المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة/ الغول



عبد الحميد الغرباوي
22/04/2007, 04:58 PM
الغول

قبل أن يخرج الطفل عبد النور إلى الزقاق، ليلعب مع أترابه، شاهد فيلما فُقِئت فيه أعين، و حطمت أسنان و بترت أعضاء تناسلية وضعت داخل طرد كبير، و أرسلت إلى جهة معنية بأمرها..
و قبل أن تطأ قدما عبد النور عتبة السلم، أرسل نظرة إلى داخل المطبخ، فرأى أمه تُقَطّعُ دجاجة بعنف، و هي تكلم نفسها:
" لن أدعه يضحك عليّ هذه المرة..
سأحرمه منه و إلى الأبد..
سأجعل منه رجلا بشارب فقط.."
نزل عبد النور مسرعا إلى الزقاق، و اندمج مع الأطفال في اللعب و عيناه يملأهما دم أحمر قان..
حكى عبد النور لأصدقائه ما شاهده في الفيلم من صور لم تهدأ فيها الرشاشات و المسدسات، و سالت فيها الدماء أنهارا..
قال له أحدهم باعتزاز العارف:
ـ إنها مجرد دمى يحشونها بأكياس صغيرة مملوءة صباغة حمراء، تسيل منها كالدم، متى تشقها سكين..
و تدخل آخر:
ـ لا، ليست دمى، بل هي أجساد بشرية، أجساد حقيقية، يقتلها الرصاص و تذبح بالسكاكين ..
و تمنى عبد النور دمية كبيرة يذبحها و يقطعها..
لكنه لا يملك دمية..
و لا يملك سكينا..
و ساعداه نحيفتان..
و يداه صغيرتان نديتان لينتان، لا تقويان على ليِّ عنق عصفور...
حاول عبد النور أن يطرد عنه هذه الرغبة الدموية، و عيناه لا تزالان تفوران دما أحمر قان..
و اهتز قلبه بعنف حين دفعته يد قوية من خلف..
كانت اليد يد عبد السميع الملقب بالغول..
دفعه الغول مُبعدا إياه عن طريقه كي يفسح له المكان و يقتعد عتبة البيت الذي تسكنه بائعة السجائر شامة الجريئة ، الوقحة و الملقبة بـ " العزري"..
اقتعد الغول العتبة صارخا، متوعدا، مهددا، شاهرا مدية كبيرة من معدن أبيض لامع..
انتبه عبد النور إلى المدية..
أذهله حجمها..
و منى النفس بمدية تشبه مدية الغول..
تنهد حسرة، فهو لا يزال صغيرا..
و لا يملك يدين قويتين، صلبتين، و ضخمتين خشنتين كيدي الغول..
و وجهه لا تملأه ندوب عميقة مقززة سوداء كالندوب التي تطبع وجه و جسد الغول..
و لا يدخن حشيشا..
و لا يشرب بيرة..
و لا يقطع على الناس الطريق..
و لا يحطم زجاج سيارات..
و لا يقذف المسالمين بالشتائم و بذيء النعوت..،
و لا يقض مضجع النائمين ليلا ..
لوح الغول بالمدية، فأقبل عليه بعض من الأصدقاء المقربين إليه، و الذين يحملون ألقاب حيوانات من ذوي المخالب الحادة، و الأنياب التي تفل الحديد، محاولين تهدئته، و تنبيهه إلى وجوب أخذ الحذر أو الفرار، لأن دورية الأمن تتربص به، و تتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليه..
هاج الغول و هدر كموج بحر هائج..
و تمنى عبد النور أن يكون له لقب كلقب عبد السميع يرعب به أقرانه..
زاد فوران الدم في عيني عبد النور..
و أحس بذاته تكبر سريعا..
رأى نفسه يقف مكان الغول صارخا:
" و الله، ثم و الله، لن يقبضوا علي إلا حين أبقر بطن أحدهم.. "
و تعالى صراخه..
و لوح بالمدية يمينا و شمالا..
فانفض من حوله الكبير و الصغير، إلا أصدقاؤه ظلوا إلى جواره ثابتين ينبهونه بين الفينة و الأخرى إلى ضرورة العودة إلى الصواب، فالوقت غير مناسب..
تجاهلهم الغول، و استمر في التلويح بالمدية صارخا، شاتما متحديا الدورية التي بادرت إلى هجوم خاطف، مفاجئ، لم يترك له أدنى مجال للقيام بردة فعل..
...و انطلقت الدورية بقنصها عائدة..
و عاد الأطفال و معهم عبد النور إلى اللعب، و كل واحد منهم يحمل بداخله أمنية أن يصبح غولا في يوم من الأيام...

عبدالرحمن الجميعان
23/04/2007, 10:45 PM
قصة فيها الفائدة واضحة...هي قصة تتكرر دائما..سأعود إليها

أبو حمزة الوائلي
24/04/2007, 01:00 AM
ينبغي أن أشكرك أولا يا أستاذ عبد الحميد ولكن اسمح لي ببعض الإشارات :
1- يكاد يشعر القارئ برغبة الكاتب في إظهار الجوانب الإيجابية للغول والذي يفتقد في جوهره وفي شكله كل إيجابية .
2- أعتقد أن الحبكة القصصية كانت لينة بعض الشيء .
3- لاحظت بعض التفكك في الأحداث فالطفل ينتقل بين التلفاز والمطبخ والحارة دون مسوغات قصصية مناسبة .
4- إقحام لشخصية البائعة الشرسة دون ضرورة لوجودها في مثل هذه القصة الهادفة .
ولك جزيل امتناني على سعة صدرك .

