المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزائر .. غدا ... إلى أين ؟ ... إلى بطون الجشعين ...



علاء خير
09/05/2012, 08:49 PM
إذا استثنيت ... واحدا من كل مائة ...
أو من كل ألف ...
و اذا استثنيت ... عشرة من كل عشرة آلاف ... مواطن ...
فإن أغلب أهل انتخاباتنا غدا ...
إما أرعن أحمق ... ناخبا ...
و إما جشع ... سمين ... مرشح ... لأن ينتقل من مرحلة اليرقانية السياسية ...
التمويهية ... التعبوية ...
إلى مرحلة الشرنقية ... التي تمنحه كرسيا شاغرا ... يملؤه ببطنه المنتفخ ...
ريثما ...
يجد له جماعة في البرلمان ضاغطة ...
فيصير بحمد الناخب أعوج العنق ...
إلى مرحلة طيران فراشة النهب و السلب و السرقة التي لا يصفها المشرع للأسف ...
غدا ...
يصبح الجزائريون ...
بشمس جديدة ... مختلفة ... أكثر إشراقا ... ( هكذا تكلم الزرادشتيون في الحملة الانتخابية التعبوية)
ويصبحون ... و قد انفجرت عيونهم ... بعد ما كاد ماؤها يصبح غورا بفعل الانتباهة العربية ...
غدا ... يرفع الجزائري رأسه عاليا ...
و يمر منتظما في صف طويل ... واع ... أمين ... محب للوطن ...
ليكلل هامته ... الملوك بتاج النعناع الأخضر برائحة الكمثرى ... ليضع هو نعمه في الصندوق ...
و يضعون هم ... ركلة على قفاه ... الأغبر ...
ضاحكين ... ساخرين ...
تكلم شعبي عارف ...
و هو يرمق أحد السمان المبتسمين و هو يراقب صندوقه ...
و قال لصاحبه و هو يحاوره في الصف ...
انظر إلى كرشه ...
إلى أين يريد الذهاب بها ...
فرد عليه أخوه ... و هو يحاوره ( و هما يتحدثان بصدد الغبن و الضحك على الأذقان في رابعة النهار )
إنه ذاهب بها إلى جهنم ...
أقول :
غدا نصبح بأسماء جديدة و على رؤوسنا الطير من طنين الهدأة التي أعقبت الضجيج و الصياح و النفير و العير ...
أن هلموا إلى صناعة تاريخ الجزائر ...
هلموا إلى النكوص هاربين من الخضرة المقتحمة من كل حدب و صوب ...
هلموا ... إلى ملأ بطوننا بخيراتكم ... و أموالكم ...
و منحنا رقابكم ... و ظهوركم ... و أرضكم ... و سماءكم ...
مرحى ... مرحى ... أيها الشعب العظيم عندما تمنحنا الصك البياض ...
و يا ويح الجزائر إذا حكمها أصحاب اللحى ...
أهل الجلد و القطع و الرجم ... و أهل من أين لك هذا يا حمودة الأقرع ...
فأبوك كان خبازا و أمك كانت ترطب الخبز ...
غدا ...
إلى غد مشابه ...
غدا ... إلى جزائر ما تزال لهم ... دوننا ...
غدا ...
إلى ... جزائر ... لهم ...
هم يسمنون ... و نحن نجوع ...
هم ... يرون شمسهم ...
و نحن يتساقط شعرنا و نصير قراعيش في اللأسر ...
هم أطفالهم البيض ... الملس ... و نحن صبياننا ... المغبرون ... الذين تعد ضلوعهم ... من فوق الثياب ...
هيا ...
أيها الأحرار ...
غدا إلى جزائر ... يحيا و ينعم فيها عشرة ... و يجوع فيها بقية المطحونين ...
نعم ... بلى ... أجل ... ياسيدي الرئيس ... أنا معك ...
أنا معك ...
و جرحي ... معك ...
و جوعتي معك ...
و صفعة الشرطي على قفاي ... معك ...
و هراوته المضرجة ... من هامتي ... خلف سيادتكم المبجلة ...
سيروا بنا راشدين إلى (إليكم) ...
تمشوا بنا سراعا ... إلى ( أنتم) ... إلى حيث تحيون ... و يسحقنا ... الذل الذي يبيت معنا ...
و ينظر إلينا ـ في بيوتنا ـ بعينين ...
غـــــــــــــــدا ...