المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تقيم موضوعاً؟



fadya
22/04/2007, 07:00 PM
ما هو معيارك في تقييم الموضوع الذي تطلع عليه؟

هدى
03/08/2007, 01:39 PM
ليس معيارا ولكن أعتمد مقولة :اذا قرأت نصا فاقرأه بعين عدو لا بعين صديق.

ابراهيم خليل ابراهيم
06/02/2008, 12:55 PM
من منطلق مقولة لاحد الفلاسفة ( اذا قرأت كتابا ولم تجد فيه معلومة مفيدة او رياضة فاحرقه فورا )
من هنا عندما نقيم موضوعا ننظر هل هذا الموضوع يفيد الانسان ؟
هل كاتبه يملك ادوات الكاتب والاديب والباحث والشاعر .. وهذا وفقا للموضوع او القصيدة محل التقييم
ومن هنا يكون حكم المقيم
وهذا قليل من كثير
لك اطيب تحياتى وتقديرى

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (1): تقويم موضوع ما

قبل أن أدلف إلى الإجابة أقول للأخت الكريمة الأستاذة فادية معاتباً: أيـــــــــــــــــــــــــــــن كنت، فلم نرى مداخلات لك من مدة طويلة، لذا فنحن نحييك ونرحب بك، وإن كنا عاتبين على طول غيبتك.

وحيث أن عملية التقويم هي عملية موضوعية Objective، أي ليست شخصية أو مزاجية Subjective، كما هي في غالب الأحكام الانطباعية، فاسمحي لي أن أحور لك السؤال كالتالي:

ما هي المعايير الموضوعية لتقويم موضوع ما؟
فالمعايير هي التي تموضع التقويم الشخصي.

وليدنا في هذا نوعين من المعايير:

1. معايير تقويم المحتوى Content Evaluation: وهي تتناول صلب موضوع الطرح.
2 معايير تقويم الشكل Syntactical Evaluation: وهي تتناول صياغة الطرح.

وأنت لا تتكلمين يا أختي الكريمة فادية عن مجال بعينه، أنت تتكلمين على مجال المعرفة الإنسانية من الرياضيات، مروراً بالعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية والآداب والفنون. وكل مجال له معاييره الخاصة‘ لكن كتعميم وكما تعرفين التعيميم هو تجريد Abstract، فلدينا إطارين وهما:

معايير خاصة بالإبداع Discipline Development وهذه تخص المواضيع التي تنشر في المجلات العلمية. فيكون البحث عن الإبداع في الورقة، الجديد الذي تقدمه هذه الورقة لمجال موضوع الورقة المكتوبة. هل تصميم التجارب كان دقيقاً، ما حدود الخطأ في الطرق المستخدمة. هل الاستنتاجات مرتبطة جيداً بالنتائج (دقة الاستقراء)، لأنه توجد هنا مخاوف من التعميم الزائد. إذا كان في المجال المنطقي أو الرياضي، فنتكلم عن دقة الاستنباط.

معايير خاصة بمواضيع التعليم Instructional وهي تخص تيسير الشيء لآخرين سواء كانوا مختصين أو غير مختصين. ويكون السؤال هنا إلى أي مدى يسرت هذه الورقة عمليةالتعلم ولأي مجموعة مستهدفة. مثل نشر مقال عن طريقة التدريس في مجلة المعلمين، أو شرح مرض ما في مجلة صحية.

أما المواضيع المكتوبة على مسرد من مسارد واتا، وهي المداخلات، فهي كما أرى تختلف حسب:

هل هو مدخل لافتتاح مسرد؟ وفي هذه الحالة لا بد من وضوح الطرح. أما إذا كانت مداخلة في مسرد مطروح سلفاً. فهل المداخلة ضمن نظاق الموضوع؟ هل المداخلة تتناول جوانب مرتبطة بموضوع المسرد، وهل هذه النقاط جوهرية أم ثانوية؟ هل المداخلة تناولت مشتت للمسرد وتوسعت فيه؟ فتكون قد حرفت المسرد عن مساره. مثل الولد الصغير الذي يستقبلك على الباب، فتقولي له: ماما موجودة، فيرد عليك: بابا اشترى لي لعبة.

أما معايير تقويم الشكل فهذه مرتبطة بما يسمى بعلاقة الشكل اللغوي بالمضمون Syntax-Semantics Relationship.

ما تفضلت به الأخت الكريمة هدى ليس معياراً، إنما يسمى احترازا، وهي مايسمى في التقويم Scorer Reliability.
أما ما تفضل به الأخ الكريم ابراهيم أبن الخليل، فهو معيار ضبابي Vague.

وإذا كان لك أسئلة لمجال أكثر تحديداً، فسنرحل عن التجريد إلى الملموس، لنحدد قواعد بعينها.

وبالله التوفيق،،

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (1): تقويم موضوع ما

قبل أن أدلف إلى الإجابة أقول للأخت الكريمة الأستاذة فادية معاتباً: أيـــــــــــــــــــــــــــــن كنت، فلم نرى مداخلات لك من مدة طويلة، لذا فنحن نحييك ونرحب بك، وإن كنا عاتبين على طول غيبتك.

وحيث أن عملية التقويم هي عملية موضوعية Objective، أي ليست شخصية أو مزاجية Subjective، كما هي في غالب الأحكام الانطباعية، فاسمحي لي أن أحور لك السؤال كالتالي:

ما هي المعايير الموضوعية لتقويم موضوع ما؟
فالمعايير هي التي تموضع التقويم الشخصي.

وليدنا في هذا نوعين من المعايير:

1. معايير تقويم المحتوى Content Evaluation: وهي تتناول صلب موضوع الطرح.
2 معايير تقويم الشكل Syntactical Evaluation: وهي تتناول صياغة الطرح.

وأنت لا تتكلمين يا أختي الكريمة فادية عن مجال بعينه، أنت تتكلمين على مجال المعرفة الإنسانية من الرياضيات، مروراً بالعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية والآداب والفنون. وكل مجال له معاييره الخاصة‘ لكن كتعميم وكما تعرفين التعيميم هو تجريد Abstract، فلدينا إطارين وهما:

معايير خاصة بالإبداع Discipline Development وهذه تخص المواضيع التي تنشر في المجلات العلمية. فيكون البحث عن الإبداع في الورقة، الجديد الذي تقدمه هذه الورقة لمجال موضوع الورقة المكتوبة. هل تصميم التجارب كان دقيقاً، ما حدود الخطأ في الطرق المستخدمة. هل الاستنتاجات مرتبطة جيداً بالنتائج (دقة الاستقراء)، لأنه توجد هنا مخاوف من التعميم الزائد. إذا كان في المجال المنطقي أو الرياضي، فنتكلم عن دقة الاستنباط.

معايير خاصة بمواضيع التعليم Instructional وهي تخص تيسير الشيء لآخرين سواء كانوا مختصين أو غير مختصين. ويكون السؤال هنا إلى أي مدى يسرت هذه الورقة عمليةالتعلم ولأي مجموعة مستهدفة. مثل نشر مقال عن طريقة التدريس في مجلة المعلمين، أو شرح مرض ما في مجلة صحية.

أما المواضيع المكتوبة على مسرد من مسارد واتا، وهي المداخلات، فهي كما أرى تختلف حسب:

هل هو مدخل لافتتاح مسرد؟ وفي هذه الحالة لا بد من وضوح الطرح. أما إذا كانت مداخلة في مسرد مطروح سلفاً. فهل المداخلة ضمن نظاق الموضوع؟ هل المداخلة تتناول جوانب مرتبطة بموضوع المسرد، وهل هذه النقاط جوهرية أم ثانوية؟ هل المداخلة تناولت مشتت للمسرد وتوسعت فيه؟ فتكون قد حرفت المسرد عن مساره. مثل الولد الصغير الذي يستقبلك على الباب، فتقولي له: ماما موجودة، فيرد عليك: بابا اشترى لي لعبة.

أما معايير تقويم الشكل فهذه مرتبطة بما يسمى بعلاقة الشكل اللغوي بالمضمون Syntax-Semantics Relationship.

ما تفضلت به الأخت الكريمة هدى ليس معياراً، إنما يسمى احترازا، وهي مايسمى في التقويم Scorer Reliability.
أما ما تفضل به الأخ الكريم ابراهيم أبن الخليل، فهو معيار ضبابي Vague.

وإذا كان لك أسئلة لمجال أكثر تحديداً، فسنرحل عن التجريد إلى الملموس، لنحدد قواعد بعينها.

وبالله التوفيق،،

محمد فؤاد منصور
07/02/2008, 12:22 PM
أستاذنا العزيز الأستاذ الدكتور شاكر شبير
موضوع جميل طرحته العزيزة فادية وكعادتك دائماً كنت متميزاً فى تعليقك ،موسوعياً فى طرح أفكارك عن الموضوع محل البحث بحيث لايكون هناك زيادة لمستزيد ، أردت فقط هنا التفريق بين مفهومى التقيييم: evaluation والتقويم: correction ،الحديث هنا عن التقيم أليس كذلك؟ أم أنك ترى عدم إنفصال المفهومين بإعتبار التقويم جزء من عملية التقييم؟
تقبل فائق إحترامى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

محمد فؤاد منصور
07/02/2008, 12:22 PM
أستاذنا العزيز الأستاذ الدكتور شاكر شبير
موضوع جميل طرحته العزيزة فادية وكعادتك دائماً كنت متميزاً فى تعليقك ،موسوعياً فى طرح أفكارك عن الموضوع محل البحث بحيث لايكون هناك زيادة لمستزيد ، أردت فقط هنا التفريق بين مفهومى التقيييم: evaluation والتقويم: correction ،الحديث هنا عن التقيم أليس كذلك؟ أم أنك ترى عدم إنفصال المفهومين بإعتبار التقويم جزء من عملية التقييم؟
تقبل فائق إحترامى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (2): بين التقويم والتقييم

في عصور تدهور مستوى الأمة العلمي والفكري تم اشتقاق كلمات دعنا نطلق عليها اشتقاقات لامعيارية، مثل الضاهر بدلاً من الظاهر، أخوين أسم أحدهما عسمان (بالسين)، والآخر عتمان (بالتاء) وهي مشتقات من الإسم (عثمان). في ليبيا يوجد أسماء مْحَمَّد، مْحِمِّد، إمحمد والأسماء الثلاثة مشتقة من الإسم (محمد). لا يوجد في اللغة العربية المعيارية مشتق إسمه (تقييم)، وعندما ظهر في عصور متأخرة اتسمت بتدهور مستوى الأمة العلمي والفكري، كما تشاهد على مذيعي القنوات الفضائية، كان يدل على إعطاء أو أيجاد قيمة Valuate.

فالتقويم بالعربي تعني إيجاد القيمة Valuate، وتعني التعديل Rectify or Correct في نفس الوقت. فسياق النص Context هو الذي يحدد ورودها بأي معني.

فإذا قلت: إعمل تقويم للوضع، فهذا يعني أن تدرسه،
أما إذا قلت: أرجو يا فلان أن تقوم سلوك إبنك، فهي تعني Rectify or Correct.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (2): بين التقويم والتقييم

في عصور تدهور مستوى الأمة العلمي والفكري تم اشتقاق كلمات دعنا نطلق عليها اشتقاقات لامعيارية، مثل الضاهر بدلاً من الظاهر، أخوين أسم أحدهما عسمان (بالسين)، والآخر عتمان (بالتاء) وهي مشتقات من الإسم (عثمان). في ليبيا يوجد أسماء مْحَمَّد، مْحِمِّد، إمحمد والأسماء الثلاثة مشتقة من الإسم (محمد). لا يوجد في اللغة العربية المعيارية مشتق إسمه (تقييم)، وعندما ظهر في عصور متأخرة اتسمت بتدهور مستوى الأمة العلمي والفكري، كما تشاهد على مذيعي القنوات الفضائية، كان يدل على إعطاء أو أيجاد قيمة Valuate.

فالتقويم بالعربي تعني إيجاد القيمة Valuate، وتعني التعديل Rectify or Correct في نفس الوقت. فسياق النص Context هو الذي يحدد ورودها بأي معني.

فإذا قلت: إعمل تقويم للوضع، فهذا يعني أن تدرسه،
أما إذا قلت: أرجو يا فلان أن تقوم سلوك إبنك، فهي تعني Rectify or Correct.

