المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في نقد " في الثورة والقابلية للثورة" لعزمي بشارة



مصطفى عودة
28/12/2012, 10:43 PM
"قراءة مركز نماء" لكتاب السيد بشارة أشادت بالفكر القومي العربي لأنها لم تعلق على المفهوم القومي العربي بعثيا سوريا أم عراقيا كان، أو اشتراكيا ناصريا من حيث القدرة والمناسبة للوحدة العربية الاقتصادية أو السياسية أو النقدية أو... وقد ظهرت قدرة القومية كحزب تبنى عليه أمال الأمة مخيبة للآمال كما نشاهد في واقعنا العربي.
وكان "بشارة "يأتي بالبشارة التي تستبعد الاتحاد أو النصر العربي إلا من خلال القومية الخالصة، ومن هنا يأتي التخوف من فكر بشارة والمركز الذي يتبناه بعد طلاقه للقوميين السوريين ممثلين بدار الأسد، وكان له في الأرض بدلا من وطنه فلسطين " مراغما وسعة".
البشارة هذه ألغت الدين الإسلامي كأساس للوحدة والتجمع العربي، والبس حكام العرب اليوم فتاوى الفقهاء في الخروج والغلبة وكأنها تنطبق عليهم، وفي هذه قياس في غير محله أفضى للتأكيد على وجهة النظر المتبناة للكاتب لسوق الناس للقبول بها. وان ذهبنا بعيدا إلى الفكر الغربي الأمريكي الروسي الصيني الرسمي في إقصاء الأثر الديني عن حياة العربي.

هذا، وقد أشاد الكاتب بالجسم العربي الموصل للثورات إلا انه لم يخض في القابلية العربية للثورة على الظالمين والمعتدين عبر تاريخهم الطويل ، العتيق منه والحديث. ربما كي لا يصطدم بالمفاهيم الدينية الإسلامية الثورية التي تثور المسلمين وغيرهم على الظلم والمطالبة بالحرية المشتقة أصلا من الحر والحرارة التي خبرها العربي في حياته الأصيلة القائمة على حرية الأصل والتي هي نقيض العبودية واللؤم في الطبع كما هي في القواميس اللغوية التي هي بالطبع تصف الحالة العقلية والسلوكية والمجتمعية العربية.
ولم يذكر لنا الكاتب متى سيتحول حزب التحرير وجماعة التبليغ إلى استخدام القوة لتحقيق ما يدعون إلية في ضوء مفهوم الخروج والثورة بالمعنى الحديث كما ورد ص9.
والمقتبس ص10 من كتاب أصول الفكر الإسلامي ل: محمد فتحي عثمان وساقه السيد بشارة على انه من الفهم الفقهي الإسلامي للخروج لا يعدو إن يكون وصفا لحاله لا موقفا فكريا.
وقد جاء في الكتاب ص19 " فان للثورة المفهوم العربي بعدا غاضبا متمردا هائجا" ولم يرد في البال دوما إن تطلق الثورة على ظاهرة اجتماعية سياسية . ونسال السيد عزمي بشارة: علام قام حلف الفضول؟ الم يكن مستعدا للقتال والتغيير الاقتصادي الاجتماعي؟
وارى أن الكاتب قد اغفل معان للثورة في القاموس العربي لو تحَراها لرفع الحيف عن قومه العرب وكانوا في مقدمة الثوريين في العالم.
وهذه المعاني عندما تلحق لما كتبه وبنى عليه نظرية الفهم الثوري يكون المعنى المقصود الضائع ،وهي: أن الثورة في المفهوم العربي تأخذ إبعادا دلالية غير الغضب والتمرد والهوج إلى الحركة الكثيرة المنتشرة أي الخارجة من مجتمع والعاملة من خلاله ، فالثائر هو الخارج من التراب أي من المجتمع الأصل ، والثورة تأخذ اللون الأحمر لان هذا اللون يسمى ثورة في القاموس العربي.
والثورة هي الفورة تحدث لما يوقد تحتها، وثورة وفورة المجتمع ناتجة عن ظلم " نار" من الظَْلمة ، كما أن فورة الناس هي مجتمعهم. وان الفور هو الوقت.
وعليه يتضح أن الثورة والفورة والانقلاب هي ظاهرة اجتماعية ، لتغيير القيم والوجوه والسياسة، تخرج من المجتمع عندما يقع عليه الظلم الذي لا يطاق فينفجر في زمن قد يطول لان حركة المجتمع بطيئة في التغيير. والظلم لا يقع إلا من الأقوياء المسيطرين على من لا يملكون القوة في دفعهم وتغيير سياساتهم.
وفي تداخل مثلث الوطنية والدين والسياسة جاء ص30 " فالدولة الوطنية شان حديث وكيان عَلْماني " . هلا رجعت لصحيفة المدينة التي اغفل ذكرها في هذه الدراسة ؟ ألم تؤسس الصحيفة لما قلت ص 77 في أخر سطر من الدراسة : " .. والحكم على أساس مبدأ المواطنة كمنظم للعلاقة بين الدولة وسكانها هو ما يجعل الدولة مدنية" .
" وان الثورة الحديثة شأن علماني حتى إذا كانت دينية" وهلا سالت الأحزاب الدينية الثائرة ألان عن مصادر فهمها التي سوغت لها الثورة؟ ومذ متى انفصل الدين عن السياسة والاجتماع ،ألم يقل محمد صلى الله عليه وسلم : " أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فكل مناشط الحياة أخلاق أصلها الشرع.
وفي معرض الحديث عن الديمقراطية " فهي نتاج انقلاب بقوم به الفقراء على الأغنياء" ونسال السيد يشارة: ماذا لو وصل الأغنياء الإسلاميين إلى سدة الحكم وطبقوا النظام الاقتصادي الإسلامي، هل سيقوم الفقراء عليهم بثورة تطالبهم بتغيير مفهوم الاقتصاد ؟ ومن هو الفقير في المفهوم الحديث للفقر؟ الفقير قديما كان من لا يجد قوت ليلته. أو من لا درهم له ولا متاع كما عرفه العرب لقائد التغيير والإصلاح محمد. إما فقير اليوم فهو من لايجد طعاما أو ماء صحيا ، ومن لا يستطيع تعليم أبناءه أو يطببهم، أو من لا يستطيع دفع الفواتير أخر الشهر .... وعندما تتكفل بهم الدولة ، ما شكل ثورتهم بعد هذا ؟
هذا وكان من الأنسب وهو العربي إن يستعمل البديل العربي للألفاظ الأجنبية مع بقاء الأخيرة بين ظفرين مع تفسيرها.

