محمود الديدامونى
26/04/2007, 06:59 PM
ليست كغيرها
( 1 )
كالعادة أصحو مرغماً ، ألوك لقمة فى فمى وأخرج حيث يريد أبى .. لاأفهم شيئاً مما أفعل .. لكن أبى يقول أننى أفضل من أقرانى .. تمر الكلمة باردة على أذنى وأمارس خضوعى .. يزجرنى عندما يجدنى ممسكاً بسيجارة فى يدى وتكاد شفتى تأكلها أكلاً .. أنظر إليه وأنسحب مبتعداً أنفث دخانها فى فضاء حجرتى العفنة تستحيل سحباً أتمدد فوق سريرى الضيق ناظراً إلى لفائف الدخان التى صنعتها .. أتخدر وأنام .. أصحو على همسات المارة .. أنسحب خارجاً من غرفتى .. يصطدم صوت الشيشة بأذنى خارجاً من حجرة أبى، أخرج فى هدوء أطلق جسدى فى فضاء الليل أمرر شريط حياتى فى حيز البدر الذى كساه ، ..
كنت أنت الملاذ الذى ألجأ إليه دائماً .. أثرثر له ، أشعر بالحياة عندما أجدك منصتاً .. أحاكيك ساعة أو ساعتين .. لاتمل حديثى .. لست كأبى ..
كالعادة لايقطع علينا لحظتنا سوى صوت القارئ قبيل الفجر ، أسرع بالعودة ، أدخل كلص محترف وأدس جسدى تحت الغطاء أنتظر نداء أبى الصاخب ..
( 2 )
سنوات مضت وأنا لازلت عاجزاً عن معرفة النقود ، أعتمد فى ذلك على أخى الصغير الذى يمدنى بالسجائر ، أشعر أنه يبتزنى .. لكننى أحتاجه .. أخضع لطلباته .. أشعر بالسعادة عندما أمره بإحضار سجائرى .. يمد يده إلى وفى عينيه يسكن مكر خبيث .. لاأهتم .. وأظل فى سعادتى .. سرعان ما تمتد يد أبى آخذة كل شئ .. أستوقفه .. يربت على كتفى .. يعطى أخى بعض النقود ويدس الآخر فى جيبه ويخرج مبتسماً يتطاير الغضب من عينى أخى وأظل أنا فى سعادتى..
( 3 )
لابد أننى خضعت لكل أوامر أبى حتى يكلفنى بكل تلك الأعمال دون أقرانى أدرك تماماً أننى أتقن عملى .. أصحو مرغماً .. ألوك لقمة فى فمى ، أسحب بقراتى وأظل بالحقل حتى غروب الشمس ، ألفت أصوات الحيوانات هى الوحيدة التى تخضع لأوامرى .. لا إنها كأخى .. بينهما تشابه كبير كلاهما يبتزنى ليطيعنى ..
أنا الوحيد فى هذا البيت الذى يخضع دون أن يبتز أحداً .. لماذا أنا غيرهم ؟ يبدو أننى كما يقولون ……
( 4 )
عندما أنظر إليك تأخذنى بعيداً جداً ، أستلهم منك الحلول .. أنصت إلى عينيك .. أقرأ فيهما كل شئ .. صرت تعرف عنى كل شئ ، وصرت أنا الآخر أقرأ فى عينيك كل شئ .. نعم .. أقرأ .. فلست أمياً كما يزعم أبى ..
( 5 )
الليلة ليست كغيرها ، لن أخضع هذه المرة لأوامر أبى ، لابد أن أذهب إلى المولد تمردت على أبى ، صفعنى ، لم أهتم ، ضربنى بقوة ، صممت على الخروج هرول خلفى .. كنت قد أطلقت جسدى مع الريح ..
نظرت إليك ، لم أعهدك بهذا الشحوب قبلاً ، أخذتك معى إلى المولد ، لم يتغير لونك ، إنما تزداد شحوباً .. أقرأ فى عينيك هموماً ثقيلة ..
أشعر أنك لم تعد تستطيع الإنصات .. هيا تحدث .. انفض عنك همومك وأنا سأنصت إليك .. لاتهتم فالمولد ، ليس لى به طاقة .. أنت تعرف أننى تمردت على الأوامر فقط ، .. عذراً ياصديقى فقد تعودت الحديث إليك .. هيا .. تحدث .. أنا أسمعك ..