عبد الحميد الغرباوي
24/04/2007, 03:25 PM
لا شكر على واجب أخي الوائلي، و لو أني أجهل الدافع الذي دفعك إلى توجيه عبارة الشكر لي.
أما عن إشاراتك فصدري واسع لأكثر منها و الشديد حدة حتى..
يزور اثنان معرضا تشكيليا، و يقفان أمام لوحة واحدة ، الأمر سيكون غير طبيعي و شاذ أن يتفقا في حكمهما على اللوحة. قد يتقاسمان أو يشتركان في الإعجاب باللوحة، لكن كل من منطلقه الخاص..و قد يأتي ثالث لينسف بحكمه على اللوحة ذاتها، كل تقييماتهما الإيجابية..و ليسمح لي العضو النشيط في جمعيتنا الأستاذ سعيد صالح حزام حسن أن أستعين بجزء من رده على سؤال وجهه إلى أعضاء الجمعية العزيز عامر العظم:" لماذا ينشر الأعضاء مساهماتهم دون أن يشاركوا في نظرك؟..ما تفسيرك لهذه الظاهرة؟.." و المشاركة هنا، تعني التفاعل مع نصوص الأعضاء الآخرين..
جاء في معرض رد الأستاذ سعيد صالح ما يلي:
لا بد من الأخذ في الاعتبار أمر اختلاف المشارب، فليس كل من في الجمعية قد نهلوا من منهل واحد، أو من ثقافة واحدة ، أو من عادات و تقاليد واحدة.."
و باقتباس مع تعديل طفيف يخدم الهدف:
" معنى هذا، أن العقول و المدارك تختلف من شخص لآخر، بل لابد من هذا الاختلاف"..
و في رد آخر لعامر العظم، و في الموضوع نفسه، يقول:" شخصيا، لا أحبذ من يعلق بـ" شكرا أو جزاك الله خيرا ! فقط.."
أخي الوائلي، لن أنصب نفسي مدافعا عن نص صدر ضمن مجموعة من القصص في كتاب بعنوان " شامة"، و يوم أن انفصل عني صار ملكا للآخر..
لكن، لو حاولت التعامل مع النص بحياد( و الأمر صعب نسبيا)، و أجبت عن إشاراتك، فسأقول:" إن الطفل هو العين الراصدة لمحيطها الصغير (البيت و بكل ما يؤثثه)، و البيئة الكبيرة (المجتمع، و الحي جزء منه)، و إن الكاتب لا دخل له في ما يحدث إلا بالمقدار الذي يسمح له بذلك فعل الكتابة، أو الوصف الكتابي، لذا فهو لا يدافع عن شخصية " الغول" في النص و إنما يرصد انفعالاته و سلوكاته و خطاباته من خلال سمع و بصر الطفل الذي يتأثر بما يشاهد و يسمع ، نفسيا و تربويا.. و إن البائعة وردت في سياق النص لتغني المشهد القصصي، و تملأ ركنا في المكان، هي جزء مؤثث للنص..و إن التفكك الذي بدا لك غير وارد البتة في النص و المسوغات تكمن في تتابع الأفعال:
1 ـ الطفل يغادر الغرفة بعد أن شاهد فيلما دمويا
2 ـ الطفل يستعد للخروج إلى الزقاق
3 ـ يمر على أمه و هي في المطبخ تقطع دجاجة و تتوعد زوجها..
4 ـ يخرجد إلى الزقاق و يلتقي بأترابه و يروي لهم ما شاهده في الفيلم..
و تتتابع ، تتناسل الأحداث لتبلغ في النهاية، ذروتها..
ففي أي موضع حدث التفكك أخي الوائلي؟.
مودتي

د. فدوى
24/04/2007, 05:50 PM
تحية للاستاذ عبد الحميد الغرباوي الذي تفضل بطلب مشاركتي بكتابة تحليل و نقد للقصص المنشورة في هذا المنتدى بحكم تخصصي في النقد القصصي ، و لولا ضيق الوقت لكان شغلى الشاغل هو الانكباب على الدراسة و التحليل و النقد البناء لكل ما ينشر هنا ..... اما بخصوص ،، قصة الغول فانني اود ان اشير الى ان للعنوان دلالته الرمزية و الواقعية في الان ذاته ...فشخصية الغول في النص القصصي و التي اعتنى الكاتب بوصفها هي شخصية واقعية تمثل العنف السلوكي و المنحى الاجرامي الذي قد يتولد عند شخصية مثل هذه منذ الطفولة و كان الكاتب يريد ان يقول لنا ...ان هذا الغول الكبير كان يوما ما طفلا حالما بالعنف و بامتلاك النفوذ و اثبات القوة لانه ببساطة نشئ في محيط ينشر العنف و يغديه و لو كان محيطا ضيقا كمحيط الاسرة و الحي ...... و كان الطفل ( الشخصية المركزية في القصة )و المراقب لما يحدث حوله ليس سوى نسخة مصغرة من- الغول الكبير- ( الشخصية المنفية ) في طفولته و لست ادعي هنا ان الحلم و لو كتقنية في النص القصصي قد يتحول لذى البطل لواقع ملموس ،،، و لكن كل المؤشرات تدل على استحسان الطفل لشخصية الغول الذي تحول لنموذج له ... و كيف لا و هو الطفل الضحية لعنف اسري تتوعد فيه الام زوجها و هي تلوح بالسكين ، و لعنف سلوكي و اجرامي مثمتل في وجود الغول الكبير،، و في عنف اعلامى لا يصور سوى مشاهد القتل و الدمار و الدماء المسكوفة التي يجب من المفترض ان يمنع الطفل من رؤيتها ، و لكن امام قهر الام و غياب الاب ..فان الطفل لا يجد له خطابا سواء في البيت او في الحي او في مجتمعه الصغير سوى خطاب العنف و التقتيل ..... من هنا يمكننا ان نرصد اطروحة الكاتب القدير الذي اراد ان ينقل للمخاطب تصوره عن الطفولة الضائعة في زمن العنف و التقتيل و الخشونة ..في زمن حرم اطفاله من الحلم و لو حتى ببيت هادئ و اب حاضر و حي امن و اعلام هادف و مدرسة تقوم بدورها البيداغوجي و التربوي على اكمل وجه ... ....و من هنا يتحول الطفل البطل للحلم باسطورة القوة و امتلاك النفود و لو عبر التخويف و بث الرعب و بالتحول لغول كبير يرعب وجوده كل ابناء الحي بل و حتى رجال الامن انفسهم.
هل هي محاولة من البطل للبحث عن اثبات القوة في مجتمع لا يوفر الحماية النفسية و الاسرية للطفل و يترككه فريسة لاحلام مشحونة قد تحوله لغول كبير في يوم ما....موضوع القصة رائع و اسلوبها ناضج و لغتها توصيفية و لا وجود فيها لحبكة ضعيفة ...بالعكس القصة ذات حبكة قوية و تراعي تسلسل الاحداث و لا مكان فيها لعامل الصدفة ...و كل شخصياتها لها دور في القصة مع تفاوت الادوار التي من الممكن ان تلعبها كل شخصية على حدى... لا وجود في القصة لما سمي با لانحياز لشخصيات منفية كشخصية الغول و بائعة السجائر ....بل ان القصة ذات بعد انتقادي للواقع النفسي و السلوكي و الاجتماعي و وجود شخصيات مثل هذه ....جد ضرورية و اساسية لانها الشخصيات التي تبني الحدث سواء كان منفيا او مثبتا و الطفل هو العين الراصدة للوقائع.
انها قصة واقعية ذات بعد نفسي و اجتماعي و تستحق التقدير .


مع تحياتي و تقديري

عبد الحميد الغرباوي
26/04/2007, 01:43 AM
هذا يعني أن العقد النفسية تنشأ نتيجة للصراع بين رغبات الفرد التي ير يد تحقيقها وإشباعها وبين الوسط الاجتماعي الذي يحول دون إشباع تلك الرغبات فيكبتها الفرد وينساها ولكنها تبقى كامنة لتظهر من حين لأخر موجهة سلوك الفرد وتصرفاته، فتتكون شخصيته وهو يحاول أن يتغلب على الشعور الطبيعي بالضعف إلا أنه قد يقع ومن خلال عمليات المقاومة النفسية ( حيل الدفاع النفسي ) التي يدعوها علماء النفس بحيل التعويض إلى حب الشعور بالقوة والسيطرة والغرور والتعالي المرضي.
مها النجار
العزيزة مها،
تحليلك للقصة كان موفقا، مما يعني أن قراءتك للقصة كانت قراءة متأنية.
أشجعك على المضي على هذه الطريق، و تتفاعلين أكثر مع نصوص أخرى تثيرك، أو تعجبك..
شكرا للتحليل الموفق.
مودتي

أبو حمزة الوائلي
26/04/2007, 03:24 AM
العزيز الأستاذ الغرباوي : الشكر يا أخي هو الواجب على كل من يقرأ إبداعا أدبيا مثل إبداعك ( هذا دافعي ) .
أخي الكريم أنا في نقدي للقصة كنت فعلا كواحد من ناظري اللوحة الفنية في المعرض , وقد تقدمت بكلامي بناء على رؤية موضوعية لما قرأت .
أما عن تساؤلاتك فهاك ردا عليها :
* من المآخذ على الحبكة القصصية هنا ( شاهد فيلما فُقِئت فيه أعين، و حطمت أسنان و بترت أعضاء تناسلية وضعت داخل طرد كبير، و أرسلت إلى جهة معنية بأمرها.. ) كيف لطفل أن يشاهد فيلما فيه تقطيع لأعضاء تناسلية بهذه البساطة في بيته ؟
* ( سأحرمه منه و إلى الأبد..
سأجعل منه رجلا بشارب فقط.." ) ما الذي ستحرمه منه ؟
* ( و عيناه يملأهما دم أحمر قان.. ) لماذا يوصف الدم بالأحمر القاني هنا وهذا ليس موضعه ؟
* ( واهتز قلبه بعنف ) القلب قد يهتز بشدة وليس بعنف .
* ( و منى النفس بمدية تشبه مدية الغول..
تنهد حسرة، فهو لا يزال صغيرا..
و لا يملك يدين قويتين، صلبتين، و ضخمتين خشنتين كيدي الغول..
و وجهه لا تملأه ندوب عميقة مقززة سوداء كالندوب التي تطبع وجه و جسد الغول..
و لا يدخن حشيشا..
و لا يشرب بيرة..
و لا يقطع على الناس الطريق..
و لا يحطم زجاج سيارات..
و لا يقذف المسالمين بالشتائم و بذيء النعوت..، ) هل مثل هذه الأمور يعقل أن يتمناها الطفل وتملؤه الحسرة لعجزه عن إدراكها ؟
* ( فأقبل عليه بعض من الأصدقاء المقربين إليه، و الذين يحملون ألقاب حيوانات من ذوي المخالب الحادة، و الأنياب التي تفل الحديد، محاولين تهدئته، ) لماذا هو غاضب هنا ؟
* ( و عاد الأطفال و معهم عبد النور إلى اللعب، و كل واحد منهم يحمل بداخله أمنية أن يصبح غولا في يوم من الأيام... ) كيف لنا أن نعرف ما تمناه الأطفال ولم تنعكس شخصية أحدهم البتة في القصة .؟

مع ودي وكامل احترامي .