نايف ذوابه
28/12/2012, 11:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأستاذ مصطفى عودة .. شكرا لهذه القراءة وإن كانت تحتاج لمزيد من الإضاءة للأفكار التي سلطت الضوء عليها .. وقضايا الفكر والنهضة والثورة مسائل تحتاج إلى تركيز ولا ينفع معها العبارات الواسعة .. فهذه الموضوعات يغلب عليها الأسلوب الفكري الصارم في الدلالة الذي لا يحتمل بشكل عام التأويل ..

لا أدري ما الذي جمع حزب التحرير بجماعة التبليغ .. الأول حزب سياسي فكري والثانية جماعة يغلب على أعمالها ونشاطاتها الطابع الروحي .. فهي مشغولة بالطلب من الناس أن يصلوا ويتنفلوا ولا تخوض في قضايا النهضة وطرقها وفلسفاتها ..

الربيع العربي نهاية مطاف كل الحركات القومية والبعث والاشتراكية .. ناهيك أن مصادرها ووصولها للحكم موضع نظر أو شبهة .. بمعنى أنها تدخل في موجة الغزو الفكري للمنطقة لإبعادها عن الإسلام وتجزئتها وشرذمتها .. فضلا عن أن أصحابها وصلوا للحكم عن طريق السفارات الأجنبية والقوى الدولية في المنطقة ليخرج المستعمر من الباب ويعود من الشباك وقد أوكل المستعمر لهذه الحركات الدور الذي كان يقوم به فقامت به بشكل أكثر وحشية وأشد قذارة .. والآن الغرب بعد أن أفلست النظم السياسية التي أقامها يحاول أن يستبدل بها ما يسمى بحركات الإسلام السياسي المعتدل في مصر وتونس والمغرب .. ليكونوا حلفاء للغرب بدلا عن الأنظمة الفاسدة المستبدة ..


المقال يستحق الوقوف أكثر ومناقشة ما ورد فيه .. وأتمنى أن يسعفني الوقت في العودة وللحديث بقية... شكرا لك أستاذ مصطفى عودة ..