يبدو أنها " الحمى " .. لاتتحرك .. سأنقذك ياصديقى مما أنت فيه .. أمسكت غطاءين للأوانى فى كلتا يدى ورحت أخبطهما ببعضهما قائلاً فى جميع أرجاء المولد .. ياسيدنا عمر .. فك خنقة القمر
ياسيدنا عمر .. فك خنقة القمر
( 1 )
كالعادة أصحو مرغماً ، ألوك لقمة فى فمى وأخرج حيث يريد أبى .. لاأفهم شيئاً مما أفعل .. لكن أبى يقول أننى أفضل من أقرانى .. تمر الكلمة باردة على أذنى وأمارس خضوعى .. يزجرنى عندما يجدنى ممسكاً بسيجارة فى يدى وتكاد شفتى تأكلها أكلاً .. أنظر إليه وأنسحب مبتعداً أنفث دخانها فى فضاء حجرتى العفنة تستحيل سحباً أتمدد فوق سريرى الضيق ناظراً إلى لفائف الدخان التى صنعتها .. أتخدر وأنام .. أصحو على همسات المارة .. أنسحب خارجاً من غرفتى .. يصطدم صوت الشيشة بأذنى خارجاً من حجرة أبى، أخرج فى هدوء أطلق جسدى فى فضاء الليل أمرر شريط حياتى فى حيز البدر الذى كساه ، ..
كنت أنت الملاذ الذى ألجأ إليه دائماً .. أثرثر له ، أشعر بالحياة عندما أجدك منصتاً .. أحاكيك ساعة أو ساعتين .. لاتمل حديثى .. لست كأبى ..
كالعادة لايقطع علينا لحظتنا سوى صوت القارئ قبيل الفجر ، أسرع بالعودة ، أدخل كلص محترف وأدس جسدى تحت الغطاء أنتظر نداء أبى الصاخب ..
( 2 )
سنوات مضت وأنا لازلت عاجزاً عن معرفة النقود ، أعتمد فى ذلك على أخى الصغير الذى يمدنى بالسجائر ، أشعر أنه يبتزنى .. لكننى أحتاجه .. أخضع لطلباته .. أشعر بالسعادة عندما أمره بإحضار سجائرى .. يمد يده إلى وفى عينيه يسكن مكر خبيث .. لاأهتم .. وأظل فى سعادتى .. سرعان ما تمتد يد أبى آخذة كل شئ .. أستوقفه .. يربت على كتفى .. يعطى أخى بعض النقود ويدس الآخر فى جيبه ويخرج مبتسماً يتطاير الغضب من عينى أخى وأظل أنا فى سعادتى..
( 3 )
لابد أننى خضعت لكل أوامر أبى حتى يكلفنى بكل تلك الأعمال دون أقرانى أدرك تماماً أننى أتقن عملى .. أصحو مرغماً .. ألوك لقمة فى فمى ، أسحب بقراتى وأظل بالحقل حتى غروب الشمس ، ألفت أصوات الحيوانات هى الوحيدة التى تخضع لأوامرى .. لا إنها كأخى .. بينهما تشابه كبير كلاهما يبتزنى ليطيعنى ..
أنا الوحيد فى هذا البيت الذى يخضع دون أن يبتز أحداً .. لماذا أنا غيرهم ؟ يبدو أننى كما يقولون ……
( 4 )
عندما أنظر إليك تأخذنى بعيداً جداً ، أستلهم منك الحلول .. أنصت إلى عينيك .. أقرأ فيهما كل شئ .. صرت تعرف عنى كل شئ ، وصرت أنا الآخر أقرأ فى عينيك كل شئ .. نعم .. أقرأ .. فلست أمياً كما يزعم أبى ..
( 5 )
الليلة ليست كغيرها ، لن أخضع هذه المرة لأوامر أبى ، لابد أن أذهب إلى المولد تمردت على أبى ، صفعنى ، لم أهتم ، ضربنى بقوة ، صممت على الخروج هرول خلفى .. كنت قد أطلقت جسدى مع الريح ..
نظرت إليك ، لم أعهدك بهذا الشحوب قبلاً ، أخذتك معى إلى المولد ، لم يتغير لونك ، إنما تزداد شحوباً .. أقرأ فى عينيك هموماً ثقيلة ..
أشعر أنك لم تعد تستطيع الإنصات .. هيا تحدث .. انفض عنك همومك وأنا سأنصت إليك .. لاتهتم فالمولد ، ليس لى به طاقة .. أنت تعرف أننى تمردت على الأوامر فقط ، .. عذراً ياصديقى فقد تعودت الحديث إليك .. هيا .. تحدث .. أنا أسمعك ..
يبدو أنها " الحمى " .. لاتتحرك .. سأنقذك ياصديقى مما أنت فيه .. أمسكت غطاءين للأوانى فى كلتا يدى ورحت أخبطهما ببعضهما قائلاً فى جميع أرجاء المولد .. ياسيدنا عمر .. فك خنقة القمر
ياسيدنا عمر .. فك خنقة القمر