عبد الحميد الغرباوي
26/04/2007, 11:04 AM
أخي الوائلي، أشكرك جزيل الشكر، لفتحك باب نقاش أدبي، تحليلي لنص قصصي، أتمنى أن يكون فاتحة لنقاشات أخرى تستهدف نصوص بقية الأعضاء، و تجد هنا أسئلتك و ردي عليها:
* من المآخذ على الحبكة القصصية هنا ( شاهد فيلما فُقِئت فيه أعين، و حطمت أسنان و بترت أعضاء تناسلية وضعت داخل طرد كبير، و أرسلت إلى جهة معنية بأمرها.. ) كيف لطفل أن يشاهد فيلما فيه تقطيع لأعضاء تناسلية بهذه البساطة في بيته ؟
ـ أخي الوائلي، ألا تقرأ عشرات بل مئات الانتقادات التي توجه إلى سلبيات التلفزيون و آثاره الخطيرة على سلوكيات الأطفال؟..و خاصة الفضائيات؟..الأم في المطبخ، و الطفل في الغرفة الأخرى،حيث التلفزة، ضغطة بسيطة على الزر و هاهو أمام الصورة...و الأطفال بارعون في الضغط على الأزرار..و في استعمال الآلة المتحكمة عن بعد..
* ( سأحرمه منه و إلى الأبد..
سأجعل منه رجلا بشارب فقط.." ) ما الذي ستحرمه منه ؟
ـ الأم تتوعد زوجها. و لأنني كتبت قصة قصيرة، و لم أكتب قصة طويلة أو فصلا من رواية، تركت مساحات للقارئ ليشاركني لعبة تخيل ما يجري، أو ما جرى. التفاصيل في القصة القصيرة يجب أن تكون " مقطرة" و إلا فقدت مقوما أساس من مقوماتها..أخي الوائلي، في نظرك أنت، عندما يقول شخص ما لآخر:" الشارب هو علامة رجولتك فقط"..فماذا يعني بذلك؟.. لا تفضحنا أخي..
* ( و عيناه يملأهما دم أحمر قان.. ) لماذا يوصف الدم بالأحمر القاني هنا وهذا ليس موضعه ؟
ـ رأيك يحترم، لكن ، تصور طفلا ( عشر أو اثنا عشر سنة) شاهد فيلما تسيل فيه الدماء من بدايته إلى نهايته، لن يخرج في النهاية إلا بمشاهد كلها سفك و قتل و دماء..و تتساءل عن سبب وصفي للدم بالأحمر القاني، و هل الدم الذي يظهر في الأفلام لونه مخالف لما قلت، هو أشد حمرة من الدم الحقيقي..و خاصة الدم في الأفلام الهندية التي تكثر فيها الألوان الصارخة..
* ( واهتز قلبه بعنف ) القلب قد يهتز بشدة وليس بعنف .
ـ كلمة ( العنف) بنت بيئتها، و العنف هو المسيطر على البيئة التي يعيش فيها الطفل، (الشدة) تعبير إنشائي، لا يخدم الهدف،.. ففي بيئة خاصة كبيئة الطفل، كل شيء يمارس بعنف، و ليس بشدة..و هذه خاصية أخرى من خاصيات القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا، إذ يجب انتقاء المفردات بعناية، المفردات التي تعكس أجواء النص القصصي بدقة..العنف في النظرة، و في الضحكة،و في الكلام، و في التحية و في المضغ حتى..
* ( و منى النفس بمدية تشبه مدية الغول..
تنهد حسرة، فهو لا يزال صغيرا..
و لا يملك يدين قويتين، صلبتين، و ضخمتين خشنتين كيدي الغول..
و وجهه لا تملأه ندوب عميقة مقززة سوداء كالندوب التي تطبع وجه و جسد الغول..
و لا يدخن حشيشا..
و لا يشرب بيرة..
و لا يقطع على الناس الطريق..
و لا يحطم زجاج سيارات..
و لا يقذف المسالمين بالشتائم و بذيء النعوت..، ) هل مثل هذه الأمور يعقل أن يتمناها الطفل وتملؤه الحسرة لعجزه عن إدراكها ؟
ـ من يفتح عينيه في محيط لا يملأه سوى الجزارين،ألا يتمنى صغيرا أن يكبر و يصبح جزارا؟..
إنه طفل، قد تتغير رؤيته للأشياء لكن عندما ينضج قليلا و يبدأ في وضع مقارنات، بين هذا و ذاك و بين بيئة و بيئة، قد تتغير رؤيته..العنف في التلفزيون و العنف في المطبخ و العنف في الخارج ، فكيف لا يتمنى أن يكبر و يصبح من منتجي و مصدري العنف؟..
و الأنموذج الأكثر إشراقا، الأكثر ملحمة ، الأكثر بطولية،أطفال الحجارة، أ لم تشاهد طفلا لم يتجاوز عمره السبع سنوات يقذف جنديا إسرائيليا بالحجارة؟..إنهم أطفال وعوا قضيتهم مبكرا، و أدركوا أن الذي في مواجهتهم مدجج بالسلاح، هو عدو محتل، فقذفوه بالحجارة..هذا أنموذج واضح ، جلي، بيّن للوعي و للإدراك المبكر عند الأطفال..
* ( فأقبل عليه بعض من الأصدقاء المقربين إليه، و الذين يحملون ألقاب حيوانات من ذوي المخالب الحادة، و الأنياب التي تفل الحديد، محاولين تهدئته، ) لماذا هو غاضب هنا ؟
ـ الغول؟.. هو دائم الغضب..و مرة أخرى القصة القصيرة تترك فراغات ليملأها القارئ..القصة القصيرة لا تقول كل شيء، أي شيء..و رغم ذلك، فهناك إشارات إلى أنه يتوعد رجال الأمن، فالغول يتوعدهم، و المقربون من أصدقائه، نبهوه:" لأن دورية الأمن تتربص به.."
* ( و عاد الأطفال و معهم عبد النور إلى اللعب، و كل واحد منهم يحمل بداخله أمنية أن يصبح غولا في يوم من الأيام... ) كيف لنا أن نعرف ما تمناه الأطفال ولم تنعكس شخصية أحدهم البتة في القصة .؟
ـ نستنتج ذلك من ردود فعل الطفل (صاحبنا في القصة)..فهو يمثل في النص أطفال محيطه.

