المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصعــود



سعيد عبيد
09/06/2012, 10:37 PM
الصعـــــود

غاص عميقا عميقا بحثا عن الدُّر المكنون، وحين وصل إلى القاع حيث يكون، لمس بيديه النجوم. قبَّلته كبيرتهن من الإعجاب على الجبين بين عينيه، وقالت له بإكبار: "... وتأكل الطعام، وتمشي في الأسواق؟!" أطرق، توردت وجنتاه من الحياء، ولما همّ أن يقول كلمة بتواضع، وضعت باطنَ أصابعها على شفتيه، وأضافت ولغة عينيها تنطق بأجلَّ من الكلام: "ليتني هباءةٌ في سمائك!" فانحنت ساجدةً كلُّ النجوم.

سميرة رعبوب
10/06/2012, 12:38 AM
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ...

رزقنا الله وإياك درجة الولاية .. تقديري .

أريج عبد الله
10/06/2012, 10:06 AM
نص جميل برمزيته .. لكنه بحاجة إلى تكثيف واختزال للجمل الوصفية وبعض الحروف الزائدة !

مزيداً من الابداع أستاذنا الفاضل ،،

كل التقدير

سعيد نويضي
11/06/2012, 07:57 PM
الصعـــــود

غاص عميقا عميقا بحثا عن الدُّر المكنون، وحين وصل إلى القاع حيث يكون، لمس بيديه النجوم. قبَّلته كبيرتهن من الإعجاب على الجبين بين عينيه، وقالت له بإكبار: "... وتأكل الطعام، وتمشي في الأسواق؟!" أطرق، توردت وجنتاه من الحياء، ولما همّ أن يقول كلمة بتواضع، وضعت باطنَ أصابعها على شفتيه، وأضافت ولغة عينيها تنطق بأجلَّ من الكلام: "ليتني هباءةٌ في سمائك!" فانحنت ساجدةً كلُّ النجوم.


http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/81.gif



سلام الله على الأديب الفاضل سعيد عبيد...

لا أخفيك قولا و أنت أدرى بما لللاقتصاد اللغوي خاصة في القصة القصيرة جدا من أهمية...لذلك تكرار الكلمات قد لا يزيد القارئ شييئا بقدر ما يثقل النصيص...و ليس القارئ...فحتى لو تكررت ثلاث مرات أو أكثر لن تفيد القارئ إلا في شيء واحد ان الشخصية قد تعمقت إلى حد كبير في الدر المكنون...و الدر المكنون و هي إشارة إلى الثرات سواء الإسلامي أو الإنساني... فهو حقا يحمل من الدر ما يعجز الإنسان المتخصص عن الإحاطة بما فيه من كنوز...
و كم هي جميلة مقابلة السفح بالقمة..." وحين وصل إلى القاع حيث يكون، لمس بيديه النجوم."...و الغوص بهذا المفهوم قد جعل من الغوص العمودي منهجهه في قراءة ما يمكن استخراجه من الدر المكنون...فماذا قدم لنا هذا الغوص...؟
قبلة على الجبين...و تقديس للشخصية كتناص مع الآية الكريمة...
ماذا كانت ردة فعله...تواضع و حياء و هذا من شيم الإنسان النبيل...لكن ماذا بعد...؟ ختمت على شفتيه بأصبعها حتى لا يفسد المشهد بماذا سيقول...و ما أدراها بما سيقول...؟ هل اكتفت بالحمرة[كعلامة ملموسة مشاهدة] التي اعتلت وجنتاه من الحياء...أم لما أطرق لها أحست بأن لها المبادرة و سوف لن تترك له فرصة القول لحظتها ليقول شيئا غير الإدعان...حملت نظرتها شيء من الاختراق جعلته ينتشي في ربيع عينيها...حتى أنه لم يعقب عن سجود النجوم...؟ و هذا ما لا يقبله منطق الحق و لا منطق الامور...فالسجود لله الواحد الأحد...
و من هنا أعتقد حتى لا تضيع - و هذا رأيي - جمالية القصيصة أن تعاد صياغة القفلة حتى يتناسب المنطق الحق مع منطق الحكي و مشهد القفلة...

و كاقتراح.."فانحنت ساجدة كل النجوم " تقول مثلا فـــ"اعتلت مسحة من النور كل النجوم"...

فالغوص عن الدر المكنون إذا كان سيؤدي في نهاية إلى المطاف إلى عدم تقويم ما اعوج مند آلاف السنين بماذا أتى هذا الغوص...؟

هكذا قرأتها...

تحيتي و تقديري...

سعيد عبيد
12/06/2012, 04:21 PM
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ...

رزقنا الله وإياك درجة الولاية .. تقديري .


سلام الله علي الأستاذة سميرة رعبوب،
لتعليقك بالكلِم الكريم أرقى وأكرم.
آمين، وشكرا.

سعيد عبيد
12/06/2012, 04:36 PM
نص جميل برمزيته .. لكنه بحاجة إلى تكثيف واختزال للجمل الوصفية وبعض الحروف الزائدة !

مزيداً من الابداع أستاذنا الفاضل ،،

كل التقدير

حياك الله الأستاذة الكريمة أريج عبد الله، وشكر لك جميل مرورك.
إن عمل الأديب في اللغة وباللغة ليقتضي منه النظر مليا في ما يكتب وفق مقصديته من الكتابة؛ لذا عليه أن يحرص - وفق رؤية "النظم" الجرجانية، أو رؤية "عمودي الاختيار والتركيب" الشومسكية - على عدم إقحام ما ليس من النص فيه، وعلى ألا يسقط منه ما هو منه... وعليه، فإني أتصور أي لفظ في النص لبنة في بناء، إلم تكن من لبنات الأساس، فإنها من لبنات الكمال، وإلم تكن من لبنات الكمال، فإنها من لبنات الجمال. أما عن "زيادة" حروف ما، فأكون لك شاكرا إن أريتنيها.
بارك الله في حيويتك المستمرة!

سعيد عبيد
12/06/2012, 05:43 PM
http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/81.gif



سلام الله على الأديب الفاضل سعيد عبيد...

لا أخفيك قولا و أنت أدرى بما لللاقتصاد اللغوي خاصة في القصة القصيرة جدا من أهمية...لذلك تكرار الكلمات قد لا يزيد القارئ شييئا بقدر ما يثقل النصيص...و ليس القارئ...فحتى لو تكررت ثلاث مرات أو أكثر لن تفيد القارئ إلا في شيء واحد ان الشخصية قد تعمقت إلى حد كبير في الدر المكنون...و الدر المكنون و هي إشارة إلى الثرات سواء الإسلامي أو الإنساني... فهو حقا يحمل من الدر ما يعجز الإنسان المتخصص عن الإحاطة بما فيه من كنوز...
و كم هي جميلة مقابلة السفح بالقمة..." وحين وصل إلى القاع حيث يكون، لمس بيديه النجوم."...و الغوص بهذا المفهوم قد جعل من الغوص العمودي منهجهه في قراءة ما يمكن استخراجه من الدر المكنون...فماذا قدم لنا هذا الغوص...؟
قبلة على الجبين...و تقديس للشخصية كتناص مع الآية الكريمة...
ماذا كانت ردة فعله...تواضع و حياء و هذا من شيم الإنسان النبيل...لكن ماذا بعد...؟ ختمت على شفتيه بأصبعها حتى لا يفسد المشهد بماذا سيقول...و ما أدراها بما سيقول...؟ هل اكتفت بالحمرة[كعلامة ملموسة مشاهدة] التي اعتلت وجنتاه من الحياء...أم لما أطرق لها أحست بأن لها المبادرة و سوف لن تترك له فرصة القول لحظتها ليقول شيئا غير الإدعان...حملت نظرتها شيء من الاختراق جعلته ينتشي في ربيع عينيها...حتى أنه لم يعقب عن سجود النجوم...؟ و هذا ما لا يقبله منطق الحق و لا منطق الامور...فالسجود لله الواحد الأحد...
و من هنا أعتقد حتى لا تضيع - و هذا رأيي - جمالية القصيصة أن تعاد صياغة القفلة حتى يتناسب المنطق الحق مع منطق الحكي و مشهد القفلة...

و كاقتراح.."فانحنت ساجدة كل النجوم " تقول مثلا فـــ"اعتلت مسحة من النور كل النجوم"...

فالغوص عن الدر المكنون إذا كان سيؤدي في نهاية إلى المطاف إلى عدم تقويم ما اعوج مند آلاف السنين بماذا أتى هذا الغوص...؟

هكذا قرأتها...

تحيتي و تقديري...

أخي الأديب الكريم سعيد نويضي، شكرا جزيلا لقراءتك الثاقبة، فلقد أثار إعجابي تأويلك المتماسك، وفطنتك الدقيقة في تأثيث عالم المؤوَّل إليه بما يناسب عالم المؤوَّل... غير أن عدم توافق ختمة النص مع ذلك التأويل اقتضى منك الدعوة إلى تغييرها بما يناسبه. وهذا في الحقيقة توجيه للنص إلى قبلة غير التي ولى وجهه شطرها، والحَكَم في ذلك مقصدية القارئ، لا مقصدية النص نفسه، أو الناص؟؟؟
لا شك أنه لا مناص للقارئ من المدخل اللغوي لفهم أي نص، أو شرحه أو تفسيره، أو تأويله. وعليه، فإنه مما ينبغي أن يُعلم من اللغة بالضرورة معجمها، وأساليب أهلها في الكلام بها، وغير ذلك... جاء في "اللسان": "وأَسجَدَ الرجلُ: (وأَسْجَد: لغة في سَجَد): طأْطأَ رأْسه وانحنى، وكذلك البعير؛ قال الأَسدي (أَنشده أَبو عبيد): (شطر)
وقلنَ له أَسجِدْْ لِلَيْلى فأَسجَدَا
يعني أن بعيرها طأْطأَ رأْسه لتركبه.
وسجدت النخلة إِذا مالت.
وسجد: خضع؛ قال الشاعر (شطر):
ترى الأُكْمَ فيها سُجَّداً للحوافِرِ
... وكل من ذل وخضع لما أُمر به، فقد سجد.
ويكون السجود بمعنى التحية؛ وأَنشد (شطر):
مَلِكٌ تَدِينُ له الملوكُ وتَسْجُدُُ.
وورد في "القاموس المحيط": "وأسْجَدَ: طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ."
فلا شك أنك إذا علمت هذا لم تحتج معه إلى أن تعيد كتابة الختمة، ولا إلى أن تقول: "... سجود النجوم... لا يقبله منطق الحق ولا منطق الأمور... فالسجود لله الواحد الأحد..."، لأن ذهنك انصرف بشكل أحادي إلى المعنى الشرعي الاصطلاحي للفظة، تماما كما ينصرف ذهن المستهجن لقولك داعيا لمن تحب: "أصلي لك"، إلى معنى الصلاة الشرعي لا اللغوي (الدعاء)، فيَضل ويُضل، وهو يظن جهلا أن الصلاة لا تكون إلا لله. هذا دون تذكيرك أخي سعيد بأن السجود الاصطلاحي لا يكون دائما للعبادة، وإلا فأين من ذلك سجود الملائكة لآدم، وسجود أبوي يوسف وإخوته له؟ (بغض النظر عن الحديث عن شرعنا وشرع من قبلنا، لأن العبرة بالفعل، لا بزمنه)، وبغض النظر أيضا عن كون السجود هاهنا مسندا إلى غير عاقل: "النجوم" على وجه التخييل الأدبي، لا الحقيقة الواقعة. فحتى لو افترضنا أن المراد به هو معناه الاصطلاحي، فإنه من باب الاستعارة المكنية التي يسند فيها الفعل إلى غير ما هو له. ومعنى ذلك أنها لا ينبغي أن تفهم على وجه الحقيقة أبدا، وإلا فأي ستة أعضاء للنجمة تسجد عليها؟؟؟
أما بخصوص "الاقتصاد اللغوي" في ق ق ج، فلست ممن يكتبون الق ق ج على شاكلة "وُلد، فعاش، ثم مات". لأني أعتبر ذلك مجرد هيكل عظمي يحتاج إلى أن يكسى لحما، لينشأ خلقا آخر. ألا ترى معي أن جمال الإنسان يتفاوت بحسب هيئة اللحم وصورته، لا بحسب شكل الهيكل العظمي ومقاسه؟ وأظن أن إشارتك المحترمة في قولك "تكرار الكلمات قد لا يزيد القارئ شيئا بقدر ما يثقل النصيص... وليس القارئ... فحتى لو تكررت ثلاث مرات أو أكثر لن تفيد القارئ إلا في شيء واحد أن الشخصية قد تعمقت إلى حد كبير في الدر المكنون" هي إلى التوكيد اللفظي في مقطع النصيص "غاص عميقا عميقا". والحقيقة أن التوكيد اللفظي شأنه شأن كل آليات التعبير الثرية التي تتيحها اللغة العربية، أي إن لها جميعا جانبها الوظيفي الدلالي أو التداولي أوالموسيقي الذي يتكفل بإنجاح عملية بناء الدلالة في ذهن المتلقي. وذاك هو جوهر البلاغة التي هي "مطابقة الكلام لمقتضى الحال".
خذ مثلا الجملة موضع النظر: "غاص عميقا عميقا": فالغوص وحده هو مطلق النزول تحت الماء، والحال الأولى "عميقا" تبين مبلغه، لكن ذلك لا يكفي ليصور الدلالة كما تخطط لها مقصدية الكاتب في تواؤم مع باقي عناصر أثاث النص. لذلك أكد تلك الحال بمثلها ليصل إلى عمق العمق حيث لا يصل إلا أمثال بطل النص، حيث فرادة الغواص، ونفاسة المغوص من أجله: "النجوم"!
أرأيت معي أخي سعيد كيف يؤدى تابع من التوابع (التوكيد) وظيفته في بناء الدلالة؟ ثم أرايت إن نحن استغنينا عنه وعن أمثاله من الفُضَل (في مقابل العُمد) بدعوى الاقتصاد، أليس هذا إشارة إلى أن باللغة تبذيرا، تماما كما زعم الزاعم أن باللغة حشوا إذ فيها: "زيد قائم" و"إن زيدا قائم" و"إن زيدا لقائم"، فرُد عليه قوله بمبحث عظيم من مباحث علم المعاني، هو "مبحث الخبر وأقسامه"؟

تلك مجرد معالم في الطريق، شكرا لك الأديب الكريم سعيد نويضي على أن أثرت كامن صواها.

مودتي.

كرم زعرور
13/06/2012, 01:03 AM
.. وَكَأنّي أراه ُكُلَّما غاص َ، سما وارتقى !

حَتّى لامَسَ بيدِه ِالنُّجوم َ،

ولمّا رأتهُ يفعلُ فعل البشر ِ( يأكلُ الطَّعام َويمشي في الأسواق ِ.. )،

أكبرتْ صنيعهُ ، فهي تعلم ُقدرهُ ، وتُدركُ أنَّها مأمورة ٌِبالسُّجود ِله ُ..

نصّ ٌجميلٌ ، أراد أن يغوصَ بنا في أعماق ِالبحر ِبحثا عن اللآلئ ِ،

فوجدتنا نسمو معه ُإلى العُلى ونرتقي ، ونُمسكُ النُّجوم َ ! تحيّاتي .

سعيد عبيد
14/06/2012, 07:42 AM
.. وَكَأنّي أراه ُكُلَّما غاص َ، سما وارتقى !

حَتّى لامَسَ بيدِه ِالنُّجوم َ،

ولمّا رأتهُ يفعلُ فعل البشر ِ( يأكلُ الطَّعام َويمشي في الأسواق ِ.. )،

أكبرتْ صنيعهُ ، فهي تعلم ُقدرهُ ، وتُدركُ أنَّها مأمورة ٌِبالسُّجود ِله ُ..

نصّ ٌجميلٌ ، أراد أن يغوصَ بنا في أعماق ِالبحر ِبحثا عن اللآلئ ِ،

فوجدتنا نسمو معه ُإلى العُلى ونرتقي ، ونُمسكُ النُّجوم َ ! تحيّاتي .

...
وفي النفس حاجات وفيك فطانة ---- سكوتي بيان عندها وخطابُ

الأستاذ الكريم كرم زعرور،

ممتن لمرورك المشكور، ودمت بمرود الحرف الجميل مكتحلا!