المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عطر النتانة



اماني مهدية
25/08/2012, 11:53 PM
.
.
ولج محل العطور يكاد يتفتق كبرياء
وترفعا
- يا هذا هات اغلى ما عندك من عطور..
- وعليك السلام ورحمة الله
حاضر سيدي..ساحضر لك خلطة تليق بمقامك
بقي البائع وقتا غير قصير وعاد يحمل قارورة زاهية اللون
- قال ...هذا العطر لا مثيل له في كل المتاجر..
قاطعه
- هات هات ولا تكثر الكلام اجابه بتكبر..هل يجعل هذا من وضعه يطير ؟؟
مر طيف ابتسامة على شفة صاحب المحل
- لا سيدي .. اجابه البائع انه يخرج جوهر الانسان وما هو عليه.. ستكون لك حظوة كبرى اليوم.
رمى له ورقة نقدية ..لم ينتظر الفكة وانصرف يتبعه حارسه الشخصي اسرعا بامتطاء
الجاكوار فلديه اجتماع مع علية القوم .
اخذ حماما وانتقى من دولابه الممتليء عن آخره بافخر ما أنتجته دور الازياء الرجالية بدلة كحلي لزوم الأبهة وربطة عنق بلون أخف درجتين
تمنطق وضع ساعة في حجم الكف على رسغه انتعل حذاء ثمنه يكفي لوحده إعالة اسرة من
عدة افراد لشهور ناهيك عن الطاقم كله ..نظر الى نفسه في المرآة مزهوا تقلب أمامها
يمينا وشمالا ..ظهرا و..وضع يده على بطنه النافر يحاول الصاقه بظهره سدى
طبطب عليه ابتسم وأعاد نفخه في اعتداد ..مسح على ما تبقى من شعره جامعا فوديه على أم رأسه في محاولة يائسة لتغطية صلعته اللامعة ..أخذ حبة الثوم التي يحتفظ بها في درج وحكها على جبهته فوق الدينار الذي كاد أن ينمحي ليدكن لونه ويظهر أثر سجود
لا يعرف ما هو إلا اذا اضطر للصلاة في حشد من المستحيل التملص منه.
قارورة العطر هناك بلونها الزاهي مصطفة في طابور القوارير الآخرى
استغرب كيف أنها زهرية بهذا اللون النسائي .. ربما البائع أراده
أن يميزها من بين العطور ويستقطب حافظة نقوده ,ومن استعجاله تغاضى عنها وكان يمكن ألا يقتنيها فلديه الكثير ..لولا توصية صديقة بأن عطوره لا تقاوم.
بسط راحته وصب فيها قطرات , ثم أضاف اليها أخريات ,وضع منه على رقبته وخلف أذنيه مصعدا الى ناصيته في حذر لتبقى خصلاته في نظام ,مسح ما تبقى تحت إبطيه اليد اليمنى للأيسر واليد اليسرى للأيمن ..ضمهما وفركهما ووضعها على خياشيمه يشم في نشوة بادية...
نزل درج البيت الفاخر في خفة مفتعلة وركب السيارة راطما بالباب بشدة
آمرا السائق بالاسراع فقد أزف موعد الأجتماع ...
في أواسط الطريق ما بين البيت ومكانه أوقف السائق السيارة دون استئذان ..
وعلى قارعة الطريف أفرغ ما في جوفه ..نظر إليه من النافذة التي أنزلها
رافعا يديه الى السماء
وأطلق ساقيه للريح تاركا إياه مستغربا ثم غاضبا يتوعد بالويل والثبور
انتقل في حنق إلى مكان السائق يكاد ينفجر..فكيف سيروه من دون سائق ؟؟
إنها سابقة في ممارسته الدبلوماسية ومعرة لشخصه السامي..
عشق وسار يشق شوارع المدينة وكلما توقف في إشارة حمراء
انطلق من يحاديه قبل أن تمر للأخضر واضعا يده على أنفه زاما فمه زاويا ما
بين حاجبيه.
رفع أصبعه الوسطى لأحدهم شاتما إياه كونه من الرعاع لا يحترم قانون السير وهو المسؤول المفدى يقف .أعاد له الإشارة ماسكا أنفه ونافضا يده كأنما يلقي مخاطا..

