المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعــدقــاء*..... حسام الدين مصطفى



حسام الدين مصطفى
26/04/2007, 04:28 PM
حين تمر بالمرء أمور يضيق بها صدره، وينفطر لها فؤاده، ويضج عقله بالتفكير فيها، فإن أول من يبحث عنه ليبثه همه، ويحكي له سبب حزنه وغمه هو الصديق... لذا فلا غرو أن الصداقة هي من أهم الروابط التي تربط بني الإنسان ببعضهم البعض، وقد يرى البعض أن الصداقة من أهم الوسائل التي يشبع بها الإنسان حاجته إلى الانتماء... فالصديق هو الدوحة التي يستأنس المرء بظلها، وهو العين التي تطفئ ظمأ الوحدة... والصاحب عقل يستزيد الفرد من خبراته، ورئة يتنفس بها عبق المودة، وعين هادية مرشدة.
ولله در القائل:
فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة *** يُسْليك أو ينسيك أو يتوجع
وقديماً أوصانا من جاءوا قبلنا أن نختار الرفيق قبل الطريق، فقد تكون الطريق وعرة لكن الرفيق الطيب يعينك على تحمل مشاقها، ويسري عن نفسك إن أوشكت على الاستسلام ....
ولكن ما بال الحياة تتبدل حالها، وتتغير ألوانها، فصار ناصعها قاتماً، واستحال أبيضها سواداً مدقعاً...
كنت أطالع رائعة شيكسبير " يوليوس قيصر" حتى أتيت على قوله: " حتى أنت يا بروتس، إذا فليمت قيصر!!!"... توقفت أمام هذه العبارة ووجدتني أثب إلى دنيا شيكسبير متخيلاً تلك النظرة على وجه يوليوس قيصر وهو ينظر إلى صديقه ورجله الأول الذي يصطف مع المتآمرين على قتله.... يا لها من مرارة تلك التي شعرت بها تعتصر قلب القيصر في هذه اللحظة. وتساءلت كيف تغتال يد الحماية من هم يأمنون شرها، ويستظلون بظل حمايتها؟؟!!!
ووجدتني أتذكر بيت شعر يقول صاحبه:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد
كم هو صعب موجع أن تأتيك الخيانة على طرف خنجر آخر شخص تتوقع أن يمد لك يد الأذى، كم هو مؤلم للقلب أن ترى الغدر يركض نحوك على صهوة جواد الصديق الزائف...

اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا ***فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة*** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه *** ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله *** ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها ****صديق صدوق صادق الوعد منصفا
الأعدقاء: اشتقاق من الأصدقاء والأعداء... مع الاعتذار لأهل اللغة والنحاة..

هشام فتحي
26/04/2007, 07:21 PM
شكرا لك أستاذ / حسام على إثارة مثل هذا الموضوع الهام .
الصداقه من اقوى العلاقات الانسانيه,علاقه يميزها انها تجمع عدة مشاعر واحاسيس في اطارها مثل المحبه ،التضحيه وغيرها . فاالصداقة هي كلمة مشتقة من الصدق ، أي أن الصديق الحق هو الذي يصدقك مشاعره و آراءه . و قالوا : " A friend in need is a friend indeed " أي أن الصديق وقت الضيق " . فالصداقة و الخيانة لا يجتمعان.
و السؤال في رأيي هو : من هو الصديق الحقيقي ؟
الإجابة :
الصديق الحقيقي : هو الصديق الذي تكون معه , كما تكون وحدك .
الصديق الحقيقي : هو الذي يظن بك الظن الحسن و إذا أخطأت بحقه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد .
الصديق الحقيقي : هو الذي يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك .
الصديق الحقيقي : هو الذي يكون معك في السراء و الضراء و في الفرح و الحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر .
الصديق الحقيقي : هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما .
الصديق الحقيقي : هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام إذا لقاك و يسعى في حاجتك إذا احتجت أليه .
الصديق الحقيقي : هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون أن تطلب منه ذلك .
الصديق الحقيقي : هو الذي يحبك بالله و في الله دون مصلحة مادية أو معنوية .
الصديق الحقيقي : هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه .
الصديق الحقيقي : هو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته و السير معه .
الصديق الحقيقي : هو الذي يفرح إذا احتجت أليه و يسرع لخدمتك دون مقابل .
الصديق الحقيقي : هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه .

و لكن هل تتخيلون أن هناك ما يسمى بسموم الصداقة ؟
وهي بكل بساطة التي تحدث عندما تكون هناك علامات من الإحساس بالضغوط، الاستغلال، عدم القدرة على الاعتماد (على الطرف الآخر)، المغالاة فى الطلبات والاحتياجات بدون رد فعل تبادلى .. فهذه كلها أعراض للصداقة السامة .


هذا و الله أعلم

حسام الدين مصطفى
28/04/2007, 03:05 PM
أخي العزيز هشام فتحي
سلام الله عليك ...
أشكر لك ردك الكريم ... وبرغم من أن نيتي لم تكن طرح الموضوع لنقاش عام .. إلا أن ردك نبهني إلى إمكانية تناول الموضوع من خلال نقاش نستبين فيه مفهوم الصداقة الحقة، وكيف يتحول بعض الأصدقاء إلى أعداء ... وما هي الدوافع التي تكمن خلف ذلك، وكيف يمكن لنا أن نتفاداها
لك تقديري واحترامي

هشام فتحي
28/04/2007, 03:24 PM
الأخ الحبيب حسام مصطفى
شكرا لك على مرورك الكريم على المشاركة . الموضوع هام جدا لأن الصداقة في هذه الأيام بدأت تاخد منعطفات غير مقبولة تضيع من جمال و روعة مفهوم الصداقة الصادقة .
فلتطرح هذا الموضوع في أي وقت تريد و ليدل كل منا بدلوه في الموضوع حتى يخرج كل واحد منا أجمل و أروع ما لديه عن الصداقة .

بنت الشهباء
06/05/2007, 02:39 AM
الأديب المبدع المتألّق
حسام الدين مصطفى
لسنا بحاجة في زماننا الغابر هذا أن نعتذر لأهل اللغة والنحاة
لأن الأعدقاء كلمة أجاد بها لسان قولكَ الفصيح
فقد وقفت أمام هذا الاشتقاق وقفة تبجيل واحترام
بعدما علمت بحق ما تحمله بين ثنايا روعة وعظمة حروفها من عبر ودرر ومواعظ ... وكم تمنيت أن يفهم هؤلاء الذين لم يعرفوا يومًا المعنى الحقيقي لمفهوم الصداقة والأخوة والوفاء والود ......
وكم هو صعب على الانسان أن يغترّ في الصديق الذي كان يرعاه ويحترمه , ويأتمنه على أسراره ... ولا يجد منه بعد ذلك إلا المكر والنفاق والغدر
صدق والله الامام الشافعي – رحمه الله – حين قال :

لم يبق في الناس إلا المكر والملق
شوك إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا

فإن دعتك ضرورات لعشرتهــم
فكن جحيما لعل الشوك يحتـرق

أين نحن من دواعي الصحبة الصالحة !!!؟؟؟...
أما نحب أن نتذوق طعم الإيمان حين يسكن الوفاء والودّ في قلوبنا !!!؟؟؟؟..
ألم نسمع بحديث نبينا الأمي , ومعلّم البشرية :
" من أحبّ أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله "
( رواه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و لم يخرجاه و أقرّه الذهبي)
وقد جاء على لسان علقمة أجمل القول , وأعظمه في الصاحب والصديق الوفي
( اصحب من إن صحبته زانك ، و إن أصابتك خصاصة عانك و إن قلت سدّد مقالك ، و إن رأى منك حسنة عدّها ، و إن بدت منك ثلمة سدّها ، و إن سألته أعطاك ، و إذا نزلت بك مهمة واساك ، و أدناهم من لا تأتيك منه البوائق ، و لا تختلف عليك منه الطرائق )
هل لمثل هذا الصديق له وجود في زماننا هذا !!!!؟؟؟...
هل هناك من يكتم سرّنا , ولا يكشف عيبنا , ويحافظ على المودة فيما بيننا !!!؟؟؟..
هل علم هؤلاء حقوق الصداقة , والصحبة الصالحة التي لا يمكن أن تنتهك حرمتها حتى ولو تكالبت الدنيا كلها عليها !!!؟؟؟...
هل اليوم نجد من ناصح أمين يتفقد أحوال صاحبه , ويعينه على السرّاء والضرّاء بعيدًا عن أي منفعة شخصية أو مادية !!!؟؟؟؟؟...

عذرًا منكَ لم أستطع أن أكمل ما في جعبتي

داليا أحمد عبد الرحيم مصطفى
06/05/2007, 03:58 AM
الأخ الصدوق والصديق الكريم الأستاذ حسام،،،

أقتنص هذه الفرصة لأهديكم تحية عطرة و لأهنئكم بسلامة العودة، مصحوبة باعتذار عن تأجيل تفاعلي مع هذه المداخلة الهامة إنسانياً إلى وقت قريب بإذن الله.

دمتم ملهمين صادقين،،،
وإلى لقاء قريب جداً

تحية من قلب أحداث متلاحقة ومهام متسابقة
أم نديم

حسام الدين مصطفى
19/05/2007, 02:54 PM
أختنا الغالية الدكتورة ... داليا مصطفى
تحية عطرة صادقة تستحقينها و تَشرُف بأن تكون خالصة لك ...
أعانك الله .. ووفقك ..
أشكر لك تعليقك والذي ينم عن نفسك الصافية ونواياك الصادقة
أتمنى أن أرى تعليقك الكامل ...
وبالمناسبة فإنه في القريب العاجل سيتم الاعلان عن أخبار مبهجة يكون فيها خير الثواب لكل صديق صادق مخلص بذل الجهد كما فعلت أنت
تحية صادقة صدوقة :fl:
حسام الدين

صبيحة شبر
19/05/2007, 04:10 PM
الاخ الاديب الصدوق حسام الدين مصطفى
مؤلم للانسان ان يجد صديقه الوفي الذي كان يظن به الاخلاص
قد تنكر لرابطة الصداقة واظهر العداء الذي كان مغمورا في بواطن النفس
لانه من غير المعقول ان تتبدل عواطف المرء فجأة من الحب الى الكراهية
وبدون اسباب
وتكتشف ان الشخص الذي قربته الى نفسك واعتبرته من اعز الاصدقاء
يقوم بطعنك من وراء ظهرك واحيانا لايستحي ان يوجه الطعنات وانت تنظر اليه مستغربا
متعجبا
في زماننا هذا نجد كل شيء ، الغريب اصبح مألوفا والمستهجن اضحى محبوبا
فلا تأس اخي العزيز ،

ياسمين
04/06/2007, 02:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصه لها معنى قد توضح معني الصداقة
قال الجنديّ لرئيسه :
“صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي, أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه.".
قال الرئيس :
”الإذن مرفوض"!!,
“لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنّه قد مات".
ذهب الجندي, دون أن يعطي أهميّة لرفض رئيسه, وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه.

كان الرئيس معتزاً بنفسه فقال:
”لقد قلت لك أنّه قد مات! قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثّة!؟!”
أجاب الجنديّ محتضراً:
”بكل تأكيد سيدي!
عندما وجدته كان لا يزال حياً وأستطاع أن يقول لي:
كنت واثقاً بأنّك ستأتي!"
الصديق
هو الذي يأتيك دائما ًحتى عندما يتخلى الجميع عنك
هو الذي يحبك في الله دون مصلحة مادية او معنوية
هو الذى يعينك على طاعة الله
هو الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت و يصبر على سيئات طباعك ..
و يحل محلك في غيابك
هو الذي يظن بك الظن الحسن و أذا أخطأت بحقه
يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد
هو الذي يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك
الذي يكون معك في السراء و الضراء و في
الفرح و الحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر
هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما
هو الذي ينصحك اذا رأى عيبك و يشجعك إذا رأى منك الخير ويعينك على العمل الصالح
هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام إذا لقاك ويسعى في حاجتك اذا احتجت إليه
هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون أن تطلب منه ذلك
هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه
هو الذي يفرح إذا احتجت إليه و يسرع لخدمتك دون مقابل
هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه
هو الذى يبحث بأي وسيلة عن إرضائك وإسعادك ..
يفهمك ويحس بك
تجده عندما تحتاجه إلى جانبك،،
يساعدك حتى بالإنصات إلى همومك دون تعب أو ملل
إنسان يمسح دمعتك قبل سقوطها على وجنتيك ..
إنسان تعرف انك تعني له الكثير وانه لن يعوضك بكنوز الدنيا كلها
قبل أن تبحث عن كل هذه المواصفات
وقبل أن تميز بين هذا الإنسان او ذاك.
هل بـــحــثــت عن نفس الشيء في داخـــــلك؟؟؟؟؟
قبل أن تغوص في أعماق مشاعر المحيطين بك، وتقيم ميزاتهم وعيوبهم
أسبح في داخلك لتكتشف أعماقك ..
أصلح جــــــوهــــرك ومعدنك العميق
قبل أن تنشــد ذلك في غيرك

اسامه مصطفى الشاذلى
05/06/2007, 02:54 AM
استاذنا المعلم العظيم والاديب المتميز الاستاذ / حسام الدين مصطفى
رئيس هيئة المثقفين الأحرار | عميد سفراء واتا في مصر


بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا
الموضوع الرائع نعم والله هذا ما نحس به ونريد
ان نعبر عنه فالصديق ترتكز عليه اشياء كثيره فى حياة الانسان
وشخصيته فينبغى علينا اختياره بعناية فائقه وجزاكم الله خيرا
على توضيح بعض الصفات التى يجب ان تكون فى الصديق
واشكر من كل قلبى الاستاذ هشام والاستاذه بنت الشهباء والاستاذه
ياسمين على الضافات الجميله
تقبلوا خالص تحياتي واحترامى

ميساء الحسون
22/06/2007, 02:37 PM
أشكرك أستاذ حسام الدين على هذه المقالة .. وعلى روعة المشهد التحليلي الذي صوَّرته
واعتقد ان من لم يجرب ألم " حتى أنت يا بروتس، ..."... لم تخنزه الدنيا في صدره...!! وقلّة هم ان لم يكن لهذه القلة استحالة في الوجود..
عدا عن ان هذه التجربة أليمة الا انها رائعة لنا .. اجل فبها ندرك روعة الفقد... وكيف لا ونحن نعلم ان برحيلهم اشتد عودنا.. وقوي صلبنا..
والاهم انتقلنا من مرحلة الاستناد الى مرحلة الاعتماد.. فمن تستند عليه بشأن ويخذلك يسبب لك الوقوع.. لكن من تعتمد عليه ويخذلك تنفض واقفا قبل الوقوع... وبذلك كان لدرسهم الرائع أثر بالغ في حياتنا...... فلهم الشكر الجزيل..!!
وغالبا تكثر ظاهرة الأعدقاء في الحياة الجامعية وفي ساحة العمل.. ومن هنا تستحثنا همتنا للانطلاق دون تلك الرفقة .. كما قال الشاعر..

فحيِّلا ان كنت ذا همة فقد *** حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
وقل لمنادي حبهم ورضاهم *** اذا ما دعا " لبيك" الفا كواملا
ولا تنظر الاطلال من دونهم فإن *** نظرت الى الاطلال عدن حوائلا
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعدٍ *** ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا
وخذ منهم زادا اليهم وسر على *** طريق الهدى والفقر تصبح واصلا
وخذ قبسا من نورهم ثم سر به *** فنورهم يهديك ليس المشاعلا
وخذ يمنة عنها على المنهج الذي *** عليه سرى وفد المحبة آهلا
وقل: ساعدي، يا نفس بالصبر ساعة *** فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلا
فما هي الا ساعة ثم تنقضي *** ويصبح ذو الاحزان فرحان جاذلا

وفقنا جميعا برفقة صالحة تعيننا