لم تقتنع بأكثر الأخبار.....

[هنري منصور]

سيّدتي غريبةُ الأطوارِ = تصرُّ أن تبحثَ عن أسراري
تسألُ عنِّي كلَ منْ في قريتي = ودائماً في حالةِ استنفارِ
تلعبُ دورَ اللصِّ في تعقّبي = تزرعُ مخبرين قربَ الدارِ
مسكينةٌ هيْ لم تعدْ تعرفُ أن = المخبرين أصبحوا أنصاري
لكنّها تسألُ صاحباتِها = تسألُ جاراتي وبنتَ الجارِ
واحدة تقولُ منهُ انتبهي = يلعبُ في الإحساسِ باستمرارِ
يكذبُ في النهارِ ألفَ كذبةٍ = يجولُ بينَ الثغرِ والزنّارِ
يزعمُ أنهُ وفيٌّ صادقٌ = يحسنُ فنَّ الكرّ والفرارِ
يرنُ - ألفَ مرّةٍ - هاتفُهُ = يخفيهِ عن قصدٍ عن الأنظارِ
يوحي اليكِ بالبراءةِ التي = يقتلُها في آخرِ النهارِ
لديه عشقٌ للجمالِ فاضحٌ = إعجابُهُ يبدأُ بالأزرارِ
مقاتلٌ فوقَ الشفاهِ معجبٌ = بالثورةِ الحمراءِ والثوارِ
واحدةٌ تقولُ انهُ غريبٌ = غامضٌ .. يعيشُ في الاعصارِ
محيّرٌ في طبعهِ وفكرهِ = وعمرُهُ ألفٌ من الأعمارِ
آلامهُ كثيرةٌ وحزنهُ = لاينتهي كرحلةِ البحارِ
دموعُهُ غزيرةٌ وقلبُهُ = ممزقٌ بينَ الأسى والنارِ
واحدةٌ تقولُ شخصٌ مبدعٌ = يسكنُ فوقَ جمرةِ الأشعارِ
في كلِ يومٍ عندهُ .. يكتبُ لي = قصيدةً أحلى من الازهارِ
غازلَ فيَّ كلَّ شيءٍ فاتنٍ = حروفُهُ كانتْ منِ اختياري
واحدةٌ تقولُ لا تجادلي = ثقي بهِ نورٌ من الأنوارِ !!
مهذبٌ جدّاً وأيضاً هادئٌ = يغضُّ في اللقاءِ من أبصارِ
كم مرةٍ في حقّهِ أخطأتُ = لكن يبدأُ الكلامَ باعتذارِ
إذا أنا غازلتُهُ يجعلني = أعيشُ كلَّ الوقتِ بانتظاري
سيّدتي غريبةٌ لكنّها = لم تقتنعُ بأكثرَ الأخبارِ