المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة عالم الاثار العراقي الشهير بهنام ابو الصوف في عمان بالأردن



حناني ميـــا
20/09/2012, 01:08 AM
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
* بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن ... والروح القدس ... الأله الواحد ... امين *

،، انــا هو القـيـامة ... والحق ... والحـيـاة ... من امن بي .. وان مـــات ... فسيحيـــا ،،

* يد المنون تختطف الأنسان الطيب عالم الآثار الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف وهو في عنفوانه وقمة عطائه بعد مسيرة طويلة في الحياة لم تدم الى نهاية المشوار ولكنها حافلة بالعطاء *

الأعزاء في عائلة المرحوم الأخ والصديق العزيز ... الأنسان الطيب عالم الآثار الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف الكريمة المحترمون .

عمان - الأردن

الأعزاء في الأسرة العلمية الكريمة في الوطن الحبيب والمهجر المحترمون .

محبو الفقيد الكبير وكافة ابنـاء الشعب العراقي في الوطن والمهجر المحترمون .

سلام من الله ورحمة .....

* الموت نقـاد على أكفه يختار منهـــا الجيـاد *

* د . بهنام يـا فارسا ترجلت عن صهوة جوادك الأصيل مكرهـا *
















ببالغ الأسى ومزيد الأسف تلقينا نبأ رحيل الأنسان الطيب عالم الآثار الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف في عمان بالأردن الشقيق .

نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد الغالي د . بهنام برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم وزملائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .

يقول احباء الراحل العزيز د . بهنام...

د . بهنام يـا حبيبنـا .... ايهـا المسافر عبر السحاب الراحل الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيت سريعـا دون وداع ، ولمـا غادرتنـا بهذه العجالة وأنت في عنفوانك , وشجرة حياتك لا زالت خضراء ومثمرة وفي قمة عطـائهـا ... ؟ هل سئمت الحياة بسبب غزو واحتلال وطنك الحبيب ومعاناة ابنائه الأعزاء في الزمن الصعب خلال عشر سنوات عجاف تقريبا واضطرارك للهجرة بسبب ذلك ؟ فابيت الضيم وتساميت في العطاء فعدت الى منابع الصفاء بعد حياة حافلة بالعطـاء لم تدم طويلا تـاركا عائلتك وذويك وزملائك ومحبيك وجمهورك الواسع بلا حبيب .

لقد ذهبت يـا د . بهنام وتركت في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصة ، وفي العيون دمعـا ، لكنك رغم بعادك عنـا فانت تعيش معنـا ، وفي افكارنـا ، وفي احلامنـا
، وفي ضمائرنـا ، نذكرك مع الأصيل ، ونراك عند الفجر بسمة حلوة في افواه الأطفال الصغار ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والأبرار والصديقين وانغام جوقات الكنائس في الاعياد الكبرى .

فنم قرير العين في مثواك السرمدي يا قرة اعيننـا , ومهجة قلوبنـا , وتاج رؤوسنـا ، ولتسعد روحك الطاهرة في عليائهـا فمـا هذه الدنيــا الا دار فناء وزوال .

فوداعـا يـا حبيبنـا الغالي وداعــا ...

كنـا نتمنى ان نكون واياكم في الوطن الحبيب لتوديع الراحل الكبير د . بهنام الى مثواه الأخير ليوارى الثرى ، ثرى الموصل الحدباء مسقط رأسه أو بغداد الجريحة ارض عـاصمة موطن حضارة وادي الرافدين الذي تخضبت ارضه الطيبة بدماء ابنائه الزكية الطاهرة التي تسفك ظلمـا وعدوانا في كل لحظة ، لنشارككم ونعزيكم بحرارة ولنشد من ازركم فليس هناك لحظات اصعب في حياة الأنسان من لحظات توديع الأحبة الوداع الأخير لا سيمـا حينمـا يكونون رموزا علمية واجتماعية كبيرة ، ان القلم يعجز عن الأتيان بالكلمات المعبرة لوفاء ولو جزءا من الدين الذي للفقيد الكبير علينـا نحن ابناء العراق الذي بـأعمـاله القيمة في مجال الآثار لسنوات طويلة أثرى خزائن العراق الآثارية وترك بصمـاته على تراث الأباء والأجداد العراقيين وترك أرثـا علميا كبيرا للأجيال العراقية القادمة ، ولكننا للأسف الشديد نعيش كلينا في الغربة بعيدا عن الوطن المفدى الاف الأميال ، ان مثل هذه الأخبار المؤلمة تزيد من وحشتنا في الغربة المقيتة وتحز في نفوسنـا الحزينة .

لقد رحل عنـا الأنسان الطيب وعالم الآثار الكبير الدكتور بهنام جسدا لكنه سيبقى حيـا في أذهـاننـــا وأذهان الأجيال القادمة وعلى مر الزمن من خلال انسانيته وعلمه الرفيع ، وستبقى روحه ترفرف في الفضاء العلمي والتاريخي العراقي الى الأبد .

ودمتم بخير محروسين برعاية رب العباد .


شركاء احزانكم واحزان الشعب العراقي

حناني ميــــــــا والعائلة

وأسرة موقع البيت الآرامي العراقي

ميونيخ ــــ المـانيـــــــــا

كلمة لا بد منها بحق الراحل الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف ...



عرفت الدكتور بهنام أبو الصوف في العام 1984 عن كثب حينما ترشحت معه لعضوية المجلس الوطني في المنطقة الثالثة من محافظة نينوى وأصبحنا صديقين فيما بعد , وقد فاز بعضوية المجلس فيما بعد وكان برلمانيـا ناجحا الى جانب متابعة مهنته كعالم اثار دولي .

وكان الدكتور بهنام أبو الصوف شخصية عراقية أجتماعية قوية وطيبا ومتواضعا في حياته ويحب وظيفته التي ذان نزيها فيها حبا جما ويحب الآثار العراقية حبه لأولاده , وحينما أحتلت قوات الغزاة المجرمين بغداد في التاسع من نيسان الأسود من عام 2003 كان المرحوم في العراق وشاهد بعينيه السراق وهم يسرقون الآثار العراقية ويحطمون محتويات المتحف تألم كثيرا كمن فقد عزيزا عليه , ولأنه عرف جيدا بأن المجرمين الذين هجموا على المتحف العراقي هم مدربون جيدا وجاؤا من دول معادية للعراق .. مثل الكيان الصهيوني , والكويت , وأيران , اضافة الى أمريكا وحلفائها والمجرمين الدوليين من عصابات سرقة الآثار في العالم وغيرهم , وظل يبذل قصارى جهوده لأستعادة الآثار العراقية المسروقة وترتيب المتحف ثانية من خلال علاقاته الواسعة ,,,, وجهوده الشخصية ومشاركته بندوات تلفزيونية كثيرة حول الآثار العراقية , ولخوفه من أن يكون مصيره كمصير أي عالم عراقي ,, التصفية الجسدية ,, فهاجر رغما عنه الى الخارج وأستقر أخيرا في العاصمة الأردنية وعاش قريبا من مهنته الى أخر لحظة من حياته , وفقد شريكة حياته ورفيقة دربه وأم أولاده زوجته العزيزة قبل سنوات قليلة وقد تأثر بذلك كثيرا , ولكنه ظل مخلصا لوطنه الحبيب ومتابعا لآثاره المنهوبة , وهكذا أنتهت مسيرته الحافلة بالعطاء , وليسى لنا ألا أن نقول ... ليرحمك الله عز وجل يا فقيدنا الغالي برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته ويلهم عائلتك الكريمة وأهلك ومحبيك جميل الصبر والسلوان .

أبو فرات

أحمد المدهون
20/09/2012, 03:39 PM
أتقدم ببالغ العزاء لأسرة د. بهنام ابو الصوف أحد علماء الآثار المشهود لهم في العراق الحبيب،
كما نتقدم بتعازينا لكافة أحبابه وزملائه في الوسط الأكاديمي، وطلابه، والشعب العراقي.

وألهمكم الله جميل الصبر والسلوان.

عرفت به ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:

بهنام أبو الصوف، عالم آثار عراقي مسيحي.

ولد في مدينة الموصل بالعراق في عام 1931. أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدينته الموصل.حصل على بكالوريوس في الآثار والحضارة من كلية الآداب جامعة بغداد في عام 1955.أكمل دراسته العليا في جامعة كمبردج بإنكلترا وحصل على درجة الدكتوراة في الآثار ونواة الحضارة وعلم الإنسان في خريف 1966. عمل لسنوات عديدة في التنقيب عن الآثار في عدد من مواقع العراق الأثرية في وسط وشمال العراق، وكان مشرفا علميا على تنقيبات إنقاذية واسعة في حوضي سدي حمرين (في محافظة ديالى)، وأسكي الموصل على نهر دجلة في أواخر السبعينات وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي. كشف عن حضارة جديدة من مطلع العصر الحجري الحديث في وسط العراق في أواسط الستينات ألقت الكثير من الضوء على معلوماتنا من تلك الفترة الموغلة في القدم. حاضر لسنوات عديدة في مادة جذور الحضارة والآثار والتاريخ في عدد من جامعات العراق ومعهد التاريخ العربي للدراسات العليا.

حناني ميـــا
20/09/2012, 04:47 PM
موقع
الآثاري العراقي الدكتور بهنام أبو الصوف
http://www.abualsoof.com/en/

حناني ميـــا
20/09/2012, 05:36 PM
الاثاري العراقي بهنام ابو الصوف في ذمة الخلود













لقد كان عالما آثاريا جليلا ترك بصمة لا تمحى في ذاكرة العراقيين على مختلف مشاربهم وأختصاصاتهم.
وها هو ألثمر الناضج تساقطه الرياح الشرقية الصفراء.



رحم الله العالم (بهنام أبو الصوف). وليلحق بالركب العراقي ألأصيل الى السموات العلى. وقد سبقه اليها المرحومان (طه باقر) و(دوني جورج) وإخوانهما



http://www.elaph.com/Web/Culture/2012/9/762785.html?entry=literature

حناني ميـــا
24/09/2012, 01:38 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ




بهنام ابو الصوف ايها الراحل من الغربة والعناء الى العليين والصفاء




شبكة البصرة



د. عمر الكبيسي




كلما شاهدت الفقيد الراحل بهنام أبو الصوف على شاشة التلفاز أو التقيته في مجالس عمان، كانت عيوني تفيض دمعا لا ينضبط وعباراتي معه ترتجف خجلا وأسىً لعمق إدراكي لمعاناة هذا العلامة الفذ والأكاديمي المبهر والعطاء الدائم والباحث عن الأثر والتراث الدفين والمتسابق مع الزمن



من أجل العمل المثمر والتنقيب الدؤوب والبحث الرصين لعقود من الزمن، لتتكلل هذه الحياة الزاحمة باغتراب طال وقهر تفاقم وحزن تراكم وغيرة قاتلة وهو يحنُّ الى لقاء تربة غاص في اعماقها وسهرعلى أثارها حرم من شمها ورؤيتها، رجل لا يعرف الملل والكلل مليء بالحيوية والنشاط والوطنية متعلق بتراثه وأهله ومسقط رأسه،معجونة روحه وملتصق جسده بتربة العراق وأثاره وفنه تدرج بحياته الأكاديمية والوظيفية لم يبخل على العراق بجهده وعلمه ومثابرته،على حين غرة يجد بلده محتل وبغداد الجميلة الآمنة مخربة مهدمة، ويشاهد بعينيه كيف سرقت الاثار والمتاحف وبيوت الفن والمخطوطات وحرق المكتبات وهو لا يجد لندائه جواب أو مجيب، ومن ثم يتابع مسلسل اغتيال العلماء والآطباء والكفاءات ليصل الى قناعة ان العيش لم يعد يطاق وان ادوات التخريب والهدم فاعلة فيما لم تعد للبناء معلمة وللعلم مكرمة.



هكذا رحل احد بناة المعرفة والحضارة في قمة عطاءه ونتاجه كما رحل اخرون قبله وبعده، اكبر منه عمرا وأصغر من الأعلام والأفذاذ، وهكذا تركوا العراق ليغتربوا في بقاع الأرض ينشدون النجاة والأمن والأمان.رحل أبو الصوف الى عمان قبل وفاته الى عمان ليشقى وليترمل فيها ويعيش بعيدا عن عائلة تشتت جمعها، لكن عينيه وأذانه وذاته هناك في بغداد التي لن يبعد عنها كثيرا وهو بين أحبة الجالية واصدقائه وتلامذته ممنيا نفسه بالعودة الى بغداد القريبة والحدباء العزيزة ليكمل مشواره فاذا به فقيد الحسرة والاغتراب لسان حاله يقول :

بلادي وإن جارت علي عزيزة وقومي وإن ضنوا على كرام



او كما قال شاعر آخر

بلادي وان جارت على عزيزة ولو أنني أعرى بها وأجوع

تضل ملوك الأرض تلثم ظهرها وفي بطنها للمجدبين ربيع

أأجعلها تحت الثرى ثم ابتغي خلاصا لها إني إذا لوضيع

وما أنا إلا المسك في كل بلدة أضوع وأما عندكم فأضيع



وكقول الشاعر :

وطني إن شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي



عاش بهنام أبو الصوف في عمان بالرغم من وحدته وتقدم عمره بهيبة العلماء وصبر الكبرياء كبيرا في سلوكه وتواضعه وأخلاقه وتحدث في لقاءاته وندواته ومجالسه بأمانة وإخلاص عن العراق تاريخاً وحضارةً ومجداً، كما تحدث بحرقة نفس وألم عن احتلاله وسرقته ودماره وبكى على علمائه وأثاره وثرواته. وعلى غير موعد ومرض مع ما كان يبدو عليه من همة وعافية، يغادرنا اليوم بهنام ابو الصوف بعد كل ما أنجز وكل ما أعطى وكل العمر الطويل الذي قضى.



رحم الله فقيدنا الأستاذ الدكتور بهنام الإرث والاثار والحضارة والفن، بهنام الروح والعقل والنفس، بهنام الجد والعمل والعطاء، بهنام التواضع والتسامح والصفاء، والهم أهله وذويه الصبر والسلوان وادخله الله فسيح جناته على علمه وعمله وعطاءه وعوض العراق والعراقيين والأصدقاء والمحبين بمن يسد مقامه ويفعل فعله ويسد شاغره وحسبنا الله ونعم الوكيل.




شبكة البصرة




السبت 6 ذو القعدة 1433 / 22 أيلول 2012




يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر

حناني ميـــا
24/09/2012, 01:55 AM
-:د. هاني الحديثي : العالم الاثاري العراقي الكبير بهنام ابو الصوف في ذمة الله


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


العالم الاثاري العراقي الكبير بهنام ابو الصوف في ذمة الله
شبكة البصرة



بسم الله الرحمن الرحيم
ان وعد الله حق
صدق الله العظيم

ببالغ الاسى والحزن بلغنا بانتقال العالم الجليل والاثاري الكبير رمز تاريخي كبير للعراق والانسانية الدكتور بهنام ابو الصوف

وكعادة علماء العراق ورموزه يذهبون الى علي في ديار الغربة حيث احتظنه الاردن الشقيق بعد ان هددت حياته في البلد الذي حفر فيهمحبته واعماله الرائعة وتنقيباته الجمة على قلبه قبل ان يحفرها في اخاديد بلاد مابين النهرين

لم تتحقق اخر امنياته قبل ايام فقط حين دعى الله ان يطيل بحياته ليرى جهود شباب العراق من الاثاريين يكتشفون كنوز اثاره التي قال عنها ان مامكتشف منها حتى الان لاتشكل 5% مما هو مكتشف حتى الان

العالم الجليل قال ايضا ان ماسرق من الاثار لايعني نهاية التاريخ لان العراق كثيرا ما شهد غزوات دمرت ماهو موجود على الارض ليعيد النهوض فيبني ماهدم على يد قوى الغدر والاحتلال الاجنبي.

ظل هذا العالم المبجل وطنيا حتى النخاع لايرضى ان تفت في عضده الالام التي يشهدها الوطن وكان في اخر لقاء له يؤكد ان بلده العراق سينهض من تحت الركام

ولايسعني شخصيا هنا الا ان اذكر انه كان مقداما ومبادرا في احتضان مبادرتنا لانشاء الرابطة الوطنية للمثقفين والاكاديميين العراقيين عام 2003م فتشرفت الرابطة بموافقته ان يكون عضوا فيها ونائبا لامينها العام للشؤون الثقافية لينبري من خلالها وغيرها في المطالبة باستعادة كنوز العراق المنهوبة من المتحف الوطني امام اعين جنود قوى الاحتلال وبحماية منها

ولاجل الحفاظ على استمرارية وجوده بيننا كنت بكل سعادة وسرور اقوم بواجب اعادته لبيته في زيونة بعد كل اجتماع تقوم به الرابطة ذهابا وايابا

وحتى مغادرته العراق وغيابه عنا ظل امينا وفيا حريصا على متابعة انشطتنا والمساهمة معنا في توفير نفقات الرابطة من جيبنا الخاص رافضين كل اشكال الترغيب والترهيب من الاخرين الذين وضعونا في هدف عدائهم واستهدافهم لجميع مثقفي واساتذة وعلماء ومثقفي العراق كوننا حرصنا بكل شفافية الحفاظ على النهج المهني المستقل للرابطة بعيدا عن جميع اشكال الولاءات الضيقة.

رحم الله استاذنا بهنام ابو الصوف واذا بقي وفاء لعلماء العراق ورموزه فاننا نطالب الشرفاء وهم كثر انشاءالله المبادرةللاحتفاء بجثمانه الجليل في قبر يكون بين من احب من رموز تاريخ وارث العراق

رحم الله استاذنا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


د. هاني الحديثي

شبكة البصرة

الخميس 4 ذو القعدة 1433 / 20 أيلول 2012

حناني ميـــا
24/09/2012, 01:40 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


رحيل حارس الوادي العريق
أبو الصوف بهنام بن ناصر بن النعمان الآشوري في ذمة الخلود
شبكة البصرة

كاظم فنجان الحمامي



شاءت الأقدار أن يرحل علماء العراق وأدباؤه ومبدعوه مضطرين إلى محطات الغربة والاغتراب، واشتركت التقلبات السياسية، والظروف الأمنية القلقة، والتنافرات الطائفية والحزبية، والعوامل القسرية الأخرى في وأدهم بخناجر التسقيط والتشريد والتشويه والتحريض، فكان التهجير خارج أرض الوطن الأم من حصة الذين ظلوا منهم على قيد الحياة، بقصد تفريغ العراق من نجومه المتلألئة في فضاءات العلوم والفنون والآداب، وهكذا رحل عنا في العام الماضي عالم الآثار المبدع المتألق (دوني جورج)، الذي طاردته غربان الشر لتغتاله في الغربة بعد أن عقد العزم على استعادة الأختام البابلية المسروقة من المتحف الوطني العراقي، ثم التحق به أستاذه وأستاذنا كلنا في العلوم الآشورية والسومرية والأكادية والبابلية والكلدانية، رحل أبو الصوف بهنام بن ناصر بن نعمان الموصلي الآشوري، رحل المؤرخ وعالم الآثار الكبير، رحل الحارس الأمين على مقتنيات الوادي العريق، كان لكتابه الفريد (ظلال الوادي العريق) الفضل الكبير في تنوير عقول الناس بعراقة وادي الرافدين، فاخترناه عنواناً لهذه المقالة التي نرثي فيها مصيرنا المجهول، وننعى فيها رحيله إلى مثواه الأخير في ديار الغربة..



ولد في الموصل عام 1931 في الدار التي تحمل الرقم (10\207) لعائلة مسيحية احترفت البناء والتعمير. أرضعته امرأة مسلمة (أم إبراهيم) في زمن التواد والتلاحم، قبل أن تنبت بذور الطائفية فوق روابي العراق بأكثر من نصف قرن، ونشأ في نينوى العتيقة، وعلى وجه التحديد في الطرف الجنوبي (قلعة الموصل) محلة باب النبي على بعد بضعة أمتار من جامع (النبي جرجيس). تضم القلعة باقة من البيوت التراثية المتعانقة مع التاريخ والتراث والحضارة، حيث تحيط بها الكنائس والمساجد القديمة، فانصبت اهتماماته منذ طفولته المبكرة في البحث عن خبايا هذه البيئة الغارقة في القدم..



اقتادته مغامراته الصغيرة ذات يوم إلى (تل قوينجق)، وتل (النبي يونس)، فعبر الجسر الحديدي (جسر غازي) مع رفاقه الصغار إلى الضفة الشرقية من النهر، وتسلق تل قوينجق مسحورا بعظمة الآثار، التي سجلت انتصارات أجداده الآشوريين، فعشق المكان والتصق به، وتكررت زياراته للمواقع الأثرية الأخرى في الرحلات المدرسية الربيعية، فكان مهووسا بتماثيل الملوك والآلهة مندهشا من عظمة الثيران المجنحة بأرجلها الخماسية..

كان يسأل أمه دائما عن هذه التماثيل، ويسألها عن سر الثيران المجنحة، فكانت تقول له: إن الله غضب على أهل نينوى قبل عشرات القرون، فمسخهم ثيراننا مجنحة، ومسخ بعضهم أصناماً من حجر حتى يكونوا عبرة لغيرهم، فلم يقتنع بما كانت تقوله له من أساطير لا تخلو من الخرافة الشعبية..

تعلم في مدارس الموصل الابتدائية، وكان يعشق التاريخ الإسلامي، ومن المتفوقين على أقرانه المسلمين في مادة التاريخ الإسلامي، وكان من الماهرين في السباحة الحرة، ومن المتميزين في ممارسة الألعاب الرياضية، وبخاصة رياضة بناء الأجسام، ولطالما عبر نهر دجلة معتمدا على بنيته القوية في العوم والسباحة حتى في المواسم الباردة..



أنهى الابتدائية في الموصل، وواصل دراسته المتوسطة في ربوع الحدباء، وفي يوم من الأيام، وقع بيده كتاب الأديب المصري محمد فريد أبو حديد عن أساطير اليونان والرومان، فقرأ مقطفات من الأوديسا والإلياذة وملحمة طروادة، وتأثر بها وأحبها، وهام في أجوائها المشبعة بالحكايات الطريفة والمواقف الغريبة، فانتمى منذ صباه إلى العصور القديمة، وارتبط بالماضي البعيد ارتباطا عميقا..

سافر بعد إكماله المرحلة الإعدادية إلى بغداد عام 1951، فحمل معه أوراقه وتوجه إلى باب المعظم، حيث تقع كلية الآداب والعلوم، فقرأ إعلانا عن افتتاح قسم التاريخ والآثار، والتقى الطلاب المستجدين (طارق مظلوم)، و(كاظم الجنابي)، فقاده (طارق) إلى اللجنة المشكلة لقبول الطلاب في القسم الجديد، وكانت مؤلفة من الدكتور طه باقر، والدكتور أحمد صالح العلي، والأستاذ سلمان القيسي، فاعترض الدكتور طه باقر على قبوله بسبب درجاته العالية التي تؤهله للأقسام العلمية العليا، بيد أن التلميذ الجديد أصر على دخول القسم التاريخي، فقبله الدكتور طه، ورحب به كثيراً بعد أن عرف برغبته التاريخية الصادقة..

كان المؤرخ والفنان (طارق مظلوم) رحمه الله، من أقرب زملائه في الكلية، وكان الطلاب يطلقون عليهما (جلجامش) وزميله (أنكيدو)، كانت ملامح بهنام ومواصفاته البدنية والجمالية قريبة الشبه بجلجامش، بينما كانت ملامح زميله طارق أقرب ما تكون لأنكيدو..



تخرج الراحل بهنام أبو الصوف في كلية الآداب، جامعة بغداد عام 1955، وحصل منها على البكالوريوس في الآثار والحضارة، وتوسعت آفاقه المعرفية بأتونابشتم، ونبوخذنصر، وسنحاريب، وآشور بانيبال، ونارام سن، ولكش، والوركاء، وخورسيباط، والثور السماوي، والوحش خمبابا، وبوابة (أدد)، و(نركال)، و(شمش)، وأدرك فلسفة أن تكون الرموز والتماثيل القديمة بجسم ثور، وأجنحة نسر، ورأس إنسان، فالثور رمز القوة والبطش، والأجنحة ترمز للخفة والحركة، ورأس الإنسان يرمز للحكمة والعقل..

أكمل دراسته العليا في جامعة كمبرج بانجلترا، فحصل في خريف 1966 على درجة الدكتوراه في الآثار ونواة الحضارة وعلم الإنسان، وكانت رسالة الدكتوراه عن الفخاريات السومرية..

عمل بعد التخرج لسنوات عديدة في التنقيب الميداني عن الآثار في عدد من مواقع العراق الأثرية وسط البلاد وشمالها، وكان مشرفا علمياً على تنقيبات إنقاذية واسعة في حوض سد حمرين (منطقة ديالى)، ومواقع أخرى على ضفاف نهر دجلة..

كشف الدكتور بهنام عن حضارة جديدة من مطلع العصر الحجري الجديد في وسط العراق، وكان لاكتشافه الكبير الأثر الواضح على تصحيح معلوماتنا الموغلة في القدم..

سجل الدكتور بهنام (تل الصوان) باسمه، باعتباره أول من باشر بالتنقيب الميداني تحت أقدام التل اللغز، فاكتشف في المرحلة الأولى للتنقيب نحو (350) قبراً للأطفال المدفونين هناك، وهو أول من رفض تعريف السومريين على إنهم موجات بدائية غامضة، وأول من تصدى للشائعات التي أطلقتها هوليوود على إن عام 2012 هو نهاية العالم، بفيلمها العبثي (2012)، فقال: إن كل الطوفانات والزحوف الجليدية والزلازل لن تعيق الأرض عن حركتها المنتظمة، وليس هناك ما يدعو للخوف من أكذوبة الانقلاب الهائل لمحور الأرض، فللكون رب يحميه..

حاضر لسنوات عديدة في مادة جذور الحضارة والآثار والتاريخ في عدد من الجامعات العراقية، وفي معهد التاريخ العربي للدراسات العليا، اشرف خلالها على عدد من الرسائل الجامعية لنيل شهادة الماجستير والدكتوراه، وشارك في العديد من المؤتمرات الآثارية والندوات والحلقات الدراسية داخل العراق وخارجه، واستدعته المنظمات العالمية والجامعات الدولية لإلقاء سلسلة من المحاضرات عن الميزوبوتاميا وعن نتائج تنقيباته، ونشر مئات البحوث والدراسات والتقارير العلمية تناولت أعماله الميدانية، ودراساته الاستقصائية، وله ثلاثة كتب مطبوعة، هي: (فخاريات عصر الوركاء) باللغة الانجليزية، و(ظلال الوادي العريق) باللغة العربية، و(العراق: وحدة الأرض والحضارة والإنسان) باللغة العربية..

شغل المؤرخ الكبير بهنام أبو الصوف عددا من المواقع العلمية والإدارية في هيئة الآثار والتراث، منها: باحث علمي، ومدير التحريات وحماية المواقع الأثرية، ومدير عام الآثار، ومدير المتحف في المنطقة الشمالية..



أحيل إلى التقاعد في أواخر الثمانينات، لكنه واصل مسيرته العلمية والتنقيبية داخل العراق وخارجه، ثم غادر العراق عام 2003، ورحل مع عائلته ليستقر في الأردن، لكنه لم ينقطع عن دراساته وأبحاثه الخاصة، فسخر وقته كله لتدوين أفكاره التاريخية، والتواصل مع المراكز والمنظمات العلمية العالمية..

انتقل هذا الرجل العملاق إلى جوار ربه يوم الأربعاء 19/9/2012، وشيعته في الأردن يوم أمس السبت 22/9/2012 كوكبة من رجال العلم والسياسة في موكب جنائزي مهيب، بعد أن رفعت الصلاة على روحه الطاهرة في كنيسة العذراء الناصرة في الصوفية، ونقل جثمانه إلى المقبرة المسيحية..

لقد فقد العراق برحيل الدكتور بهنام أبو الصوف باحثاً وعالماً ومؤرخاً فذا، وفقد الوادي العريق أكبر حراسه وأوسعهم علماً..

آمن أبو الصوف إيماناً عميقاً بالإرث الحضاري العراقي، وانتبه إلى ما فيه من كنوز غنية بالعلوم والفنون والمعارف، وما فيه من نفحات تاريخية معبرة عن سمات الشخصية العراقية المتحضرة في بعديها الوطني والإنساني، فلم يتخلف عن واجبه العلمي والأدبي والأخلاقي، حتى وافته المنية ليقف بقامته الفارعة في صف الذين ساروا قبله على النهج الحضاري لبلاد الرافدين، ابتداءً من العالم الكبير أحمد سوسة رحمه الله إلى أخر أحفاد بانيبال، ولا نظن إن العراق سينسى ذكراهم العطرة، وستبقى مواقعهم العلمية المشرفة متلألئة دائما وأبدا فوق ناصية المجد والتفوق..

رحم الله الدكتور بهنام أبو الصوف، وجعله مشعلاً وضاءً للمدافعين عن حقوق العراق التاريخية والحضارية، ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وأولاده وعشيرته الصبر والسلوان....

وإنا لله وإنا إليه راجعون

جريدة المستقبل العراق


شبكة البصرة

الاحد 7 ذو القعدة 1433 / 23 أيلول 2012