حسين أحمد سليم
31/12/2012, 08:17 PM
مهنيّون فنّانون تشكيليّون
بقلم: حسين أحمد سليم
لم ترتبط أو تتقيّد معالم وأسرار ونتاجات الفنّ التّشكيلي يوما, عبر الحقب الزّمنيّة السّالفة وحتّى الحاضرة منها والقادمة ربّما, فقط بمسارات ومدارس ومذاهب وأكّاديميات وإجتهادات وثورات وتحديثات أرباب هذا الفنّ وأعلامه وروّاده ومحترفيه وهواته ومتذوّقيه, ولا حتّى إرتبط بأساليب مناهج ومقرّرات جامعاته ومعاهده ومدارسه ومحترفاته وجمعيّاته ونقاباته الفنّيّة فقط أيضا, ولا حتّى الكثير من المهنيين المحترفين الذين يُقارب إحترافهم الفنّ التّشكيلي, يُدركون أسرار هذا الفنّ ويلمّون بمدارسه ومذاهبه وفنونه وضوابطه ومناهجه... بل كان الفنّ التّشكيلي منذ البدء فنّا شعبيّا منتشرا ومنعتقا ومتحرّرا من كلّ هذه القيود الحديثة, التي قوّمت وهذّبت وأسلبت ومنهجت مسارات هذا الفنّ فيما بعد على مراحل زمنيّة متفاوتة, وكان وما زال وسيبقى الفنّ التّشكيلي فلكا مباحا وفضاءا رحبا للجميع وفق أهوائهم وحرّيّاتهم وتوجّهاتهم المهنيّة وميولهم, التي يرونها مناسبة لمزاجيّاتهم وتتناغم مع طباعهم, وتتلاءم مع جغرافيّة وبيئة المكان والزّمان حيث يتواجدون أو يُقيمون ويسكنون ويمارسون إستمراريّة العيش بأمان وإطمئنان...
وعبر الحقب الزّمنيّة البعيدة والموغلة في التّاريخ الإنساني والبشري وحتّى اليوم, لم يقتصر ولوج فلك الفنّ التّشكيلي على من يتّقن إستخدام مختلف الرّيش وأنواع الألوان, فوق خامات متنوّعة من الكرتون والقماش والخشب واللدائن وألواح المعادن الرّقيقة أو على الجدران, أو من يمسك بالأقلام ويتّقن ويتفنّن في إستعمالها على إختلاف أنواعها, وكذلك لم ينحصر في من يُجيد مسك الأزاميل والمطارق الحديديّة ومن ثمّ إلإستفادة من الآلات الحديثة وتقنيّة إستخدامها في كيفيّة معالجة الحجارة والصّخور والكتل الجفصيّة أو التّرابيّة أو المعدنيّة أو الخشبيّة وجزوع الأشجار الضّخمة... بل تعدّى الموضوع إلى أبعد من أن يبقى محصورا في هذا المجال فقط, وكان للعديد من المهن الإحترافيّة أن تستفيد ومُتّقنيها من أسرار هذا الفنّ العامّة, وأن تحمل في مضامينها سمة وهويّة الفّن التّشكيلي...
فإذا إخترنا البناء كمثل فعلي, وعمليّة المراحل التي يمرّ بها ليصبح مؤهّلا للسّكن, فإنّنا نجد أنّه يخضع لدراسة المهندس المصمّم للبناء, مهندس العمارة, والذي يصحّ تسميّته بفّنان تشكيلي, يعمل على توزيع الغرف بمساحات مدروسة, بفتحات نوافذ وأبواب مناسبة, ويقوم بمساعدته فنّانا تشكيليّا ورسّاما هندسيّا متخصّصا برسم ما يتفتق عنه ذوقه على الورق, من مسطّحات ومشهديّات وواجهات ومقاطع ومنظورات مختلفة بألوان وظلال وأضواء... وهي جزء من عناصر الفنّ التّشكيلي...
والبنّاء مثلا وهو ما يصحّ أن نُسمّيه فنّان تشكيلي محترف بتقنيّة رفيعة, لأنّه يُجيد حركة فعل قطع الحجارة من مقالعها وتسويتها وتشذيبها, لتتحوّل صالحة ومناسبة لوضعها ورصفها فوق بعضها البعض بطريقة هندسيّة دقيقة, بحيث ينشأ من هذه العمليّة جدران وفتحات وأرضيّات وأسقف غاية في الجمال...
وهكذا الورّاق هو فنّان تشكيلي محترف أيضا, وهو الذي يقوم بكسوة الجدران بمادّة من الطّين اللذج, ويعمل على مدّها بتقنيّة رفيعة على إمتداد هذه الجدران, ومن ثمّ تسويتها وتنعيمها بأدوات مساعدة,أو القيام بعمليّات الرّسم والتّشكيل عليها بأدوات خاصّة, ممّا يُعطي مشهديّات تتماهى على هذه الجدران, ذات طابع تجريدي وسوريالي أو إنطباعي ودون أن يكون هذا المحترف ملمّا بهذه المدارس وهذه المذاهب الفنّيّة أو أساليبها...
والنّجّار يُسمّى بفنّان تشكيلي محترف, وهو الذي يقوم بإنتقاء وقطع الأخشاب من مصادرها, وجمعها قطعا صغيرة أو كبيرة بعد تسويتها بمناشير وأزاميل خاصّة, ليصنع منها الأبواب والنّوافذ والخزائن والطّاولات والأسرّة المختلفة, ويتفنّن في عمليّة جمعها ولصقها بعد تصميم أشكالها, فهو في صنعته يقوم بتنفيذ هذه الحرفة التي تندرج تحت عنوان الفنّ التّشكيلي الهندسي, بحيث يقوم بنتاج يُقارب الأشكال الهندسيّة المنتظمة, والتي تُشكّل فيما بينها لوحة تجريديّة أو سورياليّة...
والحدّاد أيضا فنّان تشكيلي محترف, وهو الذي يقوم لإختيار قضبان الحديد وألواح المعادن, ويعمل على تصنيعها بأشكال ومشهديّات مختلفة, كنوافذ وأبواب أو كأسوار ودفاعات حامية وحافظة للنّوافذ والفتحات, أو كأسوار للأدراج والسّلالم, تحمل التّشكيلات الجميلة من تضفير وتوريق وهندسة... وهو ما يعكس شيئا رائعا من الفنّ التّشكيلي الإحترافي المُصنّع يدويا...
والبلاط كذلك هو فنّان تشكيلي محترف, الذي يقوم بإنتقاء أنواع البلاط والأرضيات, من الحجارة وأنواع الرّخام أو من الأخشاب أو من اللدائن أو الخزف وغيره, ثم يأتي على لصقها بمواد مختار, بدراية وإنتباه وتقنيّة وحرفة وذوق, لتعطي جماليّة معيّنة ومشهديّة فاتنة, تتأّف من لوحة أو لوحات ذات طابع جمالي معيّن, ترتاح لها العين وترفل, فهذه العمليّة لا تخرج في ماهيتها عن الفنّ التّشكيلي الحرفي الهندسي...
ويأتي دور محترف التّجميل الدّاخلي, وهو أيضا فنّان تشكيلي محترف كمهندس تجميل, والذي يقوم بتركيب الأسقف المستعارة, الجميلة الشّكل والمختلفة الموّاد والعناصر والطّرز والزّخرفة والألوان, ويقوم بتجميل الزّوايا بين الجدران والأسقف بقطع من الزّخارف الخشبيّة أو الجفصيّة, لتعكس جماليّات معيّنة ترتاح لها عين المشاهد, وهو ما يدخل في عمليّات فنّ الأرابسيك...
وللدّهّان والطّرّاش وهما يُسمّيان بفنّانين تشكيليين, الدّور الأهمّ والأبرز في عمليّة إختيار أنواع الطّلاء والدّهان, وإختيار أنواع الأدوات التي يجب أن تستخدم في عمليّات الدّهان والطّلاء والزّخرفة, ورسم الأشكال للأسقف والجدران, والتي تضفي البهجة على النّفس وتدخل السّرور للصّدر, بما تشاهده العين وترفل له من مشهديّات جميلة, تحمل معالم من الجمال... وهذه عمليّة أخرى من حركات الفنّ التّشكيلي الحرفي...
