المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 0122990338



د. حورية البدري
23/04/2007, 11:13 PM
0122990338
0122990338 ..
رقم سيء السُمْعَة ..
يظهَر على شاشة التليفون ..
رَنّة واحدة ..
ويختفي ..
...
في المَرّة الأولى كُنت ساهِرة أقرأ عن الجاسوس ..
رَن التليفون ..
التفتت ..
صَمت الرَنين ..
رَنّة واحِدة ..
والرقم 0122990338 ..
بعد دقائق ؛ رَن نصف رَنّة ..
...
في المَرّة الثانية كنت أتابِع أخبار الأمريكي الكوري المُختَل عَقلِيّاً ..
استشهد المَصري ببسالة ..
كان الشهيد يحاول إنقاذ الناس ..
هناك خير في الدنيا ..
ولكن ..
ورَن التليفون ..
رَنّة واحِدة .. وصَمَت ..
كان نفس الرقم الخبيث 0122990338 ..
بعد دقائق عاوَد .. نصف رَنّة .. وصَمَت ..
...
كان اليهود يحفرون تحت المسجد الأقصى ..
وسَمعت الرَنّة الخسيسة ..
توقعْت أنه نفس الرقم ..
نظَرْت إلى شاشة التليفون ..
كان نفس الرقم سَيِّء السُمْعَة / 0122990338 ..
...
تكَررت الرَنَّة الخسيسة كَثيراً ..
أَعرف أنه سيموت ..
كُل شئ يوجد في الدنيا يموت لا محالة ..
لا يَبقى إلا وَجه الله ..
...
أرى الخبيث الخسيس في النار ..
الجاسوس ..
والقاتِل مُدَعي الجنون ..
والرقم الخبيث وصاحبه ..
بيننا وبينهم الأعراف ..
وصوت الحَق يقول : ( لِمَن المُلْك اليوم )
يجيب الجميع : ( لله الواحِد القَهَّار ) ...

د. حورية البدري
23/04/2007, 11:15 PM
2

لا أَنْسَى
عندما قرأ جَبْر قصتي ؛ قال بانفعال :
- يا جهاد .. عندما تكتبين قصة أو قصيدة ؛ إنسي تماماً أنك مُتديِّنة حتى لا يكون ما تكتبينه مجرد مَواعِظ .
التفت إلى المَشْهَد الأخير في القصة ..
كانت جبال الأعراف تفصِل الأنقياء عن أهل الخِسَّة الذين كانوا يغوصون في الجحيم .. يحاولون الصعود لسَطْح الجحيم .. يغوصون .. ويحاولون .. يغطَسوا ثم يَظهَروا على سَطْح الحِمَم .
عندما فكَّرْت في الجاسوس ؛ رأيته يغوص هناك ..
وعندما تذكرت خسيس رَنَّات التليفون ؛ رأيته يزاحِم الخبيث الذي كان يحفر تحت المَسْجِد الأقصَى ..
بينهما ظَهَر مُحامي مَطْروح الذي طَمَع في أَرضي ..
يظهَرون ليغطَسوا في الحِمَم المُسْتَعِرَة ..
رأيتهم ..
صَوَّرْت ما رَأَيت في قصتي ..
لم أفكّر في موضوع التدَيُّن والمَواعِظ ، لكنها كانت مَشاهِد حَيَّة مُتفاعِلَة ..
أراها أمامي ..
...
تَصَوَّر جَبْر أني أَعِظ ، لكن ذلك لم يحدث ..
هي فقط كانت رؤيتي ..
كلماته ذَكَّرتني بسُنْسُن الشاعِر ..
ذلك الذي استخدم كلمات القرآن والصوفِيّة وتَلاعَب بها ..
أَعجبتهم لِمروقها ..
لا أَعتبره مُبدِعاً ..
هو فقط مُتحايِل على الكلمات والتعابير وبعض الصور ..
الشاعِر سُنْسُن تحت الطلب ..
يسافِر ويجئ ..
يصنع الجُمَل المارِقَة ..
وأنا أرى صوراً وأَحداثاً ..
والله يَقُص أَحْسَن القصص مِنْ قَبلنا ..
له المَثَل الأَعْلَى ..
أَحسَن القَصص لم تكن مارِقَة ..
لم تكذب ولم تتجَمَّل ولم تحتَل على تكوين جُملَة لَفظِيّة ..
أتمنى أن تكون قصصي كأحسَن القَصص / قَصص الله أَحسَن الخالِقين ..
لكِنِّي لا أَفتَعِل المروق ولا أشياء زائفة ..
لا أكذب ولا أتجَمَّل ..
قصصي لا تتبَرَّج مِنْ أَجل مكانة ما ..
المَكان ينزِل لقصصي ..
يحبها ..
يألفها ..
صَهْد النار بعيد ..
وأنا أَرْصُد مُحامي مَطْروح وعابِث التليفون المُتَحَرِّش بِأَمان بيتي والجاسوس واليهودي المُتَسَرِّب كَفأر يفر تحت المسجِد الأَقْصَى .. ينخَر ليخَلْخِله ..
والله غالِب على أَمره ..
وأنا أصَلِّي بين فقرات القصص الصَلوات المكتوبة ..
ولا أَنْسَى ..
لا أَنْسَى أَبَداً أن أُقيم الصلاة في ميقاتها ..
أَترُك المَشْهَد رَغم استعارِه ..
أتوضأ ..
وأُقيم الصلاة ..

