المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فنّ الرّسم اللبناني



حسين أحمد سليم
28/12/2012, 05:22 PM
فنّ الرّسم اللبناني
بقلم: حسين أحمد سليم

لم يكن من تقاليد معيّنة لفنّ الرّسم والتّصوير في لبنان, وحركة الرّسم والتّصوير لا تعود لمراحل زمنيّة قديمة أو عريقة... وإنّما أضفت عليها بعض المؤثّرات في المنطقة المتوسّطيّة وأسبغت عليها بعض ماهيّاتها وسماته منذ فجر التّاريخ، وأعطتها طابعها الذي أدّى إلى بزوغ ألوان متعدّدة من الفنون في مجالات الرّسم والتّصوير...
ومع حلول العام 1875، أدخل داوود القرم (1852 – 1931) إلى لبنان فنّ رسم الوجوه، في تلبية لرغبات زبائنه من كبار رجال الدّين والعلمانيين والسّياسيين على غرار ما فعله كبار روّاد النّهضة في أوروبا قبل ذلك، بحيث كان سابقا بعض الرّسّامين الذين يفتقرون إلى الثّقافة الأكّاديميّة، يقومون برسم الصّور المقدّسة وصور الأيقونات للكنائس أو بزخرفة أماكن العبادات بالآيات أو إضفاء الطّابع الفنّي الزّخرفي لجدران القصور ...
هذا ولم يكتف الرّعيل اللبناني الأوّل من الرّسّامين برسم الوجوه فقط، بل انتقل إلى رسم ما يستهويه ويلفته من المناظر الطّبيعيّة أيضاً، متأثّراً بالطّبيعة اللبنانيّة الغنيّة بالمشهديّات الجميلة, الموّزعة بين إمتدادت السّهول وقمم الجبال ورمال وضخور الشّواطيء وجماليّات الأمواج والتي تتماهى وتزدان بها المدن والبلدات والقرى اللبنانيّة الرّيفيّة...
وفي بدايات القرن العشرين تخرّجت مجموعة من الفنّانين اللبنانيين من مدارس روما وباريس, وعادت إلى لبنان وحملت المشعل الفنّي في الرّسم والتّصوير والذي كان يرفعه ثلّة من الرّعيل الأوّل. نذكر منهم: الشّاعر الفنّان جبران خليل جبران، تلميذ مدرسة جوليان في باريس, وحبيب سرور ومصطفى فروخ وخليل صليبي وقيصر الجميل وعمر أنسي وفيليب موراني ورشيد وهبي...
إلى هذا فقد حظي فنّ الرّسم، بعد الحرب العالميّة الثّانية، باهتمام وعناية الجمهور اللبناني الواسع، بعد أن كان حكراً على النّخبة والأثرياء. وفتحت عدّة صالات عرض متخصّصة أبوابها لإستقبال اللوحات وعرضها وتسويقها, وبذلك أصبحت العاصمة بيروت في الخمسينات، كما هي في حركة نشر الكتاب، المركز الفنّي الرئيسي في الرّسم والتّصوير للشرق الأوسط...
وكان لا بدّ للتّطوّر المثير والسّريع الذي حقّقه فنّ الرّسم في القرن العشرين في أوروبا من أن يصل إلى لبنان... ذلك أنّ الحداثة التي أسّستها وروّجت لها مدرسة باريس، لاقت صدى لها في لبنان بعد الحرب العالميّة الثّانية عندما قام الرّسامون اللبنانيّون بجولات دراسيّة في أوروبّا... وتلقّن عدد منهم أصول الرّسم الحديث من دون الإلتزام به تماماً نذكر منهم: صليبا الدويهي وبول غيراغوسيان وشفيق عبود وفريد عواد وجان خليفة وأمين الباشا ومنير نجم ورفيق شرف...
هذا وقد إستهوى فنّ الرّسم والتّصوير العديد من اللبنانيين, الذين ولجوا في فلك هذا الفنّ وأبدعوا في نتاجهم ورفدوا التّشكيل الفنّي اللبناني, بأحسن ما أنتجته ريشهم وألوانهم ونذكر منهم: إلياس أبو رزق, عصام أحمد, مصطفى عبيد, أحمد عسيلي, إيفيت الأشقر عبد الحميد بعلبكي, محمّد أديب علي, غالب عون, هيبت البلعة البوّاب, يوسف عون, رندة عطا الله تقيّ الدّين, رياض عويضة, حليم جرداق, سامي جركس, محمّد علي غالب, محمّد عزيزة, حسين علي جمعة, نبيلة قبرصلي, حسن جوني, عادل قديح, فؤاد جوهر, عمران القيسي, فاطمة الحاج, محمّد القيسي, جوزيف حرب, كامل لطفي, مرام حرب, يوسف مارون, نيكول حرفوش, فطام مراد, محمّد حسين, جورج مرعب, عدنان حقّاني, عزّت مزهر, عزّت حمام, آسيا حبيقة مسابكي, عدنان سليمان المصري, محمّد علي الخطيب, رندة نعمة خير الله, جوزيف مطر, ندى طرابلسي دبليز, فادي مطر, جيزيل رحيّم, أوديل مظلوم, سامي الرّفاعي, سلمى معصراني, جمال معلوف, محمّد الرّوّاس, عارف الرّيّس, عاطف الملاح, فريد الرّيّس, جميل ملاعب, فضل زيادة, وجيه نحلة, مفيد زيتوني, هدى النّعماني, أحمد سعيد, سميرة نعمة, نقولا النّمّار’ عايدة سلّوم, علي شمس, يولاند نوفل, آمال الشّنتري, نزار ضاهر, جان نعنوع, رشيد وهبي, ندى يمّين, توفيق عبد العال, آمنة عضّاضة وغيرهم...