المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رثاء الأبوة



د.عمرخلوف
28/04/2007, 02:09 AM
مواساةً، وتعزية لأخينا الكبير أبي رامي، شاعر (واتا) المبرز، أتمنى ممن لديه قصيدة من شعره أو شعر غيره، في رثاء آبائنا الكرام، وهم أصحاب الحقوق علينا، أن يضع مشاركته في هذه النافذة المفتوحة.
ولعله بذلك يجتمع لدينا ديوان في رثاء الآباء، نهديه لشاعرنا الفذ د.جمال مرسي..

هو اقتراح أضعه بين أيدي شعراء وأدباء (واتا)..


(موضوع أدرجته خطأ في منتدى الأخبار، فضاع في خلفيته المنسدلة، لذلك أطرحه مرة أخرى بين أيديكم، لعله يجد الصدى الذي يليق به).

د.عمرخلوف
28/04/2007, 02:23 AM
كيف تمضي ... ــــــــــــــــ
في وداع والدي، الذي وافاه الأجل، وأنا بعيد عنه آلاف الأميال..



كيفَ تمضي ولَمْ يُوافِ اللقاءُ=إنّ عهدي بمَنْ أُحبُّ الوفاءُ
كيفَ تمضي بمُهْجتي ؟ .. وفؤادي=باتَ يسري بساحَتَيْهِ الخَواءُ
أجَفاءً ؟‍ يضيقُ للهَجْرِ صدري=وأنا البّرُّ ليسَ مني جَفاءُ
لا وعينيْكَ .. ما هَجَرْتُ ولكنَّ =شراعي جَرَتْ بهِ الأنواءُ
أنا إنْ بتُّ في البلادِ غريباً=فسِوانا رغْمَ الثَّوى غرَباءُ
طارَ للبيْنِ والوداعِ فؤادي=فاستطالتْ أمامَهُ الأمداءُ
*=*
أينَ تمضي ، وهلْ لأُنسِكَ عَوْدٌ=ينتشي منهُ خاطرٌ مسْتاءُ ؟
أينَ ذاكَ الحديثُ والأدبُ الجمُّ =وأينَ البشاشةُ الغَرّاءُ ؟
أينَ ذاكَ الصفاءُ يُضفي جلالاً=وسناءً .. وأينَ منكَ الضياءُ ؟
أَانْطوى ذلكَ الشروقُ ؟‌‌ ولمّا=أمْ لشمسٍ بعدَ الشروقِ انطفاءُ ؟
ما خبا ذلك الشعاعُ بعيني=لا ولا غامَ منكَ فيها الرُّواءُ
*=*
كان ظنّي بأنْ تقولَ رثائي=يا سخيَّ العَطاءِ أينَ الرّثاءُ ؟
إنْ تكنْ ضاقتِ الحياةُ بِحُرٍّ=فمنَ الخُلْدِ منزِلٌ وثَواءُ
وعزائي ذِكْرٌ بهِ أتغنّى=طابَ منهُ الشذى ورفَّ البَهاءُ

زاهية بنت البحر
28/04/2007, 02:34 AM
فكرة رائعة د. عمر خلوف ..لك الشكر والتقدير :fl:
أختك
بنت البحر

د.هزاع
28/04/2007, 03:07 AM
بارك الله بك أخي الحبيب
أفتقد حضورك المشعشع بالنور منذ فترة
ـــــــــ
رحم الله موتى المسلمين أجمعين
ومن حسن حظي أنه قد فات بنت البحر أن تثبتها
فحظيت بهذا الشرف
...
مودتي على الدوام
ولي عودة للمشاركة

د.هزاع
28/04/2007, 03:12 AM
وعودة سريعة أخرى للمشاركة إن سمحت لي أخي
ـــــــــــــــ
هذه الأبيات كتبتها في ذكرى وفاة والدي
وأحببت أن أشارككم بها علها تواسي من يحتاجها :

أبتاه

أبتاه أحن اليك ..

أشتاق لنظرة عينيك ..

