المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرواية الجديدة في الصالون الأدبي بالدارالبيضاء بنكهة عربية



مصطفى لغتيري
29/04/2007, 01:23 PM
الرواية الجديدة في الصالون الأدبي بالدارالبيضاء بنكهة عربية
نظم الصالون الأدبي لقاء أدبيا حول "انشغالات الرواية الجديدة "يوم السبت 28 أبريل بفضاء بلادي ، حضره نخبة من النقاد و المبدعين والضيوف الذين يتكونون أساسا من كتاب و أساتذة وطلبة.
افتتح اللقاء بترحيب مصطفى لغتيري بالضيوف ، حيث نوه بتلبيتهم لدعوة الصالون دون تردد ، وشكر الجمهور على الحضور المكثف والمتواصل ، الذي أصبح السمة البارزة للقاءات هذا الفضاء الثقافي.
تناول بعد ذلك الكلمة سعيد بوكرامي ، الذي ألقى "كلمة الصالون الأدبي " حيث وضعت الحضور في السياق العام للقاء ، فركزت على التحولات التي تطال المشهد الثقافي المغربي وضمنه الرواية ،التي تعززت - مؤخرا- بأسماء جديدة و إنجازات نصية متعددة .
مباشرة بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب ، الذي انصبت مداخلته على محاولة تتبع مسار الرواية المغربية منذ النشأة حتى الوقت الراهن ، فلاحظ أن هذه الأخيرة انشغلت منذ أول نص " الزاوية " للتهامي الوزاني بثلاثة رهانات أساسية حددها في:
-الذات .
- الهوية
- الكتابة .
وأضاف أن تعامل الروائيين مع هذا الثالوث اختلف من روائي إلى آخر و من جيل إلى آخر.مبرزا ذلك بأمثلة ملموسة ممثلة في روائيين مغاربة من امثال عبد المجيد بن جلون وعبد الكريم غلاب و عبد الله العروي من جيل الستينات ، والميلودي شغموم والتازي من جيل التمانينات ، فلاحظ أن الجيل الأول تميز بإعطاء الأولوية للهوية ، فيما اهتم الجيل الذي بعده بمعطى الكتابة .
اما الرواية الجديدة فتتميز بتخلصها من ثقل الذاكرة ، لتنصب على تجارب الذات ، وذلك من خلال توسيع دائرة التشخيص ، والتركيز على خيبات الأمل عند البطل ، كما تسجل الرواية الجديدة العودة القوية إلى مكون الحكاية ، الذي تهيمن عليه حبكات تحتفي بالإنساني فينا ، من خلال التركيز على الجانب الضعيف في شخصية الإنسان ، مقدمة ذلك بأسلوب يميل إلى الهزل ، وفي ختام ورقته ، أصر الناقد على ضرورة استيعاب الروائيين الجدد لدرس الشرايبي و زفزاف وشكري ،لإنتاج رواية صادمة تثير القراء ، و تصنع الحدث الثقافي ، الذي يخلق نقاشا في المجتمع.
الأديب والناقد السوري أحمد جاسم الحسين ، الذي أضفى بحضوره الباذخ نكهة عربية على اللقاء ، اهتم في مداخلته بالمقارنة بين ما يحدث في سوريا على الصعيد الروائي و ما استطاع أن يكونه من انطباع على ما استجد في المغرب على هذا الصعيد ، بما أنهما جزء من النسيج الروائي العربي وبعد هذه الجولة المقارنة لاحظ الناقد أن الرواية الجديدة في سوريا حاولت أن تتميز عن روايات الرواد كحنا مينة بمجموعة من السمات .كالجرأة والتركيز على المحلية والمهمش والاستفادة من التقنيات الحديثة.... ويمكن أن نطلق عليها كذلك تسمية رواية أمكنة ، إذ أنها تسلط اهتمامها على بعض الأماكن ذات الطبيعة الخاصة ، كأحزمة الفقر و التهميش ، كما التفتتت الرواية الجديدة إلى التناص بشتى مفاهيمه ، لتخلق نصوصا ذات طبيعة خاصة ومتميزة ، وقد طال التغيير لغتها ، فأضحت تميل إلى لغة اليومي ، هذا علاوة على استفادتها من تفاصيل السيرة الذاتية ، ومن الأسماء التي توقف الناقد على تجاربها الروائية نهاد سريس ، وهيفاء بيطار ، وخليل صويلح ، خليل الرز وسمر يزبك وفيصل خرتش وروزا حسن وإبراهيم العلوش.....وقد ختم الناقد مداخلته القيمة التي قربت الكتاب المغاربة من أجواء الرواية السورية بملاحظة لامعة تمثلت في تقريره بأن التجربة الروائية السورية انتقلت مع الجيل الجديد من النمذجة إلى التجربة؛ وفد حرص الحسين على أن يضع الرواية السورية في تجديدها صمن السياق الروائي العربي المعاصر.
الناقد الادبي محمد معتصم ، ارتضى أن يفتتح مداخلته بمساءلة المحور الذي اختاره الصالون الأدبي كعنوان للقاء ، أقصد "انشغالات الرواية الجديدة " ، فتساءل عن مدى انطباق كلمة "انشغالات " على المنجز الروائي الجديد ، باعتبارها أسئلة عميقة يمكن ،أن تشغل الروائية الجديدة، دون أن يفوته التساؤل حول مفهوم الجدة.
اعتبر معتصم أن الرواية المغربة كانت منذ بداياتها محكومة بالمعطى السير ذاتي ، ليتساءل هل تخلصت الرواية الجديدة من ذلك . ، فيخلص بعد التحليل والمناقشة بأنها لم تتخلص من هذا المكون ، مركزا على أن التفكير في الذات أو من خلالها يعميها على رؤية الحقيقة ، وهذا مايحدث بالضبط للرواية المغربية الجديدة التي تحاول رؤية الذات بالتركيز على الذات أو رؤية العالم من خلال الذات " التذويت" ، وكلاهما ليس في صالح الرواية.وقد حدد الناقد أبعاد الرواية الجديدة في التعدد ، وطغيان السيرذاتي لأن كتابها لم يتمرسوا بعد على الكتابة الروائية ، وتتسم هذ الروايات عموما بالواقعية،محاولا تقديم نماذج منها لروائيين جدد كالكبيري ومليح ومورشيد.
وقد استخلص الناقد في الأخير أن الرواية الجديدة عادت إلى الحكاية، وأنها متشظية و منفتحة لا تعترف بالحدود بين الأجناس .
الناقد محمد زهير لا حظ أن عنوان الندوة يثير كثيرا من الإشكالات ، خاصة فيما يتعلق بمفهوم الجدة ، ليخلص إلى أنه لايمكن وسم الرواية التي تكتب حاليا بالجدة إلا إذا كانت مقومات الكتابة الروائية عندها جديدة ، و استنتج من خلال تتبعه للمنجز الروائي الجديد أنه يتميز ، بشعرية الكتابة ، خاصة على مستوى البناء الروائي ، وأنها مشغولة برهان هموم الكتابة ، ويعني به محاولة النفاذ إلى الأعماق ، وانفساح مجال التخييل ، والتلاعب بالأزمنة و الامكنة ، والانفتاح على الأحلام وأسطورة الذات.

