د/جمال القرمة
04/11/2012, 09:08 PM
صبرًا أيها الناس
بقلم : د. جمال القرمة
مريض دخل المستشفي به أمراض مزمنة من ثلاثين عاما وإلي جانب ذلك تعرض لحادثة أدت إلي كسور في أماكن متفرقة من جسده وإلي انفجار في الطحال ونزيف داخلي مما زاد من تفاقم الحالة التي هي أصلا متفاقمة بسبب الأمراض المزمنة .
ذلك المريض دخل علينا المستشفي وحالته يُرثي لها وكل عضو من أعضائه يتداعي بالسهر والحمي للعضو الآخر ، ذلك المريض يحتاج إلي فترة كبيرة في المستشفي لعلاج الكسور وإنقاذ الطحال وعلاج أمراضه المزمنة ، هو يحتاج إلي وقت كافي لعلاج أمراضه وما ألمَ به في سنين عمره ثم بعد ذلك يحتاج لفترة من النقاهة ليعود إلي سيرته الأولي من الصحة والحيوية والنشاط التي كان يشتهر بها قبل أن يلم بجسده ما ألم به مؤخرًا نتيجة للحادث الحالي والأمراض السابقة .
شرع الأطباء في المستشفي في القيام بعملهم وكانوا علي أتم الاستعداد علمًا وإتقانًا لكنهم فقط كانوا يحتاجون لوقت كافي لأن الحالة تحتاج ذلك ، دخل مع المريض أقاربه وأحبابه وأصحابه وكل من يريد له الخير وكانوا حريصين علي مصلحته وإنقاذه وقد كان حالهم ومنظرهم لا يستدعي الشك في أنهم حريصين علي مصلحته ، هؤلاء الاقارب كانت عندهم مشكلة أنهم يريدون أخذ المريض من المستشفي بسرعة علي عكس ما تتطلب حالته الصحية وقد شرع الأطباء يشرحون لهم أنها حالة صعبة ومزمنة وتحتاج لوقت وأنها ليست حالة من حالات العيادة الخارجية التي تأتي للكشف وتذهب وأن إصرارهم علي خروج الحالة سوف يربك عمل الأطباء ويؤثر علي سلامة وصحة المريض مما قد يؤثر عليه تأثيرًا كبيرًا فيما تبقي من عمره .
هنا انتهي المشهد في المستشفي .......
ذلك المشهد ذكرني ما تمر به بلدنا الحبيب من مشاكل مزمنة سببها لنا النظام البائد وأزلامه علي مدار ثلاثين سنة إلي جانب ما ألم به من مشكلات نتيجة توقف عجلة الإنتاج والإنفلات الأمني والمطالب الفئوية وغيرها من المشاكل التي لا تخفي علي أحد ، وقد من الله علينا بأن تمت أول انتخابات رئاسية حقيقة نزيهة في مصر وأفرزت لنا أول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية حرة ونزيهة ،
هذا الرئيس اقتحم المشاكل المزمنة للبلاد وبدأ يحل المشكلة تلو الأخري بداية من إنهاء حكم العسكر بعد ستين عاما ، مرورا بحركة محافظين جديدة إلي إقالة قادة أجهزة رقابية كبيرة ،
بدأ الرجل يداوي في جٍراح البلد جرح تلو الآخر والحقيقة أن الجٍراح أكبر مما يتصور أي شخص ، الرجل يمشي في طريق العلاج وفقط يريد منا الوقت لكي يستطيع تطهير البلد من غير أي مشاكل في المجتمع ومن غير أي إخلال بالنسيج المجتمعي للبلاد ، الرجل يطهر ليس سريعًا ولا بطيئًا لكنه يطهر بدقة حتي يعمل القانون ولا يُظلم مصري واحد ، لكن بالرغم من تفاقم المشكلة وكبرها نجد من يطالب بنتيجة سريعة وكأنه لا يعلم كثرة مشكلات البلد ومدي ما تتطلبه من وقت ، ونقول لكل من تسرع تذكر المريض الذي تكلمنا عنه آنفًا ، ونقول لكل من يطلب نتيجة فورية انظر إلي عظم المشاكل وكثرتها وكم تحتاج من وقت بعد هذه الحقبة الكبيرة من الفساد في المؤسسات والأشخاص ، ونقول لتلك الشريحة التي تنكر الإنجازات علي الأرض وتطالب بعصي سحرية في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها مصر " صبرًا أيها الناس "
www.masry-moslem.blogspot.com
بقلم : د. جمال القرمة
مريض دخل المستشفي به أمراض مزمنة من ثلاثين عاما وإلي جانب ذلك تعرض لحادثة أدت إلي كسور في أماكن متفرقة من جسده وإلي انفجار في الطحال ونزيف داخلي مما زاد من تفاقم الحالة التي هي أصلا متفاقمة بسبب الأمراض المزمنة .
