المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة القصيرة جدا في قفص الاتهام



سعيد أبو نعسة
22/04/2007, 04:15 PM
القصة القصيرة جدًا في قفص الاتهام
لم يشهد نوع أدبي ما شهدته القصة القصيرة جدا من جدل محتدم خلال الندوات و المؤتمرات التي عقدت حول هويّتها من جهة و حول أحقيّتها في الحياة من جهة أخرى .
فالأنواع الأدبية الأخرى فرضت نفسها في حيّز الوجود كأسلوب لا غنى عنه من أساليب التعبير ؛ و لم يمانع أحد في تلقّفها و لم يسألها عن بلد المنشأ طالما أنها تقدّم نفسها مرآة للإبداع و الجمال اللذين يتجاوزان حدود الوطن و الجنسية .
لماذا تُحارب القصة القصيرة جدا هذه الحرب الشعواء ؟ تُقام في وجهها السدود و تُغلق دونها الحدود و تكال لها الردود التي تحمل في طياتها التهكّم و السخرية أحيانا .
هذا يسميها ومضة و ذاك يسميها برقية و آخر يقول : لمحة وأخرى تقول:طرفة و خامس يقرّر: إنها فكرة و سادس يشعرنها مطلقا عليها اسم : خاطرة ؛ما جعلني أنضمّ إلى ركب المتفذلكين مختارا لها اسما جديدا: قَصَجَة .اختصارا لاسمها الطويل جدا و الذي لا يتناسب و جوهرها .
إذا كانت حجّة المحاربين تتمركز حول حجمها الصغير جدا فالقصة القصيرة أيضا ثارت على الرواية و أعلنت الانفصال محققة نجاحات لا تُحدّ و جمالات لا تحصى .
وإذا انتُقِدت لاجتزائها بعض عناصر السرد كالزمان أو المكان أو كليهما معا فهذا التحرر يزينها ولا يشينها و يُنصّبها منارة يخترق نورها أمداء الزمان و المكان ويُعلّق على صدرها وسام الشمولية .
و إذا تناوشتها سهام النقد لأنها تُكثّف الصور و المشاهد و الرؤى إلى درجة تقرّبها من الغموض فهذا فخر لها و قد قرّر الإمام النفّري رحمه الله :" كلما ضاقت العبارة اتّسع المعنى." لأن خيال القارئ يسرح في تصوّر المشهد كما يحلو له فيغدو مشاركا في كتابة النص غير مكتفٍ بلعب دور المتلقّي السلبي ؛ولا بأس بمثل يدعم هذا الرأي:
( لو وصفنا الحديقة بأنها قِبلة المتنزهين و أمل الراغبين في السعادة و الجمال ؛ تتطاول أشجارها معانقة كبد السماء وتتلاون أزهارها معلنة أنها السحر بعينه .
ووصفناها بأنها : جنّة .
فأيّ الوصفين أقدر على تحفيز الخيال ؟! )
و إذا جوبهت بأنها تدور حول حدث واحد و حبكة واحدة لا غير فهذا يقدّمها للقارئ على طبق من البساطة و الوضوح بعيدا عن تداخل الأحداث و تشابك العُقد .
و إذا اتّهمت بأنها أباحت نفسها لكلّ من هبّ و دبّ من حملة الأقلام فهذا جُرم هي منه براء و الجاني هو من يستسهلها و ينتهك حرمتها .
و لعل الرمح الذي يكاد يصيب منها مقتلا هو ضبابيتها التي تقلص الرؤية حولها فتجعلها عصيّة على التمظهر بقوام فريد يميّزها عمّا يشبهها من أنواع القصّ الأخرى كالطرفة و النادرة رغم أنّ الفرق بينها شاسع.
فالطرفة ( النكتة و الملحة ) هي نص سردي قصير يهدف إلى الإضحاك تحديدا ،يختلقها الراوي ساخرا من الفكرة التي تختزنها معتمدا على مبدأ الإدهاش و عدم التوقّع ما يجعلها شبيهة بالإحجية. و البعض لا يفرّق بينها و بين النادرة .
بينما القصة القصيرة جدا لا تهدف إلى الإضحاك إطلاقا و إن لبست ثوب الطرافة أحيانا راسمة البسمة على وجه القارئ ؛ و لعل ما يميّزها هو سخريّتها السوداء التي تفضح الواقع المرير والتي تستمطر الحزن بدل الفرح كقصّتي هذه:
وا
(على وقع الاستغاثات الصاخبة بُعث المعتصم من مرقده؛ كانت النداءات حادة و حارّة في لهفتها .
أصمّ أذنيه للوهلة الأولى ثم تلفّت حوله يمنة و يسرة فلم يجد نساء عربيات يستغثن بل ملوكا و رؤساء و أمراء ، فأصيب بسكتة دماغية .)
كما أنّ القصة القصيرة جدا تتميز عن النادرة في كونها تسرح في عالم الفانتازيا الخيالي الرائع بينما النادرة تسجيل حرفي لحدث اجتماعي أو تاريخي غير مألوف يتّصف بالغرابة و الإدهاش لذا فالأَولى تصنيفها في خانة القصص التاريخي كما أن النادرة قد تترهل على مدى صفحات و قد تنكمش في سطور قليلة بحسب عدد الشخصيات و الأحداث فيها، بعكس القصة القصيرة جدا .
أما تشبيهها بالفكرة فخطأ فادح لأن الفكرة قد لا تروي حدثا ولا تتلبس شخصية ولا تتأطّر في زمان أو مكان .
و الخاطرة أيضا تختلف عن القصة القصيرة جدا لأنها أشبه بالمناجاة و البوح الحكيم و هي بعيدة عن السرد المتضمن حكاية كقولنا مثلا :