شهادات الروايين الجدد جاءت متنوعة وعميقة حاول كل منهم الحديث عن دواعي الكتابة ، ومبرارات جنس الرواية لديه وتيماته المفضلة ، فقال أحمد الكبيري بأنه يميل إلى الوافعية السحرية ، إلى السخرية للتعبير عن الواقع ، الذي كان قاسيا عليه ،لأنه ترعرع في مدينة تعرضت عبر تاريخها إلى التهميثش ، يقصد مدينة وزان.
أحمد بلعيطوني عبر عن سعادته بتواجده في الصالون الأدبي فحيى الفكرة و عبر عن الحاجة الماسة إلى مثل هذه الصالون ، التي تكسر الطوق المضروب حول المبدعين الجدد على الخصوص.
بعده تدخل حسن أشهبون ،الذي قال بأنه جرب الكتابة في القصة القصيرة ، لكنه لاحظ أنه يتميز بالنفس الطويل في الكتابة، فالتجأ إلى الرواية وهو ينطلق من موهبة الحكي المتأصلة فيه ، وحب الإمتاع ، والكتابة لديه عبارة عن نبش في القبور.
بعد مداخلات النقاد وشهادات المبدعين جاء دور المناقشة التي تميزت بالعمق والثراء ، لامست قضايا متعددة وشائكة ، منها طرائق الكتابة و الاهتمام بالهامشي ودرجة المتخيل ، والبنية السردية وملامح التجربة الجديدة وتيماتها وغير ذلك من الانشغالات .
ختم القاء بعد أن ذكر المنظمون بالموعد القدم الخاص بالحساسية الجديدة في الشعر المغربي ، و الذي سيعقد يوم السبت 12 ماي في نفس المكان.