ويكاد الهم يمزقني ..

أبتاه يداك تلملمني ..

فامنحني يديك ...


أبتاه ..

نواح في أذني ..

يلهب احساسي .. يفزعني ..

أبتاه اليوم أحبتك ..

يبكون عليك ..

وأود لو أني بجناح ..

فأطير اليك ..


أبتاه ..

نوارس شاطئنا تشتاق اليك ..

وورود حديقة منزلنا ..

تحتاج اليك ..

أبتاه ..

اشتاقت حارتنا ..

لخطى قدميك ..

أبتاه ..

بربك تأخذني ..

كصغير بين ذراعيك ..

وتظل توشوش في أذني ..

أحلى الكلمات وأروعها ..

بالله عليك ..

وتظل يداك تلملمني ..

أبتاه ..

يداك تلملمني ..

فامنحني يديك ..




د. هزاع
ــــــــــ
ولنا عودة ..

محمد سمير السحار
28/04/2007, 04:54 AM
الأخ العزيز والشاعر الكبير الدكتور عمر خلوف
إنّها لفتة كريمة وفكرة جديرة
باركَ الله بكم وجزاكم خيراً
ورحمَ الله والد أستاذنا الغالي الدكتور جمال وأسكنه فسيح جناته
ورحمَ الله أمواتنا وأمواتكم وجميع أموات المسلمين إن شاء الله
خالص تقديري واحترامي
أخوكم
محمد سمير السحار

هلال الفارع
28/04/2007, 08:41 AM
الأخ العزيز الكريم الكبير د. خلوف.
تحية تليق بك.
هذا اقتراح جميل له قيمة إضافية، ستكون صاحب الفضل فيها.
لك التحية والتقدير.

عادل العاني
28/04/2007, 10:32 AM
د. عمر

اقتراح رائع , بارك الله فيك .

وأخونا أبو رامي يستحق هذه الوقفة التقديرية ,

فقد كان ابنا بارا , وكان والده رجلا صالحا.

نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته.

تحياتي وتقديري

د.عمرخلوف
28/04/2007, 12:10 PM
أحبتي الأكارم..

الزاهية مريم
الحبيب د.هزاع
السمير محمد السحار
الفارع هلال
العادل العادل

أشكر الجميع على حسن استجابتهم، وأشكر الدكتور هزاع على افتتاحه الديوان بقصيدته.. والنافذة مفتوحة لمشاركات الأخوة، سواء أكانت المشاركة شخصية، أم منقولة..

رحم الله آباءنا الميتين، وأطال الله أعمار الأحياء منهم..

عبدالرحمن الجميعان
28/04/2007, 10:58 PM
شاعريتك رائعة دوما ياد عمر...ومواساتك أخوية ....

د.عمرخلوف
29/04/2007, 12:52 AM
شاعريتك رائعة دوما ياد عمر...ومواساتك أخوية ....

شكراً لأستاذنا الناقد عبد الرحمن الجميعان..
وأرجو أن ينال هذا الموضوع حقه من اهتمامكم النقدي..

د. جمال مرسي
29/04/2007, 12:38 PM
جزاك الله كل الخير أخي الحبيب د. عمر خلوف
شكراً لك يا صاحب القلب الكبير هذه الصفحة المشرقة بكم
و التي تفتحون بها باباً للمواساة في فقد من أحببنا و عز علينا فراقهم
و لكنا أولاً و أخيراً ترضى بقضاء الله و قدره
و لا نقول إلا ما يرضي الله عز و جل
فإنا لله و إنا إليه راجعون
كل الشكر و التقديرلشخصكم الكريم
و قصيدتك المبكية دعني أنتقي منها
كان ظنّي بـأنْ تقـولَ رثائـي
يا سخيَّ العَطاءِ أيـنَ الرّثـاءُ ؟
إنْ تكنْ ضاقتِ الحيـاةُ بِحُـرٍّ
فمـنَ الخُلْـدِ منـزِلٌ وثَـواءُ
وعزائـي ذِكْـرٌ بـهِ أتغـنّـى
طابَ منهُ الشذى ورفَّ البَهـاءُ