( لماذا أيها الحُبّ كلّما اقتربنا منك ازددت بُعدا و كلما توددنا إليك ازداد صدّك ؟)
أمّا الومضة فهي لمحة موجزة تتأرجح بين الشعر و الخاطرة وهي إلى الصورة الشعرية أقرب .لذا فهي أبعد ما تكون عن القصة القصيرة جدا .
إزاء ما تقدّم و بعد نفي علاقة القصة القصيرة جدا بالإنواع الأدبية الأخرى فلا بدّ من تحديد معالمها من خلال العناصر الأساسية التي يجب أن تتوافر فيها و هي :
1- الحكاية : فعليها أن تحكي حكاية تماما كالرواية و القصة القصيرة و المسرحية و المقامة و النادرة و...
2- الشخصية : فلا قصة بدون شخصيات تُنجِز الحدث و تشكّل جوهر السرد الأساس و لا يُشترط في الشخصية أن تكون إنسانا فالحيوان و النبات والجماد كلها تصلح للعب الدور.
3- الوحدة : أي الإضاءة على حدث واحد بعينه مصوغ في حبكة واحدة تُبدي وضوحها للعيان لأن تنوّع الأحداث يستدعي تشابكها و يؤدي إلى تعدد الحبكات و العقد التي تقود إلى أكثر من احتمال و إلى تكرار الأفكار في معظم الأحيان ما يرمي بالقصة إلى هاوية الترهل و الذبول .
4- التكثيف المقصود : و لعله الهوية الأبرز التي تحملها القصة القصيرة جدا و هو يعتمد على ضغط الصور و الرؤى بشكل موجز مختصر يحافظ على جوهرها بكل مكوّناته دون شرح أو تفصيل أي على مقاسها تماما دون تطويل مملّ أو إيجاز مُخلّ .و لعل هذا الشرط هو الأصعب بين عناصرها لأنه يحتاج إلى الموهبة المبدعة و الثقافة الثرّة و القدرات اللغوية والتركيز الذهني الشديد و هذه شروط تبدو تعجيزية يجفل منها الكتّاب فيديرون ظهورهم للقصة القصيرة جدا منصرفين إلى مجال إبداعهم الأساس .
5- المفارقة : و هي عنصر جوهري لأنها تتمحور حول تقنية تفريغ الذروة و صدم القارئ بما لا يتوقّع و هنا يلمع وجه الشبه بينها و بين الطرفة و النادرة لأن المفارقة تشكّل عنصر التشويق اللذيذ الذي يميزالقصة الناجحة و يسكب المتعة و الارتياح في نفس القارئ .
6- انتشار الجمل الفعلية بشكل لافت ؛لأنها في إيحاءاتها الدلالية تشير إلى الحركة و الحالة و هما شرطان لازمان من شروط السرد و هذا لا يعني الاستغناء عن الجمل الإسمية لضرورتها في الوصف الذي لا تحتفي به القصة القصيرة جدا في أغلب الأحيان ؛لأنه إن طغى على السرد هدم الحدود التي تفصلها عن الخاطرة وعن المقالة الوصفية .
7- العنوان : وهو رغم أهميته في النصوص على اختلاف أنواعها فإنه في القصة القصيرة جدا يجب أن يختار بدقة لأنه يلعب دورا حاسما مضيئا على المضمون شاحنا للرؤى و الدلالات .
وحين تزدان القصة القصيرة جدا بعناصرها تأتلق فيها الفكرة ماسةً تتعاكس عليها المرامي البعيدة و الدلالات المبطّنة ،يستوحيها القارئ الفطِن متّكئا على المفردات الدالّة و المختارة بدقّة و دراية فإذا هو في دقائق معدودات يقرأ قصّة ماتعة غنية بالرموز و الأبعاد و المعاني التضمينية في جوّ ساحر و ساخر يُشكّله الخيال الخصب المنطلق من أرضية الواقع المرير الذي تعبث به قوى الشرّ و الظلام لتجد القصة القصيرة جدا نفسها الأقدر على ملامسة المواضيع الحساسة كالعولمة و صراع الحضارات و الديمقراطية و الدكتاتورية و قضايا الإنسان العادلة و الإرهاب في أسلوب يتوخّى التلميح مستغنيا به عن التصريح .
و القصة القصيرة جدا إذ تقدّم نفسها نوعا أدبيا جديدا له أنصاره و مؤيدوه المدافعون عنه تضع نفسها تحت المجهر مهيبة بالنقاد أن يفسحوا لها في الطريق كي تأخذ مكانها اللائق بها طالبة منهم الحذر و الدقّة في التعاطي معها لأنها طرية العود تتوق إلى من يحتضنها و يرعاها.
تجارب الكتّاب و المبدعين ما زالت خجولة في ارتياد هذا الفنّ النثري الجديد و هي لا تكفي بضآلتها الحالية لتشكيل نظرة نقدية وافية ومحددة حولها ما يجعل التسرّع في الحكم عليها أقرب إلى النقض منه إلى النقد .
هذا الخجل في التجريب يقابله خلل في المشهد النقدي ,فبين ناقد يُطبّل و يُزمّر لفلان أو علاّن من معارفه كَتَبة القصة القصيرة جدا و بين ناقد محايد،تهتزّ المعايير و يختلّ التوازن وتفقد(القصجة )
عذريّتها و ألقها بعد أن عرّشت الطحالب على صدرها حارمةً ساحتنا الأدبية متعة التلذّذ بنوع أدبي جديد جميل توّاق للظهور، ومناسب لواقع الأمور، اسمه : القصة القصيرة جدا .

