المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا أحد...بأتجاه أحد والنخلة بلا رأ س



حسن رحيم الخرساني
27/04/2007, 12:55 AM
وانا اعجنُ اختلاف الضوء
جاءتْ إلي نخلةٌ ـ بلا راس ـ
حررتْ هشاشتي بوابلٍ غامض..
وحررتني من هذا التآكل..
في هذا البرد
النخلةُ بلا رأس
وانا مازلتُ واقفا ً .. لا مُنحنيا ً
اعجنُ اختلافَ الضوء..!
تسألني طفلة ٌ
يهمسُ لها الموت بالنوم
ـ لماذا نجومُ العراق تصطادُ قلبي ؟
لماذا قمرُ بابل كفاكهةِ الجنة ؟؟
لماذا ليلُ عشتار يُغني بطعم التأمل ؟؟؟
تسألني طفلةٌ
وانا اعجنُ منتصفَ العمر
كي تطمئنَ الطفولة ُ..!
وحتى احددَ نهرَنا المنتطر
أقول لها
النخلةُ بلا راس ـ النخلةُ أمي ـ
دخلَ الفاتحونَ ثوبَها
وأطلقوا على عيوننا وصايا القبور..!

في جهةِ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي.. غيابي..!


مُترنحا أمام نفسي
غارقا في البدايات
افتحُ نصبَ الحرية لتدخل إرادتي
عاريا كالمدى
اغوي هزيمةَ الغسق بالعودة ..!
متمردا على الذكريات..!
لهذا الوطن خيط ٌ اخرس
اشتري تورطي بالخيال ..لا لشئ ٍ
بل لإشباع غريزة الترنح .. وأمام نفسي
اليوم يسألني الحليبُ
حليبُ رائحة الخبز .. وحياء القرويات
حليبُ الاس المبارك .. وهيام النورس
اليوم يسالُني قلقي .. اهربُ
ثم اعزفُ لحنُ هروبي
ورغم تورطي بالضياع
امزجُ نشيدَ التوهج بروح ثيابي
وارقصُ .. ارقصُ .. ارقصُ
ينهضُ من جمجمتي طقسُ المقابر
تنهضُ جثثٌ تكسرُ كلَّ المرايا
تنهضُ غيومٌ ليسَ لها لهجتي
تقصفُـني .. وتقول :
ثملٌ هذا النور
ثملٌ .. وثقيل

في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي

وحتى احدد
احتاجُ تشردي
احتاجُ بعضا من المكان
احتاجُ لونكَ ـ ايَّها الليل ـ
مثلما عّودتَ تبعثري..!
لي اختلاف الضوء
ولي طفولتي التي توصلُ معي
لغةَ الاختراق

في جهة ما
يتابعني الداخل
ويؤكدُ لي ..غيابي

ايّها النخلةُ .. لا مفرَّ
العطشُ جسدٌ
نصفهُ أنا .. والأخر انتِ

في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي
سأمنح اللاقرار مسافة اللغة
لينطلق هذا الكهف الطيني ... لا وقوفَ
في بلادٍ امنحُها الحلمَ
وتمنحُني ديدانَ المحطات
قالتْ بغدادُ
اعانقكَ لترطبَ انوثتي
احسُ بخجلٍ يمسكُ مطري
الليلُ مهربٌ لتورط الكائنات
وانتَ طيفٌ متهورٌ تُداعبُ اذنيَّ
قالتْ بغدادُ
بكارتي من شمس .. امارسُ اللّذةَ بالنور
بين فخذيَ يرقدُ البحر
ويتكسرُ الزفي
قالتْ بغدادُ :
كلُ الطرق تؤدي اليكَ
سامنحك قدميَْ ايهُا المخُيف
ـ القميصُ تُشيدةُ الصحراء والسقيفةُ واحدة ـ
ساجعلُ جذعَكِ ايتُها النخلةُ
ـ والتي بلا راس ـ موجةً لطفولتي
فورائي كتلة ٌ من المنفيين
تفتتُ الوانَهم سفنُ الشوق
وحنين يزدحمُ بالخصوبة
لا سبيلَ لكِ ـ ايتها الارواح ـ
تاريخنا اصلع الرئتين
تحملُنا الخيولُ المقدسة ـ وبلا حقائب ـ
نرشقُ الفضاءَ بالنفايات
لا نوافذَ ليُقاسمنا القمرُ لعبةَ الجمال
انفاسُنا تفترسُنا بالضجيج
لا وسادةَ لعيوننا السوداء
نفتحُ البابَ لأمعائنا الغليظة
أحلامنا في مستنقع الهزائم
نديمُنا هاجسٌ أنيق ـ يدعو لنا بالدخان ـ
لا سبيلَ لك ـ أيتها الأرواح ـ
مادامَ المكان يُزيفُ السائلَ المنوي
ليستنسخ جهنم


في جهةٍ ما
يتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي


اربطُ السوادَ با لغرلةِ
واجلسُ باحثا
عن الرؤوس التي غطستْ بالفجيعةِ
امزجُ طرقَ الارامل بالفساد المبرر
اصيحُ بـ علي الوردي ـ *1
ليُرتبَ هذهِ الولائم على طبق التاريخ
انهضُ بلا جسد
اسيجُ البقعةَ التي انجنتْ تلكَ المقابر
اقفزُ باتجاه أحلامي ـ انا القادمُ من عشتار ـ
قدري قطارٌ يطحنُ تفككي في الليل
مرينَ بيكم حمد * 2
القهوةُ ترفضُ المكان
والهيل نطَّ الى الدموع
ليواصلَ التلاشي
ايتها الدلال اليتيمة
عاطلٌ انا مثل نملةٍ عرجاء
اقفُ امامَ بوابةِ الدم
واقول :
ادخلوا نجومكم ايَّها العراقيون
لا تُحطمنّكم تلكَ الكراسي العمياء
انا العاطلُ عن الذوبان
عمامتي من التمر
اعترفُ لامواجي بالحب
اذبحُ لها الكلمات
قربانا لشعاع عطلي
متيمٌ انا بتموز
لكنّ القنابلَ
اورثتْ اجسادنَا رياح النوم
ورغم تورطي المستمر
اربطَ السوادَ بالعزلة
واصيحُ بـ) ابي ذر ) 3*
منفيونَ
لكننا نحملُ هواءَ العراق ببقايا الروح
نحملُ تلكَ النخلةَ ـ والتي بلا راس ـ
منفيونَ
لكنّ لنا لغةٌ تحطمُ الحجر




في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي


قائما ابشرُ الضوءَ بي
انا العودةُ الباقيةْ
تعرفُني لغتي
قلمي ـ نخلةٌ بلا راس ـ
لا موتَ لي
لكنَّ الترابَ احاطَ بصورتي
وهزَّ بجذعي الذي ادركَ اللعبةَ
وجاءَ الرمزُ بغايتهِ
ـ الغرفةُ ضيقةٌ ـ
وانا صوتٌ من عصرٍ اخرى .. وشعاعْ
وانا حليفُ الظلامَ والفوضى
اتلذذُ بحريتي في جوف الليل
وارتلُ
ـ لا احد .. باتجاه احد ـ
ارجمُ رائحةَ الصباح
باسئلةٍ من نهر دجلةَ
اعاكسُ ملوحةَ الفحر
بدفوف اقماري
احاصرُ المسافات باجتثاث الزمن
انا المباغتُ لي
ارفضُ غيبوبة المذبحة
في جهةٍ ما
يُتابعُني الداخلُ
ويؤكدُ لي .. غيابي

وانا ا شاكسُ الاضطراب
انفجرتْ فكرةٌ مفخخة
امامَ حوارٍ اخرس
سقطتْ حرفٌ قتيلةٌ
وكلماتٌ اصابَها التامل
في تلكَ اللحظة
جاءني الفراتُ
يزحفُ فوقَ جثثٍ
تُشكلُ راسي
واخرى
نزفت
نزفتْ
حتى ادركني الغرق

في جهةٍ ما
نخلةٌ بلا راس
نخلةٌ
وغياب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
هامش
(1) باحث تاريخي واجتماعي عراقي
(2) أغنية عراقية من كلمات الشاعر مظفر النواب
(3) صحابي جليل

