المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غرناطة / لمحمد تاج الدين الطيبي



خلوفي عدة
30/12/2012, 08:32 PM
قبيل ذكرى سقوطها.. بل سقوطنا

على بعد يومين من جرحها
(لغرناطةَ) البوحُ ..والمنتمَى

على بعد فجرين من ليلها
لها أن تكون المدى..والحمَى

عشيةَ طافت بها الصافنات..
وباتت تجوسُ تخومَ السَّما

تشدُّ على آخر الحشرجات
وتغسلُ أدمُعَها بالدِّما

هنا (إيزبيلا) .. لها النزواتُ..
تُعِدّ لغرناطةَ المأتما

لها السيفُ تقتاتُ من حانِهِ
وتسكرُ كيلا تعيشَ الظَّما

به تستبدّ.. تحزُّ الزمــ..
..ـان الذي ولد الخُلدَ..والأنجما

وها تلك زمزمة الراحلين..
لها الدربُ بالغيم قد أعتما

وتعبرُ نحو (المضيق) الزحوفُ
ويلذعُها ظـِــلُّــها أينما..

لغرناطةَ الآن أن تستخفَّ..
بنا..بالذين استطابوا العَمَى

بكل الذين تباكَوْا على..
حرائرها.. الساحراتُ..الدُّمَى

ذواتُ الخدور.. الصبايا البدورُ
دهاقُ الجفون.. عِتاقُ اللَّمَى

لها أن تضمَّ الضحايا الذين..
عليهم هزيعُ الأسى كم نما..

ومن تُرِكوا للشجى..للصليب..
يعربدُ.. كي يُعدِمَ المُعْدَما

إلى كل روح تقاسي هناك..
تحاكمُ في صمتها المجرما

إلى آهة لم يسعها الوجود..
وليس لها بعدُ أن تُكتَما..

إلى ألمٍ كم له من مذاقٍ..
ومن ذاقه طالما... طالـ..ـما..

إلى النزف ..كم صدَّه من جدار..
وذاق الدجى جرحَه المُضرَما

إلى ما تبقَّى لنا من رفاتٍ..
يشيخ الزمان..ولن تهرما

إلى كل جمجمة تستضيف..
قرار الثرى.. تزدري الموسما

إلى (القصر) تمخرهُ الذكريات..
تحنُّ الأسود به دونـ...ما

تحايا القصيد.. ويا للقصيد..
إذا ما حدا الجرْحُ.. أو رنَّما

فلستُ الذي باع تلك الربوع..
ولست الذي للعِدَى استسلما

ولكنْ أحسُّ بأني الطريد..
وأني الذي ارتكبَ المأثما

أنا كلُّ من رهنوا الشرفات..
أنا من بذاك السراب احتَمَى

أنا من تلاشت لديه القرون..
ومن نحو ظلّ الغزاة ارتَمَى

ويلطمني (طارقٌ) كي أفيق..
وأحجمت حيث هنا أقدَما

لغرناطةَ اليوم أن لا تعودَ..
بلى..ستعود إلينا كما..

سأعتنق الغيث في وعدها
وأسهرُ غرًّا بها..مغرما

ولي في (الإحاطة) و(ابن الخطيب)..
مواعيدُ ترفضُ أن تسأما

وعادَ إليها الأذان الحنونُ..
وبالفجر فيها المدى أحرما..

تصلي.. تسبّحُ ملء المدادَ..
وتفتحُ لي سِفْرها القيّما

وفيه بأن لها ما تشاء..
من السر .. من كل معنى سما..

وإن (نصَّروا) وجهها المُستميت..
فعنوانها لم يزل مسلما..

30/12/2012 : محمد تاج الدين الطيبي