وبالله التوفيق،،،

محمد فؤاد منصور
07/02/2008, 03:31 PM
بارك الله فيك أستاذنا الجليل وزاد فى علمك وسعة صدرك وصبرك على أبناء عصر التدهور العلمى والفكرى، أنا بالفعل سعيد بتلقى توضيحات حتى لاتختلط الأمور علىّ أكثر ، ودعنى أتساءل بود وحب وماعيب الإشتقاق إذا كان يسهل به التفريق بين معنيين يمثلان فى الذهن بصور مختلفة بمجرد النطق بهما وماضرورة أن نلجأ إلى السياق وفى لغتنا متسع ورحابة ؟:fl:

محمد فؤاد منصور
07/02/2008, 03:31 PM
بارك الله فيك أستاذنا الجليل وزاد فى علمك وسعة صدرك وصبرك على أبناء عصر التدهور العلمى والفكرى، أنا بالفعل سعيد بتلقى توضيحات حتى لاتختلط الأمور علىّ أكثر ، ودعنى أتساءل بود وحب وماعيب الإشتقاق إذا كان يسهل به التفريق بين معنيين يمثلان فى الذهن بصور مختلفة بمجرد النطق بهما وماضرورة أن نلجأ إلى السياق وفى لغتنا متسع ورحابة ؟:fl:

الدكتور إلياس عطاالله
07/02/2008, 04:47 PM
أستاذي الدكتور شاكر حفظه الله وحيّاه وبيّاه،
ما تفضّل به أستاذي الدكتور محمد فؤاد منصور هو الصواب، وليس لما تفضّلت به في الردّ ما يشفع لتخطئته. جاء في ردّك أستاذي: " في عصور تدهور مستوى الأمّة العلميّ والفكريّ، تمّ اشتقاق كلمات دعنا نطلق عليها اشتقاقات لا معياريّة"، ثمّ مثلت لهذا باستعمال الضاهر بدلا من الظاهر، وعسمان وعثمان... إلخ.أرجو أن يتّسع صدرك " للتقويم"، ذلك لأنّ لا علاقة بين المصطلحين والأمثلة اللهجاتيّة أو الترقيقيّة والتفخيميّة التي أتيت بها شفيعًا لرأيك، فهذه النماذج من المحكيّات أو اللهجات، ولا علاقة لها بفصيح العربيّة.
االتمييز بين التقييم والتقويم واجب، فلكلّ منهما دلالته ولو التقيا في أثل( جذر) واحد وهو ( قوم)، وعدم وجود التقييم في المعاجم الكلاسيكيّة لا يجعلها خطأ بالضرورة، ولا علاقة للأمر بحالة الأمّة وتدهورها، فالتقويم مصدر قوّم الأجوف الواويّ المضعّف، واشتق منه مباشرة( وفق مدرسة الكوفة التي تجعل الفعل أصل الاشتقاق)، أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، وهذه الظاهرة معروفة عند القواعديين الكلاسيكيّين، وكانو يطلقون عليها مصطلح " توهّم أصالة الحروف"، أي توهّم أصالة الياء في حالتنا هذه، ومنهم، مثلا، المازني في كتابه الشهير كتاب التصريف، الذي شرحه ابن جنّي في كتابه" المنصف لكتاب التصريف"، حيث شرح الفعل " تحيّز" والأصل فيه تحوّز، ينظر شرح ابن جنّي، ص 304،( القاهرة: 1960) ومثل تحيّز عيّد وقيّم، وكلّها ترتد إلى أصل واويّ، ولكنّنا نميّز بين عيّد المشتقّة من "عيد" والمتوهّمة أصالة يائها، و" عوّد" التي جاءت على الأصل، وكان القدماء قد ميّزوا بين الفعلين أيضًا؛ فهذا أبو الطيّب المتنبّي يقول مستعملا الفعلين( بالدلالتين المختلفتين) في داليّته الشهيرة:
لكلّ امرِئ من دهره ما تعوّدا وعادة سيف الدولةِ الطّعنُ في العِدا
...
هنيئا لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ وعيدٌ لمن سمّى وضحّى وعيّدا
مع خالص المودّة
إلياس عطا الله

الدكتور إلياس عطاالله
07/02/2008, 04:47 PM
أستاذي الدكتور شاكر حفظه الله وحيّاه وبيّاه،
ما تفضّل به أستاذي الدكتور محمد فؤاد منصور هو الصواب، وليس لما تفضّلت به في الردّ ما يشفع لتخطئته. جاء في ردّك أستاذي: " في عصور تدهور مستوى الأمّة العلميّ والفكريّ، تمّ اشتقاق كلمات دعنا نطلق عليها اشتقاقات لا معياريّة"، ثمّ مثلت لهذا باستعمال الضاهر بدلا من الظاهر، وعسمان وعثمان... إلخ.أرجو أن يتّسع صدرك " للتقويم"، ذلك لأنّ لا علاقة بين المصطلحين والأمثلة اللهجاتيّة أو الترقيقيّة والتفخيميّة التي أتيت بها شفيعًا لرأيك، فهذه النماذج من المحكيّات أو اللهجات، ولا علاقة لها بفصيح العربيّة.
االتمييز بين التقييم والتقويم واجب، فلكلّ منهما دلالته ولو التقيا في أثل( جذر) واحد وهو ( قوم)، وعدم وجود التقييم في المعاجم الكلاسيكيّة لا يجعلها خطأ بالضرورة، ولا علاقة للأمر بحالة الأمّة وتدهورها، فالتقويم مصدر قوّم الأجوف الواويّ المضعّف، واشتق منه مباشرة( وفق مدرسة الكوفة التي تجعل الفعل أصل الاشتقاق)، أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، وهذه الظاهرة معروفة عند القواعديين الكلاسيكيّين، وكانو يطلقون عليها مصطلح " توهّم أصالة الحروف"، أي توهّم أصالة الياء في حالتنا هذه، ومنهم، مثلا، المازني في كتابه الشهير كتاب التصريف، الذي شرحه ابن جنّي في كتابه" المنصف لكتاب التصريف"، حيث شرح الفعل " تحيّز" والأصل فيه تحوّز، ينظر شرح ابن جنّي، ص 304،( القاهرة: 1960) ومثل تحيّز عيّد وقيّم، وكلّها ترتد إلى أصل واويّ، ولكنّنا نميّز بين عيّد المشتقّة من "عيد" والمتوهّمة أصالة يائها، و" عوّد" التي جاءت على الأصل، وكان القدماء قد ميّزوا بين الفعلين أيضًا؛ فهذا أبو الطيّب المتنبّي يقول مستعملا الفعلين( بالدلالتين المختلفتين) في داليّته الشهيرة:
لكلّ امرِئ من دهره ما تعوّدا وعادة سيف الدولةِ الطّعنُ في العِدا
...
هنيئا لك العيدُ الذي أنت عيدُهُ وعيدٌ لمن سمّى وضحّى وعيّدا
مع خالص المودّة
إلياس عطا الله

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 05:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (3): المعيارية هي الأساس

في البداية مشيت باللغة العربية المعيارية Standardized Arabic كتابة. فمرة قلت: لم تزني الموضوع. وأقصد فعل مشتق من وزن، لكني خفت أن يفهم أن فعل مشتق من زنا. لذلك أعدت الكتابة إلى: لم توزني الموضوع. وإن هناك خطأ، فذهبت للأوضح. تماماً مثل الآية التي قال فيها: إنما يخشى اللهَ من عبادة العلماءُ، أو يخشى اللهُ من عباده العلماءَ، فالمعني يتغير بل ينقلب. نحن نحافظ على اللغة المعيارية للمحافظة على معيارية العلاقة بين الشكل والمضمون Syntax-Semantics Reationship، وهو أساس التطور البشري حيث اللغة هي الوعاء للأفكار والعلوم، وبدون المحافظة على ألأسس المعيارية، تنحل الثقافة والتطور نفسه في الأمة.

أما أهمية السياق، فلا نستطيع جبه أو إلغاءه. فدلالة أي كلمة تبقى إحتمالية حتى يتم تحديدها من السياق. وهذا الأمر ليس فقط في العربي، بل في اللغات الأخري. خذ مثلاُ

Your income is a function to your education
What is the function of the thymus gland

في الجملة الأولى تكون function بمعنى دالة، وفي الثانية تكون بمعني وظيفة.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 05:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (3): المعيارية هي الأساس

في البداية مشيت باللغة العربية المعيارية Standardized Arabic كتابة. فمرة قلت: لم تزني الموضوع. وأقصد فعل مشتق من وزن، لكني خفت أن يفهم أن فعل مشتق من زنا. لذلك أعدت الكتابة إلى: لم توزني الموضوع. وإن هناك خطأ، فذهبت للأوضح. تماماً مثل الآية التي قال فيها: إنما يخشى اللهَ من عبادة العلماءُ، أو يخشى اللهُ من عباده العلماءَ، فالمعني يتغير بل ينقلب. نحن نحافظ على اللغة المعيارية للمحافظة على معيارية العلاقة بين الشكل والمضمون Syntax-Semantics Reationship، وهو أساس التطور البشري حيث اللغة هي الوعاء للأفكار والعلوم، وبدون المحافظة على ألأسس المعيارية، تنحل الثقافة والتطور نفسه في الأمة.

أما أهمية السياق، فلا نستطيع جبه أو إلغاءه. فدلالة أي كلمة تبقى إحتمالية حتى يتم تحديدها من السياق. وهذا الأمر ليس فقط في العربي، بل في اللغات الأخري. خذ مثلاُ

Your income is a function to your education
What is the function of the thymus gland

في الجملة الأولى تكون function بمعنى دالة، وفي الثانية تكون بمعني وظيفة.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 05:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (4): استفسار
أستاذي الكريم الدكتور إلياس عطالله وتحية لكم من مجاهل الغربة إليكم في قلب الوطن العزيز بالنسبة لـ evaluation، يتم ترجمتها إلى تقويم وليس تقييم. خذ مثلاً: Educational Evaluation، نستخدم لها التقويم التربوي. وليس التقييم التربوي؟ وهي تتضمن العملين بمعنى إعطاء القيمة Valuation، والتعديل Rectify.

هل تريد القول بأن: التقويم التربوي خطأ والتقييم التربوي هي الصواب؟

نحن نريد أن نصل إلى نتيجة Final Conclusion عملية يستفيد منها الجميع، ولا تبقى الأمور معلقة.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
07/02/2008, 05:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (4): استفسار
أستاذي الكريم الدكتور إلياس عطالله وتحية لكم من مجاهل الغربة إليكم في قلب الوطن العزيز بالنسبة لـ evaluation، يتم ترجمتها إلى تقويم وليس تقييم. خذ مثلاً: Educational Evaluation، نستخدم لها التقويم التربوي. وليس التقييم التربوي؟ وهي تتضمن العملين بمعنى إعطاء القيمة Valuation، والتعديل Rectify.

هل تريد القول بأن: التقويم التربوي خطأ والتقييم التربوي هي الصواب؟

نحن نريد أن نصل إلى نتيجة Final Conclusion عملية يستفيد منها الجميع، ولا تبقى الأمور معلقة.

وبالله التوفيق،،،

أ.د. علي علي أحمد شعبان
07/02/2008, 08:18 PM
الأخوة الأفاضل
سلام عليكم جميعا
وأود أن أؤكد أن ما ذهب إليه الدكتور شاكر هو الصحيح. إذ إن العربية لا تعرف كلمة "تقييم"، لأن جذر الكلمة (قوم)، وقد نلجأ عند اشتقاق أشكال صرفية معينة من كلمة فعلها أجوف إلى أن نغير حرف العلة فيه إلى حرف آخر. ولكن هذا التغيير تحكمه قواعد تسمى في علم الصرف في العربية قواعد "الإعلال" أي أن نبدل بحرف العلة حرفا آخر تبعا لعوامل صوتية محددة. فالفعل "قوَّم" على وزن "فعَّل" ومصدره تفعيل، أي تقويم وليس تقييم. أما كلمة "قيمة" التي أشار إليها الدكتور محمد فؤاد منصور فهي تتبع قاعدة صرفية أخرى تقضي بإبدال الواو ياء إن وقعت ساكنة وسبقتها أو لحقتها كسرة أو ياء، فأصل كلمة "قيمة" هو "ِقومَة" وبتطبيق القاعدة السابقة تصير "قيمة". وأما ما ذهب إليه الدكتور إلياس عطالله فلا علاقة له لا يالاشتقاق الأصلي ولا بالاشتقاق الثانوي. وما أورده المتنبي في البيت الذي استشهد به فهو يتبع القاعدة التي ذكرناها ولا يشذ عنها فكلمة "عيدا" أصلها "عويدا" حيث وقعت الواو ساكنة وتلتها ياء فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت عيَّدا. واما الكلمة الأخرى "تعوّدا" فليس فيها ما يستدعي تطبيق قاعدة الإعلال التي ذكرناها، وبقيت الواو الأصلية فيها دون إعلال. وأود أيضا أن أؤكد على ما ذكره الأخ الكريم الدكتور شاكر من أن السياق جزء لا يتجزأ من اللغة، والسياق حاكم لدلالات الألفاظ، ذلك أن الألفاظ إنما تكتسب معانيها من السياق الذي قد يوسعها أو يضيقها أو يغيرها.
مع خالص ودي واحترامي لكل من أدلى بدلوه في هذا الموضوع المهم
وسلاما

أ.د. علي علي أحمد شعبان

الدكتور إلياس عطاالله
08/02/2008, 12:27 AM
الأخوة الأفاضل
سلام عليكم جميعا
وأود أن أؤكد أن ما ذهب إليه الدكتور شاكر هو الصحيح. إذ إن العربية لا تعرف كلمة "تقييم"، لأن جذر الكلمة (قوم)، وقد نلجأ عند اشتقاق أشكال صرفية معينة من كلمة فعلها أجوف إلى أن نغير حرف العلة فيه إلى حرف آخر. ولكن هذا التغيير تحكمه قواعد تسمى في علم الصرف في العربية قواعد "الإعلال" أي أن نبدل بحرف العلة حرفا آخر تبعا لعوامل صوتية محددة. فالفعل "قوَّم" على وزن "فعَّل" ومصدره تفعيل، أي تقويم وليس تقييم. أما كلمة "قيمة" التي أشار إليها الدكتور محمد فؤاد منصور فهي تتبع قاعدة صرفية أخرى تقضي بإبدال الواو ياء إن وقعت ساكنة وسبقتها أو لحقتها كسرة أو ياء، فأصل كلمة "قيمة" هو "ِقومَة" وبتطبيق القاعدة السابقة تصير "قيمة". وأما ما ذهب إليه الدكتور إلياس عطالله فلا علاقة له لا يالاشتقاق الأصلي ولا بالاشتقاق الثانوي. وما أورده المتنبي في البيت الذي استشهد به فهو يتبع القاعدة التي ذكرناها ولا يشذ عنها فكلمة "عيدا" أصلها "عويدا" حيث وقعت الواو ساكنة وتلتها ياء فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت عيَّدا. واما الكلمة الأخرى "تعوّدا" فليس فيها ما يستدعي تطبيق قاعدة الإعلال التي ذكرناها، وبقيت الواو الأصلية فيها دون إعلال. وأود أيضا أن أؤكد على ما ذكره الأخ الكريم الدكتور شاكر من أن السياق جزء لا يتجزأ من اللغة، والسياق حاكم لدلالات الألفاظ، ذلك أن الألفاظ إنما تكتسب معانيها من السياق الذي قد يوسعها أو يضيقها أو يغيرها.
مع خالص ودي واحترامي لكل من أدلى بدلوه في هذا الموضوع المهم
وسلاما

