المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسرائيل تخشى الجزائر منذ معركة ميناء الاديبة في 1973 ( الحلقة الاولى )



مهيب الوهاج
02/09/2012, 11:05 PM
الهزيمة النكراء للقوات الاسرائيلية أمام الجيش الجزائري
»دافيد اليعازر«، رئيس الأركان الصهيوني، الذي شاهد أول هزيمة
لكيانه، والذي كان كبش فداء للمؤسسة العسكرية والذي اتهم بالقصور والتردد،
غضب وانهار ففاحت رائحة المؤامرة من فمه، وهنا قررت مائير إقالته
ومحاصرته... كلمات اليعازر التي قالها للمرة الأولى والأخيرة نشرتها صحيفة
»معاريف« العبرية بتاريخ 29 أكتوبر 1973 ، وجاء فيها حرفيا: لست مسؤولا عن
هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء... استهانوا بالقوات العربية المحتشدة
على الجبهتين الشمالية والجنوبية... ما حدث لقواتنا في ميناء الأديبة كان
نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية...
* لقد
توقع شارون المغرور أن الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية
دباباته... لكنهم نصبوا له الفخ، فخسرنا في يوم واحد 900 قتيل من أفضل
رجالنا وفقدنا 172 دبابة... ألم أصرخ في وجه ديان الذي قال إن هذه النقطة
ـ يقصد موقع القوات الجزائرية ـ هي الأضعف على القناة؟، ألم أخبره أمام
القادة بأن نظريته المرتكزة على جهل الجزائريين بطبيعة المكان وأسلوب
القتال معنا نظرية هشة، وأن هؤلاء لديهم خبرة أكبر من المصريين أنفسهم في
حرب العصابات التي انهارت بفعلها فرنسا؟، لقد أخطأ ديان هو وتلميذه
المعتوه شارون حينما خططوا بتفاؤل لإبادة هذه القوات أثناء انكشاف خطوط
الدعم المصرية عنها وانشغال المصريين بالقتال على رؤوس الجسور؟، أما مائير
فقد كللت أخطاءها من قبل بمخالفة تعاليم التوراة وترك وصايا بن غوريون،
حينما سمحت للعرب طوال ست سنوات كاملة للاحتشاد تحت قيادة موحدة، إنها ـ
يقصد مائير ـ تتحدث اليوم عن خطة تشتيت العرب وتفريق كلمتهم لمدة 50 سنة
مقبلة، قائدة »إسرائيل« ملت من تحميل الآخرين نتيجة أخطائها، لتضع خططا لا
تعدو أن تكون أحلاما موهمة الشعب الإسرائيلي أنها انتصرت، أو على الأقل لن
تتكرر الهزيمة.
* الجزائريون يسقطون جنرالات »إسرائيل« في الفخ
* التصريحات التي خرجت من قمة الهرم العسكري الصهيوني دفعتني دفعا للبحث
عن كل ما قيل داخل كيان العدو في تلك الفترة، فقد كانت صدمة الهزيمة قوية
على العدو، حتى أنها أفقدته قدرته المعروفة على تزييف الواقع أو طبخ
التبريرات، فقادني البحث إلى محاضر استماع لجنة التحقيق التي أطلق عليها
اسم »أجرانات«، والتي شكلت في تل أبيب للوقوف على أسباب الهزيمة، تلك
المحاكمة ظلت معظم وقائعها سرية حتى عام 2005، حينما خرجت لأول مرة مذكرات
أحد القضاة الذين أشرفوا عليها، وبالتوقف عند الجلسات التي تعلقت بشهادة
وزير الحرب الصهيوني الجنرال »موشي ديان«، تتكشف أجزاء من الحقيقة.