم الأهلي» على طريقة لبنان وكوسوفو والبوسنة والهرسك والصومال والسودان إلخ.

كلّ ما نراه على الشاشات لا يعبر إلا عن «واقع جزئي» يراد للسوريين في المناطق الساخنة أن يتقوقعوا بداخله، وأن يعيشوه كحقيقة مطلقة وكلية. لكنّهم مع الأسف، خيّبوا أملهم ولم يفعلوا ذلك إلا بمقدار ما يسمح وعيهم الفطري بإدراكه.

فهناك في المناطق التي انتفضت ضد النظام توجد اشتباكات متبادلة بالرصاص الحي وقصف متبادل بقذائف الهاون والـ«ار.بي.جي». ويوجد أيضاً مسلحون يجوبون الشوارع معبرين عن سخطهم على كل شيء، وقناصة يتمركزون في الأبنية العالية، ويصوبون «على كل» من حمل سلاحاً ضد النظام، أو لم يحمل. كلّ ذلك موجود وأكثر، لكنّه غير كاف لحملهم على التصديق أنّهم باتوا وقوداً لإعلام ينمّط عيشهم المضطرب، ويضعه تحت عنوان نمطي بدوره "الحرب الأهلية".

قد يكون ما يحدث هناك حرباً أهلية فعلاً، أو ما يشابهها، لكنّهم يعيشون كما لو أنّها وقعت وانتهت. كلّ من عايش حروباً مماثلة في العالم يعرف ذلك.

وما يقال هناك إن هؤلاء أبناء الحرب الأهلية، لذلك لا نريدهم ولا نريدها. ومن يقول كلاماً مماثلاً إنما يفعل بتأثير الإعلام الذي «يساند» القضية وذلك الذي يذمّها على حد سواء. فالإعلام وبعض العرب كلاهما مأجور وعميل لرأس المال (النظامي والنفطي)، والرجل الجميل "بشار" يعرف ذلك، ويعرف تأثيره على صورته وصورة أهله في الخارج. لذا يبدو كمن لا يعبأ كثيراً، ويحاول أن يستمر في مزاولة ما يعرفه وما يتقنه جيداً، فن الحياة والمقاومة اليومية، رغم أنف الجميع.

حتماً لا قرار ولا فرار

ستقع رأسك يا بشار تحت المنشار

ولن يكون ذلك على يد نجار

ألا تعلم بأن هذا شعب مغوار

مغامرين وكلهم من الأحرار

ثوار لآخر المشوار

ورثت الحكم من الغدار

فاكر سوريا ملكك يا مكار

يومك لن يكون له نهار

بن علي ولى وطار

وحسني قال يا فرار

وصالح اتشوه بالنار

ومعمر وقع مثل الفار

ودورك قرب يا صرصار

لا مفر لك إلا الإنتحار

السعيد ابراهيم الفقي
17/03/2012, 11:06 PM
جهد فوق العادة
جعلها الله في ميزان حسناتك
دكتور فيصل كريم
شكرا لك
والشكر موصول
لكل من شارك في العمل
والشكر موصول
للاستاذ عباس مشالي