المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة القصيرة جدا :اختصار جميل للحياة.زهير فخري



مصطفى لغتيري
24/04/2007, 03:09 AM
القصة القصيرة جدا :اختصار جميل للحياة
زهير فخري
جريدة الصحيفة المغربية.
23-4-2007.
يواصل الصالون الأدبي الذي يحتضن أشغاله مقهى "فضاء بلادي" بحي الألفة بالدارالبيضاء، تفعيل برنامجه الثقافي مسنودا بعدد من الأصدقاء المبدعين و النقاد و محبي الأدب.
وقد كان محور اللقاء الرابع الذي انعقد يوم السبت 14 أبريل على الساعة 4 بعد الزوال بنفس الفضاء ، والذي أطره القاص مصطفى لغتيري، محددا في القصة القصيرة جدا ، وهو المحور الذي تمت إضاءته من جوانب عدة، من خلال أربع مداخلات أكاديمية علمية، تراوحت بين التنظير و التطبيق. فالقصة القصيرة جدا ، يرى الناقد حسن المودن في مداخلته التي قارب فيها نصوص قاصين سعيد منتسب و عبد الله المتقي، تأتي في سياق أدبي سمته الأساسية " انفجار الأشكال و البنيات و اختراق الحدود بين الأنواع والأجناس و تغليب التجريب على التقليد" و قد عدها شكلا يتناسب مع الحياة السريعة التي أضحت هي الأخرى محكومة بضرورة الإيجاز في كل شيء . وفي إطار مقابلتها مع الأشكال السردية الأخرى ، يرصد الناقد عناصر تميز القصة القصيرة جدا ، في خصائص كمية و نوعية ، فهي نصوص قصيرة جدا ، و" لكنها تنقل اشتغالها من المستوى الكمي إلى المستوى النوعي ، موظفة شعرية الإيجاز و التكثيف ، ولأنها بهذه الخصوصية التي تجعل منها نصا شديد الاختزال و التكثيف يراها الناقد حسن المودن " من الفنون الصعبة التي تقتضي كفايات ومهارات فنية.." وهي كالحلم بالتسبة إليه ، لأنها تعمد إلى " التكثيف و التحويل و الترميز و الصوغ الدرامي السريع ، وتقول الذاتي و الغريب و اللامرئي و اللاواقع و المتخيل " .. إذن ، نحن أمام شكل من أشكال الكتابة جديد ، بدأ يطبع المشهد القصصي بالمغرب. وبعد التأطير النظري الذي وطأ به المودن مداخلته ، جاءت مقاربته لمجموعتي "جزيرة زرقاء" لسعيد منتسب و " الكرسي الأزرق " لعبد الله المتقي ، مستخلصا منها الملامح الأساسية لهذا الكائن الجديد الذي اسمه " القصة القصيرة جدا" و التي يمكن إيجازها في بلاغة الإيجاز و شعرية التكثيف و الشذرية . وهي الخصائص التي تسوغ لنا مع الناقد نعت هذا النوع من الكتابة ب " المحكي الشعري".
وفي عنوان " قتل الأب و النص المغامر/ قراءة في تشكيل القصة الومضة" جاءت مداخلة الأستاذ محمد رمصيص، واضعة موضوع القصة القصيرة جدا" داخل سياق موضوعي، إذ يراها متحدرة من" شجرة القصص الحكائي" إلا أن توصيف هذا الجنس الحكائي بالقصة القصيرة جدا ، يراه الناقد توصيفا معياريا ، يعتمد في وصفها بالقصر على مقارنتها بالقصة القصيرة ، وبالتالي فهو توصيف يسهو عن العناصر الحقيقية التي تعطي لهذا الجنس هويته ك" قصة قصيرة جدا " ، لهذا يرى رمصيص ، وحتى يتجنب اعتماد الجانب الكمي "القصر" في توصيفه ، لأنه غير كاف ، فقد آثر تسمية " القصة الومضة" معتبرا قصر هذه الأخيرة خاصية جمالية وليست كمية ، وكونها قصيرة جدا ، يجعلها تمتد و تتداعى على مستوى الدلالة ، بمعنى أنها تتيح للقارئ إمكانية الانخراط في عملية تشكيل النص و انتمائه عبر ملء فراغاته و بياضاته .. وحتى تتيح القصة / الومضة هذه الإمكانية التأويلية ، يرى الناقد أن على القاص أن يكون دقيقا في انتقاء اللحظة القصصية ، و نهج الكتابة المجازية التي توحي و لا تصرح ، ترمز و لا تقرر" و أن عليه أن يتحرر من سلطة النموذج و يبتعد عن التننميط ، ويخلخل زمن الحكي.