رحم الله والدك و موتانا جميعا يا رب و أسكنهم فسيح الجنان
و سأنشر قصيدتين بإذن الله
إحداهما في رثاء أبي
و الأخرى كانت قبل سنوات في رثاء امي رحمهما الله

و بارك الله فيك

د. جمال مرسي
29/04/2007, 12:42 PM
اليوم الثالث للحزن

دمعة متأججة في رثاء الحبيب الغالي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .
و كنت قد اعتدت أن أهاتفه كل صباح لا سيما في الفترة الأخيرة فيكون أول من يلبي ندائي ,
أما هذه المرة فقد ضاع صوتي سدى .
أحرقتني دموعي كثيراً فأسقطتها على الورق .. فسامحوني


ألو .. هل تُجِيبُ النِّدا يَا حَبِيبِي=أَتَسمَعُ صَوتِي ، و جَمرَ نَحِيبِي ؟
أَتَسمَعُ نَبضِي و تَنأَىَ بَعِيداً=و قَد كُنتَ بَهجَةَ صُبحِ الغَرِيبِ ؟
لِمَ اليومَ أَعرَضتَ عَنِّي ، و أُذْنِي=تَتُوقُ لصوتِكَ يُطفِي لَهِيبِي ؟
و كُنتُ إذا ما بَثَثتُكَ حُزنِي=تقولُ فِداكَ العُيونُ حَبِيبِي
و تُهرَعُ للصَّوتِ قَبلَ النِّداءِ=و قبلَ أقول ألا مِن مُجِيبِ
أحقاً رَحلتَ كَمَا يدَّعُونَ =و شَمسُكَ قد آَذَنَت بِالمَغِيبِ ؟
فَمَن ذا سَيُشرِقُ لِي كُلَّ صُبحٍ=و مَن ذا سَيَصدَحُ كَالعَندَلِيبِ ؟
و مَن ذا سَيَسكُبُ فِي مِسمَعَيَّ=أَرِيجَ الصَّباحِ و سِحرَ الطُّيوبِ ؟
و مَن ذا سَيَأخُذُنِي فِي الحَنَايَا=يُخَفِّفُ أَعبَاءَ يَومٍ عَصِيبِ ؟
يَقُولُونَ ضَمَّكَ قَبرٌ صَغيرٌ=و قد كُنتَ نَسرَ الفَضَاءِ الرَّحِيبِ
جَنَاحَاكَ مِثلُ جَنَاحَيهِ مُدَّا=بِخَيرٍ عَلَى الأُفْقِ رَغمَ المَشِيبِ
و سَاقَاكَ نَهرا لُجَينٍ أُرِيقَا= عَطاءً و جُوداً بِكُلِّ الدُّرُوبِ
يَمِينُكَ بَيضَاءُ تُورِقُ فُلاًّ=و يُسرَاكَ تَقطُرُ عَذبَ الحَلِيبِ
و وَجهُكَ مِثلُ نُصُوعِ المَرَايَا=و قَلبُكَ غَضٌّ كَعُشبٍ رَطِيبِ
أَبِي : كيفَ أَرثِيكَ يا نَبضَ قَلبِي=أَيَا لَيتَ تَفدِيكَ كُلُّ القُلُوبِ
أَيَا لَيتَ أَنِّي قُبِرتُ فِداءً=لِمَن كَانَ عِندَ السَّقامِ طَبِيبِي
و مَن أَطعَمَتْنِي يَدَاهُ الحَنَانَ=و مَن دَاعَبَتْنِي بِحُبٍّ عَجِيبِ
عَجِبتُ لِطَودٍ يُصَارِعُ مَوتاً=فَلَم يَشكُ مِن عِلَّةٍ أو شُحُوبِ
فَلَمَّا أَتَى أَمرُ رَبٍّ قَدِيرٍ=أَنَاخَ الرِّكَابَ بِقَلبٍ مُنِيبِ
و أَعجَبُ مِن بَيتِنَا لو أَعُودُ=و يَسأَلُنِي صَمتُهُ عَن حَبِيبِي
و يَنظُرُ لي بَابُهُ فِي ذُهُولٍ=كَنَظرَةِ طِفلٍ يَتِيمٍ كَئِيبِ
يَقُولُ مَضَى مَن تَحَرَّقَ شَوقاً=لِلُقيا البَعيدِ و لُقيا القَرِيبِ
و لم يُغْلِقنِّي إذا جَنَّ ليلٌ=أو افتَرَّ صُبحٌ بِوَجهِ الغَرِيبِ
سَيَشتَاطُ عُكَّازُك الغضُّ غيظاً=و يَبكِيكَ في جَيئَةٍ أو ذُهُوبِ
و رُكنٍ تَرَكتَ لَهُ الذِّكرَيَاتِ =سَيَذكُرُ وِردَكَ وقتَ الغرُوبِ
و مَكتَبةٍ كَانَ نَبضُكَ فِيهَا=تَنُوءُ بِكُتْبِ الفِرَاقِ الرَّهِيبِ
فَمَن ذا سَيَمسَحُ عَنهَا الغُبَارَ =إذا ما تَرَاكَمَ مِثلَ الكَثِيبِ
أبي : إنَّ سَلوَايَ أَنَّكَ مِتَّ=لتحيى هناكَ جِوارَ الحَبِيبِ
و أَنَّكَ لَبَّيتَ دَعوَةَ رَبِّي=بِقَلبٍ نَدِيٍّ و صَدرٍ رَحِيبِ
سَأَبكِيكَ أَبكِيكَ مَا دُمتُ حياً=و أَلقاكَ أَلقاكَ عَمَّا قريبِ
فيا رَبُّ كُن بالحَبِيبِ رحيماً=و يا جنَّةَ الخُلدِ سُكنى فطِيبي

د. جمال مرسي
29/04/2007, 12:47 PM
غداً يعود الصباح

في رثاء أمي رحمها الله و أسكنها فسيح الجنان و قد توفيت رحمها الله منذ أكثر من ثلاثين عاماً



إذا حملَ الصباحُ طيوبَ أُمِّي=فنعمَ الطيبُ ما حملَ الصباحُ
وإن هَبَّت رياحٌ فرقتها =أسائلها : لماذا يا رياحُ ؟
أما تدرينَ أن بيَ اْشتياقاً =وكل أحبَّتِي بالأمسِ راحوا ؟
وخلَّوْني وحيداً في اْغترابي =تنازلني فتغلبني الجراحُ
أَبُثُّ لوردتي أحزانَ قلبي =ويعلو بين جنبيَّ النواحُ
وأسألها وفي صدري أزيزٌ =وفي عينيّ دمعٌ مستباحُ
أيا أختَ اغترابي: كم تولّى =من الترحالِ أعوامٌ صِحاحُ
سئمتُ وقد شكا المجذافُ منِّي =وخاصمني الهنا والإنشراحُ
وتاهت خُطوتي لما توارى =شعاعُ النُّورِ و انكسرَ الجناحُ
أيا أختَ اغترابي أين أُمِّي =أغابت مثلما غابَ السماحُ ؟
وكانت تملأُ الأرجاءَ نوراً =يغارُ البدرُ منهُ والملاحُ
وتحسدها عليه الشمسُ لمَّا =يُشِعُّ ، فتستضئ به البطاحُ
هناك بركنِها كانت تُصلي =فما للركنِ غادَرَهُ البراحُ
وسُبحتُها كأن بها التياعاً =وفوق سريرها نام الوشاحُ
ومقعدُها بصحنِ الدار خاوٍ =يُحَرِّكُ صمتََهُ حزنٌ رداحُ
و زهرٌ أطفأت أمي لظاهُ =جرى بعروقِهِ ماءٌ قراحُ
غدا بعد النوى يبساً هشيماً =من الأحزانِ تذروهُ الرياحُ
يُسائِلُنِي السنا والطُّهرُ عنها =وآنيةٌ بمطبخِها وساحُ
وأطفالٌ صغارٌ كم بَكَوْها =غداةَ البينِ واضطربوا وصاحوا
متي ستعودُ بالأزهارِ أمي =متى تشفى وتندملُ الجراحُ
متى تتبدل الآهات شدواً=ويسكن في مآقينا ارتياحُ
أُجيبُ السائلينَ وفوق خدِّي =يسيلُ بحرقةٍ دمعٌ صُراحُ
غداً إن عادت الأطيارُ تشدو =على الأفنانِ قد يأتي الصباحُ

د.عمرخلوف
01/05/2007, 12:10 PM
الأخ الجميل د.جمال

دمعة متأججة، وقصيدة ناطقة بلسان كل مكلوم.. تأثرت بها يوم أن قرأتها أول مرة في غير هذا المكان.

رحم الله والديك،
وأقر عينيك بأولادك وأحفادك..

عيسى جرابا
05/05/2007, 08:56 PM
أخي الحبيب د جمال مرسي ما علمت بالخبر إلا مؤخرا فعذرا
عظم الله أجركم وجبر مصابكم ورحم ميتكم وأسكنه فسيح جناته
وإليك هذه القصيدة لحن عزاء ومواساة
الرَّاحِلُ الحَبِيْب
شعر: عيسى جرابا

إلى أبي الرّاحل الحبيب قبل أكثرَ من عشـرينَ عـامـاً يرحـمُـهُ اللهُ ...

تَـثَاقَلَ الـخَطْوُ وَامْتَدَّتْ بِيَ الطُّرُقُ
وَنَامَ فَوْقَ جُفُونِي الـهَمُّ وَالأَرَقُ

وَفِي فُؤَادِي صَحَارَى الـحُزْنِ يَلْسَعُنِي
هَجِيْـرُهَا وَبِنَارِ الصَّبْـرِ أَحْتَرِقُ

غَصَصْتُ بِالدَّمْعِ لَمَّا لَمْ أَجِدْ أَحَداً
أَشْكُو لَهُ كُلُّهُمْ عَنِّي قَدِ افْتَرَقُوا

وَخِلْتُ أَنَّ الدَّيَاجِي جَحْفَلٌ لَجِبٌ
فَكِدْتُ بَيْنَ غُبَارِ الـخَوْفِ أَخْتَنِقُ

أَمْشِي وَخَلْفِي صُرُوْفُ الدَّهْرِ تُلْهِبُنِي
سِيَاطُهَا وَبِغَيْـرِ اللهِ لا أَثِقُ

أُسَابِقُ الرِّيْحَ إِنْ طَيْفٌ بَدَا أَمَلاً
حَتَّى إِذَا جِئْتُهُ فَالدَّمْعُ يَسْتَبِقُ

أَبِي رَحَلْتَ وَفِي عَيْنَيَّ أَسْئلَةٌ
حَيْرَى وَبَيْنَ ضُلُوْعِي أُشْعِلَتْ حُرَقُ

لَمْ أَنْسَ يَوْمَ أَتَى النَّاعِي وَقَدْ غَرِقَتْ
فِي دَمْعِهَا مُقَلٌ وَالصَّبْـرُ مُنْغَلِقُ

وَرَاعَنِي يَوْمَهَا مَوْتُ الـحَيَاةِ عَلَى
كُلِّ الوُجُوْهِ وَمَوْجُ الـحُزْنِ يَصْطَفِقُ

أَبِي رَحَلْتَ زَكِيَّ النَّفْسِ مُتَّشِحاً
ثَوْباً يُزَيِّـنُهُ الإِحْسَانُ وَالـخُلُقُ

أَهْفُو إِلَيْكَ فُؤَاداً فَاضَ مَرْحَمَةً
عَلَى بَنِيْهِ وَوَجْهاً بَاتَ يَأْتَلِقُ

وَقَامَةً فِي ثَبَاتٍ لِلعُلا سَمَقَتْ
وَحِكْمَةً لَمْ يَشِنْهَا فِي الوَرَى نَزَقُ