أ.د. علي علي أحمد شعبان

وسلامي لكم جميعًا،
لا أعرف أستاذي الكريم علامَ اعتمدت في إنكارك قضيّة الاشتقاق الثانويّ في ما ذهبتُ إليه، وهو اشتقاق من المشتقّ، فالعيد والقيمة مأخوذتان على التوالي من عِوْد وقِوْمة، ووفق قوانين الإعلال قلبت الواو فيهما ياءً، ومن عيد اشتقّوا عيّد ومن قيمة اشتقّوا قيّم، أما ما ذهبت إليه من أنّ أصل "عيّدا" هو "عوْيَدا" ثمّ اجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة وكانت الأولى ساكنة والثانية متحرّكة، ولذا قلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء( هذه قاعدة الإعلال التي نعتمدها كلّنا، ولا يهمنّا إن كانت الواو هي الأولى أو الثانيّة)، وفي فعلنا إن اتّبعت ما ذهبتَ إليه فالفعل على وزن " فَيْعَلَ" أو " فَعْيَلَ" وهاتان صيغتان من الملحقات بالرباعيّ، وتفرضان وجود عيود- عيّد مثل نيْسَبَ من نسب، أو عَوْيَد- عيّد، مثل شريَف من شرف في المعجم العربيّ( أوردت المعاجم: ديّمت السماء ودوّمت- من الديمة) أو في كتب الصرف العربيّة، والفعل عيّد كما لا يخفى عنك غير ممعجم، ولو كان متشكّلا وفق القاعدة الصرفيّة( أستعمل الصرف من باب التوسّع ومن باب احترام الرأي الكلاسيكي، وعندي أنّ موضوعة الإعلال تابعة لعلم الأصوات الصرفي) الإعلاليّة المذكورة لكانوا ذكروه، لأنّه لا يختلف عمّا حدث في كلمة هيّن وكلمة سيّد وكلمة ميّت( وكلّها من أصل واويّ) وما إليها من اجتماع للواو والياء، ورغم وجود هذه الأسماء/ الصفات، فإنّنا لن نجد أفعالها المضاعفة أو الملحقة ممعجمة، وعليه رأى القدماء في مثل هذه الأفعال خروجا عن مقاييس العربيّة، ولم يمعجموه، وعدّوه من اللغات الرديئة أو المرذولة، فما أحبّوا الصيغ المشتقة من المشتقّ، ولهم في المعاجم إشارات كثيرة حول هذا، وهذا ما قالوه في صيغ مَفْعَلَ يُمَفْعِلُ وتمفعل يتمفعل، وسفعل وشفعل الشائعات اليوم، فقد رصدوا مرحب و تمسلم وتمولى ومخرق... وكان ابن جنّي قد تعامل مع هذه الأفعال وقال إنّها ممّا لا يبنى عليه، وذلك في كتابه سرّ صناعة الإعراب( وتشيع في لغتنا اليوم دون اعتراض أو استنكار أفعال " مرذولة" نحو: محور وتمحور ومركز وتمركز ومسرح ومعجم ومنهجَ وموضع وتموضعَ). بناءً على ما تقدّم فإن عيّدا الواردة عند المتنبّي لن نجدها في معجم كلاسيكيّ معوَّل عليه، وذلك لسبب " بسيط" هو أنّ المتنبّي ليس من الفصحاء ولا يُحتجّ بشعره، فعصور الاحتجاج الموسومة بالفصاحة تنتهي عند بعضهم سنة 150 للهجرة، ويحدّد آخرون الشاعر إبراهيم بن هرمة آخر المحتج بفصاحتهم. ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين( ينظر في هذا: د. عدنان الخطيب( 1986). العيد الذهبي لمجمع اللغة العربيّة، دمشق: دار الفكر. ص 320.
مع محبّتي واحترامي
إلياس عطا الله

الدكتور إلياس عطاالله
08/02/2008, 12:27 AM
الأخوة الأفاضل
سلام عليكم جميعا
وأود أن أؤكد أن ما ذهب إليه الدكتور شاكر هو الصحيح. إذ إن العربية لا تعرف كلمة "تقييم"، لأن جذر الكلمة (قوم)، وقد نلجأ عند اشتقاق أشكال صرفية معينة من كلمة فعلها أجوف إلى أن نغير حرف العلة فيه إلى حرف آخر. ولكن هذا التغيير تحكمه قواعد تسمى في علم الصرف في العربية قواعد "الإعلال" أي أن نبدل بحرف العلة حرفا آخر تبعا لعوامل صوتية محددة. فالفعل "قوَّم" على وزن "فعَّل" ومصدره تفعيل، أي تقويم وليس تقييم. أما كلمة "قيمة" التي أشار إليها الدكتور محمد فؤاد منصور فهي تتبع قاعدة صرفية أخرى تقضي بإبدال الواو ياء إن وقعت ساكنة وسبقتها أو لحقتها كسرة أو ياء، فأصل كلمة "قيمة" هو "ِقومَة" وبتطبيق القاعدة السابقة تصير "قيمة". وأما ما ذهب إليه الدكتور إلياس عطالله فلا علاقة له لا يالاشتقاق الأصلي ولا بالاشتقاق الثانوي. وما أورده المتنبي في البيت الذي استشهد به فهو يتبع القاعدة التي ذكرناها ولا يشذ عنها فكلمة "عيدا" أصلها "عويدا" حيث وقعت الواو ساكنة وتلتها ياء فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت عيَّدا. واما الكلمة الأخرى "تعوّدا" فليس فيها ما يستدعي تطبيق قاعدة الإعلال التي ذكرناها، وبقيت الواو الأصلية فيها دون إعلال. وأود أيضا أن أؤكد على ما ذكره الأخ الكريم الدكتور شاكر من أن السياق جزء لا يتجزأ من اللغة، والسياق حاكم لدلالات الألفاظ، ذلك أن الألفاظ إنما تكتسب معانيها من السياق الذي قد يوسعها أو يضيقها أو يغيرها.
مع خالص ودي واحترامي لكل من أدلى بدلوه في هذا الموضوع المهم
وسلاما

أ.د. علي علي أحمد شعبان

وسلامي لكم جميعًا،
لا أعرف أستاذي الكريم علامَ اعتمدت في إنكارك قضيّة الاشتقاق الثانويّ في ما ذهبتُ إليه، وهو اشتقاق من المشتقّ، فالعيد والقيمة مأخوذتان على التوالي من عِوْد وقِوْمة، ووفق قوانين الإعلال قلبت الواو فيهما ياءً، ومن عيد اشتقّوا عيّد ومن قيمة اشتقّوا قيّم، أما ما ذهبت إليه من أنّ أصل "عيّدا" هو "عوْيَدا" ثمّ اجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة وكانت الأولى ساكنة والثانية متحرّكة، ولذا قلبت الواو ياءً وأدغمت في الياء( هذه قاعدة الإعلال التي نعتمدها كلّنا، ولا يهمنّا إن كانت الواو هي الأولى أو الثانيّة)، وفي فعلنا إن اتّبعت ما ذهبتَ إليه فالفعل على وزن " فَيْعَلَ" أو " فَعْيَلَ" وهاتان صيغتان من الملحقات بالرباعيّ، وتفرضان وجود عيود- عيّد مثل نيْسَبَ من نسب، أو عَوْيَد- عيّد، مثل شريَف من شرف في المعجم العربيّ( أوردت المعاجم: ديّمت السماء ودوّمت- من الديمة) أو في كتب الصرف العربيّة، والفعل عيّد كما لا يخفى عنك غير ممعجم، ولو كان متشكّلا وفق القاعدة الصرفيّة( أستعمل الصرف من باب التوسّع ومن باب احترام الرأي الكلاسيكي، وعندي أنّ موضوعة الإعلال تابعة لعلم الأصوات الصرفي) الإعلاليّة المذكورة لكانوا ذكروه، لأنّه لا يختلف عمّا حدث في كلمة هيّن وكلمة سيّد وكلمة ميّت( وكلّها من أصل واويّ) وما إليها من اجتماع للواو والياء، ورغم وجود هذه الأسماء/ الصفات، فإنّنا لن نجد أفعالها المضاعفة أو الملحقة ممعجمة، وعليه رأى القدماء في مثل هذه الأفعال خروجا عن مقاييس العربيّة، ولم يمعجموه، وعدّوه من اللغات الرديئة أو المرذولة، فما أحبّوا الصيغ المشتقة من المشتقّ، ولهم في المعاجم إشارات كثيرة حول هذا، وهذا ما قالوه في صيغ مَفْعَلَ يُمَفْعِلُ وتمفعل يتمفعل، وسفعل وشفعل الشائعات اليوم، فقد رصدوا مرحب و تمسلم وتمولى ومخرق... وكان ابن جنّي قد تعامل مع هذه الأفعال وقال إنّها ممّا لا يبنى عليه، وذلك في كتابه سرّ صناعة الإعراب( وتشيع في لغتنا اليوم دون اعتراض أو استنكار أفعال " مرذولة" نحو: محور وتمحور ومركز وتمركز ومسرح ومعجم ومنهجَ وموضع وتموضعَ). بناءً على ما تقدّم فإن عيّدا الواردة عند المتنبّي لن نجدها في معجم كلاسيكيّ معوَّل عليه، وذلك لسبب " بسيط" هو أنّ المتنبّي ليس من الفصحاء ولا يُحتجّ بشعره، فعصور الاحتجاج الموسومة بالفصاحة تنتهي عند بعضهم سنة 150 للهجرة، ويحدّد آخرون الشاعر إبراهيم بن هرمة آخر المحتج بفصاحتهم. ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين( ينظر في هذا: د. عدنان الخطيب( 1986). العيد الذهبي لمجمع اللغة العربيّة، دمشق: دار الفكر. ص 320.
مع محبّتي واحترامي
إلياس عطا الله

samir Nouh
08/02/2008, 03:44 AM
الأستاذان الدكتور على شعبان والدكتور عطا الله
تحية في صباح بارد أدفأه تحاوركما الجميل المفيد
والله هذا درس عظيم أتمنى أن نتلقى من مثله الكثير
مع شكري وتقديري
سمير عبد الجميد نوح
كيوتو - اليابان

samir Nouh
08/02/2008, 03:44 AM
الأستاذان الدكتور على شعبان والدكتور عطا الله
تحية في صباح بارد أدفأه تحاوركما الجميل المفيد
والله هذا درس عظيم أتمنى أن نتلقى من مثله الكثير
مع شكري وتقديري
سمير عبد الجميد نوح
كيوتو - اليابان

Dr. Schaker S. Schubaer
08/02/2008, 08:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (5): هذا رائع يا واتا
اليوم صباحاً مع أنه الجمعة، ذهبت إلى العمل لأفتح الإنترنيت، وما أن دخلت وشاهدت هذا المشهد، حتى ذرفت عيني الدموع. شعور داخلي لا أستطيع أن أخفيه ولا بد أن أسجلة على مداخلة في واتا. فهو أحد إنجازاتها.

أن يسأل طبيب عالم ولا يستنكف من السؤال كونه عالم طبيب، وبعد إجابتي عليه، يقوم استاذ من قلب الوطن العزيز، بشعور من التزامه الأدبي والخلقي تجاه هذه الأمة ولغتها، ليعدل من إجابتي، وأسأله ليكون أكثر تحديداً، ولأنني رأيته من المشاهدين انتظرت إجابته لأكثر من ساعة، لأحاوره، فلم يرد. فأذهب إلى البيت. وأحضر اليوم الجمعة المبارك، فأرى قمة كلية اللغات والترجمة بنفسها تقوم بالمداخلة من شعورها الأخلاقي تجاه الأمة ولغتها، ففركت عيني لأتأكد مما أرى. بلى إنه نفسه، إنه الأستاذ الدكتور على شعبان بنفسه يقوم بالمداخلة. ويتعلم الجميع وأنا أولهم، بما في ذلك أستاذ الترجمة المصري القابع في أقصى الشرق في كيوتو الدكتور سمير نوح. أليس هذا رائع، أليس هذا إنجاز لواتا. هذا رائع ياواتا.

الم أقل لكم إن المداخل في واتا عليه أن يحسب حساب في كل كلمة يداخلها. في الدكتوراه أحسب حساب 3-5 أساتذة، هم أعضاء لجنة الدكتوراه، أما في واتا فأنا أمام لجنة مكونة من عدد لا نهائي من العلماء الأجلاء.

بغض النظر عن مخرجات أو نتيجة هذه المناقشة، فأود أن أشكر أخي الكريم الدكتور محمد فؤاد منصور الطبيب العالم لمداخلته التي أشعلت هذا النقاش البناء، شكراً للأخ الكريم الأستاذ الدكتور إلياس عطالله الذي يعيش غريباً داخل وطنه، ولم تنسه آلامه التزامه الأدبي والخلقى نحو أمته ولغتها، وصدقني ما أن رأيتك قادم من حيفا حتى دق قلبي لكم بالحب والمساندة. وشكراً لأخي الكريم الأستاذ الدكتور على على أحمد شعبان القابع في ركن من منارة المعرفة والعلم العريقة في مصر، وهو بلا شك منصب رفيع لم ينسه التزامه الأدبي والخلقي نحو الأمة ولغتها. شكراً لأخي الكريم الأستاذ الدكتور سمير نوح عل دفء موجة الحب المرسلة لكم تخفف من برودة الغربة.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
08/02/2008, 08:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (5): هذا رائع يا واتا
اليوم صباحاً مع أنه الجمعة، ذهبت إلى العمل لأفتح الإنترنيت، وما أن دخلت وشاهدت هذا المشهد، حتى ذرفت عيني الدموع. شعور داخلي لا أستطيع أن أخفيه ولا بد أن أسجلة على مداخلة في واتا. فهو أحد إنجازاتها.

