المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكو فد واحد يشتم البصرة



كاظم فنجان الحمامي
10/07/2012, 12:57 AM
أكو فد واحد يشتم البصرة





كاظم فنجان الحمامي

لا نختلف مع إدارة (السومرية) ولا مع غيرها من الفضائيات العراقية في أنشطتها البرامجية الرامية إلى رسم البسمة البريئة على ملامح الوجوه العراقية, التي أرهقتها الظروف القاسية, ولا نتقاطع معها في توجهاتها الاجتماعية والإعلامية نحو الترويح عن الناس, بل نتفق معها ومع غيرها في البحث عن المزيد من محطات الاستراحة الترفيهية, وتفعيلها كوميديا وموسيقيا وثقافيا, شريطة أن تتقيد بحدود الأدب, ولا تتطاول على الناس, ولا تسخر منهم بالطريقة التي تعمدت فيها الإساءة إلى أهلنا في البصرة بنكتة سوقية, نعتتهم بالجبن والتخاذل والخوف والهلع, وجاء فيها التعميم واضحا بالقول (أكو فد واحد من أهل البصرة), لنتلقى بعدها اهانة مباشرة تصفنا بأوصاف لم نكن نتوقعها من فضائية عراقية محلية. .
http://up.arab-x.com/Apr12/Mxw69531.jpg (http://up.arab-x.com/)
ففي الحلقة (36) التي بثتها (السومرية) مساء الثامن من تموز الجاري, بمشاركة ضيف الحلقة الأستاذ عادل الحمداني, أطلق (راسم كريم) نكتته الفجة, التي لم تقم اعتبارا لعرف, ولم تلتزم بضوابط أخلاقية, ولم تعر اهتماما لمشاعر أهلنا في البصرة, فلم يلجمه مقدم البرنامج, ولم يرد عليه المخرج, ولا الذين شاركوه في الإعداد, وكأنهم كانوا على قناعة تامة من صلاحية تلك النكات المسيئة, فأي بؤس هذا الذي نسمعه ونشاهده من مجموعة اعلامية تشتم البصرة, وأي سماجة هذه التي تتكرر في اليوم التالي بعد الظهر, لتؤكد من جديد على سمعناه ليلة أمس.
أيعقل أن ينحدر البعض بهذه الأساليب المبتذلة بدواعي الإسفاف والتهريج والتندر على الناس ؟, أنعاتب الشاعر والفنان الذي يفترض أن يتقيد بالقواعد الانضباطية العامة ؟ أم نعاتب المؤسسة الإعلامية, التي وقفت وراء هذا التجني على البصرة, أم يقع الخلل برمته على الرقابة الإعلامية التي تغاضت عن هذه التجاوزات. .
قال: ((أكو فد واحد من أهل البصرة خواف, كلش خواف, يخاف من الحرامي, صاح يبووووووي, يبووووي من الشباك)), فضحكوا وضحك معهم السفهاء, بربكم أين النكتة هنا ؟, وأين عوامل الإضحاك التي أطلقها هذا القرقوز, الذي لا يفرق بين الشيمة والنكتة. والانكى من ذلك ان القناة التي تخصصت ببث هذه السفاسف قناة سومرية, تذيع برامجها من بغداد, والتي اختارت الاستهزاء بالسومريين والاستخفاف بهم, فمزجت النكتة بالشتيمة, ولم تعد تميز بين الطرفة العراقية اللطيفة التي دأبنا على سماعها في مقاهينا العامة, وبين العبارات النابية التي يطلقها السكارى والمخمورين في حانات آخر الليل. .
نحن لسنا ضد النكات, ولا نريد تقنينها وترشيدها, وربما نكون من أكثر الشعوب حاجة لسماعها وتداولها للترويح عن قلوبنا المتعبة, ونحن فوق ذلك كله في أمس الحاجة للمرح والترفيه عن عوائلنا في هذه الأجواء المشبعة بالهموم والأحزان, لكننا نرفض الأساليب الإعلامية المسطحة, التي تتعمد التجريح والتشويه والتسفيه. .

حاولت الاتصال بزملائي في الإعلام, وحصلت منهم على هاتف الشاعر صباح الهلالي, اتصلت به مرات ومرات, من دون أن أتلقى أي رد, ثم جاءتني منه رسالة نصية على الهاتف (مسج), تقول: ((هاتفي للمسجات فقط)), فأرسلت له ردا مختصرا, قلت فيه: ((أنا فلان الفلاني احاول الاتصال بك)), ثم عاودت الاتصال مرة أخرى, لكن محاولاتي كلها باءت بالفشل, فقررت ان اكتب مقالتي هذه, التي أعتب فيها على قناة (السومرية), وأطالبها بالعودة إلى جذورها السومرية الضاربة في عمق التاريخ, لكي تراجع حلقات البرنامج, وتفحصها وتدققها قبل اتخاذ القرار ببثها على الهواء, لأنه من غير المعقول أن تكون حصة البصرة هذا التهريج السافر, الذي تعمد تخديش صورتها السومرية. .