المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عِناقُ رُوحين



عبد الرحمن الطويل
26/08/2012, 02:03 AM
وَ حُبُّ الفَتَى لِفَتاةٍ يَراها
فيحجبُ عنهُ سَنَى وجهِها من سِواها
و حُبي لفاتنةٍ ما بدتْ لي
و لكنْ عرَاني شذاها
دعاني لِزحف الهوَى هاتفٌ قد دعاها
فلستُ بمُنفلتٍ من هواها
و لو جرَّ قتلي

***

و لا طيفَ ألقاه في الليلِ لكنْ
يطوفُ بروحي خيالٌ لِروحْ
و يُوحَِى إليَّ
بأنهما تُحكمان العناقَ
إذا التقتَا في وِصالٍ
يجلُّ على أن يُحاطَ بضيقِ الأماكنْ
و ضمَّدتا كلَّ ما فيهما من جُروحْ

***

و أقضي المساءَ بشوقٍ إليها
سيعملُ وَرديَّةً في الصباحْ
كأنِّي نعِمتُ بها حقبتينِ
بباديةٍ من بوادي الحجازْ
إلى أن نوى أهلُها هجرةً للعراقِ
و راحت تجوزُ الفلا في ارتحالٍ
بشرعِ الهوى لا يُجازْ
و قد خلَّفت لي الجراحْ
و بِتُّ وحيدًا أسامرُ عُرجَ المِعازْ
و أحمِلُ صفعَ الرياحْ

***

و يُوحَى إليَّ بأنَّ دُجاها
تُقضِّيه ترتقبُ النَّجمَ
ترجوه يُنبئُها عن قُدومي
و تعرفُ في مُنتئاها همومي
و تعرفُ ما عاقني عن وفائي
بوعدي القديمِ
و ليستْ بعارفةٍ كُنْهَ شكلي
و لكنَّها بالوراثةِ
تعرف أصلي و أهلي
و جدِّي الذي كان جارًا لجدٍّ
لها كان يسكنُ أصلَ الحطيمِ

***

و لمَّا أزُرْ مصرَها
و لمَّا تزُر مصري
و لما أجد عطرها
و لما تذُق نصري
و لما أرَ الحُسنَ منها
كما قد يراهُ أخوها
و جارٌ بشارعِها لم يُتيِّمْهُ مثلي هواها
و لِصٌّ دخيلٌ أتاها استباحَ حِماها
و كيف أراها و لمَّا أزُرْها
و لم أتلمَّس بكفيَّ سورَ مدينتها
و كيف التزاورُ
و السُّبلُ مقطوعَهْ
و أنَّى أراها
و أنَّاتُ أشواقها
من جنودٍ على بابها غيرُ مسموعهْ
و أنات قلبيَ
عن سمعِ قوميَ
مقطوعهْ

***

وَ نُورٍ ببلْدتها قد أضاءَ
كما الشمسِ من عينِها الجوهريَّهْ
يرى من يراهُ بِهِ كلَّ شئٍ
نزيلاً من الجنة الأُخرويهْ
و إن لامسَ التُّربَ إشعاعُهُ
بدا كنثيرِ النجومِ البهيَّهْ
و حاولَ إطفائَهُ مُعتدٍ
غزا أرضها كنزول البليّهْ
و ذرَّ الترابَ على وجهها
و بَشْرتُها كالزهور النديه
و دنَّس حُرمةَ أبياتِها
و صبَّ عليها سياط الأذيَّه
فباتتْ و ترجو غدًا مَقدمي
أُخلِّصُها بيديَّ القويَّهْ
و ترسم لي صورةً في الخيالِ الرقيقِ
بكل مُناها غنيَّهْ
و تشتاقُ و الشوق يقسو عليها
يُعضِّضُ أحشائها الفاكهيَّهْ
و أشتاق و الشوقُ يقسو عليَّ
و يأكل ما في يدي من بقيَّهْ
و أحشد جيشًا من الشعرِ
يزحفُ بالنوحِ
لا بغياثِ الصبِيَّهْ
و تنزعُ روحي إلى الملتقى
و تنزعُ للملتقى روحُها
فتلتقيانِ بِحَرِّ الصبابةِ
في فُندُقٍ في السماء العليَّهْ

إلى أن أُجهِّزَ جيشَ الرجالِ
بأرضِ الحقيقةِ لا في الخيالِ
وَ نُرجعَ من مجدِنا كُل غالي
و ألقَى حبيبتيَ المَقْدسيَّهْ



عبدالرحمن الطويل

بوجمعة
04/10/2012, 02:15 AM
الله الله الله ..ماشاء الله
سلمت يمناك أيها الشاعر
بديع هو قصيدك
ورونق هو حرفك
أسجل اعجابي
دمت بكل ود