أن يسأل طبيب عالم ولا يستنكف من السؤال كونه عالم طبيب، وبعد إجابتي عليه، يقوم استاذ من قلب الوطن العزيز، بشعور من التزامه الأدبي والخلقي تجاه هذه الأمة ولغتها، ليعدل من إجابتي، وأسأله ليكون أكثر تحديداً، ولأنني رأيته من المشاهدين انتظرت إجابته لأكثر من ساعة، لأحاوره، فلم يرد. فأذهب إلى البيت. وأحضر اليوم الجمعة المبارك، فأرى قمة كلية اللغات والترجمة بنفسها تقوم بالمداخلة من شعورها الأخلاقي تجاه الأمة ولغتها، ففركت عيني لأتأكد مما أرى. بلى إنه نفسه، إنه الأستاذ الدكتور على شعبان بنفسه يقوم بالمداخلة. ويتعلم الجميع وأنا أولهم، بما في ذلك أستاذ الترجمة المصري القابع في أقصى الشرق في كيوتو الدكتور سمير نوح. أليس هذا رائع، أليس هذا إنجاز لواتا. هذا رائع ياواتا.

الم أقل لكم إن المداخل في واتا عليه أن يحسب حساب في كل كلمة يداخلها. في الدكتوراه أحسب حساب 3-5 أساتذة، هم أعضاء لجنة الدكتوراه، أما في واتا فأنا أمام لجنة مكونة من عدد لا نهائي من العلماء الأجلاء.

بغض النظر عن مخرجات أو نتيجة هذه المناقشة، فأود أن أشكر أخي الكريم الدكتور محمد فؤاد منصور الطبيب العالم لمداخلته التي أشعلت هذا النقاش البناء، شكراً للأخ الكريم الأستاذ الدكتور إلياس عطالله الذي يعيش غريباً داخل وطنه، ولم تنسه آلامه التزامه الأدبي والخلقى نحو أمته ولغتها، وصدقني ما أن رأيتك قادم من حيفا حتى دق قلبي لكم بالحب والمساندة. وشكراً لأخي الكريم الأستاذ الدكتور على على أحمد شعبان القابع في ركن من منارة المعرفة والعلم العريقة في مصر، وهو بلا شك منصب رفيع لم ينسه التزامه الأدبي والخلقي نحو الأمة ولغتها. شكراً لأخي الكريم الأستاذ الدكتور سمير نوح عل دفء موجة الحب المرسلة لكم تخفف من برودة الغربة.

وبالله التوفيق،،،

محمد فؤاد منصور
08/02/2008, 10:54 AM
مع حفظ الأقدار وبترتيب المداخلات .
الأستاذ الدكتور شاكر شبير
الأستاذ الدكتور إلياس عطا الله
الأستاذ الدكتور على على أحمد شعبان
الأستاذ الدكتور سمير نوح
أسعد الله صباحكم جميعاً
أما أنا فلا أجد فى معجمى كلمات تنهض بحقكم علىً وقد تسببت فى هذا النقاش البديع والذى أثرى عقولنا وأثرى هذه الساحة التى ننتمى إليها جميعاً ، ولعل الأستاذ عامر العظم يقر عيناً بهذا السجال الجميل وهو الذى طالما حرّض علماء الأمة على أن يجتمعوا للتشاور والتدارس فى شئون الأمة وصولاً إلى الوطن المبتغى ..ويهمنى هنا أن أقول إننى شعرت بشعور من يجلس فى ساحة العلم لمناقشة رسالة دكتوراه مفغور الفم متلاحق الأنفاس وقد قرّ فى ظنه أن العلم حمّال أوجه وليس ساحة قتال فيها خاسر ورابح ..بل كلنا فى ساحة العلم رابحون .
أدام الله عطاءكم جميعاً وأثرى بالنور والمعرفة مجالسكم وأشدّ على أيديكم واحداً واحدا ًفقد تأكد المؤكد من قبل وهو أن واتا بالفعل وطن أرسى تميزه وأصالته.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl::fl::fl::fl:

محمد فؤاد منصور
08/02/2008, 10:54 AM
مع حفظ الأقدار وبترتيب المداخلات .
الأستاذ الدكتور شاكر شبير
الأستاذ الدكتور إلياس عطا الله
الأستاذ الدكتور على على أحمد شعبان
الأستاذ الدكتور سمير نوح
أسعد الله صباحكم جميعاً
أما أنا فلا أجد فى معجمى كلمات تنهض بحقكم علىً وقد تسببت فى هذا النقاش البديع والذى أثرى عقولنا وأثرى هذه الساحة التى ننتمى إليها جميعاً ، ولعل الأستاذ عامر العظم يقر عيناً بهذا السجال الجميل وهو الذى طالما حرّض علماء الأمة على أن يجتمعوا للتشاور والتدارس فى شئون الأمة وصولاً إلى الوطن المبتغى ..ويهمنى هنا أن أقول إننى شعرت بشعور من يجلس فى ساحة العلم لمناقشة رسالة دكتوراه مفغور الفم متلاحق الأنفاس وقد قرّ فى ظنه أن العلم حمّال أوجه وليس ساحة قتال فيها خاسر ورابح ..بل كلنا فى ساحة العلم رابحون .
أدام الله عطاءكم جميعاً وأثرى بالنور والمعرفة مجالسكم وأشدّ على أيديكم واحداً واحدا ًفقد تأكد المؤكد من قبل وهو أن واتا بالفعل وطن أرسى تميزه وأصالته.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl::fl::fl::fl:

الدكتور إلياس عطاالله
08/02/2008, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (5): هذا رائع يا واتا

اليوم صباحاً مع أنه الجمعة، ذهبت إلى العمل لأفتح الإنترنيت، وما أن دخلت وشاهدت هذا المشهد، حتى ذرفت عيني الدموع. شعور داخلي لا أستطيع أن أخفيه ولا بد أن أسجلة على مداخلة في واتا. فهو أحد إنجازاتها.

أن يسأل طبيب عالم ولا يستنكف من السؤال كونه عالم طبيب، وبعد إجابتي عليه، يقوم استاذ من قلب الوطن العزيز، بشعور من التزامه الأدبي والخلقي تجاه هذه الأمة ولغتها، ليعدل من إجابتي، وأسأله ليكون أكثر تحديداً، ولأنني رأيته من المشاهدين انتظرت إجابته لأكثر من ساعة، لأحاوره، فلم يرد. فأذهب إلى البيت. وأحضر اليوم الجمعة المبارك، فأرى قمة كلية اللغات والترجمة بنفسها تقوم بالمداخلة من شعورها الأخلاقي تجاه الأمة ولغتها، ففركت عيني لأتأكد مما أرى. بلى إنه نفسه، إنه الأستاذ الدكتور على شعبان بنفسه يقوم بالمداخلة. ويتعلم الجميع وأنا أولهم، بما في ذلك أستاذ الترجمة المصري القابع في أقصى الشرق في كيوتو الدكتور سمير نوح. أليس هذا رائع، أليس هذا إنجاز لواتا. هذا رائع ياواتا.

أستاذي الكريم الدكتور شاكر،
طابَ بكَ الوقتُ صباحَ مساءَ

صباح الجمعة هنا في كرمل حيفا، وهذا أوّل ما فتحت عينيّ عليه؛ كلامك الذي يتقطّر دماثة، وانتبهت إلى تقصيري بعد القراءة، وما كنتُ قد تنبّهت سابقا إلى أنّ تعقيبك السابق يحمل كلمة الاستفسار، ولذا أرجو أن تعفو عن زلّتي، فما من عادتي أن أتخلّف عن موعد أو أفصّر في حقّ عليّ... وثانية أرجو المعذرة منك ومن كلّ الزملاء ولو بحقّ الغربة التي تجمعنا، فأنت، وأستاذنا العربيّ المصريّ الجميل القابع في كيوتو، وأنا والوطن جميعا في غربة.
تأتي مداخلاتي، على شحّها، لأتعلّم ما استطعت من أساتذة كبار في واتا، ولذا تندرج نقاشاتنا في إطار من المودّة والعلميّة، ولا يتغيّا أحد منّا أستاذيّة أو استعلاء، فنحن جميعا ولو حملنا كلّ شهادات الأكاديميّات نظلّ تلاميذ نهِمين نستزيد ونستزيد إلى أن نردّ إلى بارئنا يوم يقضي جلّت أسماؤه قضاءه... وأنا يا أستاذي، تخجلني كلّ شهاداتي في حضرة الخليل وسيبويه والفراء ومن جاء بعدهم من مريديهم، ولذا، أشعر دائما بالنشوة وأنا أتحاور مع إخوتي الأساتذة في واتا، أوتعرف ما واتا عند لا جئ في وطنه غاية ما وسعه أن يتواصل مع أبناء لغته وأمّته في عمّان فقط؟ إنّها المتنفّس والحيّز الذي تجاوز المكان والحدود وحملني على الأكفّ متنقّلا بين الحدود دون تأشيرة وجواز سفر، لألتقي مَن حرمتُ من لقائهم قسرًا، في واتا على شاشة حاسوبي ينبلج الوطنّ العربيّ كلّه أمامي، دون حدود وأسلاك ومعابر وحواجز، فأستاذي عميد كليّة الترجمة الذي أثرى النقاش فأجاد وأفاد، وأنتم، ومن أحاورهم في مشارق الوطن العربيّ ومغاربه... كلّكم في بيتي هنا في حيفا، وكأنّ واتا جاءت تجسيدا لما ردّدناه ونردّده" بلاد العرب أوطاني".
حماكم الله جميعا، وأسأل الله أن يفكّ عنا وعن أوطاننا هذه الغربة.
مع خالص محبّتي لكم ولواتا
إلياس عطا الله

الدكتور إلياس عطاالله
08/02/2008, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (5): هذا رائع يا واتا

اليوم صباحاً مع أنه الجمعة، ذهبت إلى العمل لأفتح الإنترنيت، وما أن دخلت وشاهدت هذا المشهد، حتى ذرفت عيني الدموع. شعور داخلي لا أستطيع أن أخفيه ولا بد أن أسجلة على مداخلة في واتا. فهو أحد إنجازاتها.

أن يسأل طبيب عالم ولا يستنكف من السؤال كونه عالم طبيب، وبعد إجابتي عليه، يقوم استاذ من قلب الوطن العزيز، بشعور من التزامه الأدبي والخلقي تجاه هذه الأمة ولغتها، ليعدل من إجابتي، وأسأله ليكون أكثر تحديداً، ولأنني رأيته من المشاهدين انتظرت إجابته لأكثر من ساعة، لأحاوره، فلم يرد. فأذهب إلى البيت. وأحضر اليوم الجمعة المبارك، فأرى قمة كلية اللغات والترجمة بنفسها تقوم بالمداخلة من شعورها الأخلاقي تجاه الأمة ولغتها، ففركت عيني لأتأكد مما أرى. بلى إنه نفسه، إنه الأستاذ الدكتور على شعبان بنفسه يقوم بالمداخلة. ويتعلم الجميع وأنا أولهم، بما في ذلك أستاذ الترجمة المصري القابع في أقصى الشرق في كيوتو الدكتور سمير نوح. أليس هذا رائع، أليس هذا إنجاز لواتا. هذا رائع ياواتا.

أستاذي الكريم الدكتور شاكر،
طابَ بكَ الوقتُ صباحَ مساءَ

صباح الجمعة هنا في كرمل حيفا، وهذا أوّل ما فتحت عينيّ عليه؛ كلامك الذي يتقطّر دماثة، وانتبهت إلى تقصيري بعد القراءة، وما كنتُ قد تنبّهت سابقا إلى أنّ تعقيبك السابق يحمل كلمة الاستفسار، ولذا أرجو أن تعفو عن زلّتي، فما من عادتي أن أتخلّف عن موعد أو أفصّر في حقّ عليّ... وثانية أرجو المعذرة منك ومن كلّ الزملاء ولو بحقّ الغربة التي تجمعنا، فأنت، وأستاذنا العربيّ المصريّ الجميل القابع في كيوتو، وأنا والوطن جميعا في غربة.
تأتي مداخلاتي، على شحّها، لأتعلّم ما استطعت من أساتذة كبار في واتا، ولذا تندرج نقاشاتنا في إطار من المودّة والعلميّة، ولا يتغيّا أحد منّا أستاذيّة أو استعلاء، فنحن جميعا ولو حملنا كلّ شهادات الأكاديميّات نظلّ تلاميذ نهِمين نستزيد ونستزيد إلى أن نردّ إلى بارئنا يوم يقضي جلّت أسماؤه قضاءه... وأنا يا أستاذي، تخجلني كلّ شهاداتي في حضرة الخليل وسيبويه والفراء ومن جاء بعدهم من مريديهم، ولذا، أشعر دائما بالنشوة وأنا أتحاور مع إخوتي الأساتذة في واتا، أوتعرف ما واتا عند لا جئ في وطنه غاية ما وسعه أن يتواصل مع أبناء لغته وأمّته في عمّان فقط؟ إنّها المتنفّس والحيّز الذي تجاوز المكان والحدود وحملني على الأكفّ متنقّلا بين الحدود دون تأشيرة وجواز سفر، لألتقي مَن حرمتُ من لقائهم قسرًا، في واتا على شاشة حاسوبي ينبلج الوطنّ العربيّ كلّه أمامي، دون حدود وأسلاك ومعابر وحواجز، فأستاذي عميد كليّة الترجمة الذي أثرى النقاش فأجاد وأفاد، وأنتم، ومن أحاورهم في مشارق الوطن العربيّ ومغاربه... كلّكم في بيتي هنا في حيفا، وكأنّ واتا جاءت تجسيدا لما ردّدناه ونردّده" بلاد العرب أوطاني".
حماكم الله جميعا، وأسأل الله أن يفكّ عنا وعن أوطاننا هذه الغربة.
مع خالص محبّتي لكم ولواتا
إلياس عطا الله

fadya
08/02/2008, 05:04 PM
الدكتور شاكر:
أسعدت أوقاتاً، وجميع من أرسل مشاركات لمواضيعي ولم أرسل رداً، لكن وجودك وعتبك يعنيان الكثير لي. وعلى قاعدة الذكاء العاطفي، فإن ما شعرت به منذ أول مداخلة تفضلت بها، جعلتني أدرك أمام أية قامة فكرية وديمقراطية أتعامل معها.

هذا السؤال طرحته في مطلع نشاطي بالجمعية، حين وجدت أن أحدهم قيّم مواضيعي تحديداً من بين المواضيع المنشورة بأنها سيئة، وسيئة جداً!

