المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمراض الإجتماعية .. متجدد



سميرة رعبوب
10/10/2012, 04:29 AM
http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit6/extra/72.gif



إذا اطلعنا على تاريخ انهيار أي دولة أو خلافة أو امبراطورية قامت على وجه الأرض
نجد أن هناك آفات اجتماعية أدت إلى تهشم البنيان وتأكل العمران وانحطاط الدولة أو الخلافة
أو الامبراطورية ثم انهيارها وزوالها ..

إن فقدان الأخلاق والقيم يؤدي إلى ذوبان الأمة وتراجعها ، وانحطاطها ..

وأول خطوة من خطوات محاربة تلك الآفات الإجتماعية الإقرار بها والإعتراف ، فالإقرار بوجودها في كل مجتمع لهو الخطوة الأولى نحو العلاج والحد منها ..

وتأتي بعد ذلك الخطوة الثانية وهي السعي والعمل المستمر على التغيير نحو الأفضل يقول جل وعلا ..
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .

لذا أطرح هذا الموضوع الذي أرغب فيه بجمع الآفات والأمراض الاجتماعية والتي تنخر في العقل والفكر والنفس البشرية وتنتشر كانتشار النار في الهشيم في عصرنا الحاضر ..

وكم يسعدني أن نتشارك سويا جمعها والتعريف بها وتقديم مقترحات وحلول لعلاجها أو الحد منها ..

وهنا في هذه الصفحة سأبدأ بعون الله تعالى التطرق إلى إحدى هذه الآفات وهي أولى الخطايا التي أرتكبت في السماء قبل أن تنتشر في الأرض جيلا بعد جيل ..

مؤسسها هو قائد لنار وزعيم لها - نسأل الله العفو والعافية -

هذه الآفة الخطيرة هي : " الحســـــــد "

فهو خلق ذميم نابع عن الأنانية والرغبة في زوال النعم عن الآخرين
فكل صاحب نعمة محسود .. وأول من سن هذا الخلق الذميم
إبليس اللعين حسد آدم عليه السلام فأخرجه من الجنة ..

أنتظر نزف المحابر المتميزة تخبرنا بعلمها الغزير عن هذه الآفة الإجتماعية وما أسبابها وكيف يتم التعامل معها ؟

تقديري للجميع ~

بقلم : سميرة رعبوب

سميرة رعبوب
10/10/2012, 04:42 AM
يقول تعالى : ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾

الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ، إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ، وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ، وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ . وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ !!

فما هو الحسد وما معناه ؟
معنى الحسد لغةً:
حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه، حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً وحَسَّدَه، تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته، أو يسلبهما،
معنى الحسد اصطلاحًا:
قال الجرجاني: الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد.
وقال الكفوي: الحسد: اختلاف القلب على الناس لكثرة الأموال والأملاك.
وعرفه الطاهر بن عاشور فقال: (الحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة، أو على مشاركته الحاسد).

يتبع ~

سميرة رعبوب
10/10/2012, 05:07 AM
يعرف علماء النفس الحسد بأنه تفكير رغبوي يتمنى به الحاسد زوال النعمة من المحسود وتكون له ، وأداته في ذلك هي العين التي ترسل موجات كهرومغناطيسية فتصيب المحسود وقد تؤدي به إلى الوفاة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر ) .

" وهو استخدام للإرادة المتفوقة لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين، لكن ماذا يقول العلم؟
يقول: أن كل إنسان لديه القدرة على الحسد، وبمعنى آخر لديه القدرة على التأثير في الآخرين، وهذه القدرة قد تكون كامنة في أعماق النفس الإنسانية كسائر القدرات المتفوقة، وقد تستيقظ وتتوهج للحظات خاطفة كأنها الومضة، وقد تطفو على السطح ويستطيع صاحبها إخضاعها لإرادته واستخدامها كسائر القدرات العادية، وعندئذ يكون صاحب هذه القدرة حاسدا.

ويعتقد بعض علماء الباراسيكولوجى أن الحسد هو أحد مظاهر القوى الخفية الكامنة لدى الإنسان، ويصف هؤلاء الحسد بأنه عملية تتم بواسطة أعين بعض الناس، فتجلب الموت أو الضرر للشخص الذي توجه إليه النظرة الحاسدة، وبمعنى آخر، فان الحسد ليس مجرد عاطفة تنم عن الغيرة وتعتمل في قلب الحاسد، لكنه عملية نفسية وسحرية تتدخل فيها قوى غيبية، فتؤدى إلى إيذاء الشخص أو الشيء المحسود.

ومن الناحية العلمية، فأن عملية الحسد تتم على ثلاثة مراحل أساسية، الأولى هي الشعور الداخلي لدى الحاسد بالحقد، أو الحسرة، أو الغضب، أو الاشتهاء، والمرحلة الثانية هي توجيه النظر إلى الشخص أو الشيء المحسود، أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فهي الحركة الشعورية أو اللاشعورية لدى الحاسد، وهى التي تؤدى إلى استدعاء وتفعيل القوى الغيبية أو الميتافيزيقية، لكي تؤثر في الشخص أو الشيء المحسود.


ومن المعروف أن الحسد ورد ذكره في الكتب الدينية المقدسة كحقيقية لاشك فيها، ولكن(ميكانيزم الحسد) والطريقة التي يتم بها مازالت عرضة للاجتهاد والتفسير، سواء من خلال العلوم الفيزيقية أو الميتافيزيقية، حيث يفسر أنصار الميتافيزيقيا أو ما وراء الطبيعية الحسد، على انه يحدث نتيجة تدخل قوى شيطانية، هي التي تحدث التأثيرات الضارة في الشخص أو الشيء المحسود.

أما من يؤيدون تفسير الحسد على أسس علمية سيكولوجية، فهم يربطون بين القوة الإيحائية والتأثير الشخصي للحاسد وبين هذه التأثيرات الضارة التي تحدث للمحسود، ويضرب هؤلاء مثالا لكيفية وقوع الحسد بما يحدث لطائر يقف على فرع شجرة، وتقترب منه أفعى تركز نظرها عليه فتصيبه بالشلل، وتجعله عاجزا حتى عن محاولة الهرب، ويظل العصفور على هذه الحالة من العجز حتى تبتلعه الأفعى,

لذلك يؤكد أنصار التفسير العلمي للحسد، أن الآثار الضارة لاتحدث نتيجة لقوة نظرة الحاسد، بقدر ماهى نتيجة لعجز المحسود عن المقاومة، وبمعنى آخر، فأنه إذا كان الشخص الذي يتعرض للحسد قوى الشخصية، فأنه لن يخضع لقوة الإيحاء التي يمارسها الحاسد، بالتالي فلن يتأثر بها*" .

يتبع ~

__________________________________________________ __

* سرّ طاقة الشر الكامنة في " عين الحسود " بين الدين وعلم النفس / أ. سامي عبد الخالق ~

زمورة فاتح
09/04/2016, 07:12 PM
[بارك الله فيكم على الموضوع . أرجح الكفة لأنصار التفسير العلمي ، و هذا نظرا لرواج الظاهرة في الأوساط ذات الثقافة المتدنية و الضعيفة ، و خاصة المعرضين للخرافات أين يصبح عنصر المقاومة شبه منعدم أمام قوى كهرو مغناطيسية تاتي من قبل من يمارس حس الحسد . و شكرا