وهذه المعاني عندما تلحق لما كتبه وبنى عليه نظرية الفهم الثوري يكون المعنى المقصود الضائع ،وهي: أن الثورة في المفهوم العربي تأخذ إبعادا دلالية غير الغضب والتمرد والهوج إلى الحركة الكثيرة المنتشرة أي الخارجة من مجتمع والعاملة من خلاله ، فالثائر هو الخارج من التراب أي من المجتمع الأصل، والثورة تأخذ اللون الأحمر لان هذا اللون يسمى ثورة في القاموس العربي.
والثورة هي الفورة تحدث لما يوقد تحتها، وثورة وفورة المجتمع ناتجة عن ظلم "نار" من الظَْلمة، كما أن فورة الناس هي مجتمعهم. وان الفور هو الوقت.
وعليه يتضح أن الثورة والفورة والانقلاب هي ظاهرة اجتماعية ، لتغيير القيم والوجوه والسياسة، تخرج من المجتمع عندما يقع عليه الظلم الذي لا يطاق فينفجر في زمن قد يطول لان حركة المجتمع بطيئة في التغيير. والظلم لا يقع إلا من الأقوياء المسيطرين على من لا يملكون القوة في دفعهم وتغيير سياساتهم.
وفي تداخل مثلث الوطنية والدين والسياسة جاء ص30 " فالدولة الوطنية شان حديث وكيان عَلْماني " . هلا رجعت لصحيفة المدينة التي اغفل ذكرها في هذه الدراسة ؟ ألم تؤسس الصحيفة لما قلت ص 77 في أخر سطر من الدراسة : " .. والحكم على أساس مبدأ المواطنة كمنظم للعلاقة بين الدولة وسكانها هو ما يجعل الدولة مدنية" .
" وان الثورة الحديثة شأن علماني حتى إذا كانت دينية" وهلا سالت الأحزاب الدينية الثائرة ألان عن مصادر فهمها التي سوغت لها الثورة؟ ومذ متى انفصل الدين عن السياسة والاجتماع ،ألم يقل محمد صلى الله عليه وسلم : " أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فكل مناشط الحياة أخلاق أصلها الشرع.
وفي معرض الحديث عن الديمقراطية " فهي نتاج انقلاب بقوم به الفقراء على الأغنياء" ونسال السيد يشارة: ماذا لو وصل الأغنياء الإسلاميين إلى سدة الحكم وطبقوا النظام الاقتصادي الإسلامي، هل سيقوم الفقراء عليهم بثورة تطالبهم بتغيير مفهوم الاقتصاد ؟

مصطفى عودة
30/12/2012, 11:49 AM
الاخ المحترم ذؤابة
قلت ما يلي:

( والآن الغرب بعد أن أفلست النظم السياسية التي أقامها يحاول أن يستبدل بها ما يسمى بحركات الإسلام السياسي المعتدل في مصر وتونس والمغرب .. ليكونوا حلفاء للغرب بدلا عن الأنظمة الفاسدة المستبدة ..)

كيف توصلت الى هذا الحكم؟

عندا حاول الشباب " المتطرف" تطبيق ما يفهمون من الاسلام حوربوا بكافة الاشكال. وعندما خرجت مجموعة منهم لتطبيق ما حاولوا تطبيقه لكن بشكل اقل حدة واكثر واقعية حوربوا كذلك, والامثلة حية في الدول التي ذكرت وغيرها.

وهل يقبل الغرب "الحضاري الديمقراطي" الاسلام والمسلمين الذين هم من اصولهم ويحملون جنسياتهم؟

ما العمل اذن؟

نايف ذوابه
02/01/2013, 07:14 PM
الاخ المحترم ذؤابة
قلت ما يلي:

( والآن الغرب بعد أن أفلست النظم السياسية التي أقامها يحاول أن يستبدل بها ما يسمى بحركات الإسلام السياسي المعتدل في مصر وتونس والمغرب .. ليكونوا حلفاء للغرب بدلا عن الأنظمة الفاسدة المستبدة ..)

كيف توصلت الى هذا الحكم؟

عندا حاول الشباب " المتطرف" تطبيق ما يفهمون من الاسلام حوربوا بكافة الاشكال. وعندما خرجت مجموعة منهم لتطبيق ما حاولوا تطبيقه لكن بشكل اقل حدة واكثر واقعية حوربوا كذلك, والامثلة حية في الدول التي ذكرت وغيرها.

وهل يقبل الغرب "الحضاري الديمقراطي" الاسلام والمسلمين الذين هم من اصولهم ويحملون جنسياتهم؟

ما العمل اذن؟

الأخ مصطفى .. الحكم لا يحتاج إلى جهد كبير إلى إدراكه .. وقد تواتر الحديث عن الموضوع في الفضائيات وتصريح زعماء حركات الإسلام المعتدل بقبولهم بشروط اللعبة: التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية وما يسمى بقبول الآخر وهذه مصطلحات غربية في الفكر السياسي .. وقبلوا بالدولة المدنية الإخوان في مصر وسوريا وتونس النهضة وبنكيران أقرب إلى قلب الملك ويعمل بما يرضيه وأعلن هو والغنوشي بأنهم لا يريدون تطبيق الشريعة تطمينا للغرب ..

الغرب يرعبه أسلمة مجتمعاته ويعلم أن هؤلاء المسلمين الغربيين من فرنسيين وإنجليز وأمريكان هم اختراق فكري وثقافي لمجتماعه المتصدعة الخاوية .. وهؤلاء المسلمون هم قاعدة أسلمة هذه المجتمعات فعلا .. ولو كان الغرب منصفا وليس بذي هوى لعرف أن الحل في العودة إلى الفطرة ولقبل بالخير الذي حل فيه ..