ايمان حمد
22/04/2007, 04:28 PM
شكرا استاذنا القدير / سعيد أبو نعسة

استفدت جدا من هذا المقال الرائع
واسمح لى ان ثبته فى دارك
كان واجب على ّ هذا العمل حتى لا يضيع الموضوع القيم فى وسط المشاركات
هذا الموضوع يعتبر مرجع لكتاب القصة القصيرة اذا ً

بوركت على هذه المشاركات النافعة :good:

احترامى وتقديرى:fl:

زاهية بنت البحر
22/04/2007, 05:38 PM
بارك الله بك أخي المكرم أستاذ سعيد أبو نعسة موضوع رائع ومفيد جدًا سأعود إليه كثرًا بإذن الله .لك الشكر والتقدير.:fl:
أختك
بنت البحر

سعيد أبو نعسة
27/04/2007, 08:50 PM
أختي الكريمة إيمان الحسيني
أشكرك على تثبيت هذا الموضوع
دمت في خير و عطاء

سعيد أبو نعسة
27/04/2007, 08:53 PM
أختي الكريمة زاهية بنت البحر
أشكرك على هذا الإطراء الكريم
دمت في خير و عطاء

مالكة عسال
07/07/2007, 01:13 AM
ماأروعك وماأروع هذه القراءة الجميلة
لقد استوفيت شروط القراءة للقصة بمعناه الواسع
أحييك

سعيد أبو نعسة
01/08/2007, 02:35 PM
أختي الكريمة مالكة العسال
أشكرك على هذا الإطراء اللطيف
دمت مبدعة