مع ودي وكامل احترامي .

عبد الحميد الغرباوي
26/04/2007, 07:01 PM
...و لكن أمام قهر الأم و غياب الأب ..فإن الطفل لا يجد له خطابا سواء في البيت أو في الحي أو في مجتمعه الصغير سوى خطاب العنف و التقتيل ..... من هنا يمكننا أن نرصد أطروحة الكاتب القدير الذي أراد أن ينقل للمخاطب تصوره عن الطفولة الضائعة في زمن العنف و التقتيل و الخشونة ..في زمن حرم أطفاله من الحلم و لو حتى ببيت هادئ و أب حاضر و حي آمن و إعلام هادف و مدرسة تقوم بدورها البيداغوجي و التربوي على أكمل وجه ...
د. فدوى
و إلى أن تتحول الطفولة في العالم العربي، إلى طفولة لها حضورها في قلوب و عقول الكبار، في زمن يسوده السلام و الود و الوئام،و كل طفل ينعم فيه ببيت هادئ، و يسهر على تنشئته إعلام هادف و مدرسة تقوم بدورها على أكمل وجه، لك مني أحر التحايا.
مودتي

أبو حمزة الوائلي
27/04/2007, 03:30 AM
أخي الوائلي، أشكرك جزيل الشكر، لفتحك باب نقاش أدبي، تحليلي لنص قصصي، أتمنى أن يكون فاتحة لنقاشات أخرى تستهدف نصوص بقية الأعضاء،..
أقف احتراما لك على مهنيتك في النقاش , وأقبل عرضك بفتح باب النقاشات على نصوص أخرى , وأؤيد وجهة نظرك بالنسبة للرجل ذي الشارب فقط دون فضيحة , وأرسل لك بسمة ملؤها الغبطة لظرافتك .

عبد الحميد الغرباوي
27/04/2007, 11:34 PM
أقف احتراما لك على مهنيتك في النقاش , وأقبل عرضك بفتح باب النقاشات على نصوص أخرى , وأؤيد وجهة نظرك بالنسبة للرجل ذي الشارب فقط دون فضيحة , وأرسل لك بسمة ملؤها الغبطة لظرافتك .
أبو حمزة الوائلي
شكرا لك أخي الوائلي،
و ما عليك إلا أن تختار أي نص من نصوص الأعضاء، يثير فيك تساؤلات، و تفتح مع كاتبه أو كاتبته باب النقاش.
مودتي

سعيد أبو نعسة
28/04/2007, 12:20 AM
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
البلطجة التي يمثلها الغول تخرج من إطارها المحلي جدا في القصة إلى الإقليمية فالعالمية .
أقف إعجابا بقدرتك المدهشة على التحليل النفسي و هذا الرسم الدقيق للشخوص و حركتها المدروسة في النص .
و يبقى العامل الأبرز في نجاح العمل القصصي هو قدرته على الإمساك بتلابيب القارئ حتى الحرف الأخير و بقاء الشخصيات ماثلة أمام عيون القراء و في أذهانهم و هذا ما قمت به في اقتدار .
:vg: :fl:

عبد العلي فيلالي بالحاج
29/04/2007, 01:23 AM
حقيقة ارجعتني اخي الكريم الى صورة من صباي
بمدينة فاس كانت تعيش شخصيات من هذا النوع باسماء مختلفة احمد الغول وقبله عين عيشة والعلوي
وداخل حيي الذي ولدت فيه احمد فرخة و ولد الحوات كما عاشت عسالة وقبلها حرودة التي كتب عنها الاستاذ الطاهر بنجلون .الاختلاف زمكاني .فغيلان زمان ربوا حيتان اليوم
صورة الدم القاني في العين تصوير رائع لان المشهد الدامي يظل كستارة حمراء تحجب الرأيا
استمتعت بالنقاش الجاد
تقبلوا تحيتي جميعا