اختلط حين وصوله بالآخرين
فصار الجمع ينشق من حوله كما انشق البحر لموسى
عزا ذلك لأحترامهم وتبجيلهم وخوفهم من سطوته .. وتذكر الحظوة التي تنبأ له بها العطرجي ..فانتفخت أوداجه وكرشه وصار
يمشي في الوسط كرئيس دولة مشيرا بأصابعه للحضور في تحية مقتضبة...عيناه مرفوعتان تتنزهان في النجف وزخاريف السقف فلم ير ما يجري ..

حول طاولة الإجتماع
استهل الرئيس.. بباسم الله الرحمان الرحيم
ثم أردف ..رفعت الجلسة لتعذر البدء في دراسة جدول الأعمال
جراء انفجار مجاري الوزارة.

بعد أيام أتاه أمر بملازمة بيته
الى أجل غير مسمى.
.
.

سميرة رعبوب
30/08/2012, 08:31 PM
ماذا لو كان لخطايا الانسان وذنوبه رائحة لا تزول حتى بعد الغسل ؟!!
أبدعتِ أستاذتي المبجلة / أماني مهدية ،
في سرد قصة قوية البنيان ، سامقة الفكرة ، رائعة السرد ..
لك شتايل الورد والود ~

محسن رشاد أبو بكر
15/09/2012, 06:29 AM
عنوان القصة ومقدمتها أوحت لي بالنهاية/ القفلة فلم أستمتع بها على الرغم من أنني استمتعت بالسرد وبالتفاصيل الراسمة للشخصية الرئيسية بالنص

خالص ودي وتقديري

نايف ذوابه
15/09/2012, 01:56 PM
.
.
ولج محل العطور يكاد يتفتق كبرياء
وترفعا
- يا هذا هات اغلى ما عندك من عطور..
- وعليك السلام ورحمة الله
حاضر سيدي..ساحضر لك خلطة تليق بمقامك
بقي البائع وقتا غير قصير وعاد يحمل قارورة زاهية اللون
- قال ...هذا العطر لا مثيل له في كل المتاجر..
قاطعه
- هات هات ولا تكثر الكلام اجابه بتكبر..هل يجعل هذا من وضعه يطير ؟؟
مر طيف ابتسامة على شفة صاحب المحل
- لا سيدي .. اجابه البائع انه يخرج جوهر الانسان وما هو عليه.. ستكون لك حظوة كبرى اليوم.
رمى له ورقة نقدية ..لم ينتظر الفكة وانصرف يتبعه حارسه الشخصي اسرعا بامتطاء
الجاكوار فلديه اجتماع مع علية القوم .
اخذ حماما وانتقى من دولابه الممتليء عن آخره بافخر ما أنتجته دور الازياء الرجالية بدلة كحلي لزوم الأبهة وربطة عنق بلون أخف درجتين
تمنطق وضع ساعة في حجم الكف على رسغه انتعل حذاء ثمنه يكفي لوحده إعالة اسرة من
عدة افراد لشهور ناهيك عن الطاقم كله ..نظر الى نفسه في المرآة مزهوا تقلب أمامها
يمينا وشمالا ..ظهرا و..وضع يده على بطنه النافر يحاول الصاقه بظهره سدى
طبطب عليه ابتسم وأعاد نفخه في اعتداد ..مسح على ما تبقى من شعره جامعا فوديه على أم رأسه في محاولة يائسة لتغطية صلعته اللامعة ..أخذ حبة الثوم التي يحتفظ بها في درج وحكها على جبهته فوق الدينار الذي كاد أن ينمحي ليدكن لونه ويظهر أثر سجود
لا يعرف ما هو إلا اذا اضطر للصلاة في حشد من المستحيل التملص منه.
قارورة العطر هناك بلونها الزاهي مصطفة في طابور القوارير الآخرى
استغرب كيف أنها زهرية بهذا اللون النسائي .. ربما البائع أراده
أن يميزها من بين العطور ويستقطب حافظة نقوده ,ومن استعجاله تغاضى عنها وكان يمكن ألا يقتنيها فلديه الكثير ..لولا توصية صديقة بأن عطوره لا تقاوم.
بسط راحته وصب فيها قطرات , ثم أضاف اليها أخريات ,وضع منه على رقبته وخلف أذنيه مصعدا الى ناصيته في حذر لتبقى خصلاته في نظام ,مسح ما تبقى تحت إبطيه اليد اليمنى للأيسر واليد اليسرى للأيمن ..ضمهما وفركهما ووضعها على خياشيمه يشم في نشوة بادية...
نزل درج البيت الفاخر في خفة مفتعلة وركب السيارة راطما بالباب بشدة
آمرا السائق بالاسراع فقد أزف موعد الأجتماع ...
في أواسط الطريق ما بين البيت ومكانه أوقف السائق السيارة دون استئذان ..
وعلى قارعة الطريف أفرغ ما في جوفه ..نظر إليه من النافذة التي أنزلها
رافعا يديه الى السماء
وأطلق ساقيه للريح تاركا إياه مستغربا ثم غاضبا يتوعد بالويل والثبور
انتقل في حنق إلى مكان السائق يكاد ينفجر..فكيف سيروه من دون سائق ؟؟
إنها سابقة في ممارسته الدبلوماسية ومعرة لشخصه السامي..
عشق وسار يشق شوارع المدينة وكلما توقف في إشارة حمراء
انطلق من يحاديه قبل أن تمر للأخضر واضعا يده على أنفه زاما فمه زاويا ما
بين حاجبيه.
رفع أصبعه الوسطى لأحدهم شاتما إياه كونه من الرعاع لا يحترم قانون السير وهو المسؤول المفدى يقف .أعاد له الإشارة ماسكا أنفه ونافضا يده كأنما يلقي مخاطا..

