المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل بدأ تفكك النظام السوري؟



غالب ياسين
08/08/2012, 04:53 PM
مكابرة النظام السوري الدموية وصلت الى نهايتها في حلب. اجمل مدن الكون واكثرها عراقة تقصف بطائرات الميغ الحربية. كأن بشار الأسد ولفيفه من القتلة والسفاحين يعتقدون انهم يستطيعون تدمير كل سورية وتحويلها الى مقبرة. وبذا يصير النظام حارسا للقبور وحاكما على الأشباح الهائمة.

لم يتعظ ابن 'السلطة الابدية' لما جرى لأقرانه من المستبدين العرب، بل اعتقد واهما ان الدعم الخارجي سوف يعطيه يدا حرة ومطلقة من اجل تدمير سورية.

كل مدن سورية ثائرة، والجيش النظامي ينتشر على مساحة البلاد كلها، القصف يمتد من دمشق الى درعا، ومن دير الزور الى حمص، ومن حلب الى حماه وحمص واللاذقية.

ومع ذلك استطاع الجدار العسكري الأصم ان يصمد في دفاعه عن الرئيس الديكتاتور والسلالة الحاكمة، ورغم كل الانشقاقات في صفوف جنود الجيش السوري، وخصوصا في صفوف الضباط، فان آل الأسد لم يبالوا، واستمروا في لعبة البقاء الدموي في السلطة.

لكن امس حدثت احدى المفاجاءات الكبرى، رئيس الحكومة رياض حجاب هرب الى الأردن، ويقال انه انشق مع ثلاثة وزراء، اعتقل منهم وزير المالية قبل ان يستطيع الهرب الى الاردن.

ماذا بقي من السلطة ايها الديكتاتور؟

بلد بلا حكومة، وبرلمان لا شرعي، وقضاء بلا معنى، واعلام كاذب.

السلطة تتفكك حجرا حجرا، ولم يعد من الممكن الاستمرار في اللعبة.

لا ادري ماذا سيقول لافروف لسيده بوتين، كي يلخص له بؤس حالة النظام الذي يبهدل السلاح الروسي، محولا روسيا الى عدو للسوريين والعرب اجمعين؟

لكن بعد تداعي الحكومة باتت المسألة في ملعب واحد.

انها لحظة الحقيقة بالنسبة للجيش السوري النظامي، على قيادات الجيش ان تختار بين النظام والوطن.

فالسياسة الرعناء التي تتبعها السلالة الحاكمة لن تقود سوى الى خراب سورية. فالنظام الأرعن الذي فتح جميع ابواب التدخل الخارجي، الروسي- الايراني، كان عليه ان يتوقع تدخلا موازيا من اطراف أخرى، وبذا فهو يقود سورية الى الخراب والدمار، فيما يحفر قبره بيديه.

انها لحظة الحقيقة بالنسبة للجيش الذي دُمرت سمعته وجرى تلويثه بدماء الأبرياء، فالمخرج الوحيد من الحرب المفتوحة، التي قد تكون كوكتيلا من مساويء كل الحروب الأهلية، لأنها سوف تدمج طائفية حرب لبنان بهمجية التطهير العرقي الصربي، بوحشية استباحة المدنيين على الطريقة العراقية، المخرج هو انشقاق قوى وازنة من الجيش النظامي وائتلافها مع الجيش الحر من اجل تشكيل قوة تحمي الثورة والمجتمع والدولة، وتعلن نهاية الحقبة الأسدية السوداء.

لا ادري اذا كان ما اقوله مجرد امنية، فالكلمات التي نكتبها الآن في سباق مع الاحداث، والأمل هو ان لا يسمح الجيش النظامي بارتكاب مذبحة مروعة في حلب، لأن ثمن هذه الخطيئة سوف يكون كبيرا، وكبيرا جدا.

ان انشقاق الجيش او قوى اساسية فيه عن هذه السلطة وانفكاكها عن الجريمة الوحشية التي ترتكب بحق الشعب السوري منذ ستة عشر شهرا، لن تأخذ معناها العميق الا عبر ائتلاف يجمعها مع الجيش السوري الحر ومع تنسيقيات شباب الثورة، كي يستعيد المجتمع المدني السوري حقه في حكم نفسه بنفسه، وكي يتم تحرير الثورة من اي ارتهان لقوى خارجية سواء كانت عربية او اجنبية.

فالحرية هي ايضا فعل مستقل واستقلالي بامتياز.

كل شيء يشير الى ان النظام الاستبدادي يتفكك.

والأمل هو ان يتسع الانشقاق اليوم قبل الغد، كي لا يكون ثمن اسقاط هذا النظام الوحشي اكبر من ان يحتمل.
منقول
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2012\08\08-06\06qpt998.htm

نايف ذوابه
01/09/2012, 10:34 PM
أهلا أستاذ غالب ..

معركة المخلصين مع النظام قد تطول .. صحيح أن النظام في حالة موت سريري من ناحية سياسية لكنه يملك قوة غاشمة تطيل عمره لكنها لن تبقيه على قيد الحياة .. المسألة مسألة وقت .. هو يراهن على مشروع الدولة العلوية في منطقة الساحل كبديل وحل انتحاري ظنًّا منهم أن حيازة قوة وثروة قد تبقيهم وتحافظ على كيانهم لكن شرعيتهم باطلة ولن تقبل بهم المنطقة مع أنهم يحرضون الطوائف لتقيم كيانات طائفية شبيهة بكيانهم الذي يسعون من أجله.. لكن الطوائف الأخرى رفضت حتى الآن ..

إن أشد الساعة حلكة هي الساعة التي تسبق انبلاج الفجر لذلك إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ..