د/ وفاء خنكار
22/09/2012, 02:42 PM
بعد غياب طويل عن منتدياتنا الراقية واتا الحضارية وبمناسبة تكريم صديقنا الأستاذ الأديب المترجم محمود عباس ومنحه الدكتوراه الفخرية من قبل إتحاد الكتاب والمثقفين العرب يسعدني تقديم نص جديد " أنثى بربرية " من ديواني ( معصم أنثى ) قيد النشر .. أرجو أن ينال إعجابكم ..مع وافر التحية والتقدير للجميع
أنثى بربرية
تفر أفاعي الأمازون تحت سطوتها
تقود جيوش البربر والتتار
إلى مدن الهند
إلى بغداد
إلى دمشق
إلى مدينة المعتز الفاطمي
إلى المضارب البدوية
إلى نواكشوط النصف عربية
إلى الأمازيغ
إلى خيام الطوارق
إلى ديار ليلى العامرية
تهد ذا الجدار وذا الجدار
تسفح العطر الأبيض
على الطرقات الترابية
تقصف أعناق الصبار
تفجر الأجساد الشوكية المثقلة بالمرار
تحرق مخازن القمح في قصور الديكتاتور
تطلق سراح الجواري والغواني
المعذبات بالليل المستعبدات بالنهار
تشعل النار في قش الرغبات
توقد حطب الأمنيات
تعلق مشانق الجرذان
تعد مقصلة الخُلد الأعمى المختبئ تحت الأحجار
تُدخل طواحين الهواء مدارس محو الأمية
لتتعلم القراءة و الكتابة والرسم بالألوان
و تدور عكس الرياح وتصرخ :
لا .. وألف لا ااا
تطلق سراح الثور المعصوب العينين
توقف عجلة الساقية الخشبية
كي لا تعيد حمل ذات الماء
بذات الصندوق
بذات البركة
تطلق سراح النهر الأحدب
ليمضي مسرعا نحو المحيطات والبحار
ويهرول عاشق أنوتردام
يعانق فتاته المدفونة تحت الرمال
تنزع الأسلاك الشائكة بين حقول البرتقال
تقصف رأس الفزاعة
تسقط المكنسة الحمقاء
تطلق القطعان الساذجة من الحظائر
تفتح إسطبلات الخيل
تقتلع أعجاز النخل المصابة بالسوسة الحمراء
ترش الكيروسين على أكياس النفايات
تحطم براميل النبيذ
تكسر طاولات القمار
تسكب القار على أفواه الكهوف الصخرية
لتطرد الخفافيش بدخان النهار
الدجاج ينطلق خارج الخن
ينق .. ينق .. ينق
الحمام يهجر وكنات الطين
يطير .. يطير .. يطير
الديوك تصيح بغوغائية :
ذئب .. ذئب .. ذئب
الأرانب الوديعة ترتعش ..
تتمسك بحبات الجزر البرتقالية..
تراقب الدمار
خوف.. خوف .. بخوف
عيونها الوردية
ترّف .. ترّف .. ترّف
قباع الخنازيرالبليدة في مستنقعات والطين يحتضر
كررنك .. كررنك .. كررررنك
الأطفال الأشقياء يرسمون وجه معلم الرياضيات على السبورة
كبير الأنف
قذر الحذاء
واسع البنطال
يتناول بشراهة وجبة الإفطار
بعد أربعة حصص مترهلة العضلات
يقهقون
يركضون
يتسلقون حائط المدرسة
يهربوووون خارج الأسوار
المديرة العانس
من خلف النظارات السميكة تزمجر
تدق جرس الانصراف المبكر جداً
رن .. رن .. رررررن
تتسابق الفتيات إلى النشاط الحر
والقراءة الحرة
الأمهات مشغولات بترقيع القمصان
وتثبيت ما سقط من أزرار
الرجال يحملون أكياس الأرز والدقيق
يهددون .. يلعنون الحمار:
حمار .. حمار.. حمار
العربات مهلهلة
المسامير صدئة
الحمار يهز رأسه يتمرد يأبى الحراك :
حمار نعم حمار
لست مسئولا عن تهمة الحمار!!
تهب الرياح
تطير قبعات الرجال
تنكشف عورات الأشجار
رياح باردة ..
رياح ساخرة ..
تركض فوق صهوة الغبار
تتساقط أوراق الخريف
يتحطم الجسر
ينهار الجدار
الغراب الحكيم تخلى عن عباءة الوقار
نعق وطار
قاق .. قاق .. قاق
انصرفت جحافل الغزو البربري
ترتك .. ترتك.. ترتك
انتحب الليل .. جثا متوسلا تحت أقدام النهار
صرخت الأنثى البربرية
لجمت فرسها البيضاء
خلعت ريشتها الحمراء
سقط نصب الجندي المعلوم
حيته تحية الأحرار
أشارت بأصبعيها :
انتصار .. انتصار .. انتصار
أنثى بربرية
تفر أفاعي الأمازون تحت سطوتها
تقود جيوش البربر والتتار
إلى مدن الهند
إلى بغداد
إلى دمشق
إلى مدينة المعتز الفاطمي
إلى المضارب البدوية
إلى نواكشوط النصف عربية
إلى الأمازيغ
إلى خيام الطوارق
إلى ديار ليلى العامرية
تهد ذا الجدار وذا الجدار
تسفح العطر الأبيض
على الطرقات الترابية
تقصف أعناق الصبار
تفجر الأجساد الشوكية المثقلة بالمرار
تحرق مخازن القمح في قصور الديكتاتور
تطلق سراح الجواري والغواني
المعذبات بالليل المستعبدات بالنهار
تشعل النار في قش الرغبات
توقد حطب الأمنيات
تعلق مشانق الجرذان
تعد مقصلة الخُلد الأعمى المختبئ تحت الأحجار
تُدخل طواحين الهواء مدارس محو الأمية
لتتعلم القراءة و الكتابة والرسم بالألوان
و تدور عكس الرياح وتصرخ :
لا .. وألف لا ااا
تطلق سراح الثور المعصوب العينين
توقف عجلة الساقية الخشبية
كي لا تعيد حمل ذات الماء
بذات الصندوق
بذات البركة
تطلق سراح النهر الأحدب
ليمضي مسرعا نحو المحيطات والبحار
ويهرول عاشق أنوتردام
يعانق فتاته المدفونة تحت الرمال
تنزع الأسلاك الشائكة بين حقول البرتقال
تقصف رأس الفزاعة
تسقط المكنسة الحمقاء
تطلق القطعان الساذجة من الحظائر
تفتح إسطبلات الخيل
تقتلع أعجاز النخل المصابة بالسوسة الحمراء
ترش الكيروسين على أكياس النفايات
تحطم براميل النبيذ
تكسر طاولات القمار
تسكب القار على أفواه الكهوف الصخرية
لتطرد الخفافيش بدخان النهار
الدجاج ينطلق خارج الخن
ينق .. ينق .. ينق
الحمام يهجر وكنات الطين
يطير .. يطير .. يطير
الديوك تصيح بغوغائية :
ذئب .. ذئب .. ذئب
الأرانب الوديعة ترتعش ..
تتمسك بحبات الجزر البرتقالية..
تراقب الدمار
خوف.. خوف .. بخوف
عيونها الوردية
ترّف .. ترّف .. ترّف
قباع الخنازيرالبليدة في مستنقعات والطين يحتضر
كررنك .. كررنك .. كررررنك
الأطفال الأشقياء يرسمون وجه معلم الرياضيات على السبورة
كبير الأنف
قذر الحذاء
واسع البنطال
يتناول بشراهة وجبة الإفطار
بعد أربعة حصص مترهلة العضلات
يقهقون
يركضون
يتسلقون حائط المدرسة
يهربوووون خارج الأسوار
المديرة العانس
من خلف النظارات السميكة تزمجر
تدق جرس الانصراف المبكر جداً
رن .. رن .. رررررن
تتسابق الفتيات إلى النشاط الحر
والقراءة الحرة
الأمهات مشغولات بترقيع القمصان
وتثبيت ما سقط من أزرار
الرجال يحملون أكياس الأرز والدقيق
يهددون .. يلعنون الحمار:
حمار .. حمار.. حمار
العربات مهلهلة
المسامير صدئة
الحمار يهز رأسه يتمرد يأبى الحراك :
حمار نعم حمار
لست مسئولا عن تهمة الحمار!!
تهب الرياح
تطير قبعات الرجال
تنكشف عورات الأشجار
رياح باردة ..
رياح ساخرة ..
تركض فوق صهوة الغبار
تتساقط أوراق الخريف
يتحطم الجسر
ينهار الجدار
الغراب الحكيم تخلى عن عباءة الوقار
نعق وطار
قاق .. قاق .. قاق
انصرفت جحافل الغزو البربري
ترتك .. ترتك.. ترتك
انتحب الليل .. جثا متوسلا تحت أقدام النهار
صرخت الأنثى البربرية
لجمت فرسها البيضاء
خلعت ريشتها الحمراء
سقط نصب الجندي المعلوم
حيته تحية الأحرار
أشارت بأصبعيها :
انتصار .. انتصار .. انتصار