المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فكرة في الميزان...



سعيد نويضي
05/10/2012, 12:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


سلام الله على الأحبة الكرام من أهل واتا العتيدة...

خطرت لي فكرة هذا الصباح الذي أتمنى أن يكون صباح خير في يوم جمعة مباركة،مفادها مناقشة فكرة لأخ مفكر أو أديب من أهل واتا أو من غيرها اعتقد في صحتها و في صدق معناه ثم عرضها للآخرين كثمرة من ثمار حديقته الفكرية الغناء...فلكل مفكر حديقة من الأفكار هي فواكه و ثمار يقدمها لنفسه ثم لغيره لكي يشاركه عذوبة مذاقها و حلاوة عصارتها...

و لا أعتقد أنه من قبيل الصدفة أن وقعت عيناي على ما طرحه المفكر الفاضل طارق في نافذة أو منتدى مقالات و دراسات أدبية تحت عنوان:"إطلالة على شرفة العمر" قدم فيها من عصارة تجاربه طبقا من الأفكار لا يمل القارئ من قراءته و محاولة الغوص في أعماقه لاستخراج ما يساعد الإنسان على فهم الحياة بصفة عامة و فهم الذات الإنسانية بصفة خاصة...

و ليسمح لي الفاضل طارق أن ألقي من شرفة عمره نظرة على فكرة من ثمار تجاربه متسائلا عن مدى صحتها و صدقها في ميزان الحوار و النقاش...

و لكي لا أطيل عليكم اخترت من بين باقة الأفكار التي طرحها، فكرة في غاية الأهمية بقدر ما هي في غاية الغموض و الخطوررة التي قد تحيط بها كهالة تلفهاو ستائر تحجب لبها فلا تقدم نفسها و حقيقتها بسهولة و يسر...

1- نظريا العدالة مساواة ككفتي الميزان
يقول الحق جل و علا:
{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف8
ووزن أعمال الناس يوم القيامة يكون بميزان حقيقي بالعدل والقسط الذي لا ظلم فيه، فمن ثقلت موازين أعماله -لكثرة حسناته- فأولئك هم الفائزون.[التفسير الميسر].

واقعيا العدالة هي أقوال و أفعال
تحمل قيمة وزنها في آثارها التي تترب على حركتها في الزمان و المكان
و ما تخلفه من وراءها من خير أو شر ،
من حق أو باطل،
من سعادة أو شقاء،
فلينظر الإنسان/العاقل
ما تقدم يداه لكفتي الميزان،
و فيما تسعى قدماه،
و ما نطق به لسانه و ما خرج من بين شفتيه...
الشفتان ضفتا نهر و اللسان ينبوع يملؤهما بما يمتلأ به قلبه...
فسبحان الله العليم الحكيم:
{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ...}
سورة الأحزاب ألآية 4 .


http://www.wata.cc/up/2012/10/images/w-94dfef4641.jpg


تحيتي و تقديري...

طارق فايز العجاوى
05/10/2012, 02:39 PM
تحية الوفاء والمحبة
اشكرك اخى واستاذنا الفاضل على جليل طرحك البهى المحمل بعبق الفكر والثقافة
نعم انها فكرة فيها اثراء للموضوع والاهم من ذلك تثير التفاعل بين الاعضاء
اسعدنى وارف مرورك وطرحك
دمت تاجا للثقافة

سعيد نويضي
05/10/2012, 10:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الفاضل اللبيب طارق فايز العجاوي...

بارك الله فيك و هدانا الله جل و علا جميعا لما يحبه و يرضاه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير...

بداية قبل أن أتناول أو نتناول جميعا مناقشة ما تتضمنه الفكرة الأولى في هذه الدردشة أو الخربشة أو لنسميها بالمحاورة بين الأحبة الكرام عن فكرة العدالة ثم المساواة ثم كفتي الميزان و أخيرا الميزان باعتبار...أن هذه الفكرة هي جسد له أطراف و قوائم له أعضاء و حواس و في النهاية له روح كباقي الكائنات التي تحيا فوق هذه الأرض...ما شاء الله لها أن تحيا...
قلت قبل ذلك من المفروض أن نحدد مسبقا مفهوم الميزان الذي سأقيس به أو سنقيس به الأفكار التي سنتاولها بالتشريح و التشخيص و بالتفكيك و التحليل ،لنقف مجتمعين على تحديد معيار يناسب المرحلة التي نعيش...في زمن العلم و المعرفة...زمن الحواسيب و المعلومات المسافرة عبر القارات...زمن الاتصالات التي ركبت سرعة الضوء فربطت بين الشرق و الغرب بين الشمال و الجنوب على مستوى التبادل المعرفي و الثقافي...

و المعيار هو في حد ذاته معيار...و كل طرح للفكرة يستند إلى تصور معين...و من هنا هل سنعتمد طرح الفكرة من وجهة نظر الحق...بمعنى أن المعيار الذي على ضوئه سنقيس الفكرة هي فكرة الحق...أم فكرة المنطق باعتباره الآلة الأقرب إلى تناول الفكرة من حيث الصواب و الخطأ...مستندين في تحديد الصواب و الخطأ إلى المنطق السماوي و إلى المنطق الأرضي...على أساس أن المنطق هو ما نطقت به السماء باتجاه الأرض حتى يتحقق العدل...و ما صعد من الأرض إلى السماء كعلاقة وطيدة لا يمكن فصل الأولى عن الثانية و لا العيش ضمن الواحدة دون الأخرى...

أطرح الفكرة للنقاش و الحوار و للأحبة الكرام التحية و التقدير...

أحمد المدهون
05/10/2012, 11:28 PM
الأستاذ سعيد نويضي،

أبارك فكرتك ، ولا شكّ أنها تثري الحوار وتخصب الأفكار. راجياً أن تستمر بها كما عودتنا بعطائك الممتد.

وفي خلاصة الأستاذ فايز العجاوي: (نظريا العدالة مساواة كفتي الميزان) تبرز لدينا الإشكالية التالية:
عندما قال الله تعالى: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" فإن ذلك يمثل قمّة العدالة الإلهية في توزيع الميراث بين الأبناء رغم أن القسمة هنا غير متساوية في الميزان نظرياً وظاهرياً. فكيف نفك الإشتباك هنا ؟!
ثم هل من العدل أن تتساوى الزيادة السنوية للموظفين، برغم التفاوت بينهم في الخبرات والمهارات والإنتاجية ؟!

أعتقد أننا بحاجة إلى تحديد مرجعية (الميزان) والبحث في الفرق بين (العدالة) و (المساواة).

تحياتي.

سميرة رعبوب
06/10/2012, 12:10 AM
السلام عليكم ...


هل العدل يمثل المساواة ، أم أن المساواة تمثل العدل ؟
المساواة في اللغة : يقال : استوى الشيئان بمعنى تماثلا فيقال هذا ثوب مساو لذلك الثوب ، ودرهم مساو لذلك الدرهم !
والعدل في اللغة هو الحكم بالحق والعدل أيضاً هو الوسطية والتوازن أي موازنة بين الطرفين المتنازعين أو المختلفين دون ميل أو تحيز إلى أحدهما ضد الآخر وهو بعبارة أخرى موازنة بين الأطراف بحيث يعطي كل منهم حقه دون بخس ولا جور عليه ..

ومن هنا نجد أن العدل يقتضي المساواة والمساواة جزء أساسي من العدل والعدالة ..
والمساواة التي تعني في مدلولها التشابه والتساوي بين الأشياء والمخلوقات لا يمكن أن تكون عادلة إلا إذا تساوت الخصائص والصفات وتشابهت وحينئذ أو المخلوقات سيكون متساوياً في كل الصفات والخصائص والصفات والوظائف والمراكز القانونية أما إذا كان واقع الأفراد مختلفاً فلا يمكن تحقيق المساواة العادلة لأن المساواة بين المختلفين ظلم واضح لا يحقق العدل والإنصاف ..

لذا يقال الإسلام دين العدل ودين المساواة إذا أريد بالمساواة بين المتساوين والمتماثلين
هذا والله أعلم ~

سعيد نويضي
06/10/2012, 03:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الفاضل الأديب أحمد المدهون...

أقتبس من كلامك المنطقي هذه العبارة و هي بحق ما أشرت إليه...

أعتقد أننا بحاجة إلى تحديد مرجعية (الميزان) والبحث في الفرق بين (العدالة) و (المساواة).

تحديد مفهوم الميزان
تحديد مفهوم العدل
تحديد مفهوم المساواة
ثم النظر في التداخل فيما بينهماو بعض التطبيقات سواء من التاريخ القديم أو القريب...

و ليس أدق على حد علمي من القواميس في طرح تلك المفاهيم و أخص بالذكر منها قاموس المعاني ...الذي ضم جملة من القواميس من بينها لسان العرب - المعجم الوسيط - معجم اللغة العربية المعاصر - الغني - الرائد و غيرهم مما تزخر به المكتبة العربية...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
06/10/2012, 07:44 PM
السلام عليكم ...


هل العدل يمثل المساواة ، أم أن المساواة تمثل العدل ؟
المساواة في اللغة : يقال : استوى الشيئان بمعنى تماثلا فيقال هذا ثوب مساو لذلك الثوب ، ودرهم مساو لذلك الدرهم !
والعدل في اللغة هو الحكم بالحق والعدل أيضاً هو الوسطية والتوازن أي موازنة بين الطرفين المتنازعين أو المختلفين دون ميل أو تحيز إلى أحدهما ضد الآخر وهو بعبارة أخرى موازنة بين الأطراف بحيث يعطي كل منهم حقه دون بخس ولا جور عليه ..