ابراهيم درغوثي
09/09/2007, 12:37 AM
العزيز سعيد
شكرا جزيلا على هذا الكلام الجميل عن حبيبتنا القصة القصيرة جدا
لقد عممت المنفعة وأجدت فأفدت
" فكلما أتسعت الرؤية ضاقت العبارة "
ورحم الله شيخنا النفري
فهو مبتدع هذا الجنس الأدبي
وما على المناكف الا أن يقرأ كتابه البديع :
" المواقف والمخاطبات "

سعيد أبو نعسة
09/09/2007, 06:47 PM
أخي الكريم ابراهيم درغوثي
بدأت القصة القصيرة جدا تأخذ مكانها اللائق بين الأنواع الأدبية باقتدار شأنها شأن كل نوع أدبي جديد .
دمت مبدعا

الحاج بونيف
15/10/2007, 10:33 AM
أخي سعيد أبو نعسه
شكرا على المقال الرائع حول التعريف بالقصة القصيرة جدا والمنافحة عنها.. وبخاصة ونحن في زمن السرعة والاختصار.. لم يبق مكان للمطولات في كل شئ.. حتى الوجبة صارت لمجة سريعة.. تحيتي الخالصة

عقاب اسماعيل بحمد المغربي
15/10/2007, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الاديب سعيد ابو نعسه
تحية نقدير واعجاب
انرت طريقا للقصه القصيره
و الجاني هو من يستسهلها و ينتهك حرمتها .
لك شكري
الشاعر اللبناني
ابو شوقي

سعيد أبو نعسة
16/10/2007, 09:13 PM
أخي الكريم الحاج بونيف
أشكرك على هذا الإطراء الكريم و على تعاطفك مع القصة القصيرة جدا التي أحب
دمت مبدعا

سعيد أبو نعسة
16/10/2007, 09:16 PM
أخي الكريم عقاب المغربي
أشكرك على تعاطفك مع القصة القصيرة جدا التي ستحتل قريبا الساحة الأدبية باقتدار
دمت مبدعا

حسن سلامة
21/11/2007, 08:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي سعيد
لك التحية

ما قلته أمر أكاديمي مهم ، وفي هذه الحال ، لا بد من الذين يكتبون ما يرونه قصة قصيرة جدا مراجعة ما يكتبون ،
وإلا يجب شطب 90 في المئة من المكتوب تحت هذا المسمى ..
.. لي رأي آخر في هذا الشأن ..

سعيد أبو نعسة
22/11/2007, 10:11 PM
أخي الكريم حسن سلامة
في انتظار رايك الكريم الذي ما نشرت هذه المقالة إلا لسماعه
دمت مبدعا

حسن سلامة
23/11/2007, 12:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي سعيد
لك الاحترام والتقدير

أولاً:
يفضل تغيير عنوان مقالك من ( القصة القصيرة جدا في قفص الاتهام ) إلى التالي :
( قبل أن تكتب قصة قصيرة جداً اقرأ هذا المقال ..)

لا أخفيك سراً أنني أقرأ السيرة الذاتية لكل شخص أرد عليه أو يعلق على ما أكتب ، لسبب واحد هو أنني يجب أن أعرف مع من أتحاور ..!
ولا يغيب عن بالك ما قاله سيدنا علي كرم الله وجهه ، أو ما معناه : ما جادلت جاهلاً إلا غلبني ، وما جادلت عالماً إلا غلبته ..!
وفي هذا الموقع ، كغيره أيضا ، هناك أشخاص يدسون أنوفهم في الثقافة ، ويجدون مديح الظل العالي ،
فكيف لي أن أقبل ملاحظات من شخص ( حتى لو كان مديحا وإعجاباً ) وهو لا يعرف اللغة ويخطئ في النحو ، ويعطس لك كل يوم .. قصة أو قصيدة ..!!
الأدهى من ذلك أن مثل هؤلاء يطلبون منك توجيه الملاحظات لهم عبر الرسائل الخاصة ، حتى لا تحرجهم في العلن ..!
هنا أشعر بنفسي وقد صغرت بين هؤلاء ، فأقول : ربما يتعلمون من الأشخاص الذين تعبوا على أنفسهم كثيراً ودفعوا من وقتهم وأموالهم ليتعلموا ، وحين تقدم ( للصغار ) ثقافة على طبق ، يقولون لك: النحو والهمزة والذال ، ليست مشكلة ..!
ما هي المشكلة بعد ذلك أيها الصديق ..
هل تعلم أنني لا أكتب القصة ..؟
وأنني أقرأ مقالك أكثر من مرة لأتعلم ..؟
وأنني ما كتبت مساهماتي هنا إلا لأقول للبعض كفاكم هلوسات ..؟
فالبعض يدون ما يحدث في لحظة أو موقف ، ويقول خذوا قصتي ، ويأتي ( أهيف منه ) ليقول : يا سلام ، ما هذا الإبداع ..!!
ولا أخفيك أيضاً أنني درست القصة القصيرة ( بالمراسلة ) في الولايات المتحدة ، وبالإنجليزية ، وتوقفت رغم التفوق ، لأن قصصهم هناك تافهة ، ولا تعنينا بشيء ونحن نكتب أفضل منهم ، لكن عندهم تقنية خاصة بهم ..
أخي ،
أرجو من الجميع أن يتسع صدره للنقد ..
لأن اللغة العربية هي للجميع وليست حكراً على الذين يكتبونها بركاكة ، لذلك واجبنا أن نقف بالمرصاد لمنتهكي اللغة ..
وأن نميز في هذا المنتدى بين الغث والسمين ..
وأن ننقل الضعيف إلى قسم خاص بالمحاولات ..
وأن نضع المتمكنين وحدهم ، دون أن تطغى التفاهات والردود التي تصعد إلى الواجهة ..