د. فدوى
24/04/2007, 05:16 PM
تحية للاخت حورية البدري ..لقد جائت قصتها متميزة في اسلوبها و في طريقة تناولها للموضوع ...انها قصة تكاد تكون رمزية اكثر منها واقعية. اظن ان هذا النص يجاوز بين الاسلوب القصصي و الاسلوب الشعري لان القصة مدونة على شاكلة النصوص الشعرية الحديثة و تعتمد نظام الاشطر . اما على المستوى الزمنى فانها تصور لحظات زمنية قصيرة في مداها و لكنها عميقة في مدلولها و دلالتها ...البعد الديني و الانتماء للارض حاضر كذلك بقوة في القصة ..و محرك لها و مكون لتيمتها الاساسية و لكنه لم يتحول ليصبح مجرد اديلوجية مقنعة بل اعتقاد و ايمان من الكاتبة بنبل اطروحتها و رفضها لاشكال الاحتلال السلوكي و الفكري و الوطني ... مع تطوير اسلوب الكتابة فان الكاتبة ستصل بالتاكيد لابداع قصة متميزة سواء على مستوى الشكل او المضمون.
مع احترامي و تقديري و مودتي.

د. حورية البدري
09/05/2007, 11:52 AM
العزيزة د. فدوى
جولتك بالنص إضافة
ومساحات كَشْف لظِلال