لذلك أشكر مداخلتك ومن ساهم أيضاً، وأخص الدكتور أحمد منصور.

لا أدّعي الآن ضيق الوقت. إنه ضيق بالفعل، وأرجو مستقبلاً أن تسنح الفرصة للعودة والمشاركة.
لك تقديري ومودتي.

وللجمعية هذه المشاركة: إنه آخر مقال نشرته:

(تم حذف المقال لأنه خارج عن سياق الموضوع ويرجى من الكاتبة نشره على رابط منفصل)

fadya
08/02/2008, 05:04 PM
الدكتور شاكر:
أسعدت أوقاتاً، وجميع من أرسل مشاركات لمواضيعي ولم أرسل رداً، لكن وجودك وعتبك يعنيان الكثير لي. وعلى قاعدة الذكاء العاطفي، فإن ما شعرت به منذ أول مداخلة تفضلت بها، جعلتني أدرك أمام أية قامة فكرية وديمقراطية أتعامل معها.

هذا السؤال طرحته في مطلع نشاطي بالجمعية، حين وجدت أن أحدهم قيّم مواضيعي تحديداً من بين المواضيع المنشورة بأنها سيئة، وسيئة جداً!

لذلك أشكر مداخلتك ومن ساهم أيضاً، وأخص الدكتور أحمد منصور.

لا أدّعي الآن ضيق الوقت. إنه ضيق بالفعل، وأرجو مستقبلاً أن تسنح الفرصة للعودة والمشاركة.
لك تقديري ومودتي.

وللجمعية هذه المشاركة: إنه آخر مقال نشرته:

(تم حذف المقال لأنه خارج عن سياق الموضوع ويرجى من الكاتبة نشره على رابط منفصل)

معتصم الحارث الضوّي
08/02/2008, 06:07 PM
الأستاذة الفضلى فادية
رجاء تحديد الروابط لأراجع الأمر.

مع فائق التحية والتقدير

معتصم الحارث الضوّي
08/02/2008, 06:07 PM
الأستاذة الفضلى فادية
رجاء تحديد الروابط لأراجع الأمر.

مع فائق التحية والتقدير

امال عابدين حيدر
08/02/2008, 06:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأساتذة المحترمين.
شكراً لكم الشكر الجزيل الذي لا حصر له ولا عدد. منكم نتعلم العلم والخلق، ولعمري إن واتا بما تحويه من عمالقة الفكر والأدب العربي لحقيق بها أن تمنح شهادات بكالوريوس وماجستير ودكتوراه ليست فخرية ولكنها علمية وأدبية.

أجمل مدرج هو مدرح جامعة واتا للفكر والأدب العربي.
تحية إكبار للأساتذة الكبار من إحدى تلميذاتهم.

آمال عابدين حيدر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

امال عابدين حيدر
08/02/2008, 06:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأساتذة المحترمين.
شكراً لكم الشكر الجزيل الذي لا حصر له ولا عدد. منكم نتعلم العلم والخلق، ولعمري إن واتا بما تحويه من عمالقة الفكر والأدب العربي لحقيق بها أن تمنح شهادات بكالوريوس وماجستير ودكتوراه ليست فخرية ولكنها علمية وأدبية.

أجمل مدرج هو مدرح جامعة واتا للفكر والأدب العربي.
تحية إكبار للأساتذة الكبار من إحدى تلميذاتهم.

آمال عابدين حيدر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Dr. Schaker S. Schubaer
10/02/2008, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (6): صعوبة الحكم على التفكير الجانبي من خلال الطرق التقليدية للتقويم
هناك استنتاجات منطقية مباشرة، بمعني ما هي القضايا التي يمكن استنتاجها من قضية ما؟ كيف انتقلت من مفاهيم بسيطة مثل المثلث والنفطة والضلع والزوايا في هندسة إقليدس، إلى تكوين قضايا جديدة مثل نظرية فيثاغورث Pythagorean Theorem؟ كل الرياضيات البحتة التي ترينها يمكن اشتقاقها من مسلمات بيانو Piano Axioms، وهي تسعة مسلمات، من خلال البناء المنطقي بالضرورة العقلية. طريقة الاستنتاجات المباشرة هي الأصل والرافد الغالب في تاريخ الفكر الإنساني، سواء كانت استقرائية (صاعدة) أم استنباطية (هابطة). في عملية التقويم عندما يتم الحكم على موضوع في الغالب يتم التركيز على هذا المحور المركزي للعمليات العقلية.

عندما تناول العالم الرياضي الألماني ريمان الهندسة الإقليدية، لم يتناول التراكيب المنطقية مثل الوصول إلى نظرية فيثاغورث من المفاهيم الأبسط، بل تركها جانباً، وأمسك ما يسمى بالافتراضات أو المسلمات التي بنى عليها إقليدس، وهي افتراض السطح المستوى. هذا التناول نسميه بالتفكير الجانبي Lateral Thinking. هذا النوع من التناول يعتبر نشاط إبداعي أيضاً. وقد نتج عن عمل ريمان ما يسمى بالهندسة اللاإقليدية Non-Euclidean Geometry، مقابل ما كان يعرف بالهندسة الإقليدية Euclidean Geometry.

وقد اهتم الطبيب المالطي الأصل البريطاني الجنسية الدكتور إدوراد دي بونو Edward de Bono، بهذه الظاهرة، وقد ألف كتاباً عليها اسمه: استخدامات التفكير الجانبي The Use of Lateral Thinking، حيث يعرف دي بونو التفكير الجانبي بأنه طريقة تتناول تغيير المفاهيم Concept والإدراك Perception، لتناول ما لا يمكن تناوله من خلال تتبع المنطق التقليدي. تماماً كما تلعبين كرة المضرب مع رياضي أعسر (يستخدم اليد اليسرى)، صعب أن تتوقعي أين ستكون الضربة، عكس لو كان مثلك أيسر (يستخدم اليد اليمنى). لذا فهي إضافة إلى كونها سلوك إبداعي، فهي نقطة قوة بحد ذاتها. لماذا أقول ذلك؟ لأنني من خلال مداخلاتك، لاحظت أن لديك هذا النوع من التفكير الجانبي، وهو كما قلت تفكير ابداعي بلا شك.

لذا أود أن أقول لأختي الكريمة الأستاذة فادية بأن لا تستسلم بهذه السهولة، أن مسؤولاً قد حكم على كتاباتها بأنها سيئة أو سيئة جداً، فربما ليس لديه العلم الكافي ليحكم على تفرد طريقتك The Uniqueness of your approach، وحتى يمكنك تعزيزها، تحتاجين إلى بعض القراءات في هذا المجال، لأنه ظهرت كتابات كثيرة في هذا المجال بعد كتاب دي بونو.

وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
10/02/2008, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (6): صعوبة الحكم على التفكير الجانبي من خلال الطرق التقليدية للتقويم
هناك استنتاجات منطقية مباشرة، بمعني ما هي القضايا التي يمكن استنتاجها من قضية ما؟ كيف انتقلت من مفاهيم بسيطة مثل المثلث والنفطة والضلع والزوايا في هندسة إقليدس، إلى تكوين قضايا جديدة مثل نظرية فيثاغورث Pythagorean Theorem؟ كل الرياضيات البحتة التي ترينها يمكن اشتقاقها من مسلمات بيانو Piano Axioms، وهي تسعة مسلمات، من خلال البناء المنطقي بالضرورة العقلية. طريقة الاستنتاجات المباشرة هي الأصل والرافد الغالب في تاريخ الفكر الإنساني، سواء كانت استقرائية (صاعدة) أم استنباطية (هابطة). في عملية التقويم عندما يتم الحكم على موضوع في الغالب يتم التركيز على هذا المحور المركزي للعمليات العقلية.

عندما تناول العالم الرياضي الألماني ريمان الهندسة الإقليدية، لم يتناول التراكيب المنطقية مثل الوصول إلى نظرية فيثاغورث من المفاهيم الأبسط، بل تركها جانباً، وأمسك ما يسمى بالافتراضات أو المسلمات التي بنى عليها إقليدس، وهي افتراض السطح المستوى. هذا التناول نسميه بالتفكير الجانبي Lateral Thinking. هذا النوع من التناول يعتبر نشاط إبداعي أيضاً. وقد نتج عن عمل ريمان ما يسمى بالهندسة اللاإقليدية Non-Euclidean Geometry، مقابل ما كان يعرف بالهندسة الإقليدية Euclidean Geometry.

وقد اهتم الطبيب المالطي الأصل البريطاني الجنسية الدكتور إدوراد دي بونو Edward de Bono، بهذه الظاهرة، وقد ألف كتاباً عليها اسمه: استخدامات التفكير الجانبي The Use of Lateral Thinking، حيث يعرف دي بونو التفكير الجانبي بأنه طريقة تتناول تغيير المفاهيم Concept والإدراك Perception، لتناول ما لا يمكن تناوله من خلال تتبع المنطق التقليدي. تماماً كما تلعبين كرة المضرب مع رياضي أعسر (يستخدم اليد اليسرى)، صعب أن تتوقعي أين ستكون الضربة، عكس لو كان مثلك أيسر (يستخدم اليد اليمنى). لذا فهي إضافة إلى كونها سلوك إبداعي، فهي نقطة قوة بحد ذاتها. لماذا أقول ذلك؟ لأنني من خلال مداخلاتك، لاحظت أن لديك هذا النوع من التفكير الجانبي، وهو كما قلت تفكير ابداعي بلا شك.

لذا أود أن أقول لأختي الكريمة الأستاذة فادية بأن لا تستسلم بهذه السهولة، أن مسؤولاً قد حكم على كتاباتها بأنها سيئة أو سيئة جداً، فربما ليس لديه العلم الكافي ليحكم على تفرد طريقتك The Uniqueness of your approach، وحتى يمكنك تعزيزها، تحتاجين إلى بعض القراءات في هذا المجال، لأنه ظهرت كتابات كثيرة في هذا المجال بعد كتاب دي بونو.

وبالله التوفيق،،،

أ.د. علي علي أحمد شعبان
11/02/2008, 08:26 AM
الأخوة الكرام الأحباء
الأستاذ الدكتور/ شاكر شوبير
الأستاذ الدكتور/ إلياس عطاالله
الأستاذ الدكتور / محمد فؤاد منصور
الأستاذ الدكتور / سمير عبد الحميد نوح
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد
فأحييكم أطيب تحية، وأشكر لكم هذه الفرصة الرائعة التي جلست فيها بين أيديكم ناهلا من علمكم، ولا أزال متطلعا إلى المزيد منه. وأود أن أقول إنه لما كان العلم رحما بين أهله، وكانت صلة الرحم واجبة وخلقا من مكارم الأخلاق ، وجب علينا أن نتواصل فيه، ذلك أن من أعطي علما فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. أعاذنا الله وإياكم منها.وأنا أرى أن التواصل في العلم لا يستوجب تقريظا ولا مدحا، ولا ينبغي له أن يستتبع غمزا ولا قدحا، بل يستوجب دعاء أن يجعلنا الله من العلماء العاملين الذين لا يدخرون وسعا في سبيل الارتقاء بأمتهم والسعي حثيثا للنهوض بها.
وعود على بدء، أشكر للأستاذ الدكتور إلياس عطاالله كلمته الرائعة التي أفدت منها إفادة عظيمة، وأؤكد لسيادته أن التحاور في اللغة شأنه شأن التحاور في الفكر واسع الآفاق، ومتعدد المناحي، ولكل وجهة هو موليها فيما يوقن أنه الصواب. وأحاول أن أجيب عن سؤاله عما اعتمدت عليه في إنكاري قضيّة الاشتقاق الثانويّ في ما ذهبُ إليه، وهو الاشتقاق من المشتقّ، والحق أني لم أنكر عليه شيئا، بل قلت قولا أراه صحيحا، ولم أحكم على ما ذهب إليه بالخطأ. ذلك أنني أرى أن قاعدة الإعلال قاعدة حاكمة فيما نحن فيه من نقاش، وأن قضية الاشتقاق الثانوي لا ينبغي لها أن تكون مناط الاحتكام فيما نحن بصدده. لأن العربية لا يوجد فيها الجذر " قيم" ولست أرى داعيا لاشتقاق " قيم " من "قيمة "، لأن الاشتقاق بوصفه عملية صرفية لا يلجأ إليه إلا عند الحاجة إلى إيجاد كلمة جديدة تعبر عن معنى غير موجود في معجم اللغة. عندئذ نشتق من الجذور الموجودة كلمة جديدة تتسق وقواعد الاشتقاق في اللغة وتعبر عن المعنى المراد. وإن لم نجد، وسَّعنا معاني بعض المفردات التي تشترك مع المعنى الجديد المراد التعبير عنه في ملمح دلالي ما يسوغ لنا هذا التوسيع، فإن لم نجد اقترضنا الكلمة من لغة أخرى وأخضعنا الكلمة المقترضة للقواعد الصوتية والصرفية للغة. وطالما أننا عندنا الجذر الذي يعبر عن المعنى المراد "قوَّم" فما الداعي إلى اشتقاق المشتق الثانوي "قيَّم" من المصدر "قيمة"؟ هذا ما قصدته من قولي إن الاشتقاق الثانوي ليس له علاقة فيما نحن بصدده من نقاش. إننا إن سوَّغنا لأنفسنا هذا المذهب لابتدعنا في لغتنا ألفاظا لا حصر لها ناتجة عن هذا الاشتقاق الثانوي، ثم نجلس بعد ذلك نتساءل : ما الفرق بين كذا وكذا؟ في حين أن كذا وكذا هاتين لا فرق بينها في أصل الوضع، لأنهما أختان غير شقيقتين لعمليتين من عمليات الاشتقاق في اللغة، وهما ما يعرفان بالاشتقاق الأصلي والاشتقاق الثانوي. ولعل هذا يذكرني بما جاء في إحدى رسائل الماجستير التي عرضت عليَّ منذ حين من الدهر، لا أتذكره على وجه الدقة، فوجدت أن الباحث فيها يناقش الفرق بين مصطلحات : القدرة، والكفاءة، والتمكن. ويدلي فيها بآراء لا وجود لها في أصل العلم الذي يدرسه، وهو علم اللغة. ذلك أن المصطلحات الثلاثة التي حيرت الباحث - ولم يكن له علم بالإنجليزية - هي في أصلها ترجمات مختلفة لمصطلح Competence الذي أطلقه عالم اللغة المعروف Chomsky فظن الباحث أنها مصطلحات متباينة في مدلولاتها في حين أنها تشير إلى مفهوم دلالي واحد. وأرجو ألا يؤدي بنا التوسع فيما يعرف يالاشتقاق الثانوي إلى تلكم الحيرة التي انتابت الباحث الذي أشرت إليه. وهو سؤال طرحه فعلا أحد الأخوة السائلين عن الفرق بين قيَّم وقوَّم، ورد عليه أخ آخر باجتهادات من نوع تلكم الاجتهادات التي ذهب إليها باحث الماجستير. ثم إنكم قلتم : "أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، ولست أدري أين وجدتم ذلك، وفي أي مرجع؟ فأنا لم أجد من بين كتب العربية التي أتيح لي الاطلاع علها – على كثرتها – ما يذكر أنهم اشتقوا الفعل "قيَّم" من المصدر "قيمة".
كما أنكم ذكرتم أن مجمع اللغة العربية قد أجاز ذلك في قولكم: "ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين" وأؤكد لكم سيدي أن المجمع لم يجز ذلك، بل كان هناك اقتراح بذلك في بحث ألقي في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين كما تفضلتم، وهناك فرق بين أن يلقى بحث في إحدى الجلسات وأن يقر المجمع ما ورد في البحث، فالمجمع في معجمه الوسيط في مادة (قوم) ص 768 يقول" (قوَّم المعوج: عدله وأزال عوجه، وقوَّم السلعة: سعرها وثمنها). فأين ذلك الذي أقره المجمع؟
وقد ذكرتم في كلمتكم القيمة أن ابن جني أشار إلى أفعال من ذلكم النوع الذي وسمتموه بأنه غير ممعجم وقال إنّها ممّا لا يبنى عليه، وذلك في كتابه سرّ صناعة الإعراب، وكلام ابن جني هنا يعني أن هذه أفعال سماعية لا يقاس عليها. ومشكلتنا الكبرى اليوم أننا نحاول أن نقيس على الكلمات الشاذة أو السماعية، فننتج بذلك أمورا لا يترتب عليها إلا تشتيت فكرنا وانعدام التواصل فيما بيننا.
إن لغتنا العربية تختلف عن كثير من غيرها من اللغات، ذلك أنها ترتبط بتراث ديني وغير ديني، وهو تراث يعتز به من يعتزون بتاريخهم الديني والفكري، ويجدون فيه منطلقا إلى آفاق أوسع وأسمى من آفاق الفكر والتطور. ومن ثم، فإني لا أجد في نفسي ميولا إلى التوسع والترخص فيما لا ضرورة إليه، في حين أجدني – في الوقت نفسه- مؤيدا أشد التأييد لابتكار كلمات جديدة تعبر عما يجتاحنا من معاني جديدة أفرزتها لنا العلوم الحديثة ولا مناص لنا من أن نأخذ بها حتى نلحق بالركب قبل أن يغادرنا كما غادرنا مرات ومرات، ولكن بشرط أن تكون هناك ضرورة تدعو إلى ذلك.
والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء الصراط.

أ.د. علي علي أحمد شعبان
11/02/2008, 08:26 AM
الأخوة الكرام الأحباء
الأستاذ الدكتور/ شاكر شوبير
الأستاذ الدكتور/ إلياس عطاالله
الأستاذ الدكتور / محمد فؤاد منصور
الأستاذ الدكتور / سمير عبد الحميد نوح
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد
فأحييكم أطيب تحية، وأشكر لكم هذه الفرصة الرائعة التي جلست فيها بين أيديكم ناهلا من علمكم، ولا أزال متطلعا إلى المزيد منه. وأود أن أقول إنه لما كان العلم رحما بين أهله، وكانت صلة الرحم واجبة وخلقا من مكارم الأخلاق ، وجب علينا أن نتواصل فيه، ذلك أن من أعطي علما فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. أعاذنا الله وإياكم منها.وأنا أرى أن التواصل في العلم لا يستوجب تقريظا ولا مدحا، ولا ينبغي له أن يستتبع غمزا ولا قدحا، بل يستوجب دعاء أن يجعلنا الله من العلماء العاملين الذين لا يدخرون وسعا في سبيل الارتقاء بأمتهم والسعي حثيثا للنهوض بها.
وعود على بدء، أشكر للأستاذ الدكتور إلياس عطاالله كلمته الرائعة التي أفدت منها إفادة عظيمة، وأؤكد لسيادته أن التحاور في اللغة شأنه شأن التحاور في الفكر واسع الآفاق، ومتعدد المناحي، ولكل وجهة هو موليها فيما يوقن أنه الصواب. وأحاول أن أجيب عن سؤاله عما اعتمدت عليه في إنكاري قضيّة الاشتقاق الثانويّ في ما ذهبُ إليه، وهو الاشتقاق من المشتقّ، والحق أني لم أنكر عليه شيئا، بل قلت قولا أراه صحيحا، ولم أحكم على ما ذهب إليه بالخطأ. ذلك أنني أرى أن قاعدة الإعلال قاعدة حاكمة فيما نحن فيه من نقاش، وأن قضية الاشتقاق الثانوي لا ينبغي لها أن تكون مناط الاحتكام فيما نحن بصدده. لأن العربية لا يوجد فيها الجذر " قيم" ولست أرى داعيا لاشتقاق " قيم " من "قيمة "، لأن الاشتقاق بوصفه عملية صرفية لا يلجأ إليه إلا عند الحاجة إلى إيجاد كلمة جديدة تعبر عن معنى غير موجود في معجم اللغة. عندئذ نشتق من الجذور الموجودة كلمة جديدة تتسق وقواعد الاشتقاق في اللغة وتعبر عن المعنى المراد. وإن لم نجد، وسَّعنا معاني بعض المفردات التي تشترك مع المعنى الجديد المراد التعبير عنه في ملمح دلالي ما يسوغ لنا هذا التوسيع، فإن لم نجد اقترضنا الكلمة من لغة أخرى وأخضعنا الكلمة المقترضة للقواعد الصوتية والصرفية للغة. وطالما أننا عندنا الجذر الذي يعبر عن المعنى المراد "قوَّم" فما الداعي إلى اشتقاق المشتق الثانوي "قيَّم" من المصدر "قيمة"؟ هذا ما قصدته من قولي إن الاشتقاق الثانوي ليس له علاقة فيما نحن بصدده من نقاش. إننا إن سوَّغنا لأنفسنا هذا المذهب لابتدعنا في لغتنا ألفاظا لا حصر لها ناتجة عن هذا الاشتقاق الثانوي، ثم نجلس بعد ذلك نتساءل : ما الفرق بين كذا وكذا؟ في حين أن كذا وكذا هاتين لا فرق بينها في أصل الوضع، لأنهما أختان غير شقيقتين لعمليتين من عمليات الاشتقاق في اللغة، وهما ما يعرفان بالاشتقاق الأصلي والاشتقاق الثانوي. ولعل هذا يذكرني بما جاء في إحدى رسائل الماجستير التي عرضت عليَّ منذ حين من الدهر، لا أتذكره على وجه الدقة، فوجدت أن الباحث فيها يناقش الفرق بين مصطلحات : القدرة، والكفاءة، والتمكن. ويدلي فيها بآراء لا وجود لها في أصل العلم الذي يدرسه، وهو علم اللغة. ذلك أن المصطلحات الثلاثة التي حيرت الباحث - ولم يكن له علم بالإنجليزية - هي في أصلها ترجمات مختلفة لمصطلح Competence الذي أطلقه عالم اللغة المعروف Chomsky فظن الباحث أنها مصطلحات متباينة في مدلولاتها في حين أنها تشير إلى مفهوم دلالي واحد. وأرجو ألا يؤدي بنا التوسع فيما يعرف يالاشتقاق الثانوي إلى تلكم الحيرة التي انتابت الباحث الذي أشرت إليه. وهو سؤال طرحه فعلا أحد الأخوة السائلين عن الفرق بين قيَّم وقوَّم، ورد عليه أخ آخر باجتهادات من نوع تلكم الاجتهادات التي ذهب إليها باحث الماجستير. ثم إنكم قلتم : "أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، ولست أدري أين وجدتم ذلك، وفي أي مرجع؟ فأنا لم أجد من بين كتب العربية التي أتيح لي الاطلاع علها – على كثرتها – ما يذكر أنهم اشتقوا الفعل "قيَّم" من المصدر "قيمة".
كما أنكم ذكرتم أن مجمع اللغة العربية قد أجاز ذلك في قولكم: "ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين" وأؤكد لكم سيدي أن المجمع لم يجز ذلك، بل كان هناك اقتراح بذلك في بحث ألقي في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين كما تفضلتم، وهناك فرق بين أن يلقى بحث في إحدى الجلسات وأن يقر المجمع ما ورد في البحث، فالمجمع في معجمه الوسيط في مادة (قوم) ص 768 يقول" (قوَّم المعوج: عدله وأزال عوجه، وقوَّم السلعة: سعرها وثمنها). فأين ذلك الذي أقره المجمع؟
وقد ذكرتم في كلمتكم القيمة أن ابن جني أشار إلى أفعال من ذلكم النوع الذي وسمتموه بأنه غير ممعجم وقال إنّها ممّا لا يبنى عليه، وذلك في كتابه سرّ صناعة الإعراب، وكلام ابن جني هنا يعني أن هذه أفعال سماعية لا يقاس عليها. ومشكلتنا الكبرى اليوم أننا نحاول أن نقيس على الكلمات الشاذة أو السماعية، فننتج بذلك أمورا لا يترتب عليها إلا تشتيت فكرنا وانعدام التواصل فيما بيننا.
إن لغتنا العربية تختلف عن كثير من غيرها من اللغات، ذلك أنها ترتبط بتراث ديني وغير ديني، وهو تراث يعتز به من يعتزون بتاريخهم الديني والفكري، ويجدون فيه منطلقا إلى آفاق أوسع وأسمى من آفاق الفكر والتطور. ومن ثم، فإني لا أجد في نفسي ميولا إلى التوسع والترخص فيما لا ضرورة إليه، في حين أجدني – في الوقت نفسه- مؤيدا أشد التأييد لابتكار كلمات جديدة تعبر عما يجتاحنا من معاني جديدة أفرزتها لنا العلوم الحديثة ولا مناص لنا من أن نأخذ بها حتى نلحق بالركب قبل أن يغادرنا كما غادرنا مرات ومرات، ولكن بشرط أن تكون هناك ضرورة تدعو إلى ذلك.
والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى سواء الصراط.

حسان الحاج إبراهيم
11/02/2008, 10:43 AM
أراد أحد الأساتذة المشاركين في هذا المنتدى أن يقيس فعل القدماء في وضع فعل مشتق من العيد هو (عَـيّـد) ليجيز فعل المحدثين في وضع فعل (قَـيّـم) الذي اشتقوه من القيمة . ولكن هذا في رأيي قياس لا يصح .
أما فعل قَـوّم فله في العربية ثلاثة معان : فيقال : قومت الشاة إذا أصابها الـقُـوام وهو داء يأخذ الغنم في قوائمها تقوم منه ، وقوم الشيء أزال عِـوجه ، وقوم السلعة قدرها أو سعّـرها ، والقيمة : ثمن الشيء بالتـقويم كما جاء في المعجمات ، ومعنى التقدير والتسعير هذا معنى صحيح فصيح قديم ، ولا حاجة إلى فعل قَـيّـم الذي شاع بين المحدثين ، لأن قوم يغني عنه . ففعل قوم يدل على التقدير في أصل وضعه ، ونحوه استقام ، فيقال استقمت المتاع أي قومته .
ولا كذلك عَـوّد وعَـيّـد ، فإن عَـوّد وتعوّد لا يدلان إلا على العادة ، فيقال : تعود الأمر إذا جعله من عادته ، وعوده إياه جعله يعتاده ، ولا صلة لهذا بمعنى شهود العيد ، وهو المعنى الذي وضعوا له فعل عَـيّـد . والعيد أصله عِـود لأنه من عاد يعود ، ولكن واوه لما سكنت وانكسر ما قبلها قلبت ياء ، ثم لزموا فيه البدل ، فقالوا في جمعه (أعياد) ولم يقولوا (أعواد) ليفرقوا بينها وبين أعواد الخشب ، كما قالوا في تصغيره عُـيَـيْـد ، وكذلك قالوا لمن شهد العيد : عَـيّـد ، ولم يقولوا عَـوّد ، فقد استلزم المعنى المستحدث فعلاً مستحدثاً ، على خلاف الأمر في قَـوّم وقَـيّـم ، فلا تدل قيم على معنى مستحدث يستلزم وضع فعل جديد ، بل تدل على ما تدل عليه قَـوّم واستقام ، ووضعها لذلك زائد عن الحاجة .