ليلى ناسيمي
30/04/2007, 04:01 AM
الرواية الجديدة في الصالون الأدبي بالدارالبيضاء بنكهة عربية
نظم الصالون الأدبي لقاء أدبيا حول "انشغالات الرواية الجديدة "يوم السبت 28 أبريل بفضاء بلادي ، حضره نخبة من النقاد و المبدعين والضيوف الذين يتكونون أساسا من كتاب و أساتذة وطلبة.
....................


http://i12.servimg.com/u/f12/11/01/06/72/numeri10.jpg

مصطفى لغتيري
30/04/2007, 10:20 AM
الصديقة ليلى.
أثمن عاليا مساهمتك معنا في إنجاح لقاءات الصالون الأدبي ،من خلال الإعداد للأنشطة والحضور الإيجابي و استقبال الضيوف و المشاركة في النقاش.
تحياتي لك أيتها الرائعة.

هري عبدالرحيم
30/04/2007, 01:09 PM
تحية للأخ مصطفى لغتيري على حرصه إيصال الثقافة ونشرها على عموم المهتمين،والترحيب والجهد المبذولين من طرف كل المساهمين في بعث وإنجاح الصالون أو المقهى الأدبي.
أتمنى أن يستمر العطاء في ظل الإنفتاح على الثقافة،هذا الإنفتاح الذي لا نلمسه في أماكن أخرى .
شكرا جزيلا.
http://i12.servimg.com/u/f12/11/01/06/72/numeri17.jpg

مصطفى لغتيري
30/04/2007, 03:34 PM
أخي عبد الرحيم.
أسعدني ويسعدني حضورك البهي لأشغال الصالون الأدبي ، في انتظار أن نحتفي بك وبباقي الشعراء في اللقاء القادم.
تحياتي القلبية.

د. فدوى
01/05/2007, 02:27 PM
الاستاذ الفاضل مصطفى لغتيري ، تحية تقدير خاصة على سعيكم الحميد لخلق جسر اعلامي هادف لايصال صوت الرواية و من ثم الادب و الثقافة في المغرب ،للقارئ العربي و المغربي على حد سواء ، مع اقتراح خاص : و هو ان يتم الاخبار بانعقاد هذا النوع من اللقائات في قسم زوايا خاصة :((اخبار)) و من ثم اتاحة الفرصة للمهتمين بالحضور فيها ، او بمتابعتها عبر وسائل الاعلام....اما طرح ما تناولته هذه الندوات ، فيمكن ان ياتي في مرحلة لاحقة ،يقدم فيه ملخص عن المداخلات و يتم مناقشة ما تناولته عن طريق الردود التي تتوصلون بها.

مع تقديري و مودتي و احترامي

مصطفى لغتيري
01/05/2007, 04:21 PM
أختي فدوى.
شكرا على اقتراحاتك ، وأظن أن ما تفضلت به هو عينه ما نقوم به الآن.
أتمنى التوضيح أكثر ، وسأكون سعيدا بذلك.
ومرحبا بك في الصالون الأدبي ضيفة أو مشاركة.
تحياتي القلبية.