المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة..(قالت الغزالة)..



ريم خواجا
23/11/2012, 07:44 PM
قالت الغزالة \ ريم خواجا \ نابلس


///


الدمُ لم يتوزعْ في زقاق المطرْ /


لم يركب الإعصارَ والأنواءَ والأهواءَ في وقت السحرْ /


لم يمخرْ عُبابَ الليلِ / لم يجتزْ شرايين الحدود السرمدية /


كنا نلملمهُ على حصيرة /


كنا نقلّبهُ ونوقظهُ في هدأةِ الليل البهيم... على حذرْ




× × × × × ×




لم تكن السماءُ ناقوسَ رعبٍ يفجأ الطيرَ /


يرهبُ الخيلَ / ينشرُ الويلَ/ يرعبُ الليلْ


ولم تكن الخناجرُ موتًا ودمًا أحمرَ


يجري في عروق الوردِ والغِزلانِ


والمسجونِ


والسجانِ


والسمانِ في ليل الخريف


نحبو على الشطآن والجدرانِ نمتشق الحجرْ /


نعانق الشجرْ


نعمّدُ سرحةَ الشاطئِ /


بالزيتِ بالعطرِ بالسِّحرِ بالحبِّ بالنارِ بالنّوارِ بالأسرارْ


نكلل سرحة الزمنِ الجميل /


بالغارِ والأسفارِ والأشعارِ والأخبارِ ... والصورْ




× × × × × ×




صغارُ الحمامِ من حولنا واليمامْ /


عيونُ الجنادبِ والشواهينِ الصغيرة


تفترشُ الأعشاشَ في الآكاِم والأكمامِ والأحلامْ


في فيء الظهيرة


من خلف ذياك الغروبْ /


ومن قبلِ التنائي والتوجسِ والتمترسِ والهروبْ /


من تحت موتٍ داهمٍ لا ينثني /


ومن بين يديه ومن خلفه /


كنا نستلقي على حصادِ حنطةٍ ذهبيةٍ أرضعته الشمسُ / ... غذّاهُ القمرْ




× × × × × ×




أتذكر يا رفيقَ العمرِ والأسفارِ والأشعارِ والأمطارِ في ليلٍ كسيحْ ؟


أتذكرُ حين هطلتْ زَخاتٌ من العشبِ فوق الراياتِ الصاخبةِ


النازفةِ حبًّا شوقًا ألمًا وجدًا سكْرًا شِعرًا ألقًا أرقًا فرَقًا غرَقًا


حتى النّزعِ / حتى الموتِ / والموتُ فحيحْ !!


كنّا يا سيدَ الأوطانِ والإنسانِ والأزمانْ / نُتْعِبُ النارَ / نوقِدُ الغارَ / نُزجي البيارقْ


وعلى أكفِّ التين والزيتونِ والرمانِ والشوفانِ والإنسانِ والطوفانِ


نستريحْ !!!




× × × × × ×




ما شكلُ السماءْ ؟


ما رائحة الفضاءِ والضياءْ ؟


ما لون المطرْ ؟


يا هذي الحفرْ


حين ترعرع الماءُ على حياض الحنطةِ


من خلفِ البعيدْ


أفواهُ بنادقٍ تغزو الزنابقْ/


تلهو بنا /

وبحرثنا /

وبنسلنا /

بقلوبنا /


بعيوننا /

وعقولنا /

وبحبنا /

بنسائنا /


ورجالنا /

وقياننا /

وإمائنا /

هذا كثيرْ /


أمرٌ خطيرْ /

ما شكلهُ؟ /

ما لونهُ ؟ /

ما طعمهُ؟ /

بالمختصرْ !!




نحنُ على صهواتِ الجدائلْ /


نهزُّ الكرومَ البيضاءْ /


نعتلي الخيولَ /


نركبُ السيولَ /


نضربُ الطبولْ /


نقلِّبُ الشبانَ/


والقيانَ والغلمانَ والحِسانَ/


نوقفُ الزمانْ


فإن كانت النهايةْ /


وإن كان هذا المشهد المريحْ /


وبالعربي الفصيح نهاية المطافْ /


نمارس الحياة في ضريحْ !!!




× × × × × ×


ماذا نرى بعد هذا اللّيلْ / بعد الويلْ /


والنيرانُ تلتهمُ الشبابْ /


والنارُ تعصفُ بالقلوبِ وبالمرايا والتجاربِ والخمائلِ والجدائلِ والقبائلِ/


بالسرابِ وبالشرابِ وبالسحابْ ؟


والجمرُ يحترثُ الجِنانَ /


ويحرثُ القفرَ اليبابْ


يغلقُ الدروبَ /


يأكلُ القلوبَ /


يحرق السهولَ والتلالَ والهضابَ والضبابْ


دُمرَ الكوخ المنشى بالعطرِ


صاحَ طفل الياسمينْ /


تخطفتهُ يدُ المنونْ /


طفلٌ يمزَّقُ بالسيوفِ وبالرماحِ وبالرياحِ وبالحرابْ


ماتت قناديلُ الزَّهَرْ / قُتلتْ ترانيمُ السَّحَرْ !!




× × × × × ×




في جوفِ ليلٍ نازفٍ بالملح بالبارودْ


صاح الجرحُ / ناحَ الصبحُ


والتهمتْ ألسنةُ النيران جسرًا خشبيًّا


عبرَ الموتى النهرَ واجتازوه /


قطرةً قطرة


شربوا الموتَ / تجرعوا الجنونَ / كؤوسَ المنونِ


جرعةً جرعةْ


لم يُعمّدوا سَرحةَ الشاطئ بالنّارِ بالنّوارِ /


بالأخبارِ والأشعارِ والأسرارْ


مات الكنارْ /


واحترقت في كبدِ السماءِ الحمراءِ أكاليلُ الغارْ ...


واحترقتْ صورْ !!

عبدالله بن بريك
23/11/2012, 09:42 PM
بالعربيّ الفصيح :قصيدة جميلة انتصرتْ للدم العربي المسفوح و توسلتْ بإيقاع داخليّ

لذيذ ،و صور شعرية مبتكرَة.

تحياتي و تقديري ،أستاذة "ريم خواجا".

ريم خواجا
03/12/2012, 06:14 PM
بالعربيّ الفصيح :قصيدة جميلة انتصرتْ للدم العربي المسفوح و توسلتْ بإيقاع داخليّ

لذيذ ،و صور شعرية مبتكرَة.

تحياتي و تقديري ،أستاذة "ريم خواجا".


الأستاذ الفاضل عبد الله بن بريك،
بعد التحية والاحترام..
جزيل الشكر وكثير العرفان لحضورك الإلِق..

ريم خواجا

الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
03/12/2012, 07:20 PM
الأستاذة ريم

لم أقرأ قصيدة,..وأنما قرأت ديواناً,.. ولذا أرجو أعادة العنوان الى : ديوان
(قالت ريم!)

ريم خواجا
08/12/2012, 06:08 PM
الأستاذة ريم

لم أقرأ قصيدة,..وأنما قرأت ديواناً,.. ولذا أرجو أعادة العنوان الى : ديوان
(قالت ريم!)

الدكتور الفاضل عبد الرزاق

إنه فخر لي..بأن توصف قصيدتي بالديوان..
كل الاحترام وجزيل الشكر لك..