ويبقى دور خبير الأقمشة, كفنّان تشكيلي أيضا, بإنتقاء أنواع أقمشة السّتائر, والتي يُنتجها الحائك والذي بدوره يتّسم بفنّان تشكيلي, لما يقوم به من فنّيّة حاذقة وجميلة في عمليّة نسج الأقمشة وزخرفتها بأنواع لا حصر لها من الأشكار... ويأتي إختيار تقنيّة صنع السّتائر من القماش, وتحويلها للخيّاط المحترف, وهذا الأخير يُعتبر فنّانا تشكيليّا أيضا, والذي يعمل على خياطتها بطريقة فنّيّة جميلة, ومن ثمّ يأتي تركيبها في مكانها لتضفي على نوافذ وأبواب الغرف مسحات من الجمال, وهو ما ينضوي أيضا تحت تصنيف حركة الفنّ التّشكيلي الإحترافي, وكأنّها لوحات من التّجريد والسّورياليّات...
هذا ناهيك عن الفنّان التّشكيلي, مُنسّق باقات الورود وحركة فعل توزيعها بين قطع الأثاث التي يتم إختيارها بإستشارة من الفنّان التّشكيلي, مهندس التّجميل الخاصّ بصناعة المفروشات والأثاث للبيوت, وفعل إختيار اللوحات التّصويريّة التي يقوم بإلتقاطها المصوّر الفوتوغرافي والذي يندرج تحت عنوان فنّان تشكيلي محترف أيضا... إضافة لعمليّات تنفيذ المشهديات التّشكيليّة التّجميليّة من قبل مهندس الحدائق والباحات الخارجيّة, والذي يحمل أيضا صفة فنّان تشكيلي...
وهناك الكثير من الأمثلة على الحرفيات والمهن, التي يمكن تسميتها ووسمها بالفنّ التّشكيلي الحرفي, والتي لا حصر لها ومنتشرة بين النّاس, نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر... مصفّف شعر النّساء, مُزيّن الأظافر والوجوه النّسائيّة, رسّام لوحات التّاتو على الأجسام, الحطّاب الذي يقوم بقطع جزوع الأشجار وركمها فوق بعضها البعض, والذي يقوم بصناعة الفحم بالمشحرة, والمخرج الصّحفي, الفلاح الذي يقوم بحراثة الأرض بشكل ما, والمزارع الذي يزرعها بطريقة ما...
بقلم: حسين أحمد سليم
لم ترتبط أو تتقيّد معالم وأسرار ونتاجات الفنّ التّشكيلي يوما, عبر الحقب الزّمنيّة السّالفة وحتّى الحاضرة منها والقادمة ربّما, فقط بمسارات ومدارس ومذاهب وأكّاديميات وإجتهادات وثورات وتحديثات أرباب هذا الفنّ وأعلامه وروّاده ومحترفيه وهواته ومتذوّقيه, ولا حتّى إرتبط بأساليب مناهج ومقرّرات جامعاته ومعاهده ومدارسه ومحترفاته وجمعيّاته ونقاباته الفنّيّة فقط أيضا, ولا حتّى الكثير من المهنيين المحترفين الذين يُقارب إحترافهم الفنّ التّشكيلي, يُدركون أسرار هذا الفنّ ويلمّون بمدارسه ومذاهبه وفنونه وضوابطه ومناهجه... بل كان الفنّ التّشكيلي منذ البدء فنّا شعبيّا منتشرا ومنعتقا ومتحرّرا من كلّ هذه القيود الحديثة, التي قوّمت وهذّبت وأسلبت ومنهجت مسارات هذا الفنّ فيما بعد على مراحل زمنيّة متفاوتة, وكان وما زال وسيبقى الفنّ التّشكيلي فلكا مباحا وفضاءا رحبا للجميع وفق أهوائهم وحرّيّاتهم وتوجّهاتهم المهنيّة وميولهم, التي يرونها مناسبة لمزاجيّاتهم وتتناغم مع طباعهم, وتتلاءم مع جغرافيّة وبيئة المكان والزّمان حيث يتواجدون أو يُقيمون ويسكنون ويمارسون إستمراريّة العيش بأمان وإطمئنان...