أَبِي رَحَلْتَ وَقَدْ خَلَّفْتَ مُنْتَظِراً
مَا جَاوَزَ العَشْرَ يَطْوِي جِسْمَهُ الرَّهَقُ

يَبْكِي وَيَصْرُخُ يَا أُمَّاهُ أَيْنَ أَبِي؟
مَا بَالُهُ لَمْ يَعُدْ ...؟ أَزْرَى بِيَ القَلَقُ

قُوْلِي سَيَأْتِي وَلَكِنْ... رُبَّمَا عَرَضَتْ
لَهُ عَوَارِضُ أَوْ طَالَتْ بِهِ الطُّرُقُ

قُوْلِي سَيَأْتِي قُبَيْلََ العَصْرِ فِي وَلَهٍ
أَوْ حِيْنَ يَحْمَرُّ فِي أَرْجَائنَا الشَّفَقُ

قُوْلِي تَأَخَّرَ فِي شُغْلٍ وَسَوْفَ تَرَى
إِشْرَاقَةَ الوَجْهِ حِيْنَ الفَجْرُ يَنْبَثِقُ

قُوْلِي وَقُوْلِي أَذِيْبِي فِي مُخَيِّلَتِي
صَمْتاً تَكَادُ بِهِ السَّاعَاتُ تَنْفَلِقُ

أَبِي وَعِشْرُوْنَ عَاماً مَا رَأَيْتُ بِهَا
إِلا سِهَامَ الأَسَى تَفْرِي وَتَخْتَرِقُ

رَحَلْتَ دُوْنَ لِقَاءٍ يُرْتَجَى فَذَوَى
رَوْضِي وَأَجْدَبَ فِيْهِ الشَّدْوُ وَالعَبَقُ

وَجُرِّعَ القَلْبُ كَأْسَ السُّهْدِ مُذْ غَرَبَتْ
شَمْسُ الـحَبِيْبِِ وَأَجْرَتْ دَمْعَهَا الـحَدَقُ

كَمْ بِتُّ أَحْمِلُ آلامِي أَنُوْءُ بِهَا
وَيَبْلَعُ الأَنَّةَ الـمَكْلُوْمَةَ الغَسَقُ

سَامَرْتُ نَجْمَ الدَّيَاجِي حِيْنَ أَنْكَرَنِي
صَحْبِي وَرَانَ عَلَيَّ اليَأْسُ وَالفَرَقُ

أَبُثُّهُ بَعْضَ مَا بِي غَيْرَ أَنَّ يَدِي
مُدَّتْ إِلَيْهِ فَعَادَتْ وَالـمُنَى مِزَقُ

أَبِي سَكَنْتَ جِنَانَ الـخُلْدِ مُتَّكِئاً...
بِإِذْنِ رَبِّكَ لا هَمٌّ وَلا أَرَقُ

حَصَدْتَ مَا زَرَعَتْ كَفَّاكَ حِيْنَ زَكَا
فِي حَقْلِكَ الزَّرْعُ مُشْتَدًّا بِهِ العَذَقُ

سَقَى ضَرِيْحَكَ صَوْبُ الغَيْثِ مَا سَجَعَتْ
حَمَامَةٌ وَتَرَاءَى البَدْرُ يَأْتَلِقُ

أَرْجُو مِنَ اللهِ أَنْ أَلْقَاكَ يَا أَبَتِي
فِي جَـنَّةٍ قَدْ أُعِدَّتْ لِلأُلَى صَدَقُوا

كَادَتْ تَفِيْضُ عَلَيْكَ الرُّوْحُ مِنْ أَسَفٍ
لَوْلا يَقِيْنِي بِأَنَّا سَوْفَ نَفْتَرِقُ

د.عمرخلوف
05/05/2007, 09:09 PM
أحسنت أخي الشاعر الجميل عيسى
قصيدة رصينة سامقة الحرف والمعنى

بارك الله فيك
ورحم الله أباك