وللحديث صلة ..

دمت لي

سعيد أبو نعسة
24/11/2007, 01:57 AM
أخي الكريم حسن سلامة
أسعدني جدا حديثك النابع من القلب و أنا أوافقك الرأي و يشهد لي عدم قيامي بالرد على الغث من القصص كما تلاحظ و قلة ردودي و تعليقاتي و تواجدي في المنتدى
في انتظار مدادك القادم

دكتور/ مخلص أمين رزق
12/12/2007, 04:01 AM
الأستاذ الفاضل/ سعيد أبو نعسة
لقد وضعت منهاجاً للقصة القصيرة جداً والتى تحتاج الى قاص ذكى وقارئ اذكى

شوقي بن حاج
09/01/2008, 06:23 AM
الأستاذ الفاضل...

وجدت هنا ما هو تأسيسي...لفن القصة القصيرة جدا...

سعيد أبو نعسة
16/01/2008, 09:25 PM
عزيزي د مخلص أمين رزق
أشكرك على هذا الإطراء
دمت مبدعا

سعيد أبو نعسة
16/01/2008, 09:27 PM
أخي الكريم شوقي بن حاج
أشكرك على هذا الإطراء
دمت في خير و عطاء

باسين بلعباس
26/08/2008, 12:52 AM
لماذا الكلام عن القصة القصيرة جدا بهذا التشنج..والتعالي ..؟
لا داعي للتنظير البعيد عن الواقع العملي..وهذا الجنس ما زال جديدا ..وممارسوه لم يقفوا حتى على التسمية اللائقة..والمناسبة..
ما كان النوع الادبي ليوجد ويفرض نفسه..الا بالمستوى الابداعي..ولو كان مكتوبا بماء الذهب..
وما كان النص بحجمه ليوجد قيمته الابداعية..ولكن القبول بين المتلقي والرفض هو المقياس..
الرواية تقبل من دوستويفسكي ولو كانت بكذا جزء..ولكنها لا تقبل من غيره ولو كانت (ميني رواية)..
العبرة ليست بالحجم..وليست بالنقد..ولكن بما يسقط في نفس المتلقي من العمل القابل للتأثير..
الجملة قد يكون لها الوقع والتأثير..والكتاب قد يكون كفقاقيع الصابون تتلاشى بملامسة النسيم..وتزول كأن لم تكن..
مودتي وتقديري

عزالدين الماعزي
26/08/2008, 06:57 PM
اخي العزيز سعيد
مقاربة مفيدة تشيد بهذا الجنس الادبي المتميز وتضع له عناصر هي من مقوماته الاساسية..
احييك على متابعتك وجهدك
اقتبس:(و القصة القصيرة جدا إذ تقدّم نفسها نوعا أدبيا جديدا له أنصاره و مؤيدوه المدافعون عنه تضع نفسها تحت المجهر مهيبة بالنقاد أن يفسحوا لها في الطريق كي تأخذ مكانها اللائق بها طالبة منهم الحذر و الدقّة في التعاطي معها لأنها طرية العود تتوق إلى من يحتضنها و يرعاها...)
مع المحبة الصادقة
عزالدين

هيمى المفتي
04/09/2008, 11:13 AM
تحية طيبة
شكراً لهذه الدراسة المتأنية للقصة القصيرة جداً..
العناصر الأساسية للقصة القصيرة جداً –كما اوردتَها- تصلح مقياساً يعود إليه الكتاب لتقييم نصوصهم قبل اعتمادها..