وعبر الحقب الزّمنيّة البعيدة والموغلة في التّاريخ الإنساني والبشري وحتّى اليوم, لم يقتصر ولوج فلك الفنّ التّشكيلي على من يتّقن إستخدام مختلف الرّيش وأنواع الألوان, فوق خامات متنوّعة من الكرتون والقماش والخشب واللدائن وألواح المعادن الرّقيقة أو على الجدران, أو من يمسك بالأقلام ويتّقن ويتفنّن في إستعمالها على إختلاف أنواعها, وكذلك لم ينحصر في من يُجيد مسك الأزاميل والمطارق الحديديّة ومن ثمّ إلإستفادة من الآلات الحديثة وتقنيّة إستخدامها في كيفيّة معالجة الحجارة والصّخور والكتل الجفصيّة أو التّرابيّة أو المعدنيّة أو الخشبيّة وجزوع الأشجار الضّخمة... بل تعدّى الموضوع إلى أبعد من أن يبقى محصورا في هذا المجال فقط, وكان للعديد من المهن الإحترافيّة أن تستفيد ومُتّقنيها من أسرار هذا الفنّ العامّة, وأن تحمل في مضامينها سمة وهويّة الفّن التّشكيلي...
فإذا إخترنا البناء كمثل فعلي, وعمليّة المراحل التي يمرّ بها ليصبح مؤهّلا للسّكن, فإنّنا نجد أنّه يخضع لدراسة المهندس المصمّم للبناء, مهندس العمارة, والذي يصحّ تسميّته بفّنان تشكيلي, يعمل على توزيع الغرف بمساحات مدروسة, بفتحات نوافذ وأبواب مناسبة, ويقوم بمساعدته فنّانا تشكيليّا ورسّاما هندسيّا متخصّصا برسم ما يتفتق عنه ذوقه على الورق, من مسطّحات ومشهديّات وواجهات ومقاطع ومنظورات مختلفة بألوان وظلال وأضواء... وهي جزء من عناصر الفنّ التّشكيلي...
والبنّاء مثلا وهو ما يصحّ أن نُسمّيه فنّان تشكيلي محترف بتقنيّة رفيعة, لأنّه يُجيد حركة فعل قطع الحجارة من مقالعها وتسويتها وتشذيبها, لتتحوّل صالحة ومناسبة لوضعها ورصفها فوق بعضها البعض بطريقة هندسيّة دقيقة, بحيث ينشأ من هذه العمليّة جدران وفتحات وأرضيّات وأسقف غاية في الجمال...
وهكذا الورّاق هو فنّان تشكيلي محترف أيضا, وهو الذي يقوم بكسوة الجدران بمادّة من الطّين اللذج, ويعمل على مدّها بتقنيّة رفيعة على إمتداد هذه الجدران, ومن ثمّ تسويتها وتنعيمها بأدوات مساعدة,أو القيام بعمليّات الرّسم والتّشكيل عليها بأدوات خاصّة, ممّا يُعطي مشهديّات تتماهى على هذه الجدران, ذات طابع تجريدي وسوريالي أو إنطباعي ودون أن يكون هذا المحترف ملمّا بهذه المدارس وهذه المذاهب الفنّيّة أو أساليبها...
والنّجّار يُسمّى بفنّان تشكيلي محترف, وهو الذي يقوم بإنتقاء وقطع الأخشاب من مصادرها, وجمعها قطعا صغيرة أو كبيرة بعد تسويتها بمناشير وأزاميل خاصّة, ليصنع منها الأبواب والنّوافذ والخزائن والطّاولات والأسرّة المختلفة, ويتفنّن في عمليّة جمعها ولصقها بعد تصميم أشكالها, فهو في صنعته يقوم بتنفيذ هذه الحرفة التي تندرج تحت عنوان الفنّ التّشكيلي الهندسي, بحيث يقوم بنتاج يُقارب الأشكال الهندسيّة المنتظمة, والتي تُشكّل فيما بينها لوحة تجريديّة أو سورياليّة...
والحدّاد أيضا فنّان تشكيلي محترف, وهو الذي يقوم لإختيار قضبان الحديد وألواح المعادن, ويعمل على تصنيعها بأشكال ومشهديّات مختلفة, كنوافذ وأبواب أو كأسوار ودفاعات حامية وحافظة للنّوافذ والفتحات, أو كأسوار للأدراج والسّلالم, تحمل التّشكيلات الجميلة من تضفير وتوريق وهندسة... وهو ما يعكس شيئا رائعا من الفنّ التّشكيلي الإحترافي المُصنّع يدويا...