د. فدوى
29/04/2007, 02:30 AM
و إلى أن تتحول الطفولة في العالم العربي، إلى طفولة لها حضورها في قلوب و عقول الكبار، في زمن يسوده السلام و الود و الوئام،و كل طفل ينعم فيه ببيت هادئ، و يسهر على تنشئته إعلام هادف و مدرسة تقوم بدورها على أكمل وجه، لك مني أحر التحايا.
مودتي
اثار اعجابي ما اثارته هذه القصة من مناقشات و من طرح لزوايا نظر متعددة، و اشكر الاستاذ القدير عبد الحميد الغرباوي على استشهاده بجزء من تحليلي للقصة...اود ان اشير ان للقصة بالفعل، طابع محلي بالدرجة الاولى ،لاننا فقط نحن المغاربة ، الذين نعرف الكثير عن هذه الشخصية القصصية و الواقعية في الان ذاته (( الغول )) ...فكم سمعنا عن احياء هامشية تعيش تحت تاثير الرعب و الرعب المضاد ، نتيجة وجود شخصية واقعية كهته ، و ما تلقيه من رعب بين الناس ، لانها سرعان ما تغادر السجن لتعود اليه.
لذا قد لا تتضح معالم هذه الشخصية للاخرين ، الغير مطلعين على فضائها المحلي الذي يؤثثه الفقر و التهميش و يغديه الاقصاء ، و بالتالي يبتعدون عن ادراك خصوصيتها في المتن القصصي ... و هذا امر طبيعي ، فلكل فضاء و لكل مكان خصوصياته و شخصياته و قد كان تحليل الاخ بلحاج و مداخلته القيمة مفيدة للغاية لانها توضح للقارئ جوانب مهمة في هذه الشخصية و تؤشر على حضورها في الابداع القصصي المغربي عموما.

مع تحياتي للجميع

عبد الحميد الغرباوي
29/04/2007, 05:08 PM
و يبقى العامل الأبرز في نجاح العمل القصصي هو قدرته على الإمساك بتلابيب القارئ حتى الحرف الأخير و بقاء الشخصيات ماثلة أمام عيون القراء و في أذهانهم..
سعيد أبو نعسة
شهادة أعتز بها، من أديب متمكن.
أسعدني مرورك أخي سعيد..و جنبا إلى جنب على طريق الإبداع و الكلمة المبدعة، المعبرة و الصادقة..
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
29/04/2007, 07:39 PM
حقيقة أرجعتني أخي الكريم إلى صورة من صباي
بمدينة فاس كانت تعيش شخصيات من هذا النوع بأسماء مختلفة أحمد الغول وقبله عين عيشة والعلوي
وداخل حيي الذي ولدت فيه أحمد فرخة و ولد الحوات كما عاشت عسالة وقبلها حرودة التي كتب عنها الأستاذ الطاهر بنجلون .الاختلاف زمكاني .فغيلان زمان ربوا حيتان اليوم.
صورة الدم القاني في العين تصوير رائع لأن المشهد الدامي يظل كستارة حمراء تحجب الرِؤيا
استمتعت بالنقاش الجاد .
تقبلوا تحيتي جميعا
عبد العلي فيلالي بالحاج
شكرا لتفاعلك مع النص، أخي بالحاج.
مودتي

هري عبدالرحيم
29/04/2007, 08:26 PM
"الغول" قصة قصيرة استعمل فيها الكاتب الأسلوب الجديد في الكتابة التي تنتقل من النمذجة إلى التجربة الحياتية.
من منا -على الأقل نحن الذين عشنا في الأحياء الشعبية-،من منا لا يتذكر "أحمد الغول" الذي كان يروع إسمه حتى المخزن،لا زلتُ ألتقي به في الحي الذي أسكنه وكل مرة أقرأ في وجهه ألف قصة وحكاية.
"سبيرا ديال الدرب"،"الصحيح"،...وغيرها من الشخصيات التي تلتقي في خانة القوة والفهلوة-على حد تعبير إخواننا المصريين-،هذه الشخصيات نجدها استُثْمرت في بعض الدول الغربية بشكل إيجابي لتخدم السكان،فأصبحوا يُقيمون حفلات انتخابية للرجل الذي تجتمع فيه خصائص الفهلوة،وترى القوم يتهافتون طول السنة على فعل الخير ونفع حيهم من أجل أن يتم إنتخابهم .
هذا اليومي وتفاصيله حين يحكيه الأديب البارع "عبد الحميد الغرباوي"/فإنه يحوله إلى سرد فني.
الهروب من القضايا الكبرى هي سمة الأدب الحديث،لأننا لم نعد نؤمن بأن انتصارات ستحدثُ في جيلنا الحالي،لذلك إتجه الكُتَّاب هذا المنحى،حتى يُصوروا المهمش من الأمكنة والشخوص،والإقتراب من القاريء أكثر بلغة توظف البسيط من المعاجم.
هذا ما لمسته وأنا أقرأ واعيد قراءة قصة "الغول"،فهي قصة المتخيل الإجتماعي أي أنها إلتفتت إلى تناقضات المجتمع،وأعطت الكلمة للشخصية المهمشة عوض الشخصية التقليدية(الشخصية الراقية ،المناضلة،...).
أمتعتني قراءة هذا النص ،فتحية لكاتبه،ومزيدا من العطاء على درب التجديد.:good:

عبد الحميد الغرباوي
30/04/2007, 04:05 PM
..من منا لا يتذكر "أحمد الغول" الذي كان يروع إسمه حتى المخزن،لا زلتُ ألتقي به في الحي الذي أسكنه وكل مرة أقرأ في وجهه ألف قصة وحكاية.
"سبيرا ديال الدرب"،"الصحيح"،...وغيرها من الشخصيات التي تلتقي في خانة القوة والفهلوة-على حد تعبير إخواننا المصريين-،..
هري عبد الرحيم
أخي عبد الرحيم، هذا يعني أننا نسكن جوار بعضنا البعض.. درب الكبير،و درب السلطان لا يفصل بينهما سوى شارع كبير..من تلك الشخصية استمددت شخصية عملي الأدبي هذا..