بمجرد أن بدأ التنظير لهذا اللون الأدبي، أخذ غير الموهوبين الذين يريدون أن يصبحوا كتاباً -وما أكثرهم- اخذوا يكتبون النكات والخواطر والأفكار البسيطة وحتى الحكم والأمثال تحت اسم القصة القصيرة جداً!!.. وكذلك للأسف فعل بعض الكتاب المبدعين في مجالهم والذين يحاولون تقليد كل جديد.. هذا على ما أظن أحد أهم الأسباب للجدل المحتدم حول القصة القصيرة جداً، ولرفض الكثيرين لها كلون أدبي..
أنا لا ألوم النقاد، فهم ينطلقون من المادة التي يكتبها الكتّاب.. يقيمونها.. ثم يرفضون الجرائم التي ترتكب بحق القص والأدب تحت اسم القصة القصيرة جداً.. أما النقاد الذين يطبلون ويزمرون لبعض الكتاب من معارفهم أو أصدقائهم فهم موجودون دائماً ويعملون على مختلف الأجناس الأدبية..
هذا ما يحدث عندما يظهر جديد على الساحة الأدبية، فحين ظهر الشعر الحر.. قامت أقلام غير موهوبه بالكتابة باسم هذا اللون الأدبي، وحورب طويلاً إلى أن أثبت نفسه رغماً عن الجميع.. وأظن أن القصة القصيرة جداً تسير نحو إثبات نفسها أيضاً متجاوزة كل ما يرتكب في حقها من جرائم..

كل الشكر لك

ناهد يوسف حسن
08/10/2008, 06:50 AM
إضاءة مفيدة في القصة القصيرة جداً
والفرق بينها وبين أنواع الأدب الأخرى
دمت زاهياً

فاطمة الشريمي
08/10/2008, 08:01 AM
سلام الله عليكم مقدار احترامي و تقديري لكم ..
و مقدار ما غرّد الصبح في أفواه الحمام .. كل صباح و أنتم بخير ..
مقالة هادفة أستاذي القدير .. و لربما من المواضيع التي لفتت انتباهي في حين غار بصري و سدر في بعض المنتديات في واتا هنا ..
إلا أنني في اهتمامي الشديد بالقصة القصيرة و البحث عنها و من هذا المنطلق أصوغ رأيي ..
فربما نجد أن لكل أديب بداية .. و ربما بوابة الأديب للأدب غالبا هي المقالة .. تدرجا في الفكر و الانحناء ليأخذ شكل شاعر أو روائي أو قاصّ أو ناقد أو أيا كان .. غير أن في الوقت الحالي أصبحت القصة ( بوابة مسموحة ) للجميع .. و رغم كثرة الذين يكتبون القصة إلا أنك قد لا تجد الجيد منها إلا 10 % .. كذلك مع شيء من الملاحظات النقدية حولها ..
هنا كان منظاري متوجها نحو القصة القصيرة تلك التي تعتمد على العقدة و الحبكة و البناء و السرد و التي لا تقل عن عشرة آلاف كلمة ..
أما القصة القصيرة جدا .. فأرى أنه لكي يتم ترسيخها أدبيا لابد أن توضع ضمن دراسات نقدية تؤسس لها لتأخذ مساحتها كاملة ..
أما إن كان هذا يكتب جملة و الآخر جملتين كأنما أمسك بعقله و نفضه و ما تطاير من كلام وُضع في ورق و سُمَّي قصة قصيرة جدا فهذا ظلم لها ..
و ربما المفارقة هنا كانت في المسمى البنائي للنص .. فالبعض من هذه النصوص المسماة بالقصة القصيرة جدا , اختلطت باللغة الشعرية و البعض بالوجدانيات و الآخر بالسياق التقريري و كل هذا بعيد عن سماء القصة ما يجعلنا نتحفظ بالنقد في كونها قصة من الأساس ..
على العموم لا زالت الشماعة قائمة إلى يوم يبعثون .. إن قلت هاته ليست قصة قصيرة
قال :- هي قصة قصيرة جدا ... فإن قلت أنها ليست كذلك .. قال لك :- هي تدخل ضمن تجريب ..
لا أعرف إن كانت القصة القصيرة جدا قد وُلدت من رحم التجريب كما يدعون .. أم أن لها أساس في الأدب تم اشتقاقها منه و هذا هو الأرجح .. فالكثير من الرسائل القديمة و ما تناثر من حديث في الكتب السالفة كان يحتوي على شيء مماثل و شبيه رغم أنه ضمن سياق الحديث كفكرة لها مدلولات ضمنية عامة و متداخلة مع النص توحديّا .. و لكنها لم تخرج عن النص كفكرة محايثة ..
و لا يخفى علينا أن القصة لها تاريخ عميق .. و حتى القصص القرآنية ذات المغزى الرباني العميق كان بعضها بالاختصار الذي ربما يجعلنا نصطلي منها قبس ضياء للقصة القصيرة جدا ..

