المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما مدى صحة هذه العبارة: " من تفلسف فقد تزندق " ؟!



أحمد المدهون
23/08/2012, 12:30 PM
قرأت قديماً عبارة تنهى عن تعلّم الفلسفة، وتحذر من علم المنطق، تقول:

"من تفلسف فقد تمنطق، ومن تمنطق فقد تزندق"

ما مدى صحة هذه العبارة ؟
وما السياق التاريخي الذي قيلت فيه ؟!

عبدالله محمد مريكي
23/08/2012, 08:06 PM
لما ازدهر وانتشر ترجمة كتب اليونانيين في زمن الدولة العباسية قام الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله يرد عليهم، وهو ينهى الأمة عن تعلم الفلسفة والمنطق؛ فهو الذي قال: من تفلسف فقد تمنطق، ومن تمنطق فقد تزندق. ومع هذا نجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية إماماً في الفلسفة والمنطق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فهل تزندق ؟!

أحمد المدهون
24/08/2012, 06:31 PM
لما ازدهر وانتشر ترجمة كتب اليونانيين في زمن الدولة العباسية قام الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله يرد عليهم، وهو ينهى الأمة عن تعلم الفلسفة والمنطق؛ فهو الذي قال: من تفلسف فقد تمنطق، ومن تمنطق فقد تزندق. ومع هذا نجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية إماماً في الفلسفة والمنطق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فهل تزندق ؟!

أهلاً بالأستاذ عبدالله،

أشكرك لهذه المشاركة، وحبّذا لو أشرت إلى الموضع الذي وردت فيه هذه العبارة على لسان شيخ الإسلام ابن تيمية.
أما بخصوص سؤالك، فمن المؤكد أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بريء من الزندقة، وهو المعروف أنه ناصر السنّة، وقامع البدعة والخرافات والخزعبلات التي تعارض العقل والمنطق. وهو إمام في العقيدة والفقه وعلم الكلام. وأنّى له أن يقارع الدهريين والملحدين والفلسفات الإغريقية، ومنكري النبوة والبعث، دون أن يفهم دعواهم وحججهم ومقالاتهم، ليرد الحجة بالحجة، والأطروحة بما ينقضها بالعقل والبرهان. كما فعل في كتابه: "الرد على المنطقيين" وكذلك في كتابه: "درء تعارض العقل والنقل" أو "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" الذي يقول عنه تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه "طريق الهجرتين وباب السعادتين":

" ... ومن أراد معرفة هذا فليقرأ كتاب شيخنا، وهو: "بيان موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح"؛ فإنه كتاب لم يطرق العالم له نظير في بابه؛ فإنه هدم فيه قواعد أهل الباطل من أسها، فخرت عليهم سقوفه من فوقهم، وشيد فيه قواعد أهل السنة والحديث، وأحكمها، ورفع أعلامها، وقررها بمجامع الطرق التي تقرر بها الحق من العقل والنقل والفطرة والاعتبار، فجاء كتاباً لا يستغني عنه من نصح نفسه من أهل العلم، فجزاه الله عن أهل العلم والإيمان أفضل الجزاء، وجزى العلم والإيمان عنه كذلك". [أنظر درء تعارض العقل والنقل، مقمة المحقق د. محمد رشاد سالم، ص:5-6].

وبمناسبة ذكر ابن تيمية، إليك رأي الفيلسوف "أبو يعرب المرزوقي" في فكر ابن تيمية:



http://www.youtube.com/watch?v=vbDFIl-lUmU

بانتظار المزيد، والتوسع في المناقشة.

تحياتي.

سعيد نويضي
03/09/2012, 01:22 AM
قرأت قديماً عبارة تنهى عن تعلّم الفلسفة، وتحذر من علم المنطق، تقول:

"من تفلسف فقد تمنطق، ومن تمنطق فقد تزندق"

ما مدى صحة هذه العبارة ؟
وما السياق التاريخي الذي قيلت فيه ؟!


http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/92.gif



سلام الله على الأديب الفاضل أحمد المدهون و على الأحبة الكرام من عشاق الحق بشقيه الديني و الفلسفي / الفطري و المنطقي...

الدين/الفطرة...المنطق/العقل...

حبة الفطرة التي أنتجت سنابل المعرفة...

كلما ذكرت كلمة الفلسفة إلا و اقترنت بالمنطق إلا و قفز إلى الذهن الكفر و الفسوق و العصيان و الإلحاد...و هذا موروث لا علاقة له بالحقيقة...

فكما نجد من بين ما يسمى الدين و ما هو بدين ما هو قائم على الشرك في عبادة الشجر أو الحجر أو النار أو الكواكب أو غير ذلك فمن الفلسفة من جانب الحقيقة الحقة دون أن يتجاوز حدودها لما هو غير منطقي و لما هو غير عقلاني و لما هو غير علمي...كذلك نجد من الدين ما هو حق و الذي لا يقبل غير الحق كدين ينبع من مشكاة واحدة...نجد من الفلسفة ما يتناقض مع أبسط قواعد المنطق و مبادئ العلم و المعرفة...

و هذا مند وعى الإنسان ذاته و طرح الأسئلة تلو الأسئلة بحثا عن الحق و الحقيقة في عالم ارتبطت فيه السماء بالأرض بشكل خلق نوع من الاتصال بين الوحي و الوعي و بشكل من الانفصال خلق نوعا من الابتعاد ما بين الوحي و الوعي...

و أعتقد أن الإشكالية التي وقعت تاريخيا نبعت من قضية الاتصال و الانفصال ما بين الوحي و الوعي...فالوحي شأن سماوي و الوعي شأن أرضي...و الإنسان هو الكائن المكلف بالاختيار بين الاتصال و الانفصال و استيعاب وعيه للوحي الذي لا يمسه الباطل من بين يديه و لا من خلفه بآليات وعيه الذي قد تتطابق مع الحق كما قد تختلف عنه...

و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

أحمد المدهون
02/10/2017, 10:43 PM
و أعتقد أن الإشكالية التي وقعت تاريخيا نبعت من قضية الاتصال و الانفصال ما بين الوحي و الوعي...فالوحي شأن سماوي و الوعي شأن أرضي...و الإنسان هو الكائن المكلف بالاختيار بين الاتصال و الانفصال و استيعاب وعيه للوحي الذي لا يمسه الباطل من بين يديه و لا من خلفه بآليات وعيه الذي قد تتطابق مع الحق كما قد تختلف عنه...

وأعتقد أن هذا لبّ الموضوع.
أشكرك أستاذ سعيد نويضي، ولك مني أجمل تحية.