..فهي قصة المتخيل الاجتماعي، أي أنها اِلتفتت إلى تناقضات المجتمع،وأعطت الكلمة للشخصية المهمشة عوض الشخصية التقليدية(الشخصية الراقية ،المناضلة،...).
أمتعتني قراءة هذا النص ،فتحية لكاتبه،ومزيدا من العطاء على درب التجديد.
هري عبد الرحيم
سعيد أخي عبد الرحيم بقراءتك لهذا النص..و أنا جد مرتاح لأن القصة أمتعتك..
تحية حارة إليك أخي عبد الرحيم.
مع المودة

عبد الحميد الغرباوي
30/04/2007, 04:18 PM
...فلكل فضاء و لكل مكان خصوصياته و شخصياته..
د. فدوى
أتفق معك أختي فدوى..
أسعدني حضورك ، هنا، للمرة الثانية..
مودتي

د. فدوى
02/05/2007, 12:31 AM
شكرا للاخ الفاضل و القاص المبدع ، عبد الحميد الغرباوي ،يسعدني حضوري معكم دوما في منتدى القصة الشيق.

مع تقديري و مودتي و احترامي

خليل حلاوجي
05/05/2007, 06:31 PM
اديبنا العزيز .. الاستاذ الغرباوي

القصة تحكي لنا دهاليز الحدث وتنقله لنا مباشرة من ازقتنا المتخمة بالخوف والكسل

لو كان لعبد النور من يحتضن حلمه الامثل لما بالغ في تتبع حلمه الاجوف

لو كان القلم هو رفيقة بدل السكين
لتحولت الدماء فوق ارصفتنا الى محابر مجدية وسطور لمدن نافعة


على الحقيقة ... نحن نرسم فجيعتنا بأيدينا
ويضيع عندنا الحلم ...


\

نص ثري

بديعة بنمراح
05/05/2007, 10:59 PM
الأستاذ المبدع عبد الحميد
تتبعت أحداث القصة بشوق ، وقرأتها بتأن أكثر من مرة لأنها تخص أولادنا ، فلذات أكبادنا ، براعم اليوم ، وقمح الغد ، ونحن لا نريد لقمحنا أن يكون مسوسا من الداخل .. لا نريد لأطفالنا أن يدفعوا ثمن أخطائنا و عقدنا النفسية. إن الزرع إذا اعتنيت به ، وسقيته ، نما و اخضر عوده ، وإذا أنت أهملته ذبل ، ومات . كذلك الأطفال ، إن هم تربوا داخل بيئة صالحة أزهروا ، وأصبحوا رجال علم و أدب ، يعملون من أجل مجتمع متقدم ، و إنسان سعيد..ونعني بالبيأة الأسرة و المجتمع الخارجي ك الأصدقاء و الزملاء..و هذا ما تريد أن تنبه إليه قصتك هذه . التلفزيون و أخطاره ، إذا لم تكن البرامج مراقبة من طرف الأسرة .. دور الأسرة في توجيه أولادها ، و مساعدتهم في اختيار الأصدقاء ..
إن الظفل إذا تركناه يفعل ما بدا له ، يرافق من يشاء .. ولم نكن له مثلا أعلى يقتدي به قد ندفعه إلى الضياع..
أحييك على هذه القصة التي تدق أكثر من جرس إنذار. دمت مبدعا . مودتي

عبد الحميد الغرباوي
08/05/2007, 08:38 PM
لو كان القلم هو رفيقه بدل السكين
لتحولت الدماء فوق ارصفتنا الى محابر مجدية وسطور لمدن نافعة
... نحن نرسم فجيعتنا بأيدينا
ويضيع عندنا الحلم ...
نص ثري/ خليل حلاوجي
ـــــــــ
جميل و عميق ما كتبت أخي خليل في تعليقك..
سعيد لتفاعلك مع النص..
دمت متألقا.
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
10/05/2007, 12:08 AM
أولادنا ، فلذات أكبادنا ، براعم اليوم ، وقمح الغد ، ونحن لا نريد لقمحنا أن يكون مسوسا من الداخل .. لا نريد لأطفالنا أن يدفعوا ثمن أخطائنا و عقدنا النفسية. إن الزرع إذا اعتنيت به ، وسقيته ، نما و اخضر عوده ، وإذا أنت أهملته ذبل ، ومات . كذلك الأطفال ، إن هم تربوا داخل بيئة صالحة أزهروا ، وأصبحوا رجال علم و أدب ، يعملون من أجل مجتمع متقدم ، و إنسان سعيد..ونعني بالبيأة الأسرة و المجتمع الخارجي ك الأصدقاء و الزملاء..و هذا ما تريد أن تنبه إليه قصتك هذه . التلفزيون و أخطاره ، إذا لم تكن البرامج مراقبة من طرف الأسرة .. دور الأسرة في توجيه أولادها ، و مساعدتهم في اختيار الأصدقاء ..
إن الظفل إذا تركناه يفعل ما بدا له ، يرافق من يشاء .. ولم نكن له مثلا أعلى يقتدي به قد ندفعه إلى الضياع./ الأديبة بديعة بنمراح.
مع خالص المودة.