دُمت بخير وحضور نقدي إبداعي ثري

تحياتي وتقديري

د. حورية البدري
09/05/2007, 11:56 AM
3

سَيكوبات .. وحاجات ومحتاجات ..
-----------------------

رَأيتهم في النار ..
وبرغم أن المَشْهَد كان واضِحاً ؛
إلا أنهم لم يروه ..
لم يروه بَعْد ..
مازالوا يَسلبوننا أَمان الدنيا ..
وهُم في غايَة الأمان !!
...
مُحامي مَطْروح البَلْطَجي يَأتي بالغُرباء ..
يفَرِّجهُم على أرضي مُدَّعِياً أنها مِلْكُه ..
يعرِض عليهم شراءها / أرضي !!
..
والقط الذي سرق أبناء الأميرة ..
ذهب بهم للغابة ..
أكل واحِدَة ..
وتَبَقَّى اثنين / وَلَد وبِنت ..
..
والجاسوس والدكتور حَسَّان الشاعِر اللذين تحالَفا مع نقود الأعداء ..
سَجَدا لِكومة النقود ..
تِلْك الكَوْمَة التي رأيتها تتحَوَّل إلى رَماد رويداً رويداً ..
بينما هما مازالا ساجِدين !!
..
اليهود الذين يَندَسون تحت الأرض ؛ تمقتهم ..
يفحرون قَلبها ..
وبرغم خلخلتهم ؛ تدعو الأرض رَبَّها أن يَظَل المَسْجِد الأَقصى عَزيزاً فوقها ..
يُشَرِّفها حَمْله ..
والفاحِرون يَحْسَبون أنَّهُم يُحْسِنون صُنْعاً ..
وهُم عند كُل حَبَّة مِن الأرض المُبارَكَة / الأَخسَرين ..
...
كُنت سأُحَدِّثكم عن كُل ذلك بِالأمس ..
وأَحكي لَكُم أنِّي مُنْذ كَتَبْت قِصَّتي هذه المُتوالِيَة في أحداثِها ؛ ولم يتجاسَر الرَقَم الخسيس على الظهور بِرَنَّاتِه الخَبيثة في تليفوني أَبَداً ..
" أَبَداً " هذه كانت بِالأَمْس ..
وكُنت أؤجِّل الحَديث عَن ذلك ، وأَتحَدَّث عن أشياء أُخرى ..
عن عيد ميلاد مُبارَك الحبيب إلى قلبي ..
وعن زواج جمال العزيز النقي ..
هَكذا أرى الطِيْبَة فيهما وفي آخرين ..
شَغَلَتني قصائد وشموع بِأَعِزائي عن الآخرين ..
وقبل أن أكتب لكم عن الرقم الخسيس وصاحبه الجبان ؛
فوجِئت في الساعة الرابعة والرُبْع قبل فجر اليوم بِرَنَّة خبيثة !
خرج الجِرذ الجبان مِن جحره ثانِية ..
قال لي مَن اتصلوا بالرقم أنه لا يَرُد ..
كان مُختَبِئاً في جُحرِه كَعادَة الجرذان الجبانة ..
لكنه وقبل فجر اليوم ؛ أَطَل بِرَنَّة خبيثة ..
...
في البداية لم تكُن لتليفوني شاشة تَكْشِف رقم الطالِب ..
...
قَطْع /
---
الآن وأنا أكتب إليكُم ؛ رَن التليفون ..
نَظَرْت إلى الشاشة ..
وَجَدْت الرَقَم الخسيس ..
رَنَّة واحِدَة .. وَصَمَت ..
الساعة الآن الثانية عشرة والنصف ..
قبل صلاة الظُهْر ..
ولا حَوْل ولا قُوَّة إلا بِالله ..
...
عَوْدَة /
---
تَعَرَّض تِليفوني لِمُكالمات خبيثة في فترة سابِقة ..
وعندما أَرْفع سَمَّاعة الهاتِف ؛ لا يَرُد أَحَد ..
فترة ..
فاشتَرَكْت في خِدْمة إظهار رَقَم الطالِب دون أن أُخبِر أَحَداً ..
وكانت المُفاجَأة ..
لِهَوْل المُفاجَأة اسْتَمَريت في إخفاء الأمر شَهراً كامِلاً حتى أَتأَكَّد مِن المَسْأَلَة ..
وتَأَكَّدْت ..
وواجَهْت الرجل الذي يَدَّعي التَدَيُّن والوَقار والثقافة ..
والذي اكْتَشَفْت – فيما بَعْد ذلك – كَم يَدَّعي لِنَفسه مِن قِيَماً كاذِبَة ..
اسْتَمَر في ادعائها بين الناس !
...
والآن ؛
أَدْرَك الكلام الضِيق والسَأَم ..
فقد اكتَشَف الكلام أنه لا يُخيف الخُبثاء ..
...
سَيموتون ..
أراهُم هناك ..
يَصْطَلون النار الحارِقَة ..
نار رَبِّي العَزيز الكَريم ..
بَيتي عَزيز وأَبِي ..
سَجَّادة الصلاة مَفروشة دَوماً ..
والفأر الخبيث يطل بِرَنته الخسيسة ويختبئ في الحال ..
إنسان مريض له وَجه جرذ وذيل رفيع طويل يتلَوَّى حَوْله ..
انتشر المَرَض النفسي ..
مَرَض النَفْس وخُبْثها لا عِلاج له ..
نعوذ بالله من الخُبث والخَبائث ..
الأن هُم لا يَحْتَرِقون ..
لن يحترِقوا إلا بعد أن يَموتوا ..
بعد بِضْعَة أيام أو سَنوات قليلة ..
لكن النار الآن مُسْتَعِرَة ..
تنتظرهم ..
مَخلوقَة هِي مِنْ مَخلوقات الله ..
تعرفهم بخُبثِهم ..
وهُم سَوف يَعرِفونها !!

د. حورية البدري
09/05/2007, 11:57 AM
4

حاتم
---

يأتي النور مع اسمه / حاتم ..
أنسى بُخل الناس بالطيبَة والقيمة الحلوة النبيلة ..

أعود إلى كلماتي :
" اللي ما بيني وبين الشَر
دايماً
دَه تَحَدِّي
مِشْ بِعيدَه
دَوْرِةْ الأيام تِقَضِّي
لابتسامَه "

يقول : اخترت الابتعاد عنهم .. صمت ..
أنت اخترت الكتابة ..
حاربتهم بالكلام ..
استمري ..
تكلمي ..
تكلمي لأخرج من القوقعة ..

حاتم .. لن أسكُت أبداً ..
لن أسكُت حتى تخرج ويزيد عدد الناس الطيبين خارج القوقعة واحِداً ..
ستخرج ..
وتمد سماطك الطائي والنقي ..
لن يأكل طعامك غير الأبرار ..
فاحذر عين البومة والذئباوي والتمساح ..
واحذر ما قد تلمحه بأشكال أخرى ..
حَذّرني منهم ..
واستلِم الدور لتمنح هذا الوطن إضاءات يتنَسَّمها ..

د. حورية البدري
09/05/2007, 11:59 AM
5

الأَمْر لِلّه وَحْده
----

في السادِسة مِنْ مَساءِ أَمس ؛
عندما رَن جَرَس التليفون رَنَّة واحِدة فقط ..
ورَأَت جهاد الرقم الخسيس على الشاشة ..
قالت في نفسها : أَمسَينا وَأَمْسَى المُلْك لِلّه ..