الدكتور حسان الحاج إبراهيم
جامعة البعث ، حمص ، سورية

حسان الحاج إبراهيم
11/02/2008, 10:43 AM
أراد أحد الأساتذة المشاركين في هذا المنتدى أن يقيس فعل القدماء في وضع فعل مشتق من العيد هو (عَـيّـد) ليجيز فعل المحدثين في وضع فعل (قَـيّـم) الذي اشتقوه من القيمة . ولكن هذا في رأيي قياس لا يصح .
أما فعل قَـوّم فله في العربية ثلاثة معان : فيقال : قومت الشاة إذا أصابها الـقُـوام وهو داء يأخذ الغنم في قوائمها تقوم منه ، وقوم الشيء أزال عِـوجه ، وقوم السلعة قدرها أو سعّـرها ، والقيمة : ثمن الشيء بالتـقويم كما جاء في المعجمات ، ومعنى التقدير والتسعير هذا معنى صحيح فصيح قديم ، ولا حاجة إلى فعل قَـيّـم الذي شاع بين المحدثين ، لأن قوم يغني عنه . ففعل قوم يدل على التقدير في أصل وضعه ، ونحوه استقام ، فيقال استقمت المتاع أي قومته .
ولا كذلك عَـوّد وعَـيّـد ، فإن عَـوّد وتعوّد لا يدلان إلا على العادة ، فيقال : تعود الأمر إذا جعله من عادته ، وعوده إياه جعله يعتاده ، ولا صلة لهذا بمعنى شهود العيد ، وهو المعنى الذي وضعوا له فعل عَـيّـد . والعيد أصله عِـود لأنه من عاد يعود ، ولكن واوه لما سكنت وانكسر ما قبلها قلبت ياء ، ثم لزموا فيه البدل ، فقالوا في جمعه (أعياد) ولم يقولوا (أعواد) ليفرقوا بينها وبين أعواد الخشب ، كما قالوا في تصغيره عُـيَـيْـد ، وكذلك قالوا لمن شهد العيد : عَـيّـد ، ولم يقولوا عَـوّد ، فقد استلزم المعنى المستحدث فعلاً مستحدثاً ، على خلاف الأمر في قَـوّم وقَـيّـم ، فلا تدل قيم على معنى مستحدث يستلزم وضع فعل جديد ، بل تدل على ما تدل عليه قَـوّم واستقام ، ووضعها لذلك زائد عن الحاجة .

الدكتور حسان الحاج إبراهيم
جامعة البعث ، حمص ، سورية

الدكتور إلياس عطاالله
11/02/2008, 03:34 PM
أستاذي بروفسور علي شعبان الأكرم
الأساتذة المشاركون مع حفظ الألقاب،
تحيّاتي لكم جميعا
نفعنا الله بعلم أستاذنا البروفسور شعبان وأخلاقيّات نقاشه وجلاء فكره، ولا أقول هذا إلا من صدق علميّ وصفاء طويّة، وليس لقولي هذا علاقة لا بالمدح ولا بالقدح، ولا تحمل كلماتي لا لمزا ولا همزا.
أستاذي،
أوردت في ردّك التوضيحيّ الأخير الكثير ممّا أفدتُ منه، ولكن اسمح لي أن أقف قليلا عند المقتبس التالي من ردّكم:
" ثم إنكم قلتم : "أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، ولست أدري أين وجدتم ذلك، وفي أي مرجع؟ فأنا لم أجد من بين كتب العربية التي أتيح لي الاطلاع علها – على كثرتها – ما يذكر أنهم اشتقوا الفعل "قيَّم" من المصدر "قيمة".كما أنكم ذكرتم أن مجمع اللغة العربية قد أجاز ذلك في قولكم: "ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين" وأؤكد لكم سيدي أن المجمع لم يجز ذلك، بل كان هناك اقتراح بذلك في بحث ألقي في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين كما تفضلتم، وهناك فرق بين أن يلقى بحث في إحدى الجلسات وأن يقر المجمع ما ورد في البحث، فالمجمع في معجمه الوسيط في مادة (قوم) ص 768 يقول" (قوَّم المعوج: عدله وأزال عوجه، وقوَّم السلعة: سعرها وثمنها). فأين ذلك الذي أقره المجمع؟"-
1- لا خلاف بيننا جميعا على أنّ التقييم والتعييد وأضرابها ليست موادّ قاموسيّة( ممعجمة) كلاسيكيّة، ولم يدرجها أحد منّا في فصيح العربيّة، وغاية ما قلناه إنها من المستحدث أو المولّد، واستثنيت كلمة" ديّمت السماء" الممعجمة.
2- أحلت إلى مرجع إجازة التقييم في تعقيبي السابق، ويظهر يا أخي أن المرجع المذكور- وهو مرجع مختصر شامل- ما أفاد في هذه المسألة، وعليه تفضّلتم وراجعتم المصادر المعتمدة لتؤكّدوا أنّ المجمع القاهريّ ما أجاز التقييم في الجلسة المشار إليها، ثمّ جنحتم إلى معجم المجمع " المعجم الوسيط" تأكيدا على عدم إيراد كلمة تقييم، وعليه أرجو أن أوضح كالتالي:
أ- أجاز المجمع القاهريّ استعمال كلمة التقييم وفي الجلسة المشار إليها، وهذ ما أورده في كتاب" القرارات المجمعيّة في الألفاظ والأساليب، من 1934إلى 1987م. ( القاهرة، 1989)، جاء في الصفحة 102 ما يلي:" استعمال "التقييم" بمعنى بيان القيمة
الياء في كلمة ( قيمة) أصلها واو ساكنة مكسور ما قبلها، وكذلك كلمة ( ديمة) من الدوام، وعيد من العود. والأصل في الاشتقاق من أمثال هذه الألفاظ أن ينظر إلى أصل الحرف، كما قال العرب في بعض الاستعمالات دوّمَتِ السماءُ، إلاّ أنّ العرب ربّما قطعوا النظر عن أصل حرف العلّة، ونظروا إلى حالته الراهنة، كما قالوا ديّمت السماءُ في بعض الاستعمالات، وكما قالوا: عيّد الناس إذا شهدوا العيدَ، ولم يقولوا في هذه الكلمة: عوّد الناس، تحاشيا عن توهّم أنّها من العادة. وعلى ذلك يجوز أن يقال: قيّم الشيءَ تقييما بمعنى حدّد قيمتَه للتفرقة بينه وبين قوّم الشيء بمعنى عدّله، وقد جاءت المعاقبة بين الواو والياء المشدّدتين للتخفيف في أمثلة من كلام العرب يُستأنسُ بها في قبول ذلك".
ب- المعجم الوسيط ليس مرجعا في حالتنا، فالنسخة التي بين أيدينا، على اختلاف طبعاتها، رصدت الجديد المجمعيّ على مستوى المفردة حتى تاريخ صدوره، وكان صدوره سنة 1960 إن لم تخنّي الذاكرة، وعليه لن نجد فيه كلمة تعييد الواردة في القرارات، لأنّ القرار بها صدر عام 1968، وكذلك لن تجد كلمة تسييس( بدلا من تسويس)_ وهي من الفصيلة نفسها- لأنّها أقرّت في الجلسة التاسعة من مؤتمر الدروة الثالثة والخمسين وبالجلسة الثامنة عشرة من مجلس الدورة نفسها، وكان المرحوم الدكتور شوقي ضيف قد قدّم بحثا بعنوان " تسييس"، ينظر المصدر المذكور أعلاه؛ القرارات المجمعيّة، ص 268، وينظر: كتاب الألفاظ والأساليب، الجزء الثالث، القرارات التي صدرت في الدورات من الخمسين إلى الخامسة والستّين، ص 78( مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، 2000).
لا يعني كلامي هذا أنّ كلّ ما يجيزه مجمعٌ يصبح عندي قاعدة منزلة، ولكنّ شيوع التقييم( رغم تعدّد دلالات التقويم وشمولها للكثير من دلالة التقييم) والتسييس، أجازهما المجمع أم لم يجزهما، يظلّ أقوى من آرائنا... والظاهر أن للسيرورة فعلا، يعجبنا حينا ولا يعجبنا أحيانا.
واقبل، أستاذي، خالص التقدير
إلياس عطاالله

الدكتور إلياس عطاالله
11/02/2008, 03:34 PM
أستاذي بروفسور علي شعبان الأكرم
الأساتذة المشاركون مع حفظ الألقاب،
تحيّاتي لكم جميعا
نفعنا الله بعلم أستاذنا البروفسور شعبان وأخلاقيّات نقاشه وجلاء فكره، ولا أقول هذا إلا من صدق علميّ وصفاء طويّة، وليس لقولي هذا علاقة لا بالمدح ولا بالقدح، ولا تحمل كلماتي لا لمزا ولا همزا.
أستاذي،
أوردت في ردّك التوضيحيّ الأخير الكثير ممّا أفدتُ منه، ولكن اسمح لي أن أقف قليلا عند المقتبس التالي من ردّكم:
" ثم إنكم قلتم : "أما التقييم، وهو تبيان القيمة، فمشتقّ من القيمة، أي مشتق من مشتقّ، وهو ما نعرّفه في علم اللسانيّات بالاشتقاق الثانويّ " secondary derivation، ولست أدري أين وجدتم ذلك، وفي أي مرجع؟ فأنا لم أجد من بين كتب العربية التي أتيح لي الاطلاع علها – على كثرتها – ما يذكر أنهم اشتقوا الفعل "قيَّم" من المصدر "قيمة".كما أنكم ذكرتم أن مجمع اللغة العربية قد أجاز ذلك في قولكم: "ومهما يكن من أمر، فإن الكلمة ووزنها- ومثلها قيّم تقييما- ممّا يشيع في العربيّة المعاصرة غير الخاضعة أو المذعنة لرأي القدماء في بعض الأوزان، الأمر الذي دفع مجمع اللغة العربيّة في القاهرة إلى إجازة استعمال التقييم بمعنى بيان القيمة، وذلك في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين" وأؤكد لكم سيدي أن المجمع لم يجز ذلك، بل كان هناك اقتراح بذلك في بحث ألقي في الجلسة الثامنة من الدورة الرابعة والثلاثين كما تفضلتم، وهناك فرق بين أن يلقى بحث في إحدى الجلسات وأن يقر المجمع ما ورد في البحث، فالمجمع في معجمه الوسيط في مادة (قوم) ص 768 يقول" (قوَّم المعوج: عدله وأزال عوجه، وقوَّم السلعة: سعرها وثمنها). فأين ذلك الذي أقره المجمع؟"-
1- لا خلاف بيننا جميعا على أنّ التقييم والتعييد وأضرابها ليست موادّ قاموسيّة( ممعجمة) كلاسيكيّة، ولم يدرجها أحد منّا في فصيح العربيّة، وغاية ما قلناه إنها من المستحدث أو المولّد، واستثنيت كلمة" ديّمت السماء" الممعجمة.
2- أحلت إلى مرجع إجازة التقييم في تعقيبي السابق، ويظهر يا أخي أن المرجع المذكور- وهو مرجع مختصر شامل- ما أفاد في هذه المسألة، وعليه تفضّلتم وراجعتم المصادر المعتمدة لتؤكّدوا أنّ المجمع القاهريّ ما أجاز التقييم في الجلسة المشار إليها، ثمّ جنحتم إلى معجم المجمع " المعجم الوسيط" تأكيدا على عدم إيراد كلمة تقييم، وعليه أرجو أن أوضح كالتالي:
أ- أجاز المجمع القاهريّ استعمال كلمة التقييم وفي الجلسة المشار إليها، وهذ ما أورده في كتاب" القرارات المجمعيّة في الألفاظ والأساليب، من 1934إلى 1987م. ( القاهرة، 1989)، جاء في الصفحة 102 ما يلي:" استعمال "التقييم" بمعنى بيان القيمة
الياء في كلمة ( قيمة) أصلها واو ساكنة مكسور ما قبلها، وكذلك كلمة ( ديمة) من الدوام، وعيد من العود. والأصل في الاشتقاق من أمثال هذه الألفاظ أن ينظر إلى أصل الحرف، كما قال العرب في بعض الاستعمالات دوّمَتِ السماءُ، إلاّ أنّ العرب ربّما قطعوا النظر عن أصل حرف العلّة، ونظروا إلى حالته الراهنة، كما قالوا ديّمت السماءُ في بعض الاستعمالات، وكما قالوا: عيّد الناس إذا شهدوا العيدَ، ولم يقولوا في هذه الكلمة: عوّد الناس، تحاشيا عن توهّم أنّها من العادة. وعلى ذلك يجوز أن يقال: قيّم الشيءَ تقييما بمعنى حدّد قيمتَه للتفرقة بينه وبين قوّم الشيء بمعنى عدّله، وقد جاءت المعاقبة بين الواو والياء المشدّدتين للتخفيف في أمثلة من كلام العرب يُستأنسُ بها في قبول ذلك".
ب- المعجم الوسيط ليس مرجعا في حالتنا، فالنسخة التي بين أيدينا، على اختلاف طبعاتها، رصدت الجديد المجمعيّ على مستوى المفردة حتى تاريخ صدوره، وكان صدوره سنة 1960 إن لم تخنّي الذاكرة، وعليه لن نجد فيه كلمة تعييد الواردة في القرارات، لأنّ القرار بها صدر عام 1968، وكذلك لن تجد كلمة تسييس( بدلا من تسويس)_ وهي من الفصيلة نفسها- لأنّها أقرّت في الجلسة التاسعة من مؤتمر الدروة الثالثة والخمسين وبالجلسة الثامنة عشرة من مجلس الدورة نفسها، وكان المرحوم الدكتور شوقي ضيف قد قدّم بحثا بعنوان " تسييس"، ينظر المصدر المذكور أعلاه؛ القرارات المجمعيّة، ص 268، وينظر: كتاب الألفاظ والأساليب، الجزء الثالث، القرارات التي صدرت في الدورات من الخمسين إلى الخامسة والستّين، ص 78( مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، 2000).
لا يعني كلامي هذا أنّ كلّ ما يجيزه مجمعٌ يصبح عندي قاعدة منزلة، ولكنّ شيوع التقييم( رغم تعدّد دلالات التقويم وشمولها للكثير من دلالة التقييم) والتسييس، أجازهما المجمع أم لم يجزهما، يظلّ أقوى من آرائنا... والظاهر أن للسيرورة فعلا، يعجبنا حينا ولا يعجبنا أحيانا.
واقبل، أستاذي، خالص التقدير
إلياس عطاالله

الدكتور التهامي الهاشمي
21/02/2008, 11:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية و احتراماً ،
و بــعــد
أسأل نــفــســي : { ما هــو معيــارك في تـــــقـــــيــــــيـــــــــم الــمــوضـــوع الـــذي تــطــلــع عـــــلـــيـــه }

و قبل أن يحضرني الجواب سـمـعـت أخــاً يــــقـُـــــول :

( ليس معياراً و لكن أعتمد مـَــــــقـُــــــــــولـَــــــة : " إذا قرأت نصاً فاقرأه بعين عدو لا بعين صديق "

بعد أن اتضح الأمر أقـُــــــــول :

" لا أقرأه لا بعين عدو و لا بعين صديق ؛ بل أقرأه مـُــــــحـَــــاولاً الـْــغَــوص إلى أعماقه لعلي أدرك الـمـَـغـْـزى الحقيقي من تحريره "

أي أقرأه مــحــاولاً أن أكون مجرداً من كل الحمولات التي أحملها ؛ تلكم الحمولات التي أحملها بسبب تكويني الثقافي و الاجتماعي و ما ترصب في { Mon Subconscient } من مـحـيـطـي الذي أعيش فيه.

هو حقيقة صعب جداً أن يتجرد الإنسان من كل هذه الأشياء و هو يقرأ نصاً ؛ بل إنه مستحيل أن يتجرد تجرداً تاماً ؛ هذه طبيعة البشر ، و هنا يكمن السر في فهمنا
المتباين لنفس التصوص

مـــع تـــــقـــديـــري و احـْـــتـِــــرامــــي

عبد الكريم فرحي
21/02/2008, 06:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية و احتراماً ،
و بــعــد
كم كان جميل أن نجلس اليكم متعلمين وكم كان الوقت أجمل حينما رد العالم على عالم آخر بأدب جعلني لا أخاف على العربية من أهلها وغيرهم أيضا ,لكنني صراحة لم ألق انصراف السؤال الى غير مصبه لكون صاحبة المدخل تبحث عن معيار لنقد ووزن النص بمقاييس و أقيسة ان صح التسمية فجعلت سؤالها عاما لكونها لم تخص نوعا بعينه من النصوص فهي صاغت تساؤلها بمبناه:
ماهو معيارك لتقييم الموضوع؟
فكان الأولى أن نستفسر منها عن أي اتجاه من المواضيع تتحدثين لأن كل موضوع له ضوابطه و ان كان المشترك في جلها الدقة و التمكن و الموضوعية و التجرد قدر الامكان.
ودي و تقديري

شوقي بن حاج
21/02/2008, 09:03 PM
الأساذة الكرام

في تقييمي للمواضيع خاصة الإبداعية

أحاول بداية ان أتجرد من كل شيء مستعملا عين العقل
فاول شيء أفكر فيه هو : هل قرات موضوعا مشابها أي هل الفكرة جديدة؟
ثم أذهب لجوانب اللغة وإيحاءاتها والرموز التي قد خبأها المبدع
ثم تأتي الأبعاد التي تلتف حول النص وهل هناك بعد غير منظور في النص
لتنتهي اخيرا ربط العلاقة بين النص وما هو معيش إنطلاقا من محيطي القريب إلى جغرافية العالم
وكىخر نقطة أنظر إلى القيم الإجتماعية الفلسفية التاريخية و الفنية التي يمكن إستخراجها من باطن النص
متحريا التجرد مستبعدا المجاملات رغم أنها موجودة بحكم العادة
والله أعلم

عبدالرؤوف عدوان
22/02/2008, 11:50 AM
الأستاذة فادية: من كان لها السبق في فتح باب التحاور العلمي،

الأستاذة هدى، والأستاذ إبراهيم خليل إبراهيم، والدكتور شاكر شبير والأستاذ محمد فؤاد منصور والدكتور علي شعبان، والأستاذ الغالي سمير نوح، والأستاذ معتصم الحارث الضوي، والأستاذة آمال عابدين حيدر، والدكتور إلياس عطا الله الذي أجاد وأحسن، والدكتور التهامي الهاشمي شيخ القراءات، والأستاذ حسَان الحاج إبراهيم والسيد عبدالكريم فرحي، والسيد شوقي بن حاج، والسادة المتصفحين والقراء الذين زاد عددهم عن الخمسين والمائة: أعود إلى الطرح الأول عن معيار التقييم، أو التقييم المعياري الذي طرحته الأستاذة فادية من دمشق معلنة إنارة الشمعة:

أقول للأستاذة فادية: قبل الولوج إلى عالم التقييم عليَ أن أقرأ الموضوع قراءة بنيوية كما علَمني أستاذي الدكتور عبدالله الغذامي، قراءة بنيوية متأنية لا تنقص عن مرات ثلاث. مرة لمسح النص، وثانية للغوص في معناه، وثالثة للتعرف على محاسنه وجمالياته والوقوف على الجديد فيه. هذا إذا كنت أود أن أكتب عنه نصاً موازياً إبداعياً (أدبياً كان أم علمياً كما يقول الأستاذ الراحل الدكتور شلش). فالسبق في التعبير والتشخيص هما للغة والأدب، مهما كان النص المكتوب فنياً أم علمياً أم زراعياً أم غير ذلك. وإذا كنت أود كتابة نصٍ إبداعي نقدي يتوازى مع روح النص الأصلي للوقوف على الهفوات وتتبع مواطن الذلل فعليَ الشروع بقراءة رابعة أو أكثر.

أتذكر في قراءاتي الثلاث أو الأربع أن أتجرد عن الأنا والذات، أستشف المقصود والكنه، أبحث عن المحسنات والجديد والبصمات المتروكة والممهور بها النص والتي تعكس روح الكاتب، ثمَ أنعم النَظر في ماوراء النص وفي بلاغته ومصداقيته وثبوت الرؤية والتركيز ووحدة النص والموضوع. أستفسر رجوعاً إلى صاحب النص إذا مرت بيَ تورية مبهمة، خاصَة في النصوص السياسية والقانونية.

أعرج هنا على التقييم والتقويم وأسأل: ماتعريفكم للقيامة؟ وهل القيامة من التقييم أم التقويم؟ وهل إذا قيَمت النصَ تقييم مقيِم أكون أحدث قيامة؟ أم هل إذا قوَمت تقويماً مع المقومين أحدث قيامة؟ وهل القوامة من التقويم أم التقييم؟ قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء). وما الفرق بين قيَام وقيُوم؟ وهل يقيم الله القيامة لتقييم أعمال العباد أم لتقويمهم؟

نعلم أنَ (قيَم، يقيِم، تقييماً) هي في الدارج بمعنى سبر، يسبر سبراً ليعرف الميل إلى الصواب أم الخطأ ويتحرى الصحَة من الزلل، ومنها تقييم المناهج سعياً لتطويرها وتحسينها حتى تستقيم (صراطاً مستقيماً).

ومرَ معنا على لسان من أدلى بدلوه مشتقات: (قوَم، يقوِم، تقويماً). هنا أرى أنَ قوَة بدنية نفسية جسدية تدخل في تعريف هذه المفردات: (كنت تقومه فكسرته)، (تقويم المعوج من مهمة الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر)، (وقف يقوِم عماد البيت، وعماد المنزل)، (وطريق قويم أي مستقيم تدخَل فيه الجهد الجسدي البنائي فجعله قويماً، أو تدخلَ فيه الجهد التربوي النفسي فجعل منه إنساناً مستقيماً)

أما عن اللغة وهل هذه كلمة محدثة أم تقليدية قديمة فهذا كلام لا يستند إلى منطق مادامت الأوزان الصرفية موجودة تجاري الزمان، إرجعوا إلى المجامع اللغوية العربية وجهابذتها، وكيف يطوعون مااستحدث من الفاظ أعجمية فيجدون لها منفذاً عبر لغتنا المتطورة النابضة بالحياة. خذوا كلمات مثل (الفاكس) حورها اللغويون في المدرسة الصرفية الخليجية والشامية والعراقية إلى (المزجلة)، وحولها أصحاب المدرسة الصرفية المصرية والسودانية والمغاربية إلى (ناسوخ). قفوا عند مصادرها وتأملوا حفظكم الله، ثمَ ليسحب من قال إن هناك ألفاظاً دخيلة استحدثت ودخلت على المدرسة الصرفية العربية.

رجائي من الجميع قبل الشروع في التحاور أن يراجعوا ويتأملوا في ماذكر من موضوعات حتى ترتقي مداخلاتنا إلى المثالية التي لمستها عند أخي الدكتور إلياس عطا الله الذي أجزم بأنه وقف على كلِ ماكتب.

علينا أيضاً الرجوع إلى مفردات وألفاظ وتعابير شائعة دارجة حتى نتحاور ونتواصل بناءً على أرضية معرفية مشتركة بيننا.

ارجعوا جميعاً إلى كتاب أستاذي الجليل الدكتورعبده الراجحي (التطبيق الصرفي)الذي كان أستاذاَ للعلوم اللغوية بجامة الإسكندرية وبيروت العربية والإمام محمد بن سعود الإسلامية. ارجعوا إلى كتابه للوقوف على الميزان الصرفي، والقلب المكاني، والأفعال المعتلة :(مثالاً، وأجوفاً، وناقصاً، ولفيفاً مفروقاً، ولفيفاً مقروناً)

أسأل هنا: كثير من المذيعين يصرفون (ينونون) كلمة (أشياء) فيقولون (أشياءً كثيرة). لماذا هذه المفردة ممنوعة من الصرف (التنوين)؟

أشكركم وأرجو أن لا أكون قد أطلت.

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - سوريا

الدكتور إلياس عطاالله
24/02/2008, 05:24 PM
الأخ الكريم الأستاذ عبد الرؤوف عدوان،
لك ألف تحية عربيّة خالصة لوجه الله... والعربيّة والعروبة،
كلمة أشياء، صرفها وعدم صرفها.
أجيب على سؤالك من ثلاثة محاور:
1- تيسيرا على الطلبة، تجمع كتب تدريسهم على أنّ أشياءَ ممنوعة من الصرف شذوذًا، ولا بأس في التيسير، فالخوض في إشكاليّاتها لا مبرّر له، وكفانا القرآن الكريم فيصلا في منع صرفها( أو عدم إجرائها بمصطلح القدماء)- تنظر سورة المائدة: الآية 101.
2- جموع التكسير الممدودة( المنتهية بهمزة قبلها حرف المدّ/ الألف)، تقسم أصنافا وفق همزتها، من حيث كونها:
(أ)همزة أصليّة( موجودة في المفرد، نحو: أجزاء، أشياء، أعباء، أضواء...)، أو
(ب) منقلبة عن واو( نحو: أشلاء، أنحاء...)،أو
(ج) منقلبة عن ياء( نحو: أنداء، أثداء...)، أو
(د) زائدة( نحو: كرماء، أصدقاء، عقلاء...)، فالمجموعة الرابعة وحدها ممنوعة من الصرف، وسائر الجموع المذكورة منصرفة، وحيث إنّ أشياء من المجموعة الأولى( شكليّا) علّلوا منعها من الصرف شذوذا.
3- منذ الخليل بن أحمد، ومن جاء بعده من العباقرة، والكلمة موضع خلاف على صعيد وزنها الصرفيّ، فوزنها هو الذي يقرّر في كونها منصرفة أو ممنوعة من الصرف،
أ- يرى الخليل وسيبويه أن وزن أشياء هو " لفعاء" على القلب من " فعلاء"، وأصلها شَيْئاء من المفرد شيْء.
ب- يرى الكسائيّ أنّها وزن" أفعِلاء" جمعا لشيء.
ج- يرى الفرّاء أنّها " أفعلاء" ومفردها شيّئ وجمعه أشيئاء، كهيّن وميّت اللتين يخفّف التشديد فيهما ليصيرا هيْن وميْت.
د- يتّفق الأخفش( الأوسط) مع الفرّاء في الوزن، ويخالفه في المفرد، فالمفرد عنده شيء( فَعْل) كبيْت، ويرى أنّ أفعلاء أخت " فُعلاء".
هذه باختصار مذاهب من أرسى قواعد العربيّة، والإشكال لا يقف عند اجتهاداتهم التي جاءوا بها، بل يتعدّاها إلى قضيّة أقيسة الجمع؛ فهل يجمع " فَعْلٌ" على " أفعال"؟
وهل يجمعُ " فيْعلٌ" و" فََعل"على أفعلاء؟ وإن كان الجمع على أفعال، فصيغة أفعال منصرفة! إضافة إلى أنّ ما ذهب إليه الفرّاء من حيث كونها أفعلاء، لا تظهر فيه علّة حذف اللام... ويطول النقاش في القضيّة، ولقد أسهب فيه وأجاد ابن جنّي قي كتابه: المنصف، شرح كتاب التصريف للمازنيّ( بيروت، 1999)، ص 358- 362، وعنه نقل ابن عصفور في الممتع في التصريف: 2: 513- 518،(بيروت: دار المعرفة 1987).

ولئلا نقحم الطلبة غير المختصّين في هذه المتاهات، فلا بأس في أن نطبّق القاعدة السائرة التي تمنع أشياء من الصرف... أمّا مع المختصّين من الطلبة، فالأفضل- إن كان الصرف موضوع تخصّصهم- الخوض في هذه القضايا الاجتهاديّة الإبداعيّة.
مع خالص المحبّة.
إلياس عطاالله

عبدالرؤوف عدوان
25/02/2008, 11:27 PM
تلميذكم عبدالرؤوف عدوان أيها الأخ الفاضل إلياس عطا الله استفاد من بحثكم المعمق المتخصص ووفر جهداً ووقتاً نتيجة تبيانكم استحالة صرف كلمة (أشياء). نعم كما قلتم ياسيدي بأن سورة المائدة هي خير دليل شافٍ وكافٍ. بارك الله لنا بكم وبأمثالكم جهابذة العربية ورواد الصرف والإعراب. أنتم "خليل" القرن الحادي والعشرين أيها الأستاذ الفاضل، وأنتم شيخ العربية بهجت البيطار، وأنتم سعيد الأفغاني. سوف أظل أذكر شرحكم وتفصيلكم ومداخلاتكم، خصوصاً الوقوف على (أشياء) وتبيان حكمها.

أيمكنكم حضور الاجتماع الذي تنوي الجمعية عقده في الأردن؟ مع خالص شكري وتقديري



عبدالرؤوف عدوان
دمشق - سوريا