ومن هنا نجد أن العدل يقتضي المساواة والمساواة جزء أساسي من العدل والعدالة ..
والمساواة التي تعني في مدلولها التشابه والتساوي بين الأشياء والمخلوقات لا يمكن أن تكون عادلة إلا إذا تساوت الخصائص والصفات وتشابهت وحينئذ أو المخلوقات سيكون متساوياً في كل الصفات والخصائص والصفات والوظائف والمراكز القانونية أما إذا كان واقع الأفراد مختلفاً فلا يمكن تحقيق المساواة العادلة لأن المساواة بين المختلفين ظلم واضح لا يحقق العدل والإنصاف ..

لذا يقال الإسلام دين العدل ودين المساواة إذا أريد بالمساواة بين المتساوين والمتماثلين
هذا والله أعلم ~


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

حقا هي الثماتلات تتفاعل فيما بينها فلا يمكن الحديث عن العدل دون الحديث عن المساواة و لا يمكن تجاوز الميزان لتحديد كل من العدالة أو المساواة...فلقد جعل الله عز و جل الحركة تشترك فيها الكائنات الحية سواء كانت معنوية أو مادية...و ما القول المشهور يحيا العدل إلا دليل على وجود نوع من الحياة في القيم الكبرى و الحقائق العظمى التي جعلها الحق جل و علا قائمة في حياة الكون و الإنسان و باقي المخلوقات...

لقد سرني كثيرا تعليقك و أنار صفحتى تواجدك فلك التحية و التقدير...و هذا يعيني أن الفكرة قد ينتج عنها شيء جديد و فهم جديد لما هو قديم...فمن الحوار و النقاش و التفاعل تتولد الأفكار و تتغير الأفكار و تستمر الأفكار...و كل ما كانت الفكرة أكثر صدقا و واقعية كلما استطاعت أن تنفذ في شرايين الواقع لتغيره في أحد الاتجاهين إما لما هو صالح و هذا ما نرجوه من الله جل و علا و إما إلى ما لا يرضاه و لذلك ندعو الله العليم الحكيم أن يهدينا بإذنه لما هو حق...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
06/10/2012, 07:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأحبة الكرام...

1.الميزان :

العَدْل و أمَرْنا به أو الآلة المعروفة
سورة : الحديد ، آية رقم : 25
المعجم: كلمات القران –
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات, وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع, وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل, وأنزلنا لهم الحديد, فيه قوة شديدة, ومنافع للناس متعددة, وليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب. إن الله قوي لا يُقْهَر, عزيز لا يغالَب.[التفسير الميسر].

فسبحان الله... هناك الكتاب السقف النظري و هناك الميزان الآلة التي يتم بها تفعيل الكتاب في الواقع الفعلي للناس و هناك القسط...كنتيجة لاستعمال الكتاب و الميزان...
ألا يكون هنا الميزان هو العقل – لأن الحق جل و علا لم يخاطب المجنون بل خاطب الإنسان العاقل/المميز/المكلف - بأدواته التي تتشكل من القنوات المعرفية (السمع و البصر و اللمس و الشم و الذوق) بالإضافة إلى (الفؤاد) القلب الذي يعقل الأمور و يزنها بميزان المنطق السليم و الفكر القويم و الذي جعله منفردا و ليس منه اثنين... فللإنسان أذنين و عينين و حتى المخ فيه فصين لكن لم يجعل الله من قلبين في جوف الإنسان...{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ... }الأحزاب4.
و من هنا يمكن القول أن الميزان و هو آلة قياس في الواقع الفعلي الملموس،بحيث جعل الله لكل شيء مقياس و معيار ،يقيس به الإنسان ما يحيط به فللوزن قياس هو الغرام أو الذرة كما ورد في كتاب الله و له آلة و هي الميزان و للمساحة وحدة قياس و هي الملميتر أو أقل من ذلك و آلته المتر...و للسرعة قياس و هي الكيلومتر و آلة قياسه ...و من تم لكل شيء قياس و له في الواقع الفعلي آلة تجسده و تعبر عن حقيقته و لذلك فكيف لا يكون للعدل قياس و للمساواة قياس و لكل قيم قياس و وحدة قياس يستند إليها و ينطلق منها...فحتى القول له قياس و قياسه هو العدل...
{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الأنعام152
ولا تقربوا أيها الأوصياء مال اليتيم إلا بالحال التي تصلح بها أمواله ويَنْتَفِع بها, حتى يصل إلى سن البلوغ ويكون راشدًا, فإذا بلغ ذلك فسلموا إليه ماله, وأوفوا الكيل والوزن بالعدل الذي يكون به تمام الوفاء. وإذا بذلتم جهدكم فلا حرج عليكم فيما قد يكون من نقص, لا نكلف نفسًا إلا وسعها. وإذا قلتم فتحرَّوا في قولكم العدل دون ميل عن الحق في خبر أو شهادة أو حكم أو شفاعة, ولو كان الذي تعلق به القول ذا قرابة منكم, فلا تميلوا معه بغير حق, وأوفوا بما عهد الله به إليكم من الالتزام بشريعته. ذلكم المتلوُّ عليكم من الأحكام, وصَّاكم به ربكم; رجاء أن تتذكروا عاقبة أمركم.[التفسير الميسر].
فوحدة قياس العدل في القول هي قول الحق.

2.الميزان :
العدّل و التـّسوية في الحقوق
سورة : الشورى ، آية رقم : 17
المعجم: كلمات القران –
{اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ }الشورى17
الله الذي أنزل القرآن وسائر الكتب المنزلة بالصدق, وأنزل الميزان وهو العدل؛ ليحكم بين الناس بالإنصاف. وأي شيء يدريك ويُعْلمك لعل الساعة التي تقوم فيها القيامة قريب؟[التفسير الميسر].
الكتاب الكريم الذي أنزله الحق جل و علا من فوق سبع سماوات كما هو شأن الكتب السابقة نزل بشيء ثقيل إسمه "الحق" و لكونه ثقيل على الفهم و على التطبيق أنزل مع شيء آخر اسمه "الميزان" الذي به نقيس القول أو الفعل هل هو حق أو باطل...
و في سورة المزمل يقول الحق جل و علا : {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }المزمل5.
إنا سننزل عليك -أيها النبي- قرآنًا عظيمًا مشتملا على الأوامر والنواهي والأحكام الشرعية.[التفسير الميسر].

3.وضع الميزان :
شرَع العدل و أمر به الخلق
سورة : الرحمن ، آية رقم : 7
المعجم: كلمات القران –

4.لا تـُـخْـسِروا الميزان :
لا تنقصوا مَوْزون الميزان
سورة : الرحمن ، آية رقم : 9
المعجم: كلمات القران –

{وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ }الرحمن7
{أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ }الرحمن8
{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ }الرحمن9
والسماء رفعها فوق الأرض, ووضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده. لئلا تعتدوا وتخونوا مَن وَزَنتم له , وأقيموا الوزن بالعدل, ولا تُنْقِصوا الميزان إذا وَزَنتم للناس.
[التفسير الميسر].

السماء رفعها و هذا واضح للعيان، ثم وضع الميزان في الأرض لتحقيق العدل بين الظواهر التي خلقها و جعلها آيات مسخرة للإنسان من مثل الماء الذي ينزل من السماء ،من الأرض التي يحييها الله جل و علا تنتج حبا و عنبا و نخيلا ، و من الأنعام التي خلقها بقدرته و جعلها أليفة و جعل فيها منافع كثيرة، و غير ذلك كثير من النعم التي لا تعد و لا تحصى...
كما جعل الميزان في الأرض ليحكم الناس فيما بينهم بالحق...لكن طبيعة الناس اختلفت مما جعلهم يبغي بعضهم على بعض...
يقول الحق جل و علا:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة213.
كان الناس جماعة واحدة, متفقين على الإيمان بالله ثم اختلفوا في دينهم, فبعث الله النبيين دعاة لدين الله, مبشرين مَن أطاع الله بالجنة, ومحذرين من كفر به وعصاه النار, وأنزل معهم الكتب السماوية بالحق الذي اشتملت عليه; ليحكموا بما فيها بين الناس فيما اختلفوا فيه, وما اخْتَلَف في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه ظلمًا وحسدًا إلا الذين أعطاهم الله التوراة, وعرفوا ما فيها من الحجج والأحكام, فوفَّق الله المؤمنين بفضله إلى تمييز الحق من الباطل, ومعرفة ما اختلفوا فيه. والله يوفِّق من يشاء من عباده إلى طريق مستقيم.[التفسير الميسر].


5.الميزَانَ - ميزَانَ:

الميزَانَ : الآلة التي تُوزَن بها الأَشُياء .
و الميزَانَ السِّنجةُ من الحجارة والحديد ونحوها .
و الميزَانَ المقدارُ .
يقال : اعرِفْ لكلِّ امرىء ميزاتَه .
و الميزَانَ العَدْلُ .
و الميزَانَ ( في الفلسفة ) : علامةٌ ظاهرة أَو باطنة ، بها تُبَيِّنُ الأَشياء والمعاني ، ونستطيع الحكم عليها .
و الميزَانَ أَحد بروج السماء ، بين العذراء والعقرب ، وزمنه من 23 من سبتمبر إِلى 23 من أَكتوبر .
و ( الميزان الحِسابيُّ ) الميزَانَ ( في الاقتصاد ) : بيانُ ما للدولة وماعليها من الدُّيون قِبَلَ الدُّول الآخرى .
و ( الميزان التِّجاري ) : بيانُ قيمة الصادرات وقيمة الواردات .
ويقال : قام ميزانُ النهار ، واستقام : انتصف .
وهو بميزان الجبل ، وميزانَه : بحذائه .
المعجم: المعجم الوسيط -.