اشرف الخضرى
27/04/2007, 01:19 PM
الشاعر المبدع سلفادور دالى..
او الخرسانى سلفادور الشعر

لقد وقع خيالى على الارض من شدة اللهاث فى محاولة عاجزة للحاق بصورك وتشكيلاتك

وحينما يفيق خيالى من تتبع تلك الصور المدهشة التى خلخلت بنائى القديم

وعندما ارتب نفسى من جديد سأعود لاتوقف قليلا بعد عناق وقبل لاوسوس لهذه القصيدة

بالكثير من الشغف والاغواء والافتتان

حسن رحيم الخرساني
27/04/2007, 02:44 PM
اشرف الخضرى;71422]الشاعر المبدع سلفادور دالى..
او الخرسانى سلفادور الشعر

لقد وقع خيالى على الارض من شدة اللهاث فى محاولة عاجزة للحاق بصورك وتشكيلاتك

وحينما يفيق خيالى من تتبع تلك الصور المدهشة التى خلخلت بنائى القديم

وعندما ارتب نفسى من جديد سأعود لاتوقف قليلا بعد عناق وقبل لاوسوس لهذه القصيدة

بالكثير من الشغف والاغواء والافتتان


سيدي المبدع الجميل أشرف الخضري
وأنت َ تتسامى تحت سماء القصيدة
فتحتْ أجنحتها العصافير ُ ... الكلماتُ
وهي تلهث ُ من الشوق
للشاعر الـ ( الخضري )
ذلك الذي يـُغيثُ الحروف ...
لك أيها الحبيب
نجمتان في الروح
دجلة ُ
والفرات

هلال الفارع
27/04/2007, 03:17 PM
تسألني طفلةٌ
وانا اعجنُ منتصفَ العمر
كي تطمئنَ الطفولة ُ..!
وحتى احددَ نهرَنا المنتطر
أقول لها
النخلةُ بلا راس ـ النخلةُ أمي ـ
دخلَ الفاتحونَ ثوبَها
وأطلقوا على عيوننا وصايا القبور..!
حسن رحيم
ــــــــــ
أخي الشاعر حسن.
تحية طيبة.
أتابعك بلهفة وغبطة،
لا وأنت "تعجن" منتصف العمر بـ " باطية " الوطن فحسب،
ولكن وأنت "تخبز" الرحلة إلى عيون هذا الوطن في " مرجل " الغربة.
تحية لك.. لحروفك المبدعة.. لجمال الخوف والارتباك في دقات ساعة الاغتراب!
تحيتي إلى ظمإ جميل في رحلة الإياب،
لن تشفيه إلا رشفة واحدة من عيون دجلة،
وارتشافة وحيدة من كف الفرات،
تحت ظل نخلة برأس تهمس للنجوم،
تسألها: متى لحظة العناق؟!!
وترتدّ.. إلى مفكّرة عتيقة تملؤها أمنيات!!
لك محبتي.

حسن رحيم الخرساني
27/04/2007, 05:05 PM
أخي الشاعر حسن.
تحية طيبة.
أتابعك بلهفة وغبطة،
لا وأنت "تعجن" منتصف العمر بـ " باطية " الوطن فحسب،
ولكن وأنت "تخبز" الرحلة إلى عيون هذا الوطن في " مرجل " الغربة.
تحية لك.. لحروفك المبدعة.. لجمال الخوف والارتباك في دقات ساعة الاغتراب!
تحيتي إلى ظمإ جميل في رحلة الإياب،
لن تشفيه إلا رشفة واحدة من عيون دجلة،
وارتشافة وحيدة من كف الفرات،
تحت ظل نخلة برأس تهمس للنجوم،
تسألها: متى لحظة العناق؟!!
وترتدّ.. إلى مفكّرة عتيقة تملؤها أمنيات!!
لك محبتي.
--------------------
سيدي الجميل هلال الفارع
في النهايات
ثمة قمر ٌ ينتظرُنا تحت كفوف البحر ..
وثمة أمرأة ٌ
توزع ُ ظفائرها للموج ..
وثمة وطن ٌ خانه ُ الجميع
لذلك َ حمل َ جثـتـَه ُ
وفجر َ بها غربتي ...!
لك أيها الغالي
بقايا حنين ٍ
يتيم ..