محمد فؤاد منصور
11/05/2007, 03:34 PM
الأستاذ عبد الحميد الغرباوى
أهنئك على هذا العمل الممتاز والذى يسعدنى المشاركة فى نقده وتحليله.
فى داخل كل منا غول نائم يحلم باليقظة والأنتصار على مابه من ضعف ، الطفل الصغير مفتون بمايراه ومايسمعه عن ممارسات القوة حتى الظالم منها ويتمنى أن تنبت له مخالب وأنياب ولكنه يأسف على ضعفه ، المرأة المقهورة تتمنى بدورها الأنتصار على الزوج المستبد وتحوله إلى رجل بشارب واحد، كل إنسان يود أن تتاح له القوة حتى أصبح السعى إليها يعادل حركة الحياة ذاتها ولم ينس الكاتب حين عرض هذه الفكرة أن تمنى على لسان الطفل أن تكون له القوة المطلقة والقاهرة ولكن دون مايتبعها من مساوئ فهو يتمنى أن يكون غولاً دون أن تكون له أنياب الغول أو مخالبه هو حلم المستبد العادل ولكن بصورة جديد ، وهو الحلم الذى لاوجود له فكل واحد من شخصيات القصة كان لديه من يقف فى طريق مايحلم به الطفل تقهره الأم والأم يقهرها الزوج وحتى الغول نفسه قهرته الشرطة وجردته من قوته.
تحياتى لك ولقلمك المبدع.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

عبد الحميد الغرباوي
16/05/2007, 12:54 AM
هو حلم المستبد العادل ولكن بصورة جديد ، وهو الحلم الذى لاوجود له فكل واحد من شخصيات القصة كان لديه من يقف فى طريق مايحلم به الطفل تقهره الأم والأم يقهرها الزوج وحتى الغول نفسه قهرته الشرطة وجردته من قوته.
دكتور/ محمد فؤاد منصور

أهلا بك ذ. محمد فؤاد منصور، في منتدى القصة القصيرة. أتابع عن كثب نشاطك و حيويتك في متابعة النصوص المنشورة في المنتدى، و تعليقك عليها.
شرفتني زيارتك لصفحتي، و تقديمك لقراءة أعتبرها جديدة و مخالفة لما كنت أتوقعه و أنتظره. قراءتك كشفت عن وجه آخر للنص.
شكرا أخي.
مودتي

فاطمة عتباني
21/11/2008, 01:02 PM
الأستاذ عبد الحميد الغرباوي
لك التحية والاحترام
هذا العمق الجرئ في القصة قد فجر في عقلي بعض الأسئلة
أين يختبئ فينا الغول ؟بين عروقنا؟أم تحت جلودنا؟أم هو مختلط مع الهواء الذي نتنفسه؟
ومن منا صنعه ؟
ومتى صنعناه؟
وكيف؟
وأنى لوردية "الصحوة" أن تقبض عليه؟
لك مني تحية بعمق هذا العمق

عبد الحميد الغرباوي
21/11/2008, 11:20 PM
الأستاذ عبد الحميد الغرباوي
لك التحية والاحترام
هذا العمق الجرئ في القصة قد فجر في عقلي بعض الأسئلة
أين يختبئ فينا الغول ؟بين عروقنا؟أم تحت جلودنا؟أم هو مختلط مع الهواء الذي نتنفسه؟
ومن منا صنعه ؟
ومتى صنعناه؟
وكيف؟
وأنى لوردية "الصحوة" أن تقبض عليه؟
لك مني تحية بعمق هذا العمق
مفاجأة لم أكن أنتظرها...
ياه، و كنت أظن أن النص القصصي هذا أخد كفايته من القراءة و التعليق...خاصة التعليق...
الأديبة فاطمة محمد عمر عتباني،
لك مني خالص الود

باسين بلعباس
28/11/2008, 10:27 PM
الأستاذ المبدع عبد الحميد الغرباوي:
تقاطعت اليوم مع عبد النور..مشروع غول..الغول
أعتقد أنه كبر قليلا..وأصبح له الصول والجول..
قصة ممتعة،بلغة ترسم خريطة القهر الذي يمارسه الكبار..
ومحيط لا يحترم الصغير حين يريد أن يلعب كطفل..
بل يغرس فيه العنف..ويربيه على مفردات لا تحرر (فكره) الصغير،ليفعل ما يريد
خارج سطوة(اشت..لا تفعل..لا تتكلم..لا تذهب..لا تلمس..لا تلعب كذا.. ثم :سيأكلك الغول.. )
وينشأ أمثال عبد النور داخل عتمة المستقبل..
لينتج لنا هذا التراكم من المنهيات (غول) بحجم الكوارث الأخلاقية التي نعرفها الآن..
دمت كما نعرف..
ولك التحية والتقدير

عبد الحميد الغرباوي
30/11/2008, 08:34 PM
تحية للأديب و الناقد باسين بلعباس.
تعليق مركز، و هو يدخل في باب المختصر المفيد.
أحيي فيك حيويتك، و كرمك الحاتمي في قراءة النصوص و التعليق و التوجيه، و التنبيه.
خاتلص الود.
كومشيرتو الحلم الرمادي

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=36200