جذور الاداء

[بشري سعد]

جذور الاداء

يحسن بنا أن نفهم الدور الذي يلعبه المسرح داخل سيكولوجية الانسان من خلال فحص الجذور الخاصة بالمسرح وليس الاشارة الي تاريخ المسرح بل الاشارة الي الاسس الغريزية والانتروبولوجية للدوافع التي أدت علي نحو حتمي الي ظهور الدراما في المجتمع الانساني عامة .
اللعب والتخييل :
يعتبر اللعب واحد من أكثر جذور الاداء المسرحي وضوحا فكل الثدييات تحب أن تستكشف البيئة المحيطة بها وأن تمارس مهارات فطرية وأن تختبر حدودها وامكاناتها الجسمية والعقلية .
وليس من قبيل المصادفة أن يطلق علي الاعمال الدرامية اسم plays وذلك لإن الخبرة المتزايدة بالحياة والاستعادة المتزايدة لها تمثلان بعض المكافات الخاصة التي تقدمها هذه الاعمال .

لكن اللعب ليس مجرد نشاط جسمي فبسبب وجود عقول علي درجة عالية من التقدم توافرت لنا قدرة فطرية علي اللعب العقلي وتوافر لدينا ميل خاص نحو هذا اللعب ونحن نسمي هذا اللعب العقلي تخييلا .

[بشري سعد]

تابع جذور الاداء
من أكثر الوظائف أهمية للمسرح في المجتمع الإنساني تتمثل في انه يمنحنا خبرة بالمواقف التي لا نواجهها كثيرا في الحياة الفعلية .
ويشتمل اسلوب السيكودراما الذي حاز شعبية كبيرة في كثير من أرجاء أمريكا وأوروبا علي الاستخدام العلاجي للوظائف الاستكشافية والاستعادية للمسرح فمن خلال تمثيل الادوار ومحاولة البحث عن حلول للمشكلات الخاصة بالعلاقات الانسانية في المناخ الامن الخاص بالعيادة النفسية يمكن للمرضي أن يمارسو المواجهات المتبادلة بين الاشخاص من دون ان يتعرضو للعقاب وتقدم الموسيقي الأثر نفسه للأنفعالات .
انها تقدم اثارة قوية ولكنها مؤقتة للمشاعر ولا شك أن التمايل يقوم بالطريقة نفسها بالابدال او التحويل الخاص لوجودنا المتمثل في بققائنا الجسمي في حالة الجلوس طويل الأمد .
فالموسيقي هي حالة من التحول بعيدا عن حالة التسطح الانفعالية النمضية التي نكون عليها كل يوم .
غير ان الصيحات الصوتية الايقاعية المختلفة والتي يتم رفعها الي أقصي ذروة لها يعقبها نشاط بديل كضرب الصدر باليدين هذه الاستجابة هي استجابة شائعة في حالات الاستثارة القوية .
وقد تكون هذه الاستجابة عبارة عن عدوي اجتماعية فهي تطلق ردود أفعال ممالة لدي أفراد أخرين في الجماعة خاصة لدي الذكور الراشدين وهذا للثدييات غير الانسان .
وبالنسبة للانسان الذي يراقب هذا السلوك قد تبدو مثل هذه الاستجابات مماثلة للشكل السلوكي الخاص الذي نسميه الاستعراض .
وكلما زادت فترة النشاط الصوتي التي يسمح خلالها بتكوين التوتر زاد النشاط اللفظي في نشاط الاستحسان النهائي هذا لدي الجمهور .
ان الاداء الحي ليس مجرد محاكاة للسلوك اليومي انه عبارة عن منشط بيولوجي فعندما يؤدي الممثلون والمغنون أدوارهم بكفائة فأنهم يقومون فعلا بإطلاق الطاقات لدي المتلقين لفنهم .