يقول الله -تبارك وتعالى-: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة البقرة(259).


و هذا يوضح لنا تماما أن الأساس من القصة ليس الفكرة الغريبة الخيالية أو السريالية التي تذهل القارئ لوهلة ثم تتبدد كوهج الشهاب .. و لكنها التي تحمل الفكرة الهادفة العظيمة التي تتضح تباشيرها في هذا الاختصار و الإيجاز المعمق .. و هكذا أنا برأيي الخاص أعتبر أن القصة التي لا تحمل جوهرا و مفهوما هادفا هي قصة عبثيّة لا غرض لها غير لفت الانتباه ..

أعتذر لطول حديثي ..
لي عودة بإذن الله .. و أفتتح أول مشاركة لي بشكرك على هذه المقالة ..

سعيد أبو نعسة
28/10/2008, 12:49 AM
أحبائي
ياسين بلعباس
عز الدين الماعزي
هيمى المفتي
ناهد حسن
فاطمة الشريمي
أعتذر منكم بداية شديد الإعتذار لتأخري في الرد و ذلك لأمر تقني خارج عن إرادتي وله علاقة بالمنتدى أما و قد حل الأمر فأقول :
شكرا لتفضلكم بالتعليق على هذه المقالة و على إطرائكم الكريم
و كما قلت فإن تحديد هذا النوع الأدبي الجديد ضروري جدا لفصله عما يقاربه من أنواع أدبية ولولا أنه لاقى قبولا و احتضانا من مئات الكتاب العرب و من ملايين القراء لقلنا إنه ما زال بحاجة للنقاش و الأخذ و الرد و لكنه ثبت قدميه في ساحة الأدب و صرنا نرى عشرات المجموعات القصصية القصيرة جدا تزين صدر مكتباتنا العربية فلنشمر عن ساعد العمل نقادا و دارسين لتوطيد دعائم هذا الفن الجميل و تطبيع العلاقات معه عن قناعة و سابق تصميم ولا خوف من اندساس الغث فيه لأن الزبد يذهب جفاء و ما ينفع الناس يمكث في الأرض .
دمتم مبدعين

قاسم عزيز
30/10/2008, 01:52 AM
الاستاذ القدير : سعيد ابو نعمة . . .
خالص التحية والتقدبر , مقالك يؤسس للقصة القصيرة جداويمهد لكتابها الطريق ناعما كالحرير فهو دليل للمبحر فى لجتها , ويبقى عليه ان ان يتقن وسيلته فى التعبير ويشحذ همة الموهبه لديه , " كلما ضاقت العبارة اتّسع المعنى" " والجانى هو من يستسهلها وينتهك حرمتها" لهاتين انا احببتك .
تقبل محبتى.

نضال الشوفي
07/11/2008, 10:22 AM
حين يقيم رسام ما، معرضا عمل من خلاله على إبراز فكرة، أو تقنية في العمل، فلا بد أن تنفرد لوحة بعينها، تفوق مثيلاتها في التعبير عن ذلك.
بظني أن هذا المثال ينطبق على نتاج القصة القصيرة جدا، حيث سيؤدي التراكم في إنتاجه، بالضرورة، إلى صوغ نظرية تأطره، وتحده ضمن شروطها، ومن ثم، يأتي النقد كي يحاكم ما يكتب، مما تشبه بالقصة القصيرة جدا. أعتقد أن هذا هو حال كل الفنون خلال مساراتها الأولى، وما بعد.
أستاذي الكريم، أعتقد أن اطلاعك الواسع، ونفاذ بصيرتك، وضعك موضع المنظر في هذا المجال. لكني أود أن أضيف في مسألة مشاركة المتلقي في عملية الإبداع، فأقول: إن القصة القصيرة جدا تجسد هذا المنظور الحداثوي بقوة، كما انها تجعلنا نقف أمام تراثنا الأدبي موقفا متفاعلا، حيث لا نلقي به، إذا كنا من أنصار الحداثة، ولا نضعه كله في سلة واحدة، بل نجعل الكثير منه حاضر بقوة في هذه اللحظة، خاصة نتاجات من مثل ما خلفه التوحيدي، والمعري، وعلي بن أبي طالب ، وغيرهم.
وشكرا