اختلط حين وصوله بالآخرين
فصار الجمع ينشق من حوله كما انشق البحر لموسى
عزا ذلك لأحترامهم وتبجيلهم وخوفهم من سطوته .. وتذكر الحظوة التي تنبأ له بها العطرجي ..فانتفخت أوداجه وكرشه وصار
يمشي في الوسط كرئيس دولة مشيرا بأصابعه للحضور في تحية مقتضبة...عيناه مرفوعتان تتنزهان في النجف وزخاريف السقف فلم ير ما يجري ..

حول طاولة الإجتماع
استهل الرئيس.. بباسم الله الرحمان الرحيم
ثم أردف ..رفعت الجلسة لتعذر البدء في دراسة جدول الأعمال
جراء انفجار مجاري الوزارة.

بعد أيام أتاه أمر بملازمة بيته
الى أجل غير مسمى.
.
.


- هات هات ولا تكثر الكلام اجابه بتكبر..هل يجعل هذا من وضعه يطير ؟؟
مر طيف ابتسامة على شفة صاحب المحل
- لا سيدي .. اجابه البائع انه يخرج جوهر الانسان وما هو عليه.. ستكون لك حظوة كبرى اليوم.

حول طاولة الإجتماع
استهل الرئيس.. بباسم الله الرحمان الرحيم
ثم أردف ..رفعت الجلسة لتعذر البدء في دراسة جدول الأعمال
جراء انفجار مجاري الوزارة.


بعد أيام أتاه أمر بملازمة بيته
الى أجل غير مسمى.

فعلا وما عسى أن تفعل الماشطة للوجه القبيح.. وما عسى العطر ولو كان من أنفس العطور وأغلاها أن يؤثر بالنتن والعفن .. الجمال جمال الروح والنفس .. والإنسان جوهرة بحسن خلفه وما سوى ذلك بهارج لا تقيم شأنًا لصاحبها مهما ارتدى من نفيس الملابس أو تعطر بأنفس العطور .. نص واقعي يخدم الظروف التي تعيشها أوطاننا ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس ..

نحن في صراع الخندق الأخير مع الباطل وقيمه وأزلامه .. شكرا أستاذة أماني وأرجو أن تكوني وأسرتك بخير .. دمت مبدعة نفيسة ..