والبلاط كذلك هو فنّان تشكيلي محترف, الذي يقوم بإنتقاء أنواع البلاط والأرضيات, من الحجارة وأنواع الرّخام أو من الأخشاب أو من اللدائن أو الخزف وغيره, ثم يأتي على لصقها بمواد مختار, بدراية وإنتباه وتقنيّة وحرفة وذوق, لتعطي جماليّة معيّنة ومشهديّة فاتنة, تتأّف من لوحة أو لوحات ذات طابع جمالي معيّن, ترتاح لها العين وترفل, فهذه العمليّة لا تخرج في ماهيتها عن الفنّ التّشكيلي الحرفي الهندسي...
ويأتي دور محترف التّجميل الدّاخلي, وهو أيضا فنّان تشكيلي محترف كمهندس تجميل, والذي يقوم بتركيب الأسقف المستعارة, الجميلة الشّكل والمختلفة الموّاد والعناصر والطّرز والزّخرفة والألوان, ويقوم بتجميل الزّوايا بين الجدران والأسقف بقطع من الزّخارف الخشبيّة أو الجفصيّة, لتعكس جماليّات معيّنة ترتاح لها عين المشاهد, وهو ما يدخل في عمليّات فنّ الأرابسيك...
وللدّهّان والطّرّاش وهما يُسمّيان بفنّانين تشكيليين, الدّور الأهمّ والأبرز في عمليّة إختيار أنواع الطّلاء والدّهان, وإختيار أنواع الأدوات التي يجب أن تستخدم في عمليّات الدّهان والطّلاء والزّخرفة, ورسم الأشكال للأسقف والجدران, والتي تضفي البهجة على النّفس وتدخل السّرور للصّدر, بما تشاهده العين وترفل له من مشهديّات جميلة, تحمل معالم من الجمال... وهذه عمليّة أخرى من حركات الفنّ التّشكيلي الحرفي...
ويبقى دور خبير الأقمشة, كفنّان تشكيلي أيضا, بإنتقاء أنواع أقمشة السّتائر, والتي يُنتجها الحائك والذي بدوره يتّسم بفنّان تشكيلي, لما يقوم به من فنّيّة حاذقة وجميلة في عمليّة نسج الأقمشة وزخرفتها بأنواع لا حصر لها من الأشكار... ويأتي إختيار تقنيّة صنع السّتائر من القماش, وتحويلها للخيّاط المحترف, وهذا الأخير يُعتبر فنّانا تشكيليّا أيضا, والذي يعمل على خياطتها بطريقة فنّيّة جميلة, ومن ثمّ يأتي تركيبها في مكانها لتضفي على نوافذ وأبواب الغرف مسحات من الجمال, وهو ما ينضوي أيضا تحت تصنيف حركة الفنّ التّشكيلي الإحترافي, وكأنّها لوحات من التّجريد والسّورياليّات...
هذا ناهيك عن الفنّان التّشكيلي, مُنسّق باقات الورود وحركة فعل توزيعها بين قطع الأثاث التي يتم إختيارها بإستشارة من الفنّان التّشكيلي, مهندس التّجميل الخاصّ بصناعة المفروشات والأثاث للبيوت, وفعل إختيار اللوحات التّصويريّة التي يقوم بإلتقاطها المصوّر الفوتوغرافي والذي يندرج تحت عنوان فنّان تشكيلي محترف أيضا... إضافة لعمليّات تنفيذ المشهديات التّشكيليّة التّجميليّة من قبل مهندس الحدائق والباحات الخارجيّة, والذي يحمل أيضا صفة فنّان تشكيلي...
وهناك الكثير من الأمثلة على الحرفيات والمهن, التي يمكن تسميتها ووسمها بالفنّ التّشكيلي الحرفي, والتي لا حصر لها ومنتشرة بين النّاس, نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر... مصفّف شعر النّساء, مُزيّن الأظافر والوجوه النّسائيّة, رسّام لوحات التّاتو على الأجسام, الحطّاب الذي يقوم بقطع جزوع الأشجار وركمها فوق بعضها البعض, والذي يقوم بصناعة الفحم بالمشحرة, والمخرج الصّحفي, الفلاح الذي يقوم بحراثة الأرض بشكل ما, والمزارع الذي يزرعها بطريقة ما...