سعيد أبو نعسة
08/11/2008, 12:31 AM
أخي الكريم قاسم عزيز
أشكرك من الأعماق على محبتك الأخوية الصادقة
هكذا تولد أخوة جديدة هي الأخوة في الحرف
و محبة جديدة هي المحبة في الأدب
دمت أخا حبيبا و يسعدني التعرف إليكم

إدريس اليزامي
21/01/2009, 11:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الناقد و الأديب الأريب سعيد

تحية النقاء

هذا الجنس الأدبي كما سائر الأجناس الأدبية الأخرى الواردة/المستوردة من الغرب لابد أن تلقى بعض

الإهمال في البداية أو عدم الاعتراف..لكن التراكم بفعل الإصرار على الكتابة يفرض بعض المصالحة

و الاهتمام النقدي ..

و شخصيا أطلقت على - ق ق ج-مصطلح القصيصة نسبة إلى القصة و القصيدة ..و كاتبها قصاعرا..


سأعود إلى الموضوع لاحقا بحول الله..

مع المودة و التقدير

حمزة فقيه
24/02/2009, 11:15 PM
أشكرك أخي الكريم الأستاذ سعيد أبو نعسة، لخصت لنا مفهوم القصجة، ووضحت أسباب الغموض والهجوم ومعاداتها، ودعوة دعوة عريضة للدفاع عنها والتقدم بها.

جزاك الله خيرا، وزادك الله من فضله.

سعيد أبو نعسة
24/02/2009, 11:36 PM
أخي الكريم نضال الشوفي
أشكرك على هذه الإضافة الجميلة المفيدة
دمت مبدعا

سعيد أبو نعسة
24/02/2009, 11:46 PM
أخي الكريم إدريس اليزامي
أشكرك على هذه الإضافة المفيدة
دمت في خير

سعيد أبو نعسة
24/02/2009, 11:56 PM
أخي الكريم حمزة فقيه
أشكرك مرتين أولا لمتابع المقالة و ثانيا لكلمات الإطراء الجميلة
في انتظار قصصك الجميلة المحكمة السبك
دمت مبدعا

صادق ابراهيم صادق
26/02/2009, 07:53 PM
الاديب والمبدع/سعيد ابو نعسة
اشكرك على هذة المقالة الرائعة عن فن القصة القصيرة جدا فقد استفد منها كثيرا واسمح لى بان انشرها فى الصفحة الادبية التىاتولى الاشراف عليها حتى يستفيد منها القراء ومبدعى القصة القصيرة وسوفانشرهاباسم سيادتكم
مع تحياتى ومحبتىالناقد والصحفى/صادق ابراهيم:good:

سعيد أبو نعسة
09/03/2009, 12:01 AM
أخي الكريم صادق
يسعدني أن تنشر هذه المقالة حيث شئت و هذا هو الهدف من النشر
فقط أرجو أن تطلعني و لو برسالة خاصة على رابط الصفحة الأدبية التي ستنشر المقالة عليها
دمت في خير.

عبدالستار زيدان
03/05/2009, 09:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ / السعيد / سعيد
إن عموم الفن لابد وأن يتطور بتطور الحياة .. وإن تخلف فيتحول إلى تراث . وفقط
ومن يريد اجهاض الوليد .. قد يخسر الوالدة ..
فلندع الإبداع يفرز جديداً كل صباح .. وإن لم نسايره فلنتفهمه ونحتضنه .. نكن ساعتها فقط مبدعون .

سعيد أبو نعسة
04/05/2009, 10:03 PM
أخي الكريم عبد الستار
كل يوم يزداد هذا الفن الجميل بهاء و روعة و تحيّزا فاعلا