اماني مهدية
14/10/2012, 06:09 PM
ماذا لو كان لخطايا الانسان وذنوبه رائحة لا تزول حتى بعد الغسل ؟!!
أبدعتِ أستاذتي المبجلة / أماني مهدية ،
في سرد قصة قوية البنيان ، سامقة الفكرة ، رائعة السرد ..
لك شتايل الورد والود ~

العزيزة سميرة
اعود من جديد بحول الله بعد طول غياب
قسري لم اختره فاستفتح بردك الرائع
فاحسست كم وحشتنيني كثيرا ووحشني المنتدى
بوركت قراءتك يا غالية . اللهم نقنا من الذنوب جميعا
يا رب ..
فيض مودتي وباقة ورد لصفاء قلبك
مودتي
اماني

اماني مهدية
14/10/2012, 06:15 PM
عنوان القصة ومقدمتها أوحت لي بالنهاية/ القفلة فلم أستمتع بها على الرغم من أنني استمتعت بالسرد وبالتفاصيل الراسمة للشخصية الرئيسية بالنص

خالص ودي وتقديري

الفاضل محسن
ساءني كثيرا انك اضعت وقتك الثمين
في قراءة شيء لم تستمتع به .. ظننت كما هو معروف
ومتعارف عليه ان العنوان بوابة القص وتوطئة النص .. اتراني اخطأت ؟؟
مع الاسف !!!!
خيرها في غيرها ارجو ان تبقى متابعا لربما وجدت فيما اكتبه يوما
بعضا من ابداع وامتاع .
مع خالص المودة والتقدير
اماني

اماني مهدية
14/10/2012, 06:21 PM
[/SIZE]فعلا وما عسى أن تفعل الماشطة للوجه القبيح.. وما عسى العطر ولو كان من أنفس العطور وأغلاها أن يؤثر بالنتن والعفن .. الجمال جمال الروح والنفس .. والإنسان جوهرة بحسن خلفه وما سوى ذلك بهارج لا تقيم شأنًا لصاحبها مهما ارتدى من نفيس الملابس أو تعطر بأنفس العطور .. نص واقعي يخدم الظروف التي تعيشها أوطاننا ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس ..

نحن في صراع الخندق الأخير مع الباطل وقيمه وأزلامه .. شكرا أستاذة أماني وأرجو أن تكوني وأسرتك بخير .. دمت مبدعة نفيسة ..[/CENTER][/SIZE]

اخي الفاضل نايف
مقاربتك اثلجت صدري
واضافت للنص الكثير من فكرك وحصافتك
ودقة ملامستك لمعناه ومرماه
ممتنة على التصفح الرائع
دم باذنه في ألق لا يشوبه قلق
مودتي وتقديري
اماني

محسن رشاد أبو بكر
18/01/2013, 01:44 AM
الفاضل محسن
ساءني كثيرا انك اضعت وقتك الثمين
في قراءة شيء لم تستمتع به .. ظننت كما هو معروف
ومتعارف عليه ان العنوان بوابة القص وتوطئة النص .. اتراني اخطأت ؟؟
مع الاسف !!!!
خيرها في غيرها ارجو ان تبقى متابعا لربما وجدت فيما اكتبه يوما
بعضا من ابداع وامتاع .
مع خالص المودة والتقدير
اماني

أبدا لم يسؤني قراءة النص بالعكس فقد ذكرت أنني استمتعت بقراءته .. فقط آثرت ان انقل لك وجهة نظري في العنوان وقد أكون مخطئا. لقد تعودت في رحاب واتا أن أختلف وأعرض وحهة نظري لأستفيد من تباين الآراء
الفاضلة/ أماني
دمتي مبدعة وفي انتظار رأيك النقدي في بعض ما أعرض من نصوص ففي ذلك استفادة لي ولكي وللقارئ .. وأعترفا نني في فترات سابقة استفدت كثيرا من آراء نقدية لبعض نصوصي التي نشرتها بالمنتدى سابقا
خالص تحياتي