إن القصة الومضة ، يرى رمصيص ، باتت تراهن على التضمين و التكثيف الشديد ، وبالتالي فهي" لغة تلغرافية" تشبه الشذرة ، إنها قصيرة جدا ، لكنها غنية بالدلالات و المعاني .
من جانبه ارتأى الأستاذ مولي أن يخصص مداخلته لعوالم المجموعة القصصية " مظلة في قبر" للقاص مصطفى لغتيري ، مستجليا عناصر " المفارقة" فيها من خلال وقوفه على نماذج : المرآة و المومياء و دخان أسود و الكلب و النيزك و المتشائل . و لعل وقوف الباحث عند هذا العنصر " المفارقة" متأت من كون المجموعة ، موضوع المقاربة ، تتكثف فيها المواقف المفارقة التي تبعث على الدهشة ، بدءا بالعنوان الذي يحتوي على المفارقة ،متمثلة في التباين الواضح بين المظلة و القبر،و هذا يقول الناقد " يفتح المجال لتأويلات القارئ و لخيالاته وتصوراته ".
وقد يحتاج القارئ وهو أمام هذه المجموعة" إلى كد ذهني وتأمل عميق للوصول إلى التعارض و الكشف على الدلالة بين المعنى الظاهر و المعنى الخفي".
وبعد وقوفه عند مجموع عناصر المفارقة ، انتهى إلى كون نصوص "مظلة في قبر" ذات مفارقات باهرة ، تتيح إمكانية الاستمتاع " لمن يبحث عن جمال الكلمة و جمال الرؤيا و جمال السياق، خاصة أنها سيقت بلغة شاعرية تميز لغة القصة القصيرة جدا عند القاص لغتيري و من ينحو نحوه".
وبدوره ، فتح الأستاذ ابراهيم قهواجي باب مداخلته على اللغة الجديدة التي تبلورها القصة القصيرة جدا عند القاص عبد الله المتقي ، حيث وقف عند خصائص شعرية القصة القصيرة جدا في تجربة " الكرسي الأزرق" إذ اعتبر نصوصها نصوصا " مثخنة ومفخخة أو ذات طلقات كاتمة للصوت ، لأنها تغرف أساسا من واقع مفخخ يكاد ينفجر" ثم إنها " مفعمة بالحياة ومنفتحة على جراح الطفولة و الذات و المجنمع".
وفي إشارة إلى التكثيف الشديد في المجموعة ، يومئ إلى كون لغتها لغة خاصة ، توصل إلى الموقف من أقصر السبل" حيث يصبح للكلمة الواحدة أثر خطير في تسليط الضوء على هذا الموقف ،وهي ، بالتالي ، لغة " تتغيا حذف الوصف و الاستطراد و التداعي " وتبعا لذلك " يسود تكثيف اللغة والفضاءات و الشخوص " .
إن هذه المجموعة ، بعناصرشعريتها المختلفة و المتعددة ، تجعلها ، يقول الباحث " اختصارا كبيرا للحياة " الحياة التي يحضنها مقهى "فضاء بلادي" ويدعونا إليها مرتين كل شهر.
عن الصالون الأدبي.

ابراهيم زيدان
25/11/2007, 11:50 AM
الزميل العزيز الاستاذ مصطفى لغتيري المحترم
تحية وتقدير
سننشر الكثير من كتاباتك في جريدتنا الدستور اليومية العراقية المستقلة ، لذا ارجو ارسال ايميلك ليتسنى لي ارسال ماينشر لك نسخة سكنر
مع التقدير
اخوكم
ابراهيم زيدان
سفير واتا في العراق
مستشار رئيس تحرير الدستور

شوقي بن حاج
18/10/2008, 03:19 PM
الأستاذ / مصطفى لغتيري

تبقى مثل هذه المقالات والدراسات والمتابعات

نقلة تراكمية في إطار التنظير للق.ق.ج

تقبل الورد كله