ذلك المريض دخل علينا المستشفي وحالته يُرثي لها وكل عضو من أعضائه يتداعي بالسهر والحمي للعضو الآخر ، ذلك المريض يحتاج إلي فترة كبيرة في المستشفي لعلاج الكسور وإنقاذ الطحال وعلاج أمراضه المزمنة ، هو يحتاج إلي وقت كافي لعلاج أمراضه وما ألمَ به في سنين عمره ثم بعد ذلك يحتاج لفترة من النقاهة ليعود إلي سيرته الأولي من الصحة والحيوية والنشاط التي كان يشتهر بها قبل أن يلم بجسده ما ألم به مؤخرًا نتيجة للحادث الحالي والأمراض السابقة .
شرع الأطباء في المستشفي في القيام بعملهم وكانوا علي أتم الاستعداد علمًا وإتقانًا لكنهم فقط كانوا يحتاجون لوقت كافي لأن الحالة تحتاج ذلك ، دخل مع المريض أقاربه وأحبابه وأصحابه وكل من يريد له الخير وكانوا حريصين علي مصلحته وإنقاذه وقد كان حالهم ومنظرهم لا يستدعي الشك في أنهم حريصين علي مصلحته ، هؤلاء الاقارب كانت عندهم مشكلة أنهم يريدون أخذ المريض من المستشفي بسرعة علي عكس ما تتطلب حالته الصحية وقد شرع الأطباء يشرحون لهم أنها حالة صعبة ومزمنة وتحتاج لوقت وأنها ليست حالة من حالات العيادة الخارجية التي تأتي للكشف وتذهب وأن إصرارهم علي خروج الحالة سوف يربك عمل الأطباء ويؤثر علي سلامة وصحة المريض مما قد يؤثر عليه تأثيرًا كبيرًا فيما تبقي من عمره .
هنا انتهي المشهد في المستشفي .......
ذلك المشهد ذكرني ما تمر به بلدنا الحبيب من مشاكل مزمنة سببها لنا النظام البائد وأزلامه علي مدار ثلاثين سنة إلي جانب ما ألم به من مشكلات نتيجة توقف عجلة الإنتاج والإنفلات الأمني والمطالب الفئوية وغيرها من المشاكل التي لا تخفي علي أحد ، وقد من الله علينا بأن تمت أول انتخابات رئاسية حقيقة نزيهة في مصر وأفرزت لنا أول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية حرة ونزيهة ،
هذا الرئيس اقتحم المشاكل المزمنة للبلاد وبدأ يحل المشكلة تلو الأخري بداية من إنهاء حكم العسكر بعد ستين عاما ، مرورا بحركة محافظين جديدة إلي إقالة قادة أجهزة رقابية كبيرة ،
بدأ الرجل يداوي في جٍراح البلد جرح تلو الآخر والحقيقة أن الجٍراح أكبر مما يتصور أي شخص ، الرجل يمشي في طريق العلاج وفقط يريد منا الوقت لكي يستطيع تطهير البلد من غير أي مشاكل في المجتمع ومن غير أي إخلال بالنسيج المجتمعي للبلاد ، الرجل يطهر ليس سريعًا ولا بطيئًا لكنه يطهر بدقة حتي يعمل القانون ولا يُظلم مصري واحد ، لكن بالرغم من تفاقم المشكلة وكبرها نجد من يطالب بنتيجة سريعة وكأنه لا يعلم كثرة مشكلات البلد ومدي ما تتطلبه من وقت ، ونقول لكل من تسرع تذكر المريض الذي تكلمنا عنه آنفًا ، ونقول لكل من يطلب نتيجة فورية انظر إلي عظم المشاكل وكثرتها وكم تحتاج من وقت بعد هذه الحقبة الكبيرة من الفساد في المؤسسات والأشخاص ، ونقول لتلك الشريحة التي تنكر الإنجازات علي الأرض وتطالب بعصي سحرية في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها مصر " صبرًا أيها الناس "
www.masry-moslem.blogspot.com