تَعْلَم أن الله يقدر على هَلاك هذا الخبيث ..
وَحده يملك ذلك ..
وتعلَم أن الله وَحْده يملك إبعاد المُحامي خائن الأمانة البلطجي عن أرضها التي يُلَوِّث سورها بِكتابة إسمه الذِئباوي عليه .. ويعيد كتابته بَعْد سَفرها كُلّما مَحَتْه مِنْ عَلى السور ..

تَعْلَم جهاد أن الله سُبحانه وتعالى قبل أن يُلقي بِالأشرار في نار جهنم ؛ فإنه حَتماً سَيُذيقهم العَذاب في الدنيا بإذنه ..
لذلك ابتسم قلبها ..
وبرغم استيائها ..
وبرغم الرقم الخسيس 0122990338 المُنْدَس في قَلْب شاشة هاتِفها ..
إلا أنها في يَقينها تراهُم في حِمم جهنم ..
فتَنْطَفئ نار غضبها ..
وتَعلَم يَقيناً أن المُلْك لِلّه ..
وأَنّه مَعنا .. يَسْمَع ويَرى ..

خليل حلاوجي
10/05/2007, 03:13 PM
0122990338


قرأت بعمق ... قصتك ... الاولى

ايتها الاديبة النجيبة

فوجدت طرازا ً خاصا ً من الادب الرفيع

وتعليقي ...
خير لنا أ، نتحمل الظلم من أن نمارسه

هذه هي رسالتي في الحياة

سأكمل ... رائعتك وأعود

د. حورية البدري
18/05/2007, 09:55 AM
النبيل / خليل حلاوجي

جميلة كلمتك
كلمة نابِعَة من نبالة طبعك

دُمت طيباً مُباركا

ودام جميل حضورك المُضئ

تحياتي

ابراهيم عبد المعطى داود
18/05/2007, 09:11 PM
الدكتورة / حورية البدرى
كلمات رمزية رقيقة فيها تعبير رائع عن مكنون الصدر وحمية الايمان وغيرة الحق وكرة الباطل
فخرجت من القلب الى القلب مباشرة
ودمتم فى محراب الادب عبادا ونساكا
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

د. حورية البدري
18/06/2007, 08:22 AM
أخي الفاضل ابراهيم عبد المُعطي

دُمت باحِثاً عن القيمة الطيبة

دُمت بخير وطيبة

ودام جميل حضورك

تحياتي

د. حورية البدري
01/09/2007, 01:50 PM
6

064/ 0000000000
-------

رَن التليفون ..
نظَرْت للشاشة ..
رَأيْت رَقماً غريباً بالنِسبة لي ..
كان الرَقَم يبدأ بمفتاح مَحَلِّي : 064
رَفعْت السَمَّاعَة ..
تحدَّث صوت رجل مُتمايع : دكتورة جهاد ؟
قُلْت بصوت حاسِم : نعم ؟
قال : ألا تعرفيني ؟
قلت : لا .. مَنْ يتكلَّم ؟
قال بنفس الميوعَة : مَعقول ! .. لا تعرفيني ؟
أغلَقْط الخط ..
عاوَد الرَقم الرنين ..
رفعْت السَمَّاعَة ووضعتها ..
رَن رَنَّة واحَدة ..
كَرر الرَنَّة ..
ثم رَن رَنَّة بالرَقم السيء السُمْعَة القديم الذي اعتاد مُضايقتي 0122990338
!
إذن .. أَصْبَح لِرَقم الجَوَّال - سَيِّء السُمْعَة والسلوكيات – رابِط بخط تليفون أرضي مَكْشوف لَدَي !
أَمْسَكْت بسَمَّاعة الهاتِف .. وطَلَبت الرقم الأرضي السَيِّء الجديد ..
رَد أحدهم ..
قُلْت له أن هذا الرقم يتصِل بي كثيراً في مُعاكَسات ومُضايقات .. لماذا ؟
قال : نحن قاعِدة أمريكِيّة !
سَأَلْته بدهشة : قاعِدة أمريكِيّة ؟!
قال : نعم ..
بنفس الذهول سَأَلْته : قاعِدة أمريكِيّة في مصر ؟!!!
قال : بين فايِد والإسماعِيلِيّة !
سَأَلْته : مَنْ يضايقني ويتصِل برنينه المُزعِج مِن عندكم ؟
قال : لا أعرف !
..
أَغلَقت الخط السَيء ..
بَدَأ ضوء خفيت يَشيع في الظلام ..
يَكْشِف وجوهاً شائِهة ..
كانت هناك مسوخاً كثيرة على لَوْحَة الواقِع المُهترئ !!