المراجع:قاموس المعاني - القرآن الكريم - التفسير الميسر.

و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
13/10/2012, 07:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأحبة الكرام...

من جملة ما قيل في الميزان و العدل...

الميزان هو العدل...

و العدل هو القيمة التي من المفروض أن توجد في كل قول و فعل...على اعتبار أن الإنسان يريد أن يكون عادلا لا ظالما...

و الله جل و علا يقول في سورة الأحزاب في الآية 72:

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72.

فالظلم معطى ذاتي و العدل شيء موضوعي...فكيف يحقق الإنسان العدل الذي هو ضد الظلم و بالتالي كيف ينتصر الموضوعي على الذاتي...مع العلم أن الظلم في الآية ورد اقترانه بالجهل فهذا يعني أن العدل مقترن بالعلم...لكن أي علم؟ هل يكفي العلم الشرعي حتى يتحقق العلم ؟و من تم تنتفي خاصية الجهل و يتحقق العدل...؟أم أن الجهل هو جهالة و جاهلية و الظلم ظلمات بعضها فوق بعض... و من تم نحتاج إلى العديد من العلوم لكي تتحقق الأنوار و بالمصطلح الرباني يتحقق النور على اعتبار أن العلم واحد و هو نور كيفما كانت مجالاته و تخصصاته النافع منها بالطبع في مقابل الظلم الذي هو ظلمات متنوعة و متعددة بتعدد نشاطات الإنسان...؟
هذه أسئلة و أخرى قد يثير الحديث غن قيمة العدل كقيمة من المفروض أن توجد في كل النشاطات الإنسانية من أبسطها إلى أعقدها...

و للحديث بقية إن شاء الله عز و جل...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
19/10/2012, 12:00 PM
بسم الله و الحمد لله و لا إلـــه إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله...

سلام الله على الأحبة الكرام...

ورد في لسان العرب ما مفاده أن العدل هو:

عدل (لسان العرب)
العَدْل: ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم، وهو ضِدُّ الجَوْر. عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ، وعَدَل عليه في القضيَّة، فهو عادِلٌ، وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته.
وفي أَسماء الله سبحانه: العَدْل، هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم، وهو في الأَصل مصدر سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ، وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً، وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ.
والعَدْلُ الحُكْم بالحق، يقال: هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ.
وهو حَكَمٌ عادِلٌ: ذو مَعْدَلة في حكمه.
والعَدْلُ من الناس: المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه.
وقال الباهلي: رجل عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة.

و ستجدون في الرابط بحث قيم للدكتور نجيب علي عبد الله السودي عن للشيخ بديع الزمان سعيد النورسي حول مفهوم العدالة...

http://www.nuronline.com/bahs.php?t=semp&sid=116&tid=170

فهو حقا جدير بالقراءة...

جمعة مباركة و تقبل الله منا و منكم طيب الدعاء و صالح الأعمال...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
21/10/2012, 03:47 AM
الأستاذ سعيد نويضي،

أبارك فكرتك ، ولا شكّ أنها تثري الحوار وتخصب الأفكار. راجياً أن تستمر بها كما عودتنا بعطائك الممتد.

وفي خلاصة الأستاذ فايز العجاوي: (نظريا العدالة مساواة كفتي الميزان) تبرز لدينا الإشكالية التالية:
عندما قال الله تعالى: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" فإن ذلك يمثل قمّة العدالة الإلهية في توزيع الميراث بين الأبناء رغم أن القسمة هنا غير متساوية في الميزان نظرياً وظاهرياً. فكيف نفك الإشتباك هنا ؟!
ثم هل من العدل أن تتساوى الزيادة السنوية للموظفين، برغم التفاوت بينهم في الخبرات والمهارات والإنتاجية ؟!

أعتقد أننا بحاجة إلى تحديد مرجعية (الميزان) والبحث في الفرق بين (العدالة) و (المساواة).

تحياتي.

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل اللبيب أحمد المدهون...

كقراءة متواضعة لفك الاشتباك بين قيمة العدل و قيمة المساواة كما وردت في سؤالك في حكم ما ورد في الآية الكريمة...قال الله تعالى: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ"

معلوم بنصوص الآيات الكريمات أن الله جل علا لا يظلم مثقال ذرة...
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }النساء40
إن الله تعالى لا ينقص أحدًا من جزاء عمله مقدار ذرة, وإن يكن وزن الذرة حسنة فإنه سبحانه يزيدها ويكثرها لصاحبها, ويتفضل عليه بالمزيد, فيعطيه من عنده ثوابًا كبيرًا هو الجنة[التفسير الميسر].
فالله جل في علاه هو العادل المطلق في كل شي فسبحان الذي ليس كمثله شيء المنزه عن كل ما قد يخطر بالبال أو توسوس به النفس...و من تم فتشريعه للخلق فيه من العدل ما يعجز العقل القاصر عن إدراك الحكمة من كل تشريعاته أو من بعضها...إلا من رحم ربي و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا...
و إدراك الحكمة من الإسلام كمنظومة لكل شيء و كحياة و منهج لا يحيد عن الحق قيد أنملة هو رهن بهداية الله جل و علا و لمن شاء الهداية و طلبها من الهادي بصدق و إخلاص...
و لذلك فتشريع الميراث قد يتجلى واضحا و جليا بالنسبة للذين قالوا "سمعنا و أطعنا" فقد نزلت في حق الذين آمنوا إيمانا يقينيا...يقول الحق جل و علا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285.
كما هو شأن الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام و الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين...و مع ذلك يظل الجدل الذي وصف به الله جل و علا البشر كما وصفهم بالضعف و الظلم و الجهل كخصائص من طبيعته التي ما انفك يحاول أن يتغلب عليها بحكم طبيعة البحث عن الكمال و السعي وراء تحقيق مراد الله جل و علا من التقوى التي تعتبر قمة ما يدعو إليه الإسلام كدين و حياة و منهج... {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54
ولقد وضَّحنا ونوَّعنا في هذا القرآن للناس أنواعًا كثيرة من الأمثال؛ ليتعظوا بها ويؤمنوا. وكان الإنسان أكثر المخلوقات خصومة وجدلا.[التفسير الميسر].
و الجدل قد يكون سببه الغموض بالنسبة للذين عليهم أن يبينوا عدالة و حكمة هذا الإسلام كدين حكمة و عدالة و حق ما بعده إلا الباطل في مختلف مجالات الحياة...بما فيها الإرث و ما تقتضيه أحوال الناس من صغيرها إلى كبيرها...
{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْن...}سورة النساء11.
إذا كان القصد من الفعل البشري هو تحقيق منفعة و درء مفسدة أو جلب مصلحة و الابتعاد عن مضرة... فكيف يكون الفعل الإلـــهي...؟
أليس كله خير و فضل و مصلحة و منفعة و إحسان...؟
و الله المستعان و هو الهادي لما هو حق...
بطريقة رياضية و بحساب يسير يبدو أن الأنثى باعتبارها غير ملزمة بالإنفاق، و ليس مفروض عليها أن تنفق على البيت و الأولاد و متطلبات الحياة...فلذلك جعل لها الله عز و جل لها نصف ما أعطى من حق للذكر...فالإنفاق و متطلبات العيش و السكن و ما يستلزم من ضروريات الحياة تقع في ظل الشريعة الإسلامية على الذكر...فهو المسئول عن الإنفاق...و ليس على الأنثى أدنى مسئولية في هذا الجانب إلا من باب كرمها و سخائها مدى حبها لفعل الخير...
فقوامة الرجل كما وردت في الآية الكريمة في قضية تفضيل الذكر على الأنثى تتعلق أساسا بالإنفاق و بأشياء أخرى ليس هنا مجال لذكرها...
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ...} سورة النساء 34.
و حتى لا يتهيه أنصار المرأة من الرجال و المدافعين عن المساواة من النساء في قضية المساواة بين الرجل و المرأة...قلت حتى لا نتيه فلم يرسل الله جل و علا نبية و لا رسولة عبر التاريخ و لا وردت في كتاب من الكتب التي أنزلها على من اصطفاهم من عباده الأخيار...و هذا ليس من باب تضعيف مكانة المرأة أو التقليل من مكانتها...فإن لم يكن الله جل و علا هو العادل الحق و رسوله عليه الصلاة و السلام فمن يكون...؟تنزه الله عما يصفون علوا كبيرا...
فالميراث وردت فيه أحكام يضبطها أصحاب الاختصاص...و مع ذلك
هناك أحكام ينفرد الرجل بها و هناك أحكام تنفرد بها المرأة و هناك أحكام مشتركة...
من هذا المنطلق تكون الآية واضحة لمن لديه اليقين في كل ما نزل من الحق فهو حق...و الحق أحق أن يتبع...
و لذلك فمن جعل الميزان هو الحكم بالحق و وضعه بين العباد في الأرض لكي لا يظلم أحد أحدا...و من تم يتحقق العدل بالتالي من القول إلى الفعل ،أيا كان القول و أيا كان الفعل،لا يمكن إلا أن يكون حكيما عادلا عليما خبيرا ...
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25
لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات, وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع, وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل, وأنزلنا لهم الحديد, فيه قوة شديدة, ومنافع للناس متعددة, وليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب. إن الله قوي لا يُقْهَر, عزيز لا يغالَب[التفسير الميسر].


فإن أصبت فمن الله و من فضله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان...

و للحديث بقية إن شاء الله...عن حقيقة المساواة المرتبطة بالعدالة على اعتبار أن الفكرة التي انطلق منها النقاش تطرح المساواة ككفة توازي كفة العدالة...

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
24/10/2012, 12:43 PM
سلام الله على الأحبة الكرام من أهل واتا و كل عام و أنتم بخير و تقبل الله منا و منكم طيب القول و صالح الأعمال...

ليس بسيطا أن يحيط الإنسان مهما بلغ علمه ما تعنيه كلمة العدالة و لا كلمة المساواة و لا ما تقتضيه الحرية لكي ترفرف راية الكرامة على الإنسانية...
و مع ذلك أقول كلمتي و أستغفر الله إن أخطأت أو نسيت...

ما المساواة...؟

1.ساوى - مساواة :
1 - ساواه : ماثله ، عادله « هذا الكتاب يساوي وزنه ذهبا ».
2 - ساواه به ، بالشيء ، أو بينهما : جعلهما يتعادلان .
3 - ساواه أو به : بلغ قدره .
المعجم: الرائد –
2.مساواة :
1 - مصدر ساوى .
2 - في اللغة : أن يكون اللفظ المعبر عن المعنى المراد مساويا له لا ينقص ولا يزيد . والمساواة هي الأصل .
المعجم: الرائد –
3.مساواة - مُسَاوَاةٌ :
[ س و ي ]. ( مصدر سَاوَى ).
1 ." الْمُسَاوَاةُ في العَمَلِ " : التَّسَاوِي ، التَّعَادُلُ . " إِرَادَةُ الشَّعْبِ هِيَ أَنْ تَعُمَّ الْمُسَاوَاةُ بَيْنَ جَمِيعِ الأَفْرَادِ ، مُسَاوَاةً فِي الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ ".
2 ." يُعَامِلُ النَّاسَ عَلَى قَدَمِ الْمُسَاوَاةِ " : أَيْ بِصُورَةٍ عَادِلَةٍ ، مُتَسَاوِيَةٍ ، مُعَامَلَةُ النِّدِّ لِلنِّدِّ . " حُرِّرَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ حَيْثُ سُفُورُهَا وَمُسَاوَاتُهَا لِلرَّجُلِ ".
المعجم: الغني –
4.مساواة :
مصدر ساوى .
• مذهب المساواة : ( القانون ) مذهب يهدف إلى المساواة المدنيّة والسِّياسيّة والاجتماعيّة بين النَّاس " المساواة الاجتماعيَّة ، - المساواة لا تلِد حَرْبًا "
• المساواة أساس الإنصاف : عنُصرُه الأساسيّ ، - على قدم المساواة : بالتَّساوي ، دون تفضيل أحدٍ على غيره .
المعجم: اللغة العربية المعاصر –

5.ساوى يساوِي ، مُساواةً ، فهو مُساوٍ ، والمفعول مُساوًى ( للمتعدِّي ):
• ساوى بينهما سوّى ؛ جعلهما متعادلَيْن ومتماثلين " ساوى بين النَّاس في العبء الضَّريبيّ ، - { حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ } ".
• ساواه : عادله وماثله قَدْرًا أو قيمةً " ساوى فلانٌ أخاه في العِلْم ، - هذه البضاعة تساوي تلك في الجودة والثَّمن "
• هذا لا يساوي درهمًا : لا يعادله ، غير ذي قيمة ، - يُساوي وزنه ذهبًا : قَيِّم ، نافع جدًّا .
• ساواه بغيره : جعله يعادله ويماثله " ساوى هذا بذاك : رفعه حتى بلغ قدرَه ومبلغَه ، - من ساواك بنفسه ما ظلمك [ مثل ] ".
المعجم: اللغة العربية المعاصر –
[قاموس و معجم المعاني].

انطلاقا من مجموعة المعاني التي تدل عليها كلمة المساواة يتضح أنها تتداخل مع كلمة العدالة بحيث الحديث عن الأولى يفترض جدلا أن المتحدث يتكلم ضمنيا عن الثانية...
فهل يمكن القول أنه لا حديث عن العدالة إلا بالحديث عن المساواة و من يتم يجوز استعمال المساواة بدل العدالة أو العكس...؟
أعتقد أن السؤال الذي أثاره بذكاء الأديب الفاضل أحمد المدهون في قضية "للذكر مثل حظ ألأنثيين" كحكم أنزله الله جل و علا في قضية بالغة الحساسية و هي قضية المال و إلى من يؤول بعد الموت و لمن يتركه من أنعم الله عليه بخير وفير، حتى لا يضيع المال...سؤال جميل يعكس الفكرة القائلة أن المساواة الظاهرية قد لا تعكس العدالة الحقة...
و يكفي أن نعود إلى طبيعة الخلق حتى ندرك أن الفرق بين الذكر و الأنثى الذي جعله الله جل و علا - الخالق طبعا لكل المخلوقات - هو فرق تترتب عليه مجموعة من الفروق الأخرى لا يمكن بحال أن لا نعتقد في عدالتها...{... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى...}سورة آل عمران36.
هذه الحقيقة التي ساقها الله على لسان مريم العذراء أم عيسى عليهما السلام ...ساقها لتكون شاهدة على قول الحق باعتبار أن الناطق بالشيء قد يكون أعلم من غيره بما ينطق...فالعذراء قبل أن تكون أم لعيسى عليه السلام هي بشر كباقي البشر تحس و تشعر بما يشعر به البشر من فوارق بين الناس ...و ما أنطقها الله جل و علا بتلك الحقيقة إلا لتكون شاهدة على قومها و على بني جلدتها و على من بعدها وخاصة على الذين جعلوا من الرجل و المرأة سواء بسواء...
ففي تصوراتهم التي تستند في زعمهم للمنطق الطبيعي ،ليس هناك اختلاف بين الرجل و المرأة ، فهما سواسية في كل شيء...
فهناك منهم من يطلب المساواة الرياضية و كأنهم أرقام في معادلة رياضية ، فيزيائية أو كيمائية سموها المساواة الطبيعية...و من هذا التصور انطلقت دعوتهم في الالتجاء للقانون الطبيعي في توزيع الميراث أو غير ذلك من القوانين و التشريعات التي ما أخذت في الاعتبار قضية الخلق و الفروق المترتبة عليها...
و ما جعل هذا التصور يجد صداه في الأوساط الاجتماعية ،هي ما مارسه عليها الرجل من قهر و ظلم و استعباد و غير ذلك ،بحكم عدم استيعابه لدورها ككائن له كرامة و له حقوق و عليه واجبات كما هو شأنه...
و أصل الاختلاف الذي حصل على المستوى النظري و انعكس ذلك على المستوى الواقعي ،و وقع فيه الفكر البشري من أين يستمد المشرع الأساس في تحدي الحقوق و الواجبات...؟
هل هذا الأساس يرجع إلى العقل و الوعي و التجربة الإنسانية و ما تراكم من معارف عبر العصور...؟أم إلى الوحي و ما نزل من السماء من تشريع و تقنين لا يمسه الباطل أي لا ظلم فيه و لا جهل بل هو من لدن حكيم عليم عادل لا يظلم مثقال ذرة و لا يستحي من الحق...؟
بالإضافة إلى أن الوحي الذي نزل من السماء قبل أن يتكلف من خلق الخلق بحفظه في الكتاب الكريم ليكون آخر الكتب السماوية قد جعل من الكتب السابقة على القرآن الكريم عرضة لمن شاء أن يستبدل ما يرضي هواه تبعا لمصالحه و منافعه...فما أنزل من الكتب حق و المؤمن المسلم يؤمن بها جميعا ، لكن التحريف الذي أصاب تلك الكتب هو ما يعكس التناقض الذي تحدث عنه القرآن الكريم و ما وجده من درسوا تلك الكتب دراسة مقارنة ليقفوا على حجم التناقضات الموجودة بين هذا الكتاب و ذاك و بينه و بين الواقع الذي ما نزلت الكتب أساسا إلا لتنظيمه بالحق و بالعدل و بالمساواة التي تقتضيها طبيعة كل مجال من مجالات الحياة...
فالحكمة من نظرية الإرث و من التوزيع لا تدركه عقولنا المحدودة بحدود مصالحنا و منافعنا و من وراءها أهوائنا و رغباتنا و شهواتنا و في كلمة واحدة و هي "هوانا"...فالهوى إن لم يتطابق مع الهدى فهو يعارضه...و الهدى هو هدى الله جل و علا...أما الهوى فيختلف باختلاف الناس و قد يتعدد بحسب عددهم...لأن النفس الإنسانية قد تضيق بما لا يتفق مع هواها و من تم كان الاختلاف بين ما تريده لترضى و بين ما يريده الخالق جل و علا ليرضى...و ذاك هو لب ابتلاء و جوهره...فإما من أجل الائتلاف و الرضى بما قاله الله عز و جل أو التكذيب و العصيان و الرفض و ما ينتج عن ذلك من جدل قد يصل إلى أقصاه من درجات العنف ، من اجل تحقيق تصور معين ، و هوى لا يقيم عدلا و لا مساواة...
تحيتي و تقديري لمن مر من هنا و قرأ و ظل في خاطره شيء لم يعبر عنه أو يفصح عنه إما تصحيحا أو تحديدا أو تقويما فإن أصبت فبفضل الله و بنعمته و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان...
و إلى فكرة جديدة نطرحها في الميزان لنرى ما لها و ما عليها أطلقها مفكر قديم أو حديث و لاقت رواجا إما بالتأييد أو بالمعارضة...أو ما أثارته من الجدل بخصوص صحتها و صدقها أو بطلانها و زيفها...

و بالله نستعين...