المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء من الدكتور محمد أحمد الزعبي إلى إخوتنا ورفاقنا من الطائفة العلوية



نبيل الجلبي
16/06/2012, 02:21 PM
نداء من الدكتور محمد أحمد الزعبي إلى إخوتنا ورفاقنا من الطائفة العلوية

يرغب مطلق هذا النداء ان يعرف بنفسه على أنه مواطن عربي سوري ، بعيد كل البعد عن كافة الأمراض الإجتماعية المتمثلة بالطائفية والإقليمية والقبلية والشوفينية القومية ، ولقد كان عضواً في حزب علماني يساري تقدمي ، بعيدٍ كل البعد عن هذه الأمراض الإجتماعية السرطانية الخبيثة والقاتلة ، وكان وما يزال أعزأصدقائه هم من مناضلي هذه الطائفة من الذين عمل معهم يداً بيد خلال تواجده معهم في قيادة الحزب ، وفي وزارة الإعلام في ستينات القرن الماضي .

إنه الآن وهو يرى ماتقشعر له الأرواح والأبدان ، من ذبح للأطفال ، واغتصاب للنساء ، وإتلاف للشجر والحجر ، وللزرع والضرع ، على يد عصابة بشار وماهر الأسد التي ينتمي العنصر الضارب فيها إلى الطائفة العلوية ، التي بت شخصياً أعجب لصمت مشايخها وشيوخها ومثقفيها وضباطها وحتى تقدمييها ويسارييها ، عما يفعله أبناؤهم الذين شاءت ظروف تاريخية معروفة ، وفي غياب كامل للديموقراطية وحرية الرأي ، ان تضع بين أيديهم ، كافة القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية لسوريا ، قلب العروبة النابض ، تلك القدرات التي بات نظام عائلة الأسد ، المتمترس خلف هذا البعد الطائفي المؤسف لهذا النظام ، يوظفها اليوم ، ضد أبناء الشعب السوري العظيم ، الذي كان يمكن أن يرتضي به رئيساً بالرغم من كل ماصاحب وصوله ووصول والده من قبله إلى سدة الحكم فيما لو استمع جيداً إلى مطالب هذا الشعب ، والتي وصفها هو نفسه بالمشروعة ، وعمل على تحقيقها . وكما تعلمون أيها الإخوة والرفاق ، فإن هذه المطالب لم تزد على مطالبة الشعب بالحرية والكرامة ، التي تعرفون جيداً أنهما كانا غائبين ومغيبين عن سياسة النظام ( قبل حافظ وبعده ) منذ قرابة نصف القرن .

إن شعب سوريا ، يذبح هذه الأيام ، أيها الإخوة العلويون ، من الوريد إلى الوريد ، على يد فرق وكتائب وألوية عسكرية تعرفونها جيداً ، تجوب شبيحتها ودباباتها وصواريخها ، سوريا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، تذبح وتدمروتنتقم وتفعل مالم يفعله هولاكو خان ( ابن جنكيز خان ) المعروف بهمجيته ووحشيته قبلهم !!.
إن تفرج العالم ( أمريكا وأوروبا وروسيا والصين بصورة أساسية ) على مايفعله بشارالأسد بالشعب السوري ، منذ انطلقت ثورته الديموقراطية ، ثورة الحرية والكرامة ، في منتصف آذار 2011 ، ليس تفرجاً عفوياً أو عاجزاً ، ولكنه تفرج مدروس ومقصود وهادف ، يقف وراءه خوف هذا ( العالم ) من ان تأتي لهم الديموقراطية السورية بما لايشتهون . لقد وضع هذا( العالم ) كل مبادئه وقيمه ، على الرف ، وقرروا أن يقفوا إلى جانب نظام ديكتاتوري فاشي ، كانت فضيلته الوحيدة بالنسبة إليهم هي، الصمت المطبق على احتلال إسرائيل لهضبة الجولان ، منذ 1967 ( حرب 1973 كانت حرب تحريك لاحرب تحرير ) وحتى هذه اللحظة .

إن صاحب هذا النداء الأخوي ، يعلم علم اليقين ، أن أبناءالطائفة العلوية لايمكن أن يقبلوا بمثل هذه المذابح والمجازر التي ترتكبها عائلة الأسد باسمهم في سورية ، ولذلك فإن شعبهم السوري ينتظر منهم موقفاً وطنياً وقومياً يضعهم في خندق واحد مع إخوانهم في درعا ودمشق وحمص وحماه وإدلب واللاذقية وحلب ودير الزور والرقة والحسكة والقامشلي ، وبالتالي مع الغالبية الساحقة من أبناء هذاالشعب ، المطالبة بالحرية والكرامة . ولنردد جميعاً قول المقنع الكندي :

وإن الذي بين وبين بني أبي * وبين بني عمي لمختلف جدّاً
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم * وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
أراهم إلى نصري بطاءً وإن هم * دعوني إلى نصر أتيتهم شدّا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم * وليس كريم القوم من يحمل الحقدا


أخوكم : الدكتورمحمد أحمد الزعبي ، المقيم قسراً في ألمانيا .